|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
أليدا جيفارا
أجرت الحوار ـ ريهام مازن
راقبتها وهي تدخل مطعم العاصمة في جريدة الأهرام، وقتها شعرت بأنني
أري شخصية مثل أمي، إذ يعلو وجهها نظرة الطيبة و'الحنية', ترتدي
أزياء' عادية' تدل علي أنها من قلب الشعب، لا يمكن أن تظن ولو
لوهلة أنها ابنة زعيم ومقاتل ثوري صار تميمة عالمية.
أليدا هي الابنة الكبري للثائر الشهير إرنستو تشي جيفارا الذي أسهم في
نجاح الثورة الكوبية عام1959 برغم أنه أرجنتيني الأصل، ثم استمر في
نضاله الثوري حتي لقي مصرعه في غابات بوليفيا حينما كان يعمل ويخطط
لتنظيم ثورة هناك.. تقول أليدا:'أنا أعمل طبيبة أطفال، وبعيدة عن
السياسة', وعلي الرغم من أنها تنفي قربها من السياسة أو بالأفكار
الثورية، إلا إن الحوار معها يظهر علي الفور أن أفكار جيفارا،, تستقر
في أعماقها.. الدكتورة أليدا جيفارا، تؤمن بأنه لابد وأن تكون لكل
إنسان، شخصية معتدة بذاتها، وترفض أن يعيش الإنسان علي أطلال من
سبقوه حتي ولو كان والدها، فالإيمان بأفكار شخص ما، لا يلغي كيان
الإنسان بذاته.
إجراء لقاء خاص معها، تطلب ترتيبات خاصة مسبقة مع السفير الكوبي
بالقاهرة، أنجيل دلماو، نظرا لضيق وقتها وارتباطها بالعديد من
الأنشطة، إلا أن الأهرام العربي استطاعت اقتناصها وانفردت بحوار
معها، عقب غذاء أقامته لها جمعية الصداقة المصرية ـ الكوبية بالأهرام
وكان اللقاء مع أليدا جيفارا.
* حدثيني عن أسرة جيفارا، كم أخ وأخت
لك؟ وماذا يعملون؟
نحن خمسة أولاد، وتوفت أختي منذ11 عاما متأثرة بمرض السرطان وكانت
تدرس الاقتصاد، وأنا طبيبة أطفال، وأخي كاميلو يعمل محاميا، وسيليا
طبيبة بيطرية، وإرنستو محاميا أيضا.
* وهل كلكم تعيشون في كوبا؟
نحن نعيش جميعا في مدينة هافانا، عاصمة كوبا، ونلتقي بعضنا البعض من
آن لآخر، ودائما نتواصل عن طريق العائلة، مثلنا مثل أي عائلة، فكل
لديه منزل، لكننا نحرص علي اللقاء والتواصل.
* من يعيش مع والدتك الآن؟
ضاحكة: أمي تعيش مع زوجها الآن، فهي تزوجت بعدما توفي جيفارا ببضع
سنوات.
* أنتم تنتمون لعائلة سياسية ثورية،
من أب وأم مقاتلين.. فهل أحد منكم ورث السياسة ويعمل بها، أنت أو
أخواتك مثلا؟
بذكاء شديد كلنا مواطنون كوبيون، وبالتالي، كلنا منخرطون في
السياسة، لا يوجد بيننا من يمتهن السياسة كمهنة، لكن كلنا نعيش
السياسة.
* من الأقرب منكم، في الشبه والملامح
لتشي جيفارا؟
نحن جميعا نشبه بعضنا البعض، لأن كل واحد فينا يأخذ ملامح من والده
ووالدته، فلا تستطيعين القول بأن هناك واحدا بعينه أشبه لجيفارا، نحن
مزيج من جيفارا وزوجته.
* هل كلكم مقتنعون بأفكار جيفارا
ومؤمنون بها في حياتكم العملية؟
بالتأكيد طبعا كلنا مؤمنون بوالدنا وأفكاره.
* من المعروف أن والدتك كانت مقاتلة
إلي جانب زوجها جيفارا، فماذا تفعل الآن؟
هي الآن مديرة مركز دراسات تشي جيفارا.
* وما الذي يقوم به المركز، وما
نوعية الدراسات التي يقومون بها هناك؟
جيفارا رجل كامل، وهم يدرسون كل شيء عنه وعن حياته، بكل تفاصيلها،
والتي لا يمكن أن تقسم، سواء شخصية أم سياسية أم اجتماعية.
* ما الدور الذي كانت تلعبه والدتك في
حياة جيفارا؟
والدتي ألفت كتابا عن حياة جيفارا أطلقت عليه،' نداء لجيفارا',
وكتبت فيه كل ذكرياتها مع جيفارا، والكتاب يحتوي علي تفاصيل لحياتهما
معه.. والداي كانا يحبان بعضهما جدا.
* هل كانت والدتك متبنية نفس أفكار
جيفارا أم لديها ما هو مختلف عنها؟
والدتي كانت امرأة ثورية، وعندما قابلت والدي، ارتفع مستواها
السياسي، ولكن الآن والدتي لديها نفس المبادئ التي كان يعتنقها
والدي.
* كأبناء له، حياتكم مع جيفارا أثرت
فيكم سلبا أم إيجابا؟
' أبي' عاش معنا أوقاتا قصيرة جدا،
فكما تعلمون، توفي جيفارا عن عمر يناهز39 عاما، علي أيدي عناصر من
المخابرات الأمريكية في بوليفيا عام1967, وعندما تركنا والدي، كنت
أنا أكبر أخواتي، وكان عمري وقتها4 سنوات ونصف السنة، وبالتالي،
فلم نعش معه فترات طويلة، ولكن والدتي علمتنا كيف نحبه ونحترمه،
وبدأنا نعرفه عن طريق ما كان يقوله للشعب الكوبي، وما كان يوجهه
للشباب الكوبي، وكان دائما ما يمثل لنا نموذجا مهما لنسير وراءه، نحن
والشباب الكوبي.
* هل تعتقد الدكتورة أليدا أن العالم
شهد جيفارا آخر منذ وفاة والدها؟
إن هناك العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، من يكافحون من أجل
شعوبهم، ولكنهم يعيشون في أماكن أخري، ومواقف مختلفة ولحظات مختلفة،
ولكن إذا كانوا دائما ما يدافعون عن شعوبهم، بنفس الحب الشديد
والتضحية التي كان يفعلها والدي، إذن هم رجال يشبهونه، إلا أنني لا
يمكن أن أصور أو أقارن رجلا آخر بوالدي' جيفار'.
* جيفارا كان مقاتلا وثائرا في الكثير
من أنحاء العالم، فإذا كان جيفارا علي قيد الحياة الآن، فأي الأماكن
من وجهة نظرك، كان جيفارا سيهتم بها ويذهب للقتال والدفاع عنها؟
من الصعب للغاية التحدث عن رجل مات، فلا أعلم أي الأماكن كان
سيقصدها، ربما كانت أمريكا اللاتينية سيتغير شكلها جدا، ربما الوضع
سيكون مختلفا جدا في الأرجنتين، يعني لا أعتقد أنه يمكنني التحديد.
* فماذا عن العراق وأفغانستان، هل
تعتقدين أن جيفارا كان سيقصد مثل هذه الأماكن؟
تضحك جدا.. في هذه اللحظة يكون سن والدي نظريا80 سنة.. من الصعب
عليه جدا أن يذهب لهذه الأماكن، كان سيحتاج الرعاية، والتفاف أبنائه
من حوله، والأهم أننا كنا لن نسمح له بالقيام بذلك.
* بالطبع هذا الرد دبلوماسي جدا؟
تضحك جدا.. لا. هذا الرد واقعي جدا.
* هل تعتقدين أن جيفارا بعد وفاته
مازال يحتفظ بنفس المكانة ويلقي نفس الاهتمام اللائق به؟
الكثير من الرجال والنساء الأمناء يحترمونه بشدة في جميع أنحاء
العالم، لأنهم كانوا مرآة له.
* وما الجهود التي تقومين بها للحفاظ
علي جيفارا كقيمة؟
ما نسعي إليه في مركز دراسات تشي جيفارا بكوبا، هو أن تصل صورة جيفارا
بشكل سليم إلي الشباب في جميع أنحاء العالم. وليس من المهم أن نقوم
بإحياء ذكري جيفارا فقط أو إقامة احتفال له، بل المهم أن يصل جيفارا
للناس وبالأخص الشباب ولتصل أفكاره جيدا للناس وليعرفه الناس جيدا،
وإذا كان الناس ستعتبره رجلا لابد وأن يسيروا علي دربه، فليسيروا علي
هذا الدرب.
* لماذا لا تعملين بالمجال السياسي؟
أنا بالفعل سيدة تعمل بالسياسة، ولكن بطريقة مختلفة، نحن نعتبر أن كل
رجل أو امرأة موجودة في المجتمع هي جزء من السياسة، لو كان لدينا
إيمان عميق بأنه من حق الدول أن تعيش بكرامة، ولو أننا ندافع عن
الاحترام بين الشعوب، الكل يعيش بنفس الحقوق والمساواة.. ولو أننا
نعمل علي توفير الرعاية الصحية المجانية لكل المواطنين في جميع أنحاء
العالم، ولو أننا فهمنا أن الشعب المثقف وحده، هو الذي يستطيع أن يصل
إلي مجتمع موحد، إذن نحن بالفعل نمثل سياسة معينة لشعبنا، وليس ما
نسعي إليه هو أن نكون زعماء كبارا في بلادنا، المهم أن نصل لعالم أفضل
مما نعيش فيه، ونكون أبطالا بأعمالنا.
* كيف يراك الناس كابنة للزعيم
الثائر؟
أنا سيدة كوبية، تربيت ونشأت بين أحضان كوبا، وهناك أشخاص يرونني
كابنة تشي جيفارا، وأنا بالفعل ابنة هذا الرجل، وفخورة جدا لكوني
ابنته، ولكن بوصفي كائنا بشريا، فهذا لا يعني أنني أفضل أو أسوأ،
ولكن ما يميزني ككائن، هو أن أكون قادرة علي أن أفيد شخصا آخر..
وكفرد من المجتمع، فنحن في حاجة إلي الكثير من التغيير.
* وكيف ترين شعوب العالم العربي؟
نأمل أن تكونوا.. شعوبا أكثر وحدة في العالم العربي، ونرجو أن
نستعيد كل القوة التي فقدتها وبدأت تضعف في حركة دول عدم الانحياز،
يجب أن نوحد قوانا معا، لكي نصل باحتياجاتنا إلي ما يسمي بدول العالم
المتقدمة.
* في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة،
ما الذي تتوقعين أن يحققه أوباما؟
لسوء الحظ بالنسبة إلينا، فتغيير الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية،
يعني ضرورة تغيير السياسية الخارجية لها، حيث إن رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية، في الحقيقة هو كمنصب شرفي لأن الذي يتحكم في
السياسة الخارجية هي خطة الشركات الاقتصادية الكبيرة، وخلال السنوات
الـ8 الماضية، الشركات التي كانت تدعم الحرب، كانت لديها خطة
كبيرة، ولا نعتقد أن السياسات في أمريكا تتغير بسهولة، وأول تغيير
نتمني أن تقوم به الولايات المتحدة، هو سحب القوات الأمريكية من
أفغانستان والعراق، وهو شيء صعب جدا علي رئيس للولايات المتحدة،
والرئيس السابق جورج بوش عرف جيدا كيف يتلاعب بكل الخيوط ليمتلك
السلطة، لأنه كان يحاول الإمساك بكل خيوط التكتلات الاقتصادية في
أمريكا. وبالنسبة لكوبا، أعتقد أن التغييرات ستكون قليلة*
الاهرام العربي السبت 29 / 11 / 2008
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م