اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الفضاء الشاسع3:الزهرة
 

الفضاء الشاسع

الزهرة، كوكب بالخمار.

الزهرة، غارق بالدخان، وغطاء جوي من ثاني أكسيد الكربون. الزهرة، تحدد شكله البراكين.

الزهرة، حيث الحرارة أربع مائة وثمانون درجة، ليلا نهارا، رغم أن الشمس لم تخترق يوما أجواءه السامة هذه.

الزهرة أشبه بالأحجية، فهو يدور مرة كل مائتين وثلاثة وأربعين يوما، رغم أن الغيوم تتسابق حول الكوكب متسارعة. بما أن قطره يبلغ اثني عشر ألف كيلومترا، فإن مساحته تكاد توازي مساحة الأرض، ولكن هذا التوأم يختلف جدا.

ربما كان الزهرة يوما مثل الأرض، يتشكل من محيطات وقارات وسماء زرقاء صافية. فأي جحيم أصاب هذا الكوكب؟ ما الذي غيب ملامحه؟

ولماذا يدور في الاتجاه المعاكس؟

من الأرض، يمكن أن نرى الزهرة أكثر الكواكب لمعانا في الليل. وكما هو الحال بالنسبة لزميله المراوغ عطارد، يمكن رؤيته بوضوح بعيد الغروب وقبل بزوغ الفجر.

لا يعلو أيا منهما فوق الأفق، نتيجة موقعيهما بين الأرض والشمس.

يتسابق عطارد حول الشمس، أما الزهرة الذي يبعد أكثر، فيستغرق أكثر، مائتان وخمس وعشرون يوما. يبعد فلكه مائة وثمانية ملايين كيلومتر عن الشمس.

وأحيانا ما يعبر الزهرة من أمام كوكب الشمس.

عام ألف وسبع مائة وتسع وستون لاحظ الكابتن جيمس كوك انتقالا للزهرة شكل بداية لوحدات القياس العالمية المعاصرة.

قورنت ملاحظاته من المحيط الهادئ، بالمقاييس التي أخذت من أماكن أخرى، ومن خلال علم المثلثات وحده، كشف الفارق بخط العرض المسافة بين الأرض والشمس.

بدأ رفع الخمار عن الزهرة، بالرادار. في بداية الستينات تمكنت الإشارات من اختراق الغيوم الكثيفة حول الزهرة. حصل علماء الفلك على أول صورة لسطحه، ومعها اكتشاف أن كوكب الزهرة يدور في الاتجاه المعاكس للأرض.

عام ستة وستون، بدأ الاتحاد السوفييتي يرسل المراكب عبر الغيوم. عرفت ببعثات فينيرا. وقد سجلت غلافا جويا أكثر كثافة من الأرض بتسعين مرة. ما حطم العديد من هذه الكواكب.

حتى تمكنت عربة خفيفة من التقاط هذه الصور. هذه قطع تغطيها قذائف الحمم.ما يوحي بأن الزهرة كوكب بركاني. نقلت هذه الصور إلى الأرض قبل لحظات من أن تتلف الكاميرا. ذلك أن الآلات لا يمكن أن تعيش هنا، ولا البشر أيضا.فإذا تمكن أحد من الوصول إلى سطح الكوكب، سوف يتحطم على الفور.

وما يزيد الأمر سوءا هو أن طبقات الغيوم الخارجية مشحونة بحامض الكبريتيك.

لدينا بعض مواقع هبوط فينيرا على خريطة الرادار هذه. وهي تقدم صورة عن كوكب من السهول، فيه بعض المرتفعات. أما المناطق المرتفعة لدينا على الأرض، فهي تشكل سبعة قارات. ولدى الزهرة بالمقابل، اثنتين فقط.

عام تسعين، أرسل رسام الخرائط الأمريكي ماغلان.

حول ماغلان صورة فينيرا هذه إلى هذه. بعث الحياة بمعلومات الرادات. يمكن أن نرى سطح الكوكب، ونحلق فوقه.

الزهرة، مصور على الكمبيوتر. بمرتفعات مبالغ فيها، كما اضيفت إليه الألوان. أما التضاريس فهي دقيقة فعلا.

فقد تم نسخها عبر ميغلان من الفلك، بالرادار للصور، ووحدة قياس للمرتفعات.

ثلاثة فوهات متقاربة، غريبة في الزهرة، لأن أكبر الصخور الفضائية فقط، يتمكن من الوصول إلى السطح. بينما يتبخر الباقي في الغلاف الجوي الكثيف.

خطوة بعد أخرى، وصورة بعد أخرى، تمكن ميغلان من تصوير ملامح الكوكب.

البراكين بما يحيط بها من حمم مشعة.

فوهة كيلوبترا، الذي تغطي حلقاتها الحمم.

هناك دلائل عن النشاط البركاني في كل مكان.

يؤكد ميغلان أن الزهرة أشد الكواكب بركانية في المنظومة الشمسية.

تشتعل البراكين هنا لبلايين السنين، ولا أحد يعرف السبب. ربما تستمر بقذف الحمم، ليفاقم الكبريت الأجواء السامة. تغير الحمم ملامح السطح مرة بعد أخرى، وقد تصلب جزء منها خلال نصف البليون عام الأخيرة. رغم البراكين، فإن السهول تغلب على كوكب الزهرة. مثل أعماق المحيط، تلينه حركة التيارات.

هنا حملت رياح الزهرة الرماد البركاني من الفوهة المشتعلة.

يبدو أن هذه الحمم المرتفعة قد سحقت بتأثير من الغلاف الجوي المثقل.

أشبه بالكعك في براميل الدبس.

بعد إنجاز المهمة الموكلة من الرادار، توجه ميغلان إلى مهمة جديدة. وهي وضع خريطة للجاذبية.

كانت تهتز في فلكها، لأن الكثافات المتعددة للصخور، جعلتها تتعرض لقوة جاذبية مختلفة. وهكذا قام ماغلين بتحليل هيكلية وتركيبة ما تحت السطح.

يبدو أن الزهرة في الأعماق شبيه جدا بالأرض، بكثافته المشابه، وقشرته، وإطاره، وقلبه أيضا. فهو صلب، ربما كان مزيجا من الحديد والنيكل. ولكنه على خلاف الأرض، لا يحوي طبقة مصهورة فوق الصميم. ما ينجم عن ذلك، ألا يكون لكوكب الزهرة اليوم، أي حقل مغناطيسي يستحق الذكر.

شهد تشرين أول أكتوبر من عام أربعة وتسعين، انتهاء مهمة ميغلان، فقامت بعمل كاميكازي الانتحاري، وسط غيوم الزهرة.

يضع المريخ والأرض والزهرة، حدود منطقة العيش في المنظومة الشمسية.

يقع الزهرة، الأقرب من الشمس، في منطقة الحد الداخلي، ولكن هل احتوت يوما على المياه والمحيطات والقارات؟

ربما كانت على هذا الحال قبل بلايين السنين. تقول نظرية بأن الشمس، الأشد حرارة والأقرب منه إلى الأرض، بخرت المياه ببطء شديد. ليملأ بخار الماء الغلاف الجوي الأعلى. وقد انشقت هناك متأثرة بحرارة الشمس، لتسرب الهيدروجين إلى الفضاء.

بعد أن أخرج ثاني أكسيد الكربون من المحيطات، زادت كثافة الغلاف الخارجي، ما يحول دون خروج الحرارة. ويشكل هروبا لتأثير غرفة النباتات.

الزهرة، عالق في فرن ضغط عملاق.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster