|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الفضاء الشاسع
جارنا الأقرب.
وشريكنا في الفضاء. إنه قريب لدرجة سمحت لنا بإنزال اثني عشر رجل على سطحه، ثم عادوا إلى الأرض سالمين.
ربما كان القمر الشريك الأصغر للأرض، ولكنه يشدنا جميعا إليه. سلحفاة البحر تخرج إلى الشواطئ مع اكتمال القمر كي تضع البيض بين الرمال. حيث يرتفع المد ويصبح التلقيح أفضل للصغار.
لا يؤثر القمر بدورات الحياة وحدها، بل وفي المد والجزر والمحافظة على الوقت. بعد أن أبطأ تدريجيا دوران الكوكب، أطال القمر يومنا من ست ساعات إلى أربع وعشرين ساعة. بعد بلايين السنين من الآن، سيتمكن القمر من مضاعفة ساعات اليوم حوالي خمسين مرة.
بمساحتها التي تبلغ اثني عشر ألف وسبع مائة كيلومترا، توازي الأرض أربعة أضعاف قطر القمر، كما أنها أضخم منه بثمانين مرة.
حلق عشرة مرات حول خط الاستواء، لتعرف المسافة التي تفصلنا عن القمر. هذه هي مراحل القمر. إنها مؤثرات الظل الناجمة عن إنارة الشمس لجزء من القمر. هنا تنير من الميسرة. عندما يكمل القمر دورته الفلكية بسبع وعشرين يوما، ينير نصف الكوكب. هذا ما نراه من الفضاء. إلا أن نسبة الجزء المنار الذي نراه من الأرض، تتغير يوما فيوما هكذا. بما أن للشمس تأثيرها، فإن المد والجزر من أفعال القمر بشكل رئيسي.
تقتصر المدة هذه المرة على ست ساعات فقط تفصل بين مرحلتي المد والجزر. يحصل المد والجزر مرتين في اليوم في جميع أنحاء العالم، نتيجة تأثير جاذبية القمر على المحيط. فهي تنساب نحو كلا جانبي الكوكب، وتنشد وجهة القمر نتيجة دوران الكرة الأرضية. ولكن سحب الجزر يبطئ من الدوران. في الوقت نفسه يبتعد القمر عن الأرض، ما سيؤدي إلى دوران كوكبنا مرة واحدة كل سبع وأربعين يوما. يتعرض كوكب الأرض، إلى تأثير آخر من قبل القمر، فهو يجعل محوره يتذبذب. تستغرق الدائرة ما يقارب ست وعشرون ألف عام. ما يعني أن النجمة القطبية التي اليوم هنا، لن تتواجد في الغد. حلقة فلكية من الصخور الحمراء تشكلت حول الأرض بعد أن اصطدم بنا كوكب يوازي نصف حجم الأرض. يعتقد أن هذا الاصطدام هو السبب في تشكيل القمر. الذي تصلب من خلال قشرة وإطار انطلقت من الكوكب، ومن الصخور التي كثرت في بداية عهد المنظومة الشمسية. هذه طفولة قمرنا. بعد أربعة بلايين عام ونيف مازال يحمل آثار تلك الصدمة، في المناطق الداكنة وما يطلق عليها بحار القمر. هذا ما تبدو عليه لأن داخل القمر حينها كان سائلا. مثل ما تحتويه البيضة. فعندما تتعرض القشرة للصخور الفضائية تمتلئ البركة التي تنجم عن ذلك بالحمم التي تأتي من تحت. ثم تتصلب في بحر، تشكل من صخور داكنة. توقفت هذه العملية قبل ثلاثة بلايين عام، مع تصلب باطنه. هذا هو سطحه اليوم. لا يتآكل سطحه بالرياح أو المياه، وهو قاحل من النباتات. لهذا تسجل على سطحه الصدمة بعد الأخرى بعد الأخرى بعد الأخرى. كل هذه الفوهات الجديدة تعلو فوهات قديمة.
هناك فوهات داخل أخرى. تتوسط هذه الحفرة التي يبلغ قطرها تسعون ميلا، فوهة أخرى سجلت لاحقا. وهذه صفعة كالحصاة في الوحل. تعرف هذه الفوهة بلقب تايكو، بالمقارنة مع حفر قديمة سودتها الشمس، تعتبر هذه الحفرة أشد لمعانا وحداثة. فهي تنجم عن قوة الصدمة، وهي الأنصع بياضا على وجه القمر.
هذا وادي الألب.
مع أنه ليس واد على الإطلاق بل تصدع عبر الألب في القمر.
تعرف الصخور الأصغر حجما بالجداول. من المحتمل أن تكون يوما قنوات قديمة للحمم.
هنا يمكن المقارنة بين نعومة البحر وقسوة المرتفعات. حلقنا فوق الألب نحو فوهة بلاتو الداكنة. ولكن هذا مكان منعزل، قاحل، ساكن، ميت. تصل الحرارة فيه نهارا إلى مائة وعشرون درجة، لتهبط في الليل، إلى مائة وستين تحت الصفر. أما الجاذبية فتوازي سدس قوتها على الأرض. عام تسعة وستين، توجه رجال الفضاء بوز ألدرينو ونيل أرمسترونغ ومايكل كولين نحو القمر. بعثة أبولو أحد عشر. بعد ثلاثة أيام ونصف، هبط أرمسترونغ وألدرين من فلك القمر على متن مركبة الإنزال إيغيل. تفادى أرمسترونغ منطقة الحفر بحثا عن منطقة آمنة للهبوط. وسجلا حدثا تاريخيا.
=نسمع ما تقوله إيغيل. هذه خطوة إنسان صغيرة، ولكنها إنجاز كبير للجنس البشري. جرت ستة عمليات هبوط على القمر، حققت إنجازات عظيمة. ولكنها على صلة أكبر بالأعلام وآثار الأقدام منها بالدراسة والعلوم. ولكن مع نهاية كل مهمة، بعد الانضمام إلى غرفة القيادة، كانت مركبة الإنزال تصطدم بسطح القمر. كانت الصدمة، تقرع القمر كالجرس، ما يشير إلى وجود صخور مسحوقة مباشرة تحت السطح. هي صخور تهتز. ولكن القمر صلب. وقلبه من المعدن. حمل رجال الفضاء معهم أكثر من ثلاث مائة وثمانون كيلو من الصخور إلى الأرض. هي نماذج إما أن تكون بركانية، أو نتيجة ارتطام صخري. عام ثمانية وتسعين، أرسل بروسبيكتور إلى القمر.
بحافز من هذه الخرائط الجيولوجية التي رسمت في مرحلة مبكرة، تم التركيز على البحث عن ثلوج قمرية. هذه الصورة، عززت الاحتمال. فالدائرة هي بركة إيتكين، إنه منخفض هائل في القطب الجنوبي. أكد بروسبيكتور هذه الفكرة. تحتوي أتكين على ملايين الأطنان من المياه، ولكنها مخزنة عميقا وجليدية، ومحصورة بين الصخور. هذا ما يحدث أيضا في القطب الشمالي. غادر آخر رجال الفضاء القمر عام اثنين وسبعين. بعد لا بد من العودة بعد التأكد من وجود المياه. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م