|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الفضاء الشاسع
يسبح بين المريخ والمشتري، حزام من الكواكب السيارة كل في مداره. هي صخور يعود تاريخها إلى ولادة المنظومة الشمسية. إنها تعيش حياة هادئة، رغم وقوع الحوادث بينها. اصطدام أو ارتجاج ناجم عن جاذبية المشتري. تخرج الكوكب السيار من مداره. بعد أن تسحبه جاذبية الشمس وبدفع من المريخ، يتحول هذا الجبل الفضائي إلى ما يشبه القذيفة. قبل خمس وستين مليون عام. شهدت عشرة كيلومترات من الصخور والمعادن حالة اصطدام في الأرض. ما جاء بأيام سوداء على الديناصورات. تعرضت الأرض لشتاء فضائي، وإبادات شاملة. هذه أنباء جيدة، ذلك أن القمر أبطأ من سرعة دوران الأرض، ما عجل في تطور الحياة. يمكن من خلال التيليسكوب، رؤية هذه الصخور بوضوح تام. هناك ثلاثين ألف حفرة تغطي سطح القمر. كل منخفض يشهد على اصطدام ما. بما أنها لم تتآكل بسبب احتكاك الماء أو الريح، ما زالت تسجل وقع الضربات الفضائية. لو أن الأرض تلقت هذه النسبة من الضربات في الكيلومتر المربع، لفقدت مجالها الجوي، والبحار والنباتات والحركة الجيولوجية، ليصبح هذا العالم كوكبنا. ما زالت الصخور تصطدم بالكواكب حتى اليوم. إليك المشتري عام أربعة وتسعين. ما أدى إلى هذا السلسلة من اللؤلؤ.
اكتشفت قبل عامين من ذلك، وهي بقايا من المذنب نفسه: شوميكير ليفي تسعة. حين مر على مسافة قريبة، شطرته جاذبية المشتري إلى أكثر من عشرين قطعة. وكأنه غبار، تمتصه مكنسة كهربائية. لتتوجه صخوره إلى الكوكب، بسرعة ستين كيلومتر في الثانية. لولا وجود قوة الجاذبية لدى المشتري، لتكاثرت أعداد المذنبات التي تصطدم بالأرض. تخيل هذه البقع على سطح كوكبنا الصغير. الهالة التي تنجم عن الاصطدام. تزيد من شعلة الشفق. والموجة الناجمة عن الصدمة، توازي حجم الأرض. تخيل النتائج لو أن هذه الصخور اصطدمت بنا. عام اثنين وسبعين، كادت هذه الصخرة الفضائية تفعل ذلك. كان قطرها يبلغ ثمانين مترا وهي تتحرك بسرعة عشرة كيلومترات في الثانية، ما يعني أنها تستطيع أن تحطم مدينة كاملة. من حسن الحظ أنها انحرفت عن المجال الجوي الخارجي، ثم عادت إلى الفضاء. ولكنها انشطرت وجرى لملمة أجزاء الصخور التي تألفت منها وتمكنت من الوصول إلى الأرض. أكثر من ألفي كيلومتر مربع من الغابات الغير مأهولة، سويت بالأرض. لو أن ذلك جرى في لندن، لقتل الملايين. يعج فضاء الأرض بمجموعات من المذنبات والنيازك العابرة. مقابل كل واحد منها، هناك عشرون سيتم اكتشافهم لاحقا. يهدد بعضها بالقضاء على الكرة الأرضية بالكامل. ولكننا ، على خلاف الديناصور نستطيع التصرف. الأسلوب الآخر هو إرسال مظلات عملاقة تثبت على سطح النيزك المعادي. ولكن لنفترض أن الإنذار جاء متأخرا، وأن صخرة فضائية ستصطدم بنا خلال أسابيع. هل نلجأ إلى الخيار النووي؟ تعتبر هذه الضربة الخام والبسيطة والسلاح الأخير، ستشكل ما يشبه الضربة المباشرة، ولا أحد يعرف ما إذا كانت ستحمي الكوكب. بقطر عشرة كيلومترات، وسرعة عشرين كيلومترا في الثانية، يجعله بحجم قاتل الديناصورات.
المهدي المنتظر. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م