اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أسرار السينما 1
 

تدمير جسر

     التعرف على سحر السينما الذي يبدي  الحدث الرهيب  وكأنه واقعي.

      التوصل إلى مشاهد الفوضى العارمة المعقدة التي تشمل تدمير جسر طوله ألف وخمسمائة قدم، تطلب  من المخرج  مارك بيلينغتون استخدام كل تقنيات المؤثرات البصرية  الحديثة في هوليود

أراد كمخرج أن يشعر المشاهد، بالجحيم

 تشكل المشاهد إعادة تصوير لانهيار جسر سيلفر فوق نهر أوهايو عام سبعة وستين، حيث توفي ستة وأربعين شخصا في حادث ما زال يكتنفه الغموض حتى اليوم.

ألغي الجسر الأصلي بكامله الآن ما دفع المخرج للبحث عن مثيل له على الساحل الشرقي طوال عدة أشهر دون جدوى. لهذا توصل بيلينغتون وفريق عمله إلى مشروع معقد يحتاج إلى تصوير من ثلاثة مواقع مختلفة، في كل من كليفورنيا وبنسلفانيا.

     بدأ بيلينغتون بتصوير المشاهد الرئيسية على جسر في بلدة كتانين الصغيرة، كما أرادوا تصوير كل مشاهد الحوار الخاصة بالممثلين غير وليني.

     ولكن هناك مشكلة.

 أرادوا القيام بأعمال شيقة تثير الدهشة على الجسر، ولكن دائرة المواصلات لا تسمح بالمساس بالجسر، لا تسمح باقتلاع أي حصى  مهما قلّ شأنها من الإسفلت.

 استُغل مستودع يبعد ثلاثين ميلا عن الموقع من قبل مشرف المؤثرات الميكانيكية بيتير شيزني  لحل هذه المعضلة الإنتاجية. وقام بإجراء التجارب أمام بيلينغتون.

     وضع شيزني السيارات على بكرات تضمن انزلاق السيارات جانبيا عبر الجسر.

 من الأشياء التي تعلق في أدمغتهم عن السيارات هو أنها تتحرك إلى الأمام، ولا تتحرك جانبيا.  عندما ترى السيارات تنزلق تشعر بأن الأرض تتحرك من تحتها.

 

 توصل شيزني إلى سلسلة من البالونات الهوائية التي تهز صف السيارات على الطريق العام.

     كما أعد أعمدة أفقية تسقط فوق السيارات دون إيذاء الجسر.

 اعتمد في ذلك على منطق الملاهي لجعل كل العناصر المتوفرة تهتز بانسجام وتوافق يوحيان بأنها ثابتة  ولا بد أن الجسر هو الذي يهتز.

 نجحت مؤثرات شيزني طوال ثمانية ليال من التصوير، ولكن بيلينغتون أراد مزيدا من المشاهد الخطيرة.

 إن لم يتمكن من تصوير مشاهد سيارات تتهاوى عن الجسر وأشخاص  يسقطون في الماء سيفشل تماما.

 مع ترتيب الوحدة الأولى على الجسر بدأ شيزلي تحدياته الأكبر في الفيلم، فأعد قطعة جسر هائلة تحملها الرافعات أربعين قدم عن الأرض.

     تمكن عبر هذه الأداة الهائلة مع مخرج الوحدة الثانية روبرت غراسمير من تصوير المشاهد المأساوية لتساقط الناس والسيارات من أعلى الجسر.

يقنع كل جزء من الفيلم بالواقع وحقيقة تلك اللحظات..

ولكن ما زال معدي الفيلم بحاجة إلى أهم عنصر في المشاهد، وهي التقاط الصورة التدميرية الأكبر لانهيار الجسر. لهذا قرروا اللجوء إلى التصغير. فاستعانوا بجين وارين الحائز على جائزة أكاديمية، وذلك لبناء نموذج مصغر ست مرات عن الجسر.

اعتبر أنه لا بد من مشاركة جين في ذلك العمل. لا بد من جعل انهيار النموذج بكامله محور رئيسي لهم.

 قد لا ينجح الفيلم، إن لم ينجح هذا العمل، لهذا كان لا بد من إقناع المشاهد باللقطات.

 أعد وارين نموذج عن الجسر طوله مائة وعشرون قدم بلغ من الدقة حد الاهتمام بمواضع الصدأ.

تعكس المشاعر التي يثيرها جين في العمل مدى براعته في الإنجاز، فقد عايش المشروع بهواجسه  لستة أو ثمانية أشهر حيث بنى الجسر وتابع كل التفاصيل وتأكد من التصوير ليلة بعد أخرى.

يفترض أن تقترن لدى وارين كل جوانب  وحدة الجسر الأولى بحذر شديد، بدءا من إنارة الأعمدة، حتى إعداد سيارات مصغرة بأضوائها الأمامية والخلفية الفاعلة. 

يفترض بالطبع أن تبدو الصور وكأنها حقيقية، وبعد أربعة أيام من العمل اليومي ينسى المرء بأنها نماذج، لتعتقد بأنك ترى انهيار جسر حقيقي فعلا.

 بعد تصوير الجسر المصغر، وقطعة الجسر المعلقة، وجسر كتانين في بنسلفانيا، تحول بيلينغتون إلى شركة سينيسايت للمؤثرات الرقمية في هوليود كليفورنيا.

     استعان المبدعون بمولدات الصور في الكمبيوتر لإضافة الأبراج إلى جسر كتانين، كما عملت على إضفاء توافق بين جميع العناصر المختلفة في انسجام متعاقب.

 

 استعانوا خلال ثلاثين ثانية من المشاهد المتعاقبة بجميع العناصر المتوفرة تنقلوا خلالها بين جسر كتانين والنموذج المصغر والجسر الكامل، وقد تم الدمج بينها جميعا بطريقة لا يتنبه فيها المُشاهد إلى التحول ولا يخرج لحظة من جو الفيلم.

 أثناء استعراض اللقطات من قبل معدي الفيلم للتجربة تنبهوا إلى اختفاء عنصر هام في النموذج المصغر.

 قاموا بعرض اللقطات مسبقا لرؤية كل العناصر المطلوبة دون وجود البشر ليتساءل المرء أين ذهب الناس هنا؟

 أضيف العنصر الأخير بتصوير أشخاص أمام شاشة خضراء أدخلوا بعدها في مشاهد انهيار الجسر.

وضع في المشهد أشخاص لا مكان لهم في الواقع، وذلك لإضفاء عنصر الحياة على كل ما يجري.

وهكذا التقط المشهد في المحصلة النهائية لحظات مخيفة لا يمكن نسيانها، يغرق فيها المُشاهد في مياه نهر أوهايو الجليدية.

 

أفضل مديح بلغه الفيلم هو تصنيفه على درجة عالية من الرعب. يعتقد أن هذا رائع جدا، وربما كان هذا يحدث لأول مرة.

عام اثنين وتسعين فاز معد النماذج جين وارين بجائزة أوسكار المؤثرات الخاصة عن فيلم تيرميناتر الثاني. لكن جين ليس أول شخص في العائلة يفوز  بهذه الجائزة، فقد حاز عليها والده عام واحد وستين.

     آلة الزمن.  حيث كُرم جين وارين الأب بروائع رسومه ونماذجه المُصغرة، ما شكل عملا فنيا أورثه لابنه.

     يجد الممثلون صعوبة في التفاعل مع الأعاصير، أما المخرج جان ديبونت فيعتبرها مشكلة معقدة. فعليه إيجاد وسيلة لتحويل إعصار الكمبيوتر إلى واقع، والأهم من هذا جعله يبدو حقيقيا.

أهم ما في الأمر صياغة شخصية من العدم ما يوحي بأنها قصة تشبه الأساطير التي تخرج فيها الوحوش من السماء.

أراد معدي الفيلم بداية التقاط مشاهد لظروف العواصف الفعلية لتنسيقها مع نموذج إعصار على الكمبيوتر.

     ولكن الأنماط المناخية حالت دون تمكن فريق ديبونت من التقاط المسافة.

تمكنوا من التقاط صور لأعاصير حقيقية ولكنها كانت بعيدة جدا يصعب وضع الممثلين أمامها، ما شكل مصاعب كبيرة.     

ما تلاشي إمكانية الاستعانة بمسافات مناخية فعلية اضطر ديبونت وفريقه للاعتماد على فنان المؤثرات الخاصة  جون فريزير، للتوصل زيفا إلى ما يشبه الظروف المناخير للأعاصير.

     قام فريزير باستخدام مروحة ثلوج صممها بنفسه للحصول على حبيبات جليد شبيهة بتلك التي في العواصف الثلجية. كما استعمل الحليب لتبييض الجليد.

       وُلِّدت رياح سرعتها تسعين ميل في الساعة بمراوح عملاقة، ومحرك طائرة بويينغ سبعمائة وسبعة. وكانت تلقى من فوق المحرك نفايات وأوساخ لتخلق أجواء رياح حقيقية للتصوير.

يعتقد ان ضجيج المراوح جعل الممثلين يعتقدون أنهم فعلا في أجواء العواصف. لم يجبر أحد منهم على التمثيل في تلك الأجواء.

ولكن هذه المؤثرات الخاصة ولدت مشاكل صعبة للممثلين تكمن في حجب أصوات المحركات لجميع توجيهات المخرج.

 وضعت سماعات صغيرة في أذنيهم للتحدث معهم أثناء التصوير، لتحديد الوجهة والخطوات التالية وما شابه هذا ما سهل عليهم الأمور.

ولكن المؤثرات المناخية تشكل جانبا واحدا من تقليد الإعصار،  وقد طلب ديبونت من فريزير تقليد الإعصار عند خروجه إلى اليابسة ليعث فيها خرابا.

     وجد فريق المؤثرات سبيل لتحليق أشياء كبيرة في الجو عبر الشاشة. تنطلق فيه شاحنة خزان وكأنها دمية وسط رياح الإعصار. بنى فريزير نموذجا من مطاط وألياف زجاجية وألومنيوم، وعلقه في رافعة. وفي لقطات الذروة فجروا الخزان باستعمال البنزين والمفرقعات.

     كما صورت عن قرب دمى في سيارة تعبر من أمام اللهب.

     والنتيجة، نجاح الفرار من غضب الإعصار.

     أوجدت مؤثرات جون فريزير المسرح اللازم، بينما عملت صناعة الصورة على ضمان لقطات من الكمبيوتر للإعصار.

     ولكن ديبونت يريد أكثر من مؤثرات خاصة، أراد تحويل الإعصار إلى مشهد مرعب يمتلك شخصية خاصة.

إنه شخصية وعليهم تحديد ما سيفعله، لهذا كانت المشكلة تتجسد في جعلهم يحققون ما يريده، فكيف يحدد لعامل الرقميات المتحركة ما يريده من إعصار قطره أكثر من نصف ميل، وارتفاعه أكثر من ميل في السماء. 

عليهم أن يعكسوا حركة أكبر من الشمال إلى اليمين.

 عمل مشرف المؤثرات الخاصة ستيفين فانغماير وفريق عمله على تحقيق رؤية ديبونت وذلك باستعراض وحشية الإعصار على الشاشة، لا يشمل هذا الحجم وحده بل وقدرة التدمير.

     تعامل الكمبيوتر مع أكثر من مائة شيء من بينها مستوعبات وجرارات بما في ذلك أبقار محلقة.

     تولى المخرج التقني روجير غويات تحديد مسار البقرة الطائرة.

 

 ربما كان من الأسهل التحليق مع بقرة على جعلها تفعل ما يحلو لك بتغيير الصور المتحركة، على أمل تثبيت الخوار في المكان المناسب.

يعكس المشهد الأخير الطبيعة التي لا يمكن تخيلها للأعاصير نفسها.

هذا ما يضع المشاهد في أجواء الأعاصير الحية التي لا يتمناها أحد.

     يعتبر الصوت من أهم عناصر الأعاصير تعقيدا.

     يقوم العاملين في هندسة الصوت هناك في استديوهات يونيفرسال على مزج مئات الأصوات المختلفة لتوليد قوة الإعصار الهائلة. 

     اعتمد ديبونت في توجيهاته للعاملين في هندسة الصوت على عدة مقابلات مع شهود عيان تتعلق بأصوات الأعاصير.

     كانوا يصفون محركات الطائرات، وأصوات الخنازير، وزئير الأسود. كلها استعملت في مزيج المؤثرات الصوتية.

 تصدر بعض الأعاصير مزيجا من ثمانمائة صوت مختلف، لتشكل صوتا واحدا لهذا الإعصار.

 تعزز سيمفونية مزيج  الأصوات  رؤية ديبونت حول قوة الطبيعة الهائلة هذه.

      إطلاق العنان لانفجار بركاني مدمر من قمة دانتي.

     شكل انفجار قمة دانتي على الشاشة السينمائية أشد انفجارات البراكين إثارة للدهشة على الإطلاق.

     بذل المخرج روجر دونالدوسن مع فريق المؤثرات لديه كل ما بوسعهم إعادة تصوير أسوأ الظواهر الطبيعية.  

     تلعب ليندا هاملتون في الفيلم دور عمدة مدينة صغيرة تواجه الدمار في أوسع أطره.

 

 للبراكين ملامح مختلفة فهي لا تقتصر على الحمم المنسابة عبر الجبل. فهي تثير غيوما من الرماد وفيضانات واشتعال النيران وعوامل كثيرة أخرى.

 بعد أشهر من الأبحاث عمل دونالدسن على بلوغ صورة طبق الأصل هي أقرب إلى الوثائقية، فأوصى فريق المؤثرات لديه بجعل الفيلم واقعي وعلمي قدر المستطاع.  

يعتقد أن الطبيعة تعبر في البراكين عن قوتها التفجيرية القصوى ويعتقد أن هذا ما يدهش الجميع.

 للحصول على ما غطى المدينة من رماد قاتل أشبه بالثلوج الرمادية الأسود قام الفريق الآلي برش صحف مسحوقة عبر أنابيب هوائية، كما استعانوا بما يشبه المراوح لإسقاطها من أعلى.

     سرعان ما اكتشف الممثلون وأعضاء الفريق خطورة التعرض لأجواء هوليود البركانية طوال ليلة من العمل الشاق.

 من أبرز اللحظات المأساوية في الفيلم ما حصل في السد عند انفجاره ليسبب جوا من الطوفان الذي هدد بإغراق المدينة بكاملها.

     يأتي الطوفان الهائل بمزيج من ذوبان الثلوج مع أطنان الرماد الحار الذي يدمر كل ما يعترض سبيله. لم يكن من السهل التقاط هذه المشاهد السينمائية.

     لجأ دونالدسن إلى مشرف المؤثرات البصرية الخاصة بات ماكلون وفريق عمله لدى مؤسسة المجال الرقمي في كليفورنيا.     

هذه أصعب المؤثرات اللازمة لتصوير الواقع، ذلك أنها حالة من الفوضى، تكمن في رياح وغيوم عاصفة في دوامة من الفوضى. من الصعب تقليد الكوارث الطبيعية على أشكالها.

اعتبر ماكلون أن أفضل وسيلة لتصوير طوفان بأجوائه الحقيقية تكمن في بناء نموذج مصغر هائل للسد، أراد أن يكون بمعدل ثلث السد الحقيقي.

 وجدوا مكانا واحدا يناسب النموذج العملاق، وهو مطار تارماك في لوس أنجيلوس.

     وجد ماكلون أنهم يحتاجون إلى أربع دقائق لتصوير المشاهد، كما يتطلب ذلك مائة وخمسون ألف غالون من الماء في الدقيقة لتقليد مياه السد المتدافعة. طلب من فريقه بناء خزان مياه يستوعب ستمائة وخمسين ألف غالون فوق المسرح.

 كان عاليا لضمان تدفق المياه بقوة الجاذبية نحو مسرح الوادي لتعكس حجم النهر الهائل وسرعته الفائقة. 

 وضع فريق النموذج عشرة آلاف شجرة صناعية حول السد، كما أفرغوا كميات من الأغصان في خزان المياه، أرادوا بذلك تصوير المياه المتدفقة بعنف لتجر معها غابة بكاملها.

     أعدوا بوابة في أعلى السد لتتحطم عند وقوع الانفجار. هذا ما يمكن الفريق من استهداف الأماكن المحددة التي تتدفق منها المياه.

     أصبح الضغط شديدا، وبما أن أشعة الشمس لا  تصل مباشرة إلى النموذج يقتصر التقاط جميع المشاهد على أربع ساعات فقط.

     أخذ روجر دونالدسون يتأكد من جميع زوايا الكاميرات السبعة قبل إعلان بدء التصوير من موقع له يطل على مسرح الأحداث.

     نجح التصوير الأول، وهذه مسألة نادرة في مشاهد معقدة كهذه.

     ستبقى أفلام الكوارث جذابة للمشاهدين، كما أن جعلها أكبر من الوقائع  سيشكل تحديا دائما لصناعة السينما في العثور على سبل خيالية أفضل لإبراز تلك اللحظات السينمائية الملفتة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster