اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 مات البطل فوق مدفعو
 

 

 

قبل 35 عاما زرعت رصاصات حاقدة الموت في صدر الثائر الأممي الشاب ارنستو تشي غيفارا ، في ادغال بوليفيا الوعرة ، احداً لم يصدق الخبر ، لكن هذه المرة نال الجبناء من البطل ذي الطلة الثورية الباسمة المتفائلة المبشرة بالثورة طريقا لخلاص البشرية من جور الرأسمالية وعملائها الديكتاتوريين.

ظنت الامبريالية أنها باغتياله تطفيء جذوة الثورة المتأججة في صدور الفقراء والمقهورين في العالم ، لكن شبح تشي طاف على العمال والفلاحين مشعلا فيهم روح الكفاح والنضال بلا هوادة فغدت صورته الشهيرة تؤرق كل محتال غاصب وكل مستغل لعرق عامل أو فلاح وكل منتهك لحقوق طالب.

من هو؟ قائد ماركسي لينيني ، أتى الى الشيوعية من الارجنتين ، طبيبا ثوريا ن أصيب منذ الصغر بمرض الربو لكنه هزم المرض ،اراد الشاب أن يستكشف القاة الاميركية على متن دراجة نارية مع صديقه غرانادو فعبر الى فنزويلا ثم الى ميامي فأبعد على متن طائرة لنقل الخيول ، عام 1954 توجه الى غواتيمالا للالتحاق بثوارها لكن الحكومة العملية سبقته وقضت على الثورة ، فتحول الى المكسيك وعمل طباخا لسد رمق العيش وهناك التقى بالمحامي الكوبي الشاب فيدل كاسترو الذي كان يفتش عن مقاتلين محترفين: (( تعرفت اليه في احدى الليالي الاميركية الباردة ، وأذكر ان حديثنا الاول دار حول السياسة الدولية . وفي ساعات الصباح الاولى ، كنت واحدا من الغزاةالمستقبليين))ز هناك تدرب على استخدام السلاح ومهارات القتال ، وانتقل في 5 كانون الاول 1956 مع كاسترو و 82 ثائرا على متن المركب ((غرانما)) الى كوبا معلنين ثورة شعبية ضد نظام الديكتاتور باتيستا العميل لل CIA حيث أطلق عليه كاسترو اسم ..تشي، ولعب دور المقاتل الثوري و قائد الرتل وطبيب الثوار حتى انتصار الثورة واقامة حكم الشعب في كوبا في 1/1/1959 . اتخذ الرفاق من تشي مثالا اعلى في حرب العصابات ، فهو الشجاع الذي لم يخف الموت والمضحي بالنفس من اجل الآخرين رغم اشتداد الربو وسقوط عدد من الرفاق شهداء والنقص في السلاح والعتاد ، والحصارات والشح في الادوية ، واجه كل هذه المصاعب بالروح الثورية وكانت حياته ترجمة عملية لأفكاره الشيوعية ، واتبع نظام طاعة صارم في الجيش الشعبي ، رغم ذلك عرف تشي كناشط اجتماعي .

وتقديرا من قادة الثورة عين تشي وزيرا للصناعة في اول حكومة كوبية ولعب الى جانب راؤول كاسترو الدور الحاسم للتوجه بكوبا نحو الاشتراكية ، لكنه لم يهتم بالمناصب والامجاد والسلطة (( ان الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي)) ، ودفع به اقتناعه بأن حرب العصابات الثورية هي الوسيلة الوحيدة لتخليص البلاد المقهورة من التصلت الامبريالي على مقدرات شعوبها ، لكنه آمن بالنضال الأممي بعيدا عن الشوفينية :(( لايهمني متى واين وكيف سأموت بل كل ما يهمني هو ان يبقى الثوار واقفين يملأون الارض ضجيجا كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين)).

في العام 1966 غادر كوبا التي لم يقصدها ليعيش فيها بل ليحررها ، ولدحض الدعاية المعادية التي اشاعت وقوع خلاف بين تشي وفيدل قال الاخير (( لم تفارقه فكرة انه عندما ينتهي الكفاح في كوبا فان عليه واجبات في امكنة اخرى من العالم ، لقد قطعنا على انفسنا وعدا باننا لن نطلب منه البقاء ولن نمنعه من تحقيق هذه الرغبة)). وانتقل غيفارا ومعه الكثير من رفاق الدرب الى بوليفيا مشكلا مفرزة لحرب الغوار ضد النظام العميل هناك ، وكان مؤمنا ب ((البؤرة الثورية منطلقا للتحرير الشامل)) وخاض القتال المسلح بعناد وارادة حديدية ، وبنى العلاقات الرفاقية مع الفلاحين هناك . اما الجيش البوليفي فقد شكل له اسم تشي غولا دفع به الى محاصرة مئات الاودية والغابات للنيل منه بأكثر من 1500 جندي ، الى ان وقع البطل ومن معه في كمين محكم في ( كويبراردا دل يورو)، وعن ذلك كتب غيفارا في آخر ورقة من مذكراته اليومية في 7 تشرين الاول 1967 متفائلا كعادة كل ثوري يحكي عن مساعي المفرزة للخلاص من الطوق حولها بحلول الظلام.. لكن فرقة معادية هاجمتهم فقاتلوا ببسالة الشيوعيين من حفرة الى اخرى ومن صخرة الى خندق حتى الغسق فاستشهدوا جميعا باستثناء تشي الذي استمر بالقتال رغم اصابته في ساقه ، الى ان دمرت رصاصات العدو فوهة بندقيته ال((أم-2)) فتعطلت تماما ، ولو لم يكن مسدسه فارغا لما تم اعتقاله حيا.

بعد اسره نقل غيفارا الى بلدة هيغوراس وامتنع عن التكلم مع اعدائه وبصق بوجه ضابط استفزه ، وكان الاعداء قرروا اعدام تشي بعد اقل من عشرين ساعة على اعتقاله ، جاءت ساعة الموت فقد تقدم منه الضابط ماريو تيران وهو مخمورا مما جعله مترددا باطلاق النار فقال له تشي بثبات الثوري:(( أطلق النار.. لا تخف! )) تراجع لكنه اطلق الرصاص من مدفعه الرشاش فاصاب القسم السفلي من جسده وجعله يتألم ، الى ان جاء رقيب آخر مخمور ليجهز على غيفارا بطلقة استقرت بجانبه الايسز. في 9 تشرين الاول 1967 اعدم تشي داخل صف مدرسي و دفن في مكان سري بالغابة خوفا من ان يغدو قبره مبعثا لثورة جديدة تهدد الانظمة الرجعية في اميركا اللاتينية والعالم اجمع ، وظل القبر مخفيا طوال 30 عاما الى ان اكتشفت الرفات في زاوية من مطار غالي غراندي القديم الى جانب 6 من رفاقه الثوار ونقلت الى كوبا في ذكرى اشتهاده الثلاثين ودفنت في هافانا في حفل وطني ضخم يليق بثائر بعثت صورته كبطل تحرير، شرارة الثورة والتمرد والكفاح المسلح ضد الاحتلال واستغلال الانسان.

عرف غيفارا كأي شيوعي مناضل مكمن الاستغلال وقال :(( من الضروري ان نحدد رأس الامبريالية التي هي ليست غير الولايات المتحدة الاميركية ، ان الامبريالية نظام عالمي يجب ان يدمر بمواجهة عالمية ، بالكفاح المسلح غالبا ، من اجل الاشتراكية لشعوبنا ، فالجندي الاميركي يملك كفاءة تقنية واسلحة وموارد صخمة لكنه يفتقد الى الحافز الايديولوجي الالازم الذي يملكه اشد اعدائه اليوم الثوار الفيتناميون))..ونضيف لكلام غيفارا...والابطال الفلسطينيون اليوم..

علي حشيشو

--------------------انتهت.

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster