اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الفضاء الشاسع21:طريق الحليب
 

الفضاء الشاسع

بعيدا عن ضوضاء المدينة وحيث صفير الغيوم وحدها، تتصدر طريق الحليب قلب السماء. هذا الشريط الرقيق من النور هو موطن لنا في الفضاء.
عندما نتأمل طريق الحليب، نرى جانبيا أسطوانة من النجوم. هذه الأسطوانة هي مجرتنا، هي جزيرتنا الكونية.

من فوق، يبدو طريق الحليب لولبيا، فيه عائلة من مائة وخمسين مليون نجم.
نحن جزء من هذه العائلة، شمسنا واحدة من هذه النجوم، وهي تقع عند ثلثي المسافة من وسط المجرة.

يدور طريق الحليب مثل العجلة، بأذرع هائلة تدفع إلى الخارج. ضمن واحد من هذه الأذرع، تدور الشمس حول مركز المجرة، مرة كل مائتين وخمس وعشرون مليون عام.

مثل المدينة، يلمع الوسط أكثر من غيره. تغطيه خمار من الغاز والغبار، وهو ينضح بالطاقة.

المناطق المجاورة لنا هي الضواحي. نجوم هادئة تسير بحياة بسيطة. لا تتميز الشمس عنها. فهي صفراء، عادية، ومتوسطة العمر.

لنأخذ فكرة عن المقاييس، يستغرق النور القادم من الشمس ثمانية دقائق ونصف كي يصل إلى الأرض.

ويستغرق النور من النجوم الأقرب أربعة أعوام وربع العام كي يصل إلينا. يسمي علماء الفضاء هذه المسافة أربعة أعوام ونصف ضوئية.

يبلغ قطر طريق الحليب مائة ألف عام ضوئي. أما المسافة من موقعنا إلى مركز المجرة، فهي ثلاثين ألف عام ضوئي.

ما أن نخوض في الفضاء حتى تفقد كوكبة الجبار تشكيلتها. هذه النجوم التي تبدو قريبة من بعضها البعض هي على مسافة مئات السنين الضوئية من بعضها. ولكن أخذا بالاعتبار اتساع مجرتنا، ما زلنا قريبين من الوطن.

تقع هذه المجموعة من النجوم الشابة، بلياديس، على مسافة ثلاثمائة وثمانين عاما ضوئيا عنا.

بالقرب منها تقع مجموعة هاياديس، نجوم أكبر سنا على مسافة مائة وخمسين عام ضوئي.

ورغم أنه من الأرض يبدو من الهاياديس، إلا أن هذا العملاق البرتقالي يقع على نصف المسافة، إنه ألدبران، وهو أكثر إشعاعا من الشمس بمائة مرة.

يبعد سيريوس أو نجمة اليمانية أقل من تسعة أعوام ضوئية، وهو أشد النجوم لمعانا في سماء ليالينا.

مجرة بارنارد، البالغة الاحمرار، أقل بريقا من الشمس بألفي مرة، كما أنها تسلك طريقها نحو الشمس.

مع استمرارها في التقدم بعد عشرة آلاف عام، سوف تصبح أقرب رفيقة لنا في الفلك.

ولكن في الوقت الراهن ألفا سانتوري هي الأقرب، وهي مجموعة من ثلاثة نجوم تبعد أربعة أعوام وربع ضوئية عنا.

كي نرى مكان ولادة النجوم علينا أن ننظر إلى مجرة أخرى. هذه إم ثلاثة وثمانين، يغطي اللون الزهري أذرعها اللولبية، مناطق ولادة النجوم.

أما في مجرتنا، فهذا هو مهدها.

وهي تعرف بما يحيط بها من غيوم، تعج بالهيدروجين الممزوج بالغبار الأسود. تشتعل النجوم حيث تتعاظم المواد.

إلى أسفل الميسرة بريق نجمة شابة في شرنقتها الغبراء.

هنا، مجموعة جديدة من النجوم البيضاء الساخنة.

ينتشر الغبار الأسود في هذه الغيوم، بعيدا على طول الأفق. تنشرها رياح النجوم الجديدة الغاضبة، ذلك أن ولادة النجوم، عنيفة جدا.

تنفخ معا، في تناسق من حماسة الطفولة، حتى تصفو هذه الفقاعات العملاقة، في الغيوم الحمراء.

نجوم شابة تملأ دائرة بقطر اثني عشر سنة ضوئية في قلب غيوم روسيت.

كلما عظم شأن النجم كلما قصر عمره. نجوم معتدلة مثل شمسنا، تعمر طويلا، أما الهائلة فتموت وهي شابة بعد. بعد أن تستهلك ما لديها من طاقة، تصبح من كبار العمالقة الحمر، لتنتفخ إلى أكثر من حجمها السابق بمئات المرات.

تحاط هذه النجمة، أنتاري، بغيوم من موادها الخاصة، غيوم بانعكاس ذاتي. أنتاري هائلة ومنتشرة جدا لدرجة أنها تتسرب إلى الفضاء.

نجوم مثل أنتاري، الأكبر حجما من الشمس، تتضخم حين ينفذ منها الهيدروجين. فتنتقل إلى الهيليوم والعناصر الأخرى، ولكنها تفقد التوازن، ثم تنمو. تتغلب الإشعاعات التي تدفع إلى الخارج، على الجاذبية التي تدفع إلى الداخل، حتى يحسم الأمر.

يتفجر العملاق الأحمر في الفضاء.

حين يصبح القلب معرضا، فيدمر ويتحول إلى قزم أبيض.

وهذا هو واقع الحال، حيث يتوسط القزم حلقة من الغيوم. هذا ما يسميه علماء الفضاء غيوم كوكبية.

تتمتع هذه بالأجنحة، حتى اتخذت شكل الفراشة، من خلال الرياح العاتية.

وهذه أخرى بأطراف أكثر امتدادا، تحكي قصة عملاق أحمر.

واحد من أكثرها جمالا هي الناجمة عن عملاق أدى إلى غيوم هيليكس.

تعتبر هيليكس مجموعة الغيوم الكوكبية الأقرب ألينا إذ تقع على مسافة ثلاثمائة عام ضوئي من الأرض. لدرجة تمكن من رؤية القزم الأبيض يتوسط صورتها الحالية. القزم الأبيض في أسفل الميمنة، يتمتع بحياة أكثر انشغالا، ذلك أن جاذبيته تسحب المواد من رفيق له، ولكن حين يبلغ الأمر حد الأزمة..

ينفجر كمستسعر. ويبقى النجمين أحياء، ثم تتكرر العملية.

النجوم الكبرى تتعرض لانفجار أكبر. يتمتع هذا العملاق الأحمر بحجم يوازي عشرة أضعاف حجم الشمس. تعيش الشمس عشرة بلايين عام، أما هذا النجم فعشرين مليون فقط. إنه يغضب بسرعة، ثم ينتهي.

الانفجار هو سوبر نوفا أو المستسعر. هنا في غيوم الحطام، جرت مراقبة السوبر نوفا من الصين عام ألف وأربعة وخمسون. أما حطامها فهي الغيوم.

يبقى وميض على قيد الحياة بين الحطام، وهو يدور ثلاثين مرة في الثانية، كبقايا كثيفة من أثر النجم الأكبر. تحيط به، أسطوانة من المواد، وأخرى تحلق من القطبين.

بعد أن درب على حطام الغيوم، اكتشف تلسكوب هابل الفضائي المزيد. يشير إخفاق الزمن إلى موجات من الوميض، جزيئات تدور من الأسطوانة بسرعة قريبة من سرعة الضوء، لتغوص في الفضاء، عبر الحقل المغناطيسي.

وهنا، مواد من أصول قطبية، تضرب مواد أبطأ منها في الحطام.

الخطوط الأنيقة لتحليق سغنوس، أحد بقايا مستسعر آخر. ليخرج بهذا الخلود، على النجم أن يتمتع بحجم يوازي ثمانية أضعاف حجم الشمس، النجوم الكبرى وحدها تتحول إلى مستسعر.

حجمه الذي يوازي مائة ضعف لحجم الشمس، ووجود غيوم من المواد الهائلة حوله، تجعل الظروف ملائمة لديه فهو يتمتع بالأعراض اللازمة.إنه النجم إيتا كريني، الذي قد يصبح المستسعر المقبل.

وعندما ينفجر، سيخرج الحطام إلى ما هو أبعد من مسرح الوميض. سيتميز بكثافة هائلة، لدرجة أنه سيفتح ثغرة سوداء،

الولادة والحياة والموت في مجرتنا. ولكن أعداد المجرات في الكون تفوق أعداد النجوم في طريق الحليب.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster