سوبر نوفا المستسعر . موت كوكب عملاق هائل يوازي مائة ضعف لحجم الشمس، لتنتشر أشلاؤه عبر الفضاء.
ولكن بعد الكارثة، تأتي إعادة التوالد، حيث من الحطام تقوم كواكب أخرى .
إنها تشتعل في مناطق كهذه. غيوم من الغاز والغبار، تعززها السوبرنوفا.
يحمل الانفجار معادن كالحديد والذهب. عناصر ثقيلة لا توجد إلا في الكواكب الكبيرة جدا.
وهكذا، يزرع المستسعر بذور خريفه.
في هذه الولادة، تتحطم مجموعة من الصخور الفضائية بتأثير من جاذبيتها. على شكل اسطوانة، يبدأ بريق كوكب باللمعان في الوسط. ومن حوله تنمو الحلقات، لتتحول لاحقا إلى كواكب.
بهذه الطريقة نمت منظومتنا الشمسية. لحسن الحظ أن الأرض ولدت في المنطقة الزرقاء، حيث الحياة أمر ممكن.
أمطار من المذنبات جاءتنا بالماء. ربما كانت الأنوار حافزا للحياة.
بداية كان مجالنا الجوي مليء بثاني أكسيد الكربون.
ولكن الأرض انتفعت من الانفجار الفضائي. فنحن أثرياء بالكبريت والسولفر، وهي عناصر هامة بالنسبة للخلايا الحياة.
مع تطور هذه الخلايا إلى أشكال أعلى من الحياة، بدأت النباتات الخضراء تتنفس الأكسجين من الهواء.
تحولت الأرض إلى المولد المناسب للحياة. إنها ليست ساخنة جدا، وليست باردة. فنحن على مسافة مناسبة من الشمس.
لا يمكن أن نقول ذلك عن المريخ.
فهو صحراء متجمدة وقاحلة حيث بالكاد تصل درجة الحرارة إلى الصفر في أكثر الأيام دفئا.
يقع المريخ خلف منطقة الحياة.رغم ذلك فمنذ بضعة قرون، كان بعض علماء الفلك يعتقدون أن في المريخ سكانا، وحضارة حفرت شبكة من القنوات لجلب المياه من القطبين.
إلا أن هذه القنوات الخيالية، لم تر يوما كوكبا أخضر. مع أن المريخ ربما امتلك يوما محيطات، وربما عاشت فيه أنواع من المكروبات.
من المحتمل أن تكون المحيطات قد اختفت، لأن المريخ صغير جدا. ضعف الجاذبية سمح للمجال الجوي بالتسرب إلى الفضاء. بعد أن فقد عناصر التدفئة ، تجمد الكوكب الأحمر بالكامل.
ما زالت الطبقات القطبية واضحة للعيان، ولكن العلماء يعتقدون بأن احتياطي هائل من المياه ما زال متجمدا تحت السطح. ومن يدري، ربما كانت الميكروبات تعيش هناك، أو ربما نجد أحفور أو اثنين.
لكن إذا ما عثرنا على حياة جديدة في النظام الشمسي، من المحتمل جدا أن تكون هنا.
هذا هو السطح الرائع لأوروبا، أحد أقمار المشتري.
رغم أنه أصغر من كوكبنا بقليل، إلا أن ثلوج المياه تغطيه بالكامل، وربما بلغت سماكتها عشرات الكيلومترات.
يبدو هذا الجليد المتراكم على الأرض مشابه جدا. وهناك محيط يكمن تحته.
إذا كان أوروبا مشابها، فلا بد من وجود بحار هائلة تحت سطحه الجليدي. ومن المحتمل أن تكون دافئة، تسخنها الأنشطة البركانية.
كما في المحيطات على الأرض، حيث تعزز أجواء الدفء بعض أشكال الحياة البدائية. عضويات تتغذى على الطاقة الكيميائية بدل الطاقة الشمسية.
لا بد من استكشاف أوروبا.
إلى الداخل والخارج. نحن الآن بعيدين جدا عن حرارة الشمس، لدرجة أن الحياة لا يمكن أن توجد هنا. لقد وصلنا إلى زحل، حيث الحرارة في غيومه تصل إلى مائة وثمانون درجة تحت الصفر.
ولكن غازات العملاق ، ليست ما يشغلنا، فنحن في الطريق إلى أكبر أقمار زحل، التيتان.
التيتان، هو مختبر لجذور الحياة.
يبدو أنه مكان غير مناسب فالحرارة على السطح تزيد عن مائتين تحت الصفر. ولكن المجال الجوي لتيتان يحتوي على كثير من الهيدروكربون. وهو يتفاعل مع أشعة ما فوق البنفسجية من الشمس. تفاعل الضوء الكيميائي يؤدي إلى جزيئات عضوية. هذه المركبات التي تعتمد على الكربون هي المرحلة الأولى من أجيال الحياة. ولكن التيتان بارد جدا كي نزوره في المرحلة التالية.
التيتان أشبه بالأرض في جموده العميق.
المجال الجوي غني بالنيتروجين مثل الأرض. وهو يحتوي على جزيئات الماء. هنا بالأزرق، تراث المذنبات. عناصر المراحل الأولى للأرض موجودة هنا. كل ما تحتاجه كي تنبعث الحياة هو الدفء.
سيحصل على الدفء بعد خمسة بلايين عام، عندما تتحول الشمس إلى عملاق أحمر ملتهب.
منذ عام ثلاثة وثمانين وهذا الصحن يتنصت على ما هو بعيد عن الأرض. وما وراء المنظومة الشمسية.
بعثنا برسائل مع مركبات بايونير وفواياجير الفضائيتان. ولم نسمع أي رد بعد من قبل النجوم.
رغم ذلك فهناك دلائل على أن نجوم أخرى تحوي كواكب. لا بد أن يكون من بينها كوكبا شبيها بالأرض. هذا الكوكب الذي تشكل بين النجوم، ولد في غيوم فضائية كهذه، غيوم من الغازات والغبار، التي تسود مجرتنا.
ما يحفز علماء الفضاء هو أن هذه الغيوم تحتوي على العوامل التي تبني الحياة. فهي تحتوي على المياه، والجزيئات العضوية.
ما أن يتشكل نجم في وسط غيوم من الحطام، لتدور الأسطوانة في المركز، الخالي من الحطام.
هذا الحطام، يبني الكواكب.
هذا نجم حقيقي، باسطوانة كوكب نموذجي.
وهذا آخر، كلاهما صور التقطها تلسكوب هابل.
هذه الرسوم مأخوذة عن نجمة بيتا بيكتوريس. في نقطة المركز لاسطوانته، هناك مدار للكواكب.
قد لا نتمكن من رؤية كوكب ما، ولكنا نعرف أنه هناك لأن جاذبيته تؤثر بالنجم، فيهتز هذا الأخير.
يتعرف رجال الفضاء على الارتجاج، من خلال التذبذب الحاصل.
تميل النجمة إلى الزرقة حين تقترب منا، وإلى الاحمرار حين تبتعد.
صورة هابل هذه، توحي بالأحجية. فهي تشير إلى وجود نجمتين قذفتا بكوكب. يدلنا الذيل عليه. هل هذه أول رؤية مباشرة لكوكب خارج منظومتنا الشمسية؟
هذا ليس كوكبا، ولا يمكنه أن يعزز الحياة. مع أنه يوازي خمسون ضعفا حجم المشتري، ولكنه صغير على أن يكون نجما.
لم نعرف حتى الآن، أيا من المجرات التي استكشفت فيها كواكب، ما يمكنه أن يعزز الحياة. هذا الكوكب يدور في فلك قريب.
مشكلة هذا الكوكبة هي في بعد مداره الفلكي.
ولكن عندما نحسن عملا في الأرض كونه كوكب، سيبدو لنا أكثر غرابة، مما كنا نتوقع.
--------------------انتهت.