|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
من فيلم بليد 2
مؤثرات خاصة فتاكة تحول الخيال إلى حقيقة. يجول
الحصّادة في ليالي بليد تو، يقودهم متعطش الدم نوماد الذي يلعب دوره لوك غاس يعلق
العالم آماله على بليد، وهو نصف إنسان ونصف مصاص دماء في دور يتولاه ويسلي سنايبس.
تركز جل اهتمامهم في بليد تو على وضع المؤثرات في
خدمة الرعب، وجعلها مسلية مخيفة.
بتحديد هذا الهدف تحدى المخرج غِيّرمو ديل تورو
فريق مؤثراته الخاصة لإيجاد سبل جديدة لإخافة وإثارة محبي الأفلام المعقدة الذين
يعتقدون أنهم رأوا كل شيء.
لدى
المشاهد نظرات ناقدة، جميع أفلام المؤثرات تشكل رهينة لدى مشاهدين لا بد من
مساومتهم حتى التخلي عن الشك وعدم الثقة، ليتأكدوا من أنك سيد الموقف.
تطلب إعداد مؤثرات بليد تو المرعبة أن يطلب ديل تورو من خبير الحركة
الإلكترونية ستيف جونسون التوصل إلى مؤثرات دمى مفعمة بالحيوية وتثير
الرعب.
أعد جونسون وفريق عمله مؤثرات الفم، ثم أعدو
مجموعة من الدمى المعززة بحركة إلكترونية يمكن استخدامها في تصوير المشاهد.
لجعل هذه الدمى تفعل ما يريدونه منها، لا يمكن الاعتماد على دمية واحدة بل كانوا
بحاجة إلى اثنتان، لهذا بدأ العمل بدمية تشبه الممثل بمكياجه، كانت وظيفتها تكمن في
التعبير عن مشهد انفتاح الفم.
بعد ذلك
يتوقف التصوير والعودة مجددا إلى دمية أكثر اكتمالا فيها من الصفارات
والأجراس المتحركة في الفم والأنياب المسيلة وما شابه من أشياء أخرى لا يمكن وضعها
جميعا في دمية واحدة.
لا تحتاج
إلى مساحة تزيد عن نصف متر مربع، لعملية آلية تحتاج لجعلها تبدو واقعية بالكامل.
من
عادة ديل تورو أن يعزز الحركة الإلكترونية بالمؤثرات الرقمية. ولكن مع سيره قدما
بالصور الأساسية تنبه إلى حاجته الماسة إلى عدد أكبر من صور الفم المعدة على
الكمبيوتر مما كان متوقعا.
إن المحرك
الرقمي في ستوديو تيبيت لا يعتبر الكمبيوتر مخرج سهل.
تكمن تحديات محركي تيبيت في تعزيز مؤثرات الفم بأداء الممثل الحقيقي.
يكمن الحل
النهائي بتقليص وجوه الممثلين رقميا.
ولكن المؤثرات لا تكتمل بدون الماكياج المناسب.
تمكن
غييرمو ديل تورو عبر التوفيق بين المؤثرات الرقمية والتمثيلية من رفع مستوى
الرعب في بيلد تو، ولكنه لا يكتفي بذلك، بل سعى لاستخدام هذا التوافق لتعزيز مشاهد
الإثارة.
أرادوا أن يسود إحساس بأن الكاميرا كانت ثابتة وليست بحاجة فيها إلى
القطع والتحرير لجعل المشاهد مثيرة.
أما
في الواقع فيصور غيرمو بداية ونهاية الحدث. لتبقى ملء الفراغ الوسيط بينهما من مهمة
المحركين في ستوديو تيبيت.
يبدأ فريق تيبيت عمله بمسح رقمي لجسم الممثلين.
يضعوا تلك الأسطوانة التي يقفون عليها أثناء مسح الجسم، وهو يتحرك ربع
إنش لثلاثمائة وستين درجة، أسوأ ما في الأمر أن عليك التوقف هناك طوال الوقت دون
حراك.
يأخذها
الرسامون ويعملون على الألوان وكثافة الجلد وانعكاس النظارات، إلى جانب الوشم.
يتم
التركيز على الحركات المبالغة، كيف تبدو الواو لديه أو الياء؟؟ ثم تستعرض انعكاسات
المشاعر لديه كالغضب والغضب الشديد. يطلب منه التعبير عن المفاجأة
فتوقف لبعض الوقت وقال أن بليد لا يفاجأ.
أثناء تصميم البديل الرقمي لشخصيته تبين للمحركين أن مزج الشخصية الفعلية مع نموذجه
المتحرك أشد صعوبة مما كانوا يتوقعون.
لم
يتوقعوا من النموذج الإلكتروني أن يمشي كما يمشي الإنسان، هذه هي الصعوبة التي كانت
تواجههم. فإذا حرك عينيه أو كتفيه أو ذراعية بطريقة مغايرة سيدرك المشاهد أنه ليس
ويزلي سنايبس.
لا
بد لنموذج سنايبس المعد على الكمبيوتر أن يبدو مطابقا للأصل. هناك نظرية أخرى تعتمد
على حركات الكاميرا المفتعلة واللقطات الخلفية.
أحيانا ما تستوعب الأخطاء وتجعل كأنها من أفعال كاميرا يحركها البشر.
يعمل على
إبقاء المشاهد وكأنها من أداء مصور كاميرا يقع في بعض الأخطاء أثناء مطاردة الممثل
وهو يحلق في الهواء ويسقط على الأرض.
بعد
إنجاز التصوير يتم تعزيز الخلفية وحركات الممثلين بلقطات الأداء الجسدي لهم. ينجم
عن ذلك مشاهد حيوية جدا، تبلغ من الإثارة مستوى تحدي القوانين
الفيزيائية.
إذا مزجوا
بين التقنيات، واعتمدوا على إبداع الكمبيوتر قدر الإمكان ليبدو وكأنه واقعي، وجعلوا
الأداء الواقعي منسجما مع مشاهد الكمبيوتر، سيتساءل المشاهد كيف فعلوا هذا، وبما
أنهم لا يعرفون، يصدقون.
بليد تو فيلم مصاص الدماء الثاني الذي يخرجه غييرمو ديل تورو.
قبل إخراجه فيلم بليد تو، أنجز غييرمو ديل تورو
فيلم كرونوس الذي يتحدث عن تاجر أثريات مكسيكي ينضم إلى مصاصي الدماء.
في فيلم المغامرات كلوكستوبرز، يلعب أدوار البطولة
كل من جيسي برادفورد وباولا غارسيس في شخصيات زمن مفرط، تتوقف بقية العالم فيه عن
الحركة.
عندما بدأ المخرج جوناثان فريكس وفريق مؤثراته
الخاصة بالعمل على كلوكستوب عملوا قبل أي شيء آخر على رؤية الزمن المفرط بصريا.
هذا
هو الجديد في الفيلم، التعرف على ما تبدو عليه ملامح الزمن المفرط عندما نعيش فيه.
لولا هذا لما كان الفيلم.
يقول نص الفيلم زاك يلمس الساعة ليشدو في زمن مفرط. هذا كل ما يقوله.
كان عليهم اختراع البقية. فتوصلوا إلى فكرة التقدم سريعا والتفاف الشخصية وعودتها
إلى نفس المكان.
في
المشاهد التي يخوض فيها زاك مع صديقته فرانشيسكا في زمن مفرط أمام المسبح،
يتم التحول السريع من خلال دوران بطيء جدا.
يقومون بالعملية ضمن إطار المشهد بالوقوف على طاولة الدوران، التي ما
إن تبدأ دورانها حتى يجمد الممثلان. وحين يعودان لمواجهة الكاميرا تتوقف الطاولة
ويعودان إلى المشهد، تكمن الفكرة في الإيحاء بأنهما لم يلتفا، بل كانت الكاميرا
تلتف من حولهما.
يستدعى هذا المشهد استبدال خلفية الشاشة الخضراء بثلاثمائة وستين درجة
من الأجواء المحيطة بالممثلين، لكنه اكتشف خللا بالفكرة.
لديهم مسبح في الوسط، لم يكن من السهل إيجاد الخلفية اللازمة ما يعني
الدوران في إطار المياه وما حولها إذ أن الأمر سيستغرق عدة ساعات، لهذا
اعتمدوا على كاميرا ساكنة وجالوا بها حول المسبح بما يشبه تصوير فيلم في أطر
منفصلة، ليقوموا بعد التصوير بربط الصور الثابتة معا، والحصول من خلالها على صور
مستمرة وكأن الكاميرا تدور حول الخلفية أيضا.
مع
ضمان مؤثر التحول، يصبح زاك حرا في استكشاف عالم الزمن المفرط.
في ذروة
الفيلم يخترق زاك مختبر عالِم حكومي شرير اسمه غيتس، يحاول إعادته إلى الزمن
الواقعي. يشكل هذا المؤثر تحديا كبيرا لصانعي الفيلم. توصلوا إلى لقطات مركبة تبدو
فيها الكاميرا وكأنها تدور سريعا حول زاك المتجمد أثناء تحليقه في الجو. أعد الفريق
سلسلة من كاميرات ستة وثمانين الساكنة للحصول على هذا المشهد.
واجهتهم
بعض العوائق في الحصول على هذه اللقطات، ما جعلهم يبحثون عن حلول أخرى،
فالممثل يقفز ويحلق في الهواء، ومن الصعب التحكم بملامح وجه الممثل جميعها
بين إطار وآخر. بما أنها مشاعر كثيرة ليس هناك ما يكفي من الملامح لجعلها صور
متحركة سهلة. يقارب طول المشهد حوالي خمسة وأربعين ثانية، وهم قادرون على بلوغ ما
يكفي من الكاميرات الثابتة ولكن لا يمكن الحصول عليها متتابعة، لهذا يتطلب بلوغ
القدر المطلوب تركيبها فوق بعضها ولا يمكن أن يحصل ذلك.
تبين بالإضافة إلى مشاكل الكاميرات الثابتة، أن التحكم بمسار برادفورد
أثناء التحليق مشكلة أخرى تواجه فريق المؤثرات.
حاولوا
جعله يسقط ولكن المشكلة هي أنه يحلق إلى الأمام ثم يعود ليسقط بعدها. ولا يمكن وقف
هذا الإيقاع.
بعد عدة
لقطات توقف فريق المؤثرات عن المحاولة ليجرب حلا آخر.
الشيء الوحيد الذي بدا طبيعي هو خلفية الصور ووقوف زاك إلى المنصة في
البدائية لا أكثر، أما البقية فأعدت على الكمبيوتر. الدخان والبخار وما يتركه زاك
من أثر. وهذه فكرة تختلف جدا عما بدأوا به.
أدت هذه
المبتكرات للتوصل إلى مَشاهد كلوكستوب التي لا تُنسى، وقد حملت المُشاهد إلى
مغامرات لا بد أن تحتمل امتحان الزمن.
أثناء وضع اللمسات الأخيرة من قبل صانعي كلوكستوب
على الصور الرئيسية، تنبهوا إلى حاجة الفيلم لنهاية أكبر، فوجدوا الحل في تفجير
المختبر المستعمل من قبل العالم الحكومي الشرير هنري غيتس.
فكر القائمون على الفيلم بمشهد انفجار، ولكن هذا
سيتلف مستودع الطائرة الذي يصورون فيه، لهذا قام فريق تصميم غرانت ماكيون بتصميم
نموذج يوازي ربع حجم المختبر الطبيعي يشتمل على أدق التفاصيل.
يوجد
إنارة للطاولات وأسلاك هاتفية، وجميع القنوات اللازمة، ولوحات الإنارة بحجمها
الطبيعي، أعدوا حتى نظام التكييف المصغر في الغرفة.
ربما كان النموذج مصغرا، ولكن الشحنات المتفجرة صممت لإحراز تأثير
هائل.
إن
كان المرء على مسافة عشرة أقدام من هذه المستوعبات الهوائية ستقلبه رأسا على عقب.
فهي قادرة على قلب شخص راشد.
التقط الانفجار اللامع بكاميرات سريعة، ما يبطئ من سرعته، ولكن
بعد اللقطة الأولى لم يرض المخرج جوناثان فريكس عن النتيجة بالكامل.
توفرت فرصة أخرى فقط لتصوير المشهد بإعداد فريق ماكون للنموذج سريعا، ووضع هيلمير
المتفجرة الصغيرة تحت البرميل.
وضعوا كمية صغيرة من ملح البارود وأضافوا إليها بعض المواد الحارقة،
كما حالفهم الحظ أيضا لإحراز النجاح.
تلعب ديريل هانا دور نانسي في أتاك أوف فيفتي فوت
وومن الذي يتحدث عن فتاة عادية تصبح عملاقة بعد لقائها مع سكان الفضاء.
اعتبر
فريق المؤثرات أن تحديه الأكبر يكمن في الطريقة المناسبة لإقناع المشاهد بأن هانا
أطول من المباني.
تعرف المؤثرات البصرية التي جعلت هانا والفراشة يبدوان من العمالقة
بالآفاق المعززة.
لا
يعتمد مبدأ الآفاق المعززة على إبراز نسبية أحجام الأشياء والأماكن فحسب بل
وبالتوازن الظاهر.
في المشهد
الذي يُظهر هانا وهي تستحم في مسبح للسباحة، كان عليها أن تبدو أكبر من شريكها في
البطولة دانيل بولدوين بعشر مرات.
يعني ذلك بالآفاق المعززة وضع هانا أمام الكاميرا،
ليبقى بولدوين في الخلفية وراءها. كلما ابتعد عن الكاميرا كلما بَدا أصغر منها
حجما.
تطلب التوصل إلى هذه الخدعة بناء نموذج مصغر
بنسبة واحد على ثمانية من المسبح العادي.
وضع
النموذج على منصة طولها خمسة عشر قدم رُكِّبت عليها الكاميرا أيضا. يلاحظ أن نموذج
المسبح نُصب مباشرة أمام الكاميرا، ما جعله غامضا. تجلس هانا وقت التصوير في المسبح
المُصغر بينما يقف بولدوين قرب المسبح الحقيقي، على مسافة مائة قدم بعدها.
يكمن العامل النهائي للخدعة في تثبيت عدسة واسعة
الإطار في الكاميرا، لتتعزز الخلفية بالضوء ما يوحي بعمق طويل يحفظ تركيز الكاميرا
على بولدوين والخلفية.
يستطيع المراقب عند التصوير رؤية ديريل هانا أكبر
بكثير من شريكها في البطولة.
مهما كانت مبدأ الآفاق المعززة مقنعا من وجهة النظر التقنية إلا أنه
في النهاية يتطلب أداء محددا من قبل الممثلين لتعزيز المشاهد.
الخط
البصري هو أصعب ما في لقطات الآفاق. هذه هي المشكلة فالنظر بعيدا عن الهدف ما يجعل
الممثل يعتقد أن الفكرة لن تنجح. تابعوا محاولة تقريبها قدر الإمكان، ولا شك أن
ديريل هانا ودنيل بولدوين كانا رائعان.
نجحت تقنية الآفاق المعززة حين كان البطلان بعيدان عن بعضهما.
تستدعي إحدى المشاهد في النص أن تجميل هانا شخصية
بولدوين. تحمل هانا في المشهد دمية منتصبة، بينما يتم تصوير بلدوين أمام شاشة
زرقاء.
يُعلق على أسلاك في مشهد يتعقب فيه جميع تحركاته، وعندما تلتف يد
نانسي من حوله، يصبحان معا وكأنها تمسك به.
تبقى المؤثرات التي مَنحت ديريل هانا شخصيتها
دليلا على استخدام كل الخدع المتوفرة لتحويل الخيال إلى واقع وجعل المشاهد يطلب
المزيد. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م