أليدا جيفارا
تقرير:مايكل محسن
جاءت زيارة الدكتورة إليدا جيفارا نجلة المناضل الراحل الشهير
إيرنستو تشي جيفارا للقاهرة خلال الندوة التي نظمتها منظمة
تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية لتلقي الضوء فيها علي
العديد من المواضيع الهامة علي الساحة العالمية والإقليمية.
فأوضحت إليدا في بداية حديثها أن أصل اسمها عربيا أندلسيا وليس
لاتينيا كما كان يعتقد الكثيرون،كما أوضحت إليدا أن هناك خطأ
شائع علي مستوي دول العالم فيما يتعلق بإسم والدها "تشي" مؤكدة
أن كلمة"تشي" ليست الا لقب أرجنتيني أما كلمة جيفارا فهي ترمز
لقبيلة تواجدت في إقليم الباسك بإسبانيا في تلك الفترة.
وتطرقت إيلدا إلي ضرورة دعم حركات المقاومة في جميع أنحاء
العالم بالرغم من إنحسار ظاهرة الإستعمار الا أنها تري في
المقاومة العراقية نموذجا ورمزا للمقاومة الحرة في مواجهة
أطماع الولايات المتحدة للسيطرة علي موارد الطاقة في العالم
أجمع وخصوصا البترول.
وطالب إليدا الولايات المتحدة أن تكف عن ترديد شعارات الحرية
والديموقراطية وحقوق الإنسان التي تنتهكها يوميا في العراق
وأفغانستان وغيرها من مناطق العالم مشيرا إلي تحدي الولايات
المتحدة لإرادة المجتمع الدولي بأسره حين قررت غزو العراق وعدم
إلتفاتها للمظاهرات الشعبية التي إنطلقت في كل بقاع العالم من
أجل حماية الشعب العراقي.
وذكرت إليدا أنها لا
تزال تؤمن بمقولة والدها الشهيرة وهي أن السبيل الأمثل للقضاء
علي الإمبريالية الأمريكية تتمثل في "فتنمة" العالم بضرب
القواعد الأمريكية في كل مكان وهو ما نجح فيه الفيتناميون من
قبل عندما قرروا الدفاع عن كرامتهم وهو ما يسير علي نهجه
العراقيون حاليا.
وأشارت إلي تميز العلاقات المصرية الكوبية منذ القدم وخصوصا
بعد يوليو 1952 ودعم مصر لحركات التحرر في العديد من المناطق
ومن بينها كوبا.
وفي ردها علي الأسئلة الصحفية الموجهة لها حول إستمراريه
الأجيال الشابة علي مباديء الثورة الكوبية أم أنها تأثرت
بثقافة العولمة الأمريكية،ردت قائلة أن الوضع الحالي في كوبا
بات أفضل مما كان عليه في سنوات ماضية مما يدعو للتفاؤل
بالإستمراريه علي نهج الثورة الكوبية الا أنها أشارت بضرورة
العمل علي تحسين الأوضاع الإجتماعية في البلاد وأهمية دور
الشباب في عملية التنمية لأنهم عماد أي بلد مضيفة أنه إذا
نجحت في تشكيل الشباب بالشكل الأمثل لخدمة مصلحة بلادهم،فيمكنك
توقع مستقبل أفضل دائما.
وأكدت أنهم في كوبا لازالوا يؤمنون بما قاله خوسيه مارتي أنه
لكي تتحرر الشعوب ،فلابد من وجود شباب مثقف صاحب فكر حر.
وفي هذا السياق ،تطرقت إليدا للإشادة بالرئيس الفنزويلي الحالي
هوجو تشافيز لما يتمتع به من حب جماهيري جارف في بلاده نتيجة
خرصه في المقام الأول علي مصلحه شعبه ومقاومته الدائمة لأي
تدخلات أمريكية في شئون البلاد فيما يتعلق بشركات البترول
الفنزويلية معتبرا أن أهم ما يجب أن يميز أي زعيم هو التواصل
مع شعبه وليس مع المصالح والأطماع الأمريكية.
وأشادت إليدا بمحاولات تشافيز لتجميع الدول المنتجة للبترول
للتوصل لإتفاقيات ملزمة للجميع فيما يتعلق بإنتاج وتصدير
البترول وعوائده التي لا تذهب للشعب في غالبية الدول المنتجة
ولذلك فهي لم تندهش من محاولات أمريكا المستمرة لزعزعة
الإستقرار في فنزويلا ومحاولة إسقاط نطام تشافيز الذي يمثل
تهديدا لأطماعها في المنطقة.
وحول معني كلمة"إشتراكية"،قالت إليدا أن الكثيرين لديهم فهم أو
تصور خاطيء لهذه الكلمة التي تعني أن كل حركة تهدف لإرتقاء
الشعوب ومساعدتها هي في حد ذاتها إشتراكية وهو ما يحدث حاليا
بأمريكا اللاتينية،ولذلك فإستخدام الموارد الطبيعية لمصلحة
الشعوب هي الهدف الأول من الإشتراكية.
ثم ردت إليدا علي سؤال ُوجه إليها بشأن رأيها في طريقة الغرب
الإستهلاكية في الإحتفاء بوالدها بوضع صوره علي التي شيرتات
وأكواب المياه وبنطلونات الجينز والملابس الداخلية في بعض
الأحيان بقولها أنها لا ترغب في صورة والدها في هذه الأوضاع
علما بأنها تحاول النظر للموضوع من جانبه الإيجابي وهو معرفة
الكثير بالشباب حول العالم لتاريخ صاحب الصورة وربما التأثر
بنضاله وكفاحه ضد الإستعمار.
ووضحت إليدا أنه يوجد معهد للدراسات في كوبا يحمل إسم والدها
يقوم بمحاولة لمنع إنتشار ظاهرة تواجد صور والدها علي ما يمكن
أن يسيء لتاريخه مؤكدا أنها تحزن بشدة عندما تشاهد شبابا
يرتدون صور تشي جيفار دون أن يعرفون أي معلومات عن هذا الشخص.
كما ردت إليدا علي سؤال بخصوص رأيها في تحكم الولايات المتحدة
في العالم من خلال ظاهرة العولمة قائلة أن العولمة من الممكن
أن تكون ظاهرة إيجابية بالنسبة للشعوب فيما لو اتحدت وتكاملت
لمواجهة أي خطر مؤكدا علي ضرورة احترام كل الثقافات وعدم النظر
للأخر نظرة سلبية ضاربة المثل بموقف حدث لها أثناء زيارتها
لفرنسا وسؤال أحد الصحفيين الفرنسيين لها حول رأيها في ظاهرة
إرتداء المسلمات للحجاب،فردت قائلا أنه ليس من حقها الإجابة
علي هذا السؤال الذي لن تتفهمه وتستطيع الإجابة عليه سوي
المرأة العربية بإعتبار الحجاب جزء من ثقافتها،ووقتما يتحقق
الإحترام المتبادل يتحقق الاتحاد الناجح أما العولمة بشكلها
الحالي فهي تمثل مشاكل بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية والدول
الإفريقية علي حد سواء.
وشددت إليدا علي أهمية النجاح في الوصول لعقل الشعب الأمريكي
ذاته وذلك لأنه من أكثر شعوب العالم المغيبة إعلاميا،ووقتها
سيكون الشعب الأمريكي قادرا علي تشكيل ساسته فيما بعد ضاربة
المثل بأن حرب فيتنام لم تتوقف وتنتهي الا عندما ثار الشعب
الأمريكي في الداخل ضدها.
المصدر
: خاص حريتنا 24-12-2008 |