|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الفضاء الشاسع
اقتصر النظام الشمسي في البداية على دائرة من الغاز والغبار.
ولكنه أخذ يتماسك شيئا فشيئا، حيث انضمت الكتل الصغيرة إلى تجمعات أكبر منها.
فتشكلت الكواكب. بعد سنوات تقارب الأربعة بلايين ونيف، هذا هو عطارد الكوكب الأقرب من الشمس. خلف عطارد هناك ثلاثة أجسام صخرية أخرى. الزهرة، والأرض، والمريخ. من الجانب الآخر نجد عملاق الغاز، المشتري، ثم زحل، بحلقاته.
بعد ذلك نحو الكواكب الخارجية وهي أورانوس، نيبتون، وبلوتو. وبعدها نحو المخزون الثلجي الذي يعرف بحزام كويبر.
هذه نفايات النظام الشمسي، مذنبات أورت كلاود، كريات من الثلج عمرها بعمر الكواكب. هذا ما هو عليه النظام الشمسي من حال. عطارد، وكواكب داخلية أخرى، ، تتركز من العناصر الأثقل. وحدها الأخف وزنا التي تصل إلى المشتري وما بعده. الكوكب الأقرب إلى الشمس، هو عطارد، الذي يتشكل من الصخور الصلبة. في الليالي الصافية، يمكن أن نرى عطارد على الميمنة، والزهرة في الأعلى. وهي تحلق في السماء، قريبا من الأفق. عطارد هو الكوكب الذي تصعب جدا رؤيته، بالكاد يمكن رؤيته عند ساعات الغروب أو الفجر. إذا ابتعدت عن الأرض، يتضح الأمر تماما. فنحن لا نرى أكثر من جزء بسيط من فلكه حول الشمس. يستغرق الزهرة، وهو الكوكب الثاني من الشمس، مائتان وخمس وعشرون يوما ليكمل دائرته الفلكية. أما عطارد فيحتاج إلى ثمانية وثمانين. أحيانا، عندما يكون على مستوى بين الأرض والشمس، نشاهده يعبر من أمام كوكب الشمس. يشبه عطارد شكليا القمر لدينا. فهو صخري تغطي سطحه الفوهات. أما في داخله فهو كالأرض، يتمتع بباطن غني بالحديد. يوازي هذا الباطن حجم القمر، يشكل الحديد سبعون بالمائة منه، ما يجعله الأشد كثافة بين الكواكب. تفصل الشمس، التي هي المركز المحوري للنظام الشمسي، مسافة ثماني وخمسون مليون كيلومترا عن عطارد. ولكنها تبعد أكثر بكثير عن كوكب الأرض، وقد أرسلنا قمرا صناعيا واحدا إلى هناك. عام ألف وتسع مائة وثلاثة وتسعين انطلقت مهمة تين مارينير، عن سطح الأرض، متجهة إلى كوكب قريب جدا من الشمس. بالاعتماد على الهيكلية الفلكية، لم يستغرق مارينير أكثر من ثلاثة أشهر للوصول إلى الزهرة . بالاعتماد على خدعة في الجاذبية، ساهم فينويس في دفع القمر الصناعي نحو عطارد. تم اللقاء الأول في آذار مارس من عام أربعة وتسعين. أجرى مارينير ثلاثة جولات مكوكية حوله، والتقط هذه الصور. يتميز عطارد بتضاريس أشبه بخنادق ساحات القتال، التي حرقتها أشعة الشمس القريبة، كما تكثر فيه الفوهات والتصدعات والبرك. هذا جانب من كالوريس، وهو مشهد صدمة تركت حلقات، يبلغ قطرها ألف وثلاث مائة كيلومتر. أما السبب في ذلك فهو اصطدام في الكوكب، هي كتلة من المواد البدائية.اصطدمت هذه الكتلة كالصاعقة في المراحل الأولى من حياة الكوكب. هي صفعة تبلغ من العمر أربعة بلايين عام. تقع فوهة الزولا في أعلى الجانب الأيمن، وهي صدمة أصغر حجما. وهذه علامات قذائف، أو مواد خرجت من الفوهة. تتوسط هذه الفوهات تصدعات بأحجام هائلة.
عطارد مليء بالتصدعات، التي نجم أغلبها عن اصطدام كالوريوس، الذي ربما أدى إلى هذا السهل من الحمم، وهي صخور ذائبة تصعد من الأسفل. ولكن غالبية السهول التي تعود إلى عصر ما بعد كالوريس، تشكلت من تصدعات أطلقت بحارا من الحمم. بالمقابل، نجد أن مرتفعات عطارد تتميز بالنتوءات البارزة والحادة .المراحل التي شكلت هذه السهول تعود لبلايين السنين. علما أن البلايين الثلاثة الأخيرة، لم تشهد نشاطات بركانية. يسود عطارد الجمود التام، وهو صلب في باطنه. وكل ما يبدو على السطح، ناتج عن قذائف موسمية من الفضاء، تؤدي إلى فتحات كهذه. يشير السهم إلى بطء دوران عطارد حول نفسه، فهو يدور مرة ونصف حول نفسه خلال دورة كاملة في الفلك حول الشمس، ما يؤدي إلى رزنامة جنونية. يعني ذلك أن طول اليوم في عطارد يوازي ضعف طول السنة. فبينما يستغرق اليوم فيه مائة وست وسبعون يوما من أيام الأرض، نجد أن عامه لا يتجاوز الثمانية وثمانين يوما. والأغرب من ذلك، أنك إذا وقفت في عطارد، سوف ترى الشمس وكأنها تقلصت في السماء. يعود هذا للمسافات المتعددة للشمس. ذلك أن فلك الكوكب بيضاوي الشكل. تبدو الشمس أكبر حين يدور الكوكب بالقرب منها، وحين بيتعد، تصبح الشمس بنصف حجمها. وهناك ظاهرة أشد غرابة، عندما يمر عطارد بالقرب من الشمس، تتزايد سرعته، ثم يبطئ من جديد. أما النتيجة على الكوكب، فهي بزوغ الفجر مرتين. الاقتراب من الشمس، يعني أن عطارد ساخن. يمكن أن تصل الحرارة في خط الاستواء ساعة الظهيرة إلى أربعمائة وثلاثين درجة. بينما تصل حرارة الكوكب إلى ست مائة درجة، ما يجعله الأكثر سخونة بين كواكب المنظومة الشمسية. أما في منتصف ليل المنطقة الداكنة، فيمكن للحرارة أن تهبط إلى مائة وسبعون درجة تحت الصفر. رغم ذلك، هناك علماء يؤكدون وجود الثلج في عطارد، هي ثلوج محمية باستمرار من أشعة الشمس الحارقة. تؤكد الرادارات المثبتة في الولايات المتحدة وبويرتو ريكو، وجود الثلوج في المناطق القطبية. إذا ما وجد الثلج، فلا بد أن المذنبات هي التي جاءت به. وهو مخزن في مناطق الظل الأبدي، داخل الفوهات القطبية. للتأكد من ذلك لا بد من إرسال بعثة أخرى إلى عطارد. فالمراقبة عبر أجهزة الرؤية الكبيرة شبه مستحيلة، ذلك أن الكوكب قريب جدا من الشمس. من سيخاطر بنظره أمام عدسات التكبير في المنظار؟ القطر البالغ أقل من خمسة آلاف كيلومتر، يجعل من عطارد أصغر الكواكب الداخلية. غشاؤه الجوي يتميز بغرابة توحي بعدم وجوده، وله حقل جاذبية يوازي واحد بالمائة من حقل جاذبية الأرض. كل ما نعرفه عن عطارد جاء بفضل مارينير تين. وهي بعثة تركت أكثر من نصف الكوكب، بحاجة لتصويره بعد. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م