لغتنا تواكب العصر

نزعة القتل - التمساح فطرة القتل

التمساح   أقيمت بركة لتمثل البراري، فالتماسيح، هي برية بالكامل. ولكنها لا تخشى البشر لأنهم يطعمونها، ما يجعلها أكثر خطورة.   وفي غرب أستراليا، يقول السكان الأصليين أنهم كانوا يولمون على بيض التماسيح في خليج أدمرلتي حيث  مؤكدين أنها لا تضع البيض.  لكن هذا غير صحيح. فهي تضع البيض على مقربة من بعضها. وعندما عثر الآن على أول عش للتماسيح، ظن أنها تبنيه بالذيل والفم، لا يمكن أن نصدق بأنها تجمع التراب بقوائمها الصغيرة، ولكن هذا ما تفعله. تستغرق بضعة أسابيع للقيام بهذا العمل تدريجيا. إنه بيض رائع يبدو بحجم كبير كما أنها مطوقة ما يعني أنها قد خُصبت.   يجب الحذر من الأنثى المترقبة على الشاطئ، ما يؤكد التوتر الناجم عن تربية التماسيح.   لا بد من إعادة البيض كما كان سابقا لهذا توضع علامات عليها لإعادتها كما كانت. تظهر كأنها مطوقة في إشارة واضحة للتخصيب.   المسألة الشيقة الأخرى بشأن مزرعة التماسيح هذه هو أنها مناوبة . عندما تجهز لأول تفقيس التماسيح من البراري، وتصبح الصغار جاهزة لوضع بيضها، وتعاود التفقيس، ثبت بذلك أن تماسيح المزارع قائمة، لتشكل هذه العملية بداية لتربية التماسيح في أستراليا. عند خروج التماسيح من البيض لا تبدو جميعها متشابهة. مع أنها تتمتع بنفس الغريزة التي لدى الكبيرة منها. لا يتغير في حياتها في الواقع إلا حجم الفريسة التي تصطادها. والحقيقة أن هذه الضواري الناجحة لم تتغير كثيرا على مدار السنوات المائتين الماضية.   تبقى المفقسة نظيفة جدا، كما تحظى بمكافحة الفطريات. تضمن هذه العملية الروتينية في مكافحة التلوث مستويات عالية في بقاء الصغار على قيد الحياة.   عندما يضع التمساح البيض تجد أنها شفافة، وبعد أيام قليلة، يحدد الجنين ملامحه فترى طوقا حول البيضة. يستمر الطوق في النمو حتى تصبح البيضة داكنة بالكامل. خلال هذه الفترة يمتص التمساح الكالسيوم من القشرة التي تصبح هشة جدا قبل التفقيس لتتفتت بالكامل. وهكذا يخرج صغير الديناصور متمتع بكل ما يلزم لغريزته القاتلة.   توضع في غرفة الحرارة المعدلة أربعة آلاف بيضة للتفقيس. يتحدد جنس التمساح عبر  الحرارة في  الغرفة وفي العش.   عند خروجه من البيضة يبقى عالقا بالحبل السري، أحيانا ما يتشابك لهذا يفترض قطعه.  نعرف أن داخل أحشائه جزء من صفار البيض، الكفيل بمنح التمساح غذاء كافيا لعشرة أيام بعد الولادة. لا يحتاج إلى طعام خلال أسبوعين.   ثم تأتي الأم لتمسك البيضة في فكها وتحطمها بلطف وحذر لمساعدته على الخروج وحمله إلى الماء، لمساعدته.    هناك تماسيح على مسافة خمسين متر من السكان طول كل منها أكثر من مترين، وهي تسكن هناك منذ سنوات طويلة، وقد رآها الكثيرون دون التمكن من الإمساك بها أو العثور عليها.   يؤدي ارتفاع مستوى المياه إلى اقتراب بعض التماسيح من السكان. الغالبية لا تفعل ذلك ولكن هذا يجب أن يدرك بأن البشر من أسوأ الجيران.    ولكن التمساح يثبت قدرته على المراوغة.    لا تحتاج التماسيح إلى طعام يومي، فالوجبة الجيدة تكفيها لعدة أسابيع.      تساهم وجبات القرش في مساعدة التماسيح على عبور فصل الشتاء.    منع الاستيلاء على التماسيح البرية حتى وقت قصير، ولكن الأعداد تعافت جديا حتى مُنح  الإذن بذلك مجددا، فعاد الأبناء والأحفاد برفقة كبار الطليعة من أصحاب المهارة في تربية التماسيح.    الفيضانات مشكلة لدى جميع التماسيح في العالم، فهي تتلف غالبية البيض. يعتقد أن السبب هو أن أنثى التماسيح تضع أربعة آلاف بيضة في حياتها، وعليها في هذه الفترة أن تحل محل الذكر أيضا. لا ينجح إلا اثنين من كل أربعة آلاف، لتموت البقية جميعها.    يمتد فصل الشتاء من كانون أول حتى آذار، حيث يسقط أكثر من خمسة أمتار من المطر في المنطقة، ما يشكل أزمة لبعض الحيوانات.    يلين التمساح وجبته بأسنانه الساحقة، ثم يبتلعها بلقمة واحدة.    ولكن البحث عن الأعشاش مستمر.  يتضح من عش التمساح أنه خليط من القش والعيدان الجافة التي تمنح الصغار دفئا كافيا وقدرة على الاستمرار لما فيها من حبوب.  هذه مسألة هامة لأن جنس التمساح يتحدد من خلال الحرارة. المدهش في الأمر هو أن انخفاض الحرارة إلى حوالي تسعة وعشرين درجة يولد الإناث، ورفعها إلى حوالي اثنين وثلاثين يولد الذكور، أما ارتفاع الحرارة أكثر فيولد الإناث مجددا. لهذا تتمتع الإناث بفرص أكبر في التفقيس من الذكور في البراري، كما أنها أكثر أهمية بالطبع.    المسألة المثيرة الأخرى هي أن التماسيح هي الزواحف الوحيدة التي تبني العش وتحميه على طريقة العصافير.        رغم قدرة التماسيح على حبس أنفاسها لساعات طويلة، ومع ذلك أحيانا ما تغرق بعد الأسر من شدة الفزع. هذا ما يحدث أحيانا في الشباك.   يجرب التمساح ما يعرف بتقلبات الموت، ما إن يتمكنوا من إقفال الفم حتى يبدأ العمل.   تأسست أول مزرعة للتماسيح منذ عشرة أعوام، وقد بقيت صامدة متقدمة في إنتاج حيوانات مفضلة.   كانت التماسيح في أستراليا تواجه الانقراض قبل ثلاثين عاما، ولكن بعد نجاح تلك التجربة التي بدأوا بها أنقذت هذه المخلوقات، من الانقراض في أستراليا. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل