|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
من فيلم جوراسيك بارك 1
ولكن حين بدأ المخرج ستيفن سبيلبيرغ هذه الملحمة
ما كان يتوقع مدى ستثيره من إعجاب. بل كان يعتبره فيلما يجب إنجازه.
لتحويل
الأسطورة إلى جزء من الشاشة لجأ سبيلبيرغ إلى أول معدي الحيوانات المتحركة في
هوليود ستان وينستون.
بدأ فنانو استوديهات وينستون بتصميم ديناصور واقعي
الملامح.
ثم حول النحاتين تلك الرسوم إلى تماثيل ثلاثية الأبعاد. يتحرك بعضها
إلكترونيا. وكان أكثر التماثيل تعقيدا واستهلاكا للوقت العملاق تي ريكس.
كان هائلا إلى حد دفعهم إلى رفع سقف الاستوديو
لضمان راحته.
بلغ طول هذا الهيكل الحديدي أربعين قدم وارتفاعه
عشرين وقد تم تحريكه يدويا عبر آلة مضخات السوائل.
شيد
تي ريكس بحجمه الطبيعي، فكان آلة روبوت متحركة وزنها تسعة آلاف رطل.
أثناء عملية بناء الروبوت لجأ سبيلبيرغ إلى سيد حركة الدمى فيل
تيبيت.
طلب المخرج من تيبيت تحريك العديد من تصميمات
وينستون.
كان
من الصعب التخلي عن عرض يقدمه ستيفن سبيلبيرغ. لهذا ورغم تقديراته الخاصة، بدأ
تيبيت بالعمل مستعينا بمهارة عمرها خمسة وسبعين عاما.
أخذت اللقطات الساكة كل إطار بمفرده، ثم وضعت
الإطارات معا لتؤلف الحركة.
في
هذه الأثناء جند سبيلبيرغ أخصائي صور الكمبيوتر دينيس مورين من مؤسسة
لايت&ماجيك.
أراد ستيفين أن يبدو الديناصور كأي حيوان وليس وحشا، وأن يكون طبيعيا،
ربما كان رهيبا في مراحل من عصره ولطيفا عند اللزوم لهذا لا يريده متوحشا.
بدأ العاملون في لايت&ماجيك بالعمل على
إرضاء متطلبات المخرج بدفع التكنولوجيا إلى حدودها القصوى. فحصلوا أولا على هيكل
عظمي من أحد المراجع، ونسخوه في الكمبيوتر، واعتمدوا على برنامج ثلاثي الأبعاد
للحصول على هيكل تي ريكس العظمي.
ثم بدأت دائرة المشي التي أدهشت كل من رآها.
أقاموا وجهتين لنفس الحركة، وكأنها لصورتين مختلفتين، فحصلوا على
نتيجة مدهشة هذا ما أحسسهم فجأة أنهم على المسار الصحيح.
ترافق نجاح دينيس مورين مع ما يشبه الكارثة لصديقه تيبيت.
ولكن قبل
تخلي تيبيت عن المشروع واجه مورين بعض العوائق.
حين
التقط الصور الثانية لتي ريكس لم تنجح، بل أخذ يقفز في أرجاء المكان حتى أصيب مع
ستيفن بالرعب.
وهكذا تعاون مورين وتيبيت مع بعضهما، ليتوصلا إلى اختراع هام يوفق بين
الدمى والتكنولوجيا.
قرروا
الاعتماد على نوع آخر من التقنيات التي عرفت باسم ابتكار الزاد هذا ما أطلق عليه
حينها.
صنع
الابتكار من ألمنيوم الطائرات، وهو يحتوي على مئات الأسلاك الكهربائية، أدخلت كل
حركة للديناصور في الكمبيوتر، ثم ترجمت إلى حركة واقعية لمخلوق رقمي.
مع إعداد ما يلزم لمشاهد الديناصور أخذ فريق
المؤثرات الخاصة يركز على التحديات التالية، لمشاهد يتفاعل فيها الممثلين مع
ديناصورات رقمية.
صورت المشاهد الأولى في الموقع لممثلين يتفاعلون
مع مخلوقات ليست هناك.
أخذت هذه المشاهد التي تسمى لوحات خلفيات
إلى مؤسسة لايت&ماجيك لتقوم رقميا بإدخال الديناصورات إليها.
توافقت ابتكارات تكنولوجيا الحركة العالية مع ما
لدى ستان وينستون من حركة حيوانات إلكترونية، لتجعل من أحلام سبيلبيرغ واقعا يحقق
أرباحا قياسية، كما أحرز جائزة أوسكار لفريق المؤثرات الخاصة على إنجازهم الرائع.
ما لا
ينساه الناس إلى الأبد عن الديناصور هو أنها كانت واقعية لأن أدائها كان مقنعا،
وكأنهم ممثلين في الفيلم، وليسوا مؤثرات خاصة.
يشكل هذا مشهد الغاليميمو الذي يحبس الأنفاس في جوراسيك بارك
ذلك المزيج المنسجم بين فيلم البحث والتكنولوجيا الرقمية.
بدأ المحركون في لايت&ماجيك بدراسة آخر ما
توصلت إليه الأبحاث في علم الكائنات، والتي تؤكد أن الكائنات حينها كانت أقرب إلى
الطيور منها إلى الزواحف.
وبعد ذلك حللوا حركة أقرب المخلوقات إليها،
النعامة. ثم طوروا نماذج للغاليميمو بكاملها على الكمبيوتر.
تبعت ذلك تحديات إضافة الممثلين
والقطعان في صورة مشتركة.
جرى أولا تصوير الممثلين وهم يتحركون في الموقع
ضمن إطار محدد.
عندما يحركون مشهدا عليهم إعادة تشكيل الأجواء المحيطة داخل
الكمبيوتر. أي أن عليهم إعادة بناء المشهد بكامله، وعليهم أيضا إعادة حركة
الكاميرا.
يستدعي
ذلك رسم شبكة من الخطوط المتقاطعة والعلامات المحددة بكريات التنس على الأرض.
تستعمل كريات التنس نقاط انطلاق لشبكة خطوط
الكمبيوتر، تساعد محركي الصور في التوفيق بين حركات كاميرا الكمبيوتر والصور
الملتقطة في الحقول.
جاءت النتيجة النهاية على شكل روعة فنية رقمية
حازت على جائزة أوسكار ووضعت مقاييس جديدة للمؤثرات الخاصة.
وجوه لا تحبها إلا الأمهات فازت بجائزة أوسكار في
مين إن بلاك.
يعتبر ويل سميث وشريكه في بطولة فيلم مين إن بلاك
لي جونز من أغرب المخلوقات التي عرفتها السينما.
حين بدأ
المنتج التنفيذي ستيفن سبيلبيرغ والمخرج باري سونينفيلد بالعمل على فيلمهما المليء
بكائنات الفضاء لجئا إلى الشخص المناسب، ومبدع الشخصيات الأسطورية ريك بيكير.
الجميع
يطلب ريك بيكير لأنه الأفضل في العالم، وليس من السهل العثور عليه، ولكن الحظ
حالفه.
تكمن أصعب مهمات بيكير في التوصل إلى أول كائن فضائي يحتاجه الفيلم.
ولكن النص لا يحمل التفاصيل.
يسميه في النص لقيط الفضاء الهائل، تُمزق ملابسه ويسقط جلده البشري
ليخرج لقيط الفضاء الهائل. هذا هو باختصار شديد.
استقر بيكير أخيرا على برمائي هائل.
رأسه لدمية ميكانيكية، والجسم في زي نحيل وملحقين
لقائمتيه.
استغرق إعداد الكائن للتصوير عدة أشهر.
وقبيل التصوير حصل بيكير على مفاجأة مزعجة.
حصلنا لاحقا على تعديل جدي في النص لم يعد لقيط الفضاء الهائل
هو المطلوب بل مخلوق طوله أربعة أقدام. جاء ذلك بعد الانتهاء من إعداد ملحقات
القوائم وعدة مسائل أخرى. فاعتقد أن عليهم استبدال طويل القامة بلقيط الفضاء
الهائل لأن طول الأربعة أقدام لا يناسبهم.
بدت
حجج بيكير مقنعة جدا، لأن المخرج سونينفيلد قرر اعتماد النسخة الهائلة للقيط
الفضائي الذي أصبح اسمه مايكي.
أحيانا ما كان بيكير يأخذ مبدأ بسيط لطرحه بأشكال مدهشة.
قاموا
أولا بتصميم الروبوت الخارجي.
وضعوا الشعر بطريقة تجعل الرأس يجتمع معا ما يعزز من تعقيدات العملية
أكثر. فجعلوا الأذن تخرج، وحال خروجها ينبعث البخار بقوة منها. وهناك آلية تعمل
بطريقة يحركها كائن صغير من الداخل.
اعتبر شوكي إنجازا ساهم في تغيير النص.
أعجبتهم فكرة وجود كائن صغير داخل رأس الإنسان، لهذا كتبوا له نصا
وجعلوه يتولى مشهد الموت.
ما إن وصل
شوكي إلى الجزء الكلامي، حتى ظهر عائق جديد.
الدمية صغيرة جدا ولا تستطيع أكثر من تحريك الرأس والفم لا يستطيع أن
يرمش، ويعبر عن مشاعره.
حُلت هذه
المشكلة حين أعد بيكير دمية أكبر.
توصلوا بهذا إلى آلية أكثر تعقيدا لتحريك الشفاء والعينان التي تنظر
إلى أعلى وترمش ويحرك أطرافه جميعها. فهو كبيرا فعلا. ومعقد جدا.
استعملت
الدمية الكبيرة لمشهد الموت عن قرب.
دمى
بيكير ليست جميعها محببة.
قرر
بيكير في صباه أن يعيش على صناعة الوحوش.
مرفي مراحل مختلفة في طفولته كانت من بينها مرحلة من الأمعاء
والدم. جرب ذلك بنفسه أولا ثم جرب بأصدقائه في الحي، جرب الحروق والبقع المخيفة
وجروح الرصاص. كان يرافقهم إلى المنزل ليرى ردة فعل الأبوين على ما فعله. أراد خداع
الناس بما يفعله.
مع
نمو بيكير برزت أقنعته وتنكره في احتفالات حلول الربيع.
وهكذا تحولت هوايته إلى مهنة. حتى خُلدت أولى
أعماله على الشاشة في فيلم ستار وورز. شارك بأكثر من أربعين فيلم، حاز من خلالها
على عشر جوائز أوسكار.
حالفه الحظ لأن عمله يكمن في صنع الدمى واللعب بها. إنها ألعاب
ممتعة.
يعود
بيكير في شخصيات "مِن إن بلاك" إلى جذوره، فاستعان بتقنيات الماكياج التقليدية
لتحويل ملامح الممثل فينسينت دونافريو البريئة إلى الشرير إدغار، الحشرة العملاقة
التي استعارت جسم بشر تستغرق جلسة الماكياج الواحدة ست ساعات.
يبدو واقعي إلى حد يكفي ان تنظر إلى لفائف عنقه وما حولها حتى تشعر
بأنه حقيقي. لا أحد يعرف أين ينتهي الماكياج ليبدأ فينسينت أو اين يبدأ الماكياج
وينتهي فينسينت.
دمى
ريك بيكير المدهشة تستحق أكثر من التصفيق بل جعلته يفوز
بخمس جوائز أوسكار على أفلام منها بلوكبوستر، ومن إن بلاك..
فاز ريك بيكير بأول أوسكار عام اثنين وتسعين عن
فيلم أميريكان ويرولف إن لندن. .
كانت تلك أول مرة تمنح فيها جائزة أوسكار على
مؤثرات الماكياج.
حين عرض نوتي بروفيسور عام ستة وتسعين كشف عن
مجموعة من مؤثرات الماكياج الأكثر تعقيدا في السينما.
حتى كان من السهل نسيان أن إيدي مورفي النحيل يلعب
دور شيرمان كلامب بوزنه البالغ أربعمائة رطل، بل ودور خمسة من كبار النجوم أيضا.
حين وافق المخرج توم شدياق على المشروع، أصر على
أن تكون شخصيات الفيلم مقنعة. خصوصا البالغ البدانة شيرمان
كلامب.
على
شيرمان كلامب أن يكون مقنعا، لأنهم يقومون بعمل لم يسبق له مثيل في عالم السينما،
وهو البدء بالماكياج مع الشخصية الحقيقية بما لا يشبه مستر دوبتفاير وما شابه بل
عملية ماكياج.
لتحقيق هذه الرؤية لجأ شدياق إلى سيد الماكياج ريك بيكير.
كانت المهمة الأولى تكمن في جعل كلامب شخصية
طريفة.
من الصعب
إظهار شخص وزنه أربعمائة رطل دون أن يبدو غريبا، وجدت صعوبة في جعله بدين لطيف، أو
محبب.
قام
بيكير وفريقه كخطوة أولى بصنع دمية طبق الأصل عن إيدي مورفي. وعالجوا بعض الملامح
وصولا إلى الوجه المحبب، الذي استعمل بعدها في عدد من الدمى السمينة.
أما الدمى فاستعملت في تصميم احتياجات الجسم
والوجه التي ستحول مورفي إلى كلامب بوزنه الثقيل.
شكلت سترة الجسم بعضا من أكبر المشاكل.
تكمن المشكلة في إبداء هول الجسم رغم خفته ورشاقته، هذا ما تطلب بعض
التجارب والمناورات.
بعد
التخلي عن مواد خام كالمطاط والسيليكون ورغوة لاتيكس لأنها ثقيلة جدا، استقر
بيكير على نوع من الرغوة الصناعية الخفيفة.
استغرق العمل عدة أسابيع للتوصل إلى بزة مريحة على
قياس مورفي.
ولكن عندما بدأ التصوير، اتضح بأن الرغوة الصناعية
لم تكن بوزن واقعي يتناسب مع حركة شيرمان كلامب الطبيعية.
تطلب حل المشكلة إفراغ بعض الأقسام في
البزة.
ملأت بعض الجيوب بأكياس ماء مطاطية، بالونات مليئة بالماء يمكن وضعها
في الصدر أو في المعدة، وجعلها تهتز ليبدو وكأنه يزن الكثير.
تحويل وجه مورفي إلى وجه كلامب السمين هو أكثر تعقيدا.
استعملت مواد الوجه والعنق أساسا، تحول مورفي إلى
كلامب في جلسة ماكياج استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة.
اعتقد أنه
قادر على صنع المستحيلات، فهو يأتي ببعض المطاط الذي يعالجه ويضعه على وجه شخص ما،
وما إن يطلب الممثل رؤية نفسه حتى يرى أنه لا يوجد أي أثر له.
من
مهمات بيكير الصعبة أيضا التوصل إلى مؤثرات مشاهد تحول مورفي النحيل فجأة إلى
السمين شيرمان كلامب.
هنا قام بيكر بتجربة لم يقم بها من قبل.
وجد
أنه من المثير إجراء تحولات سريعة عبر نفخ بعض القِرب ذات الأشكال المحددة، لهذا
أعد جيوبا تحيط بالوجه والعنق بحيث تنتفخ مناطق أكثر من الأخرى لتشكل ملامح محددة.
اعتمد نفس
المبدأ في بقية الجسم.
كانت النتيجة فيلما مليئا بشخصيات مدهشة.
منحت ريك بيكر جائزة أوسكار عن فيلم نوتي
بروفيسور. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م