اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 جزيرة برنس إدوارد
 

جزيرة برنس إدوارد

 

على طول الشواطئ الشمالية لجزيرة برنس إدوارد، يتقاسم الريح والبحر العمل على تحديد أسلوب الحياة والمشهد العام منذ عدة قرون. أما نتيجة هذه  الشراكة فهي أن الشواطئ الشمالية تتعرض للتآكل، ما يدفع البحر إلى الخوض عميقا في اليابسة. وهكذا فإن الجمال الحساس لحديقة جزيرة الأمير إدوارد الوطنية، يتلاشى بسرعة هائلة.

=-=-=-=-

نشأت الحجارة الرملية الحمراء الناعمة التي تعتمد عليها جزيرة الأمير إدوارد قبل مائتين وخمسين مليون عام، وذلك في العصر البرمياني.

تعتبر هذه الجزيرة واحدة من أ صغر الحدائق الفدرالية في كندا، ولكنها أيضا واحدة من أكثر الحدائق استقبالا للزوار، إذ يأتي إليها أكثر من ثمانمائة ألف شخص سنويا من جميع أنحاء العالم. تقع هذه الجزيرة في خليج سان لورانس، حيث يتولى مضيق نورثمبيرلند فصلها عن اليابسة. عام سبعة وثلاثون أعلن أربعون كيلومترا من الشواطئ الشمالية حديقة وطنية.

قد نجد عدد كبير من الحدائق الكندية التي تعتمد مركز اهتمام عمراني لها البيوت الثرية الأمريكية الصيفية التي تبلغ مائة عام من العمر.  ولكن لا يوجد حديقة مشابهة لهذه في أي مجال. والبيت كوين آن الذي ينتصب هنا من ورائي، في دالفي باي ذي سي، هو علامة أرضية فارقة في تاريخ جزيرة الأمير إدوارد، وتاريخ حديقتها الوطنية الصغيرة التي تقع بين كثبان الشواطئ الشمالية للجزيرة.

قبل زمن بعيد من البدء بقضاء العطل الصيفية على الطرف الشرقي من الحديقة، عام ألف وتسعمائة وأربعين، بدأت شواطئ الأمير إدوارد تجذب الناس إليها من قريب ومن بعيد. ولكن الكثبان التي تجعل هذا المكان جذاب جدا، حساسة جدا حيال الدمار الذي توقعه الطبيعة والبشر فيها. تكمن مهمة الحديقة في المحافظة على البيئة وعلى ميراث الاستجمام في الجزيرة.

تتمتع جزيرة الأمير إدوارد بواحدة من أفضل نماذج أنظمة موانع الكثبان الرملية على شواطئ الأطلسي في أمريكا الشمالية. ولكن طبيعة الأرض هنا تتغير باستمرار، إذ يختفي أكثر من متر كامل في بعض المناطق سنويا. تتولى أمواج البحر المتلاطمة ضرب الصخور الرملية وتحطيمها لتتحول إلى حبات رمل لا تحصى، تتشكل منها الكثبان قريبا من الشواطئ. وسرعان ما تصبح هذه الكثبان ضحية للرياح التي شكلتها، والتي تدفعها عميقا في اليابسة، دون أن يصدها عن ذلك إلا الشحوم المرامية.

تقلل هذه الشحوم من تأثير سرعة الريح، كما تتولها جذورها الراسخة تعزيز استقرار الكثبان. ولكن الشحوم المرامية حساسة بدورها. فبضع خطوات بشرية في المكان نفسه  كفيلة بتحطيمها. يؤدي غياب الشحوم المرامية إلى عدم تماسك الكثبان معا ويخلق فراغات بين الرمال، ما يجعل الرمال عرضة للمزيد من التآكل. من أجل حماية الكثبان قامت سلطات الحديقة ببناء ممرات توصل الناس إلى الشواطئ. ولكن رغم الجهود التي تبذلها هذه السلطات ما زال هناك العديد من الممرات الغير مرخصة.

سيباستيان برينان:

ما نحاولب القيام به اليوم هو معرفة عدد الممرات التي تعبر الكثبان، وما هي نسبة الرسمية من غير الرسمية بينها. من المحتمل أن يعطينا ذلك فكرة عن عدد الناس ومدى تأثيرها على الكثبان.

هناك عدد كبير من الاختراقات التي نسعى للحؤول دون وقوعها من خلال وضع الإشارات وغيرها.

ما نقوم به اليوم هو التعامل مع كل ممر على حداه وتحديد المواقع البديلة باعتماد الرؤية الشاملة عبر الأقمار الصناعية.

نبذل ما بوسعنا لفتح الممرات التي يمر من فوقها الناس عبر الكثبان دون أن تتر: أثرا كبيرا عليها.

بيتر:

ولكن من المحتمل أن يكون حراس الحديقة في صدد معركة خاسرة.

فيل مايكل:

تمارس القوى الطبيعية التأثير الأكبر على حركة الكثبان الرملية لدينا، بينما يعمل  الإنسان على تسريعها. تكمن هذه القوى الطبيعية بالرياح العاتية التي تضرب شواطئ الجزيرة في فصلي الربيع والخريف ما يدفع الرمال نحو المناطق الكثبانية، هذا بالإضافة إلى نقلها لاحقا إلى أعماق الجزيرة كما ترى هنا من ورائنا. وهكذا يمكن أن ترى تسارع الرمال في عبورها من فوق الكثبان بسرعة هائلة لتعزز من تراكمها ومن الدمار الحاصل في آن معا.

من الناحية الجيولوجية أستطيع القول أن مصيرنا مشؤوم فعلا. لا أتحدث بذلك عن مصير أبنائي وأحفادي بالطبع، ولكن بعد مرور بضعة آلاف من السنين ستصبح الجزيرة صغيرة جدا.

بيتر:

لا يمكن لحراس جزيرة الأمير إدوارد أن يتجاهلوا ما يصيب الحديقة من تقلص مهما كان هذا الإنحسار تدريجي وبطيء. لهذا فقد وضعت الخطط الملائمة لمحاربة اختفاء هذه الحديقة. قامت سلطات الحديقة على مدار العشرين عاما الماضية بشراء أحد عشر كيلومتر مربع من الأراضي المحاذية لها كضمانة لما تتوقعه من مستقبل مجهول.

=-=-=-=-=-=

بيتر:

رغم الحجم الصغير لهذه الحديقة المعرضة للخطر، فهي ما زالت اليوم تعتبر منطقة يعشش فيها زقزاق الأنابيب. يوجد في العالم ألفين وخمسمائة طير من هذا النوع فقط. قام أربعة عشر زوج منهم هذا العام ببناء أعشاشها في الحديقة، التي وضعت خطة للتعامل مع الزقزاق وحمايته.

تعتمد إحدى التقنيات المتبعة على إبعاد الحيوانات المفترسة عن هذه الطيور. صممت بنية الأسلاك هذه بطريقة تضمن بقاء الحيوانات المفترسة بعيدا. نادرا ما يحلق الزقزاق أثناء موسم التوالد، ولكنها يستطيع الخروج بسهولة من السياج المنصوب حوله.

ولكنه يصبح عرضة للخطر عند خروجه من السياج. من السهل جدا على النورس الأسود الكبير الحجم أن يعتبر الزقزوق فريسة له، إذا ما تعذر عليه العثور على شيء آخر.

يبعد السياج عنه خطر الثعالب الحمراء. ولكن هذا الثعلب لن يحاول اصطياد الزقزوق بعد اليوم. سنجاب في اليد أفضل من عشرة زقازيق في القفص.

يحظى الزقزاق ببعض الحماية الغير مقصودة من قبل خطاف البحر، الذي لا يتوانى عن مهاجمة الطيور والثعالب وحتى الناس الذين يقتربون جدا من منطقته.

ولكن الحيوانات ليست مصدر الخطورة الوحيد، فعش الزقزاق ضعيف أمام الفيضانان الناجمة عن حالات المد أو العواصف. إذا ما توقعت مصادر الأرصاد حدوث عاصفة يتولى عمال الحديقة إزالة البيض من العش، بعد أن يستبدلونها ببيض صناعي يتقبله الزقزوق راضيا.

ليندا تومسون:

لم يتردد الطير بتقبل البيض الصناعي، وطالما وجده في المكان التي كان فيه البيض الأصلي، يتوجه إليها مباشرة. نضع البيض الحقيقي هنا ضمن الحرارة والظروف المناسبة، بينما يبقى البيض الصناعي عرضة للظروف المناخية السيئة. عند انتهاء الخطورة، نستبدل البيض ونراقب الطير للتأكد من تقبله للبيض الحقيقي وسير الأمور كالمعتاد.

بيتر:

شهدت شواطئ جزيرة الأمير إدوارد عمليات خداع أقل براءة من هذه في الماضي، خلال فترة منع الكحول، كانت آلاف الغالونات من الروم الغير شرعي تهرب باستمرار عبر هذه الشواطئ.

جيوف روبينسون:

كانت تلك مرحلة إخفاق رهيبة في التاريخ البحري وقصصه الرائعة، من المؤسف جدا ألا يعرف الناس المزيد عن تلك الفترة من لزمن.

بيتر:

منع الكحول في جزيرة الأمير إدوارد لفترة أطول من أي محافظة أخرى في كندا، إذ امتدت من عام ألف وتسعمائة وواحد حتى عام ثمانية وأربعين. ولكن العثور على الكحول لم يكن بالغ الصعوبة.

ربما كان منع الكحول هو القانون السائد، ولكن الذين ما زالوا يعيشون في الجزيرة اليوم، يتذكرون تمضية فترات الظهيرة وهم أطفال على الشواطئ الشمالية، يشاهدون عمليات تنزيل المشروبات الروحية في وضح النهار.

جيوف روبينسون:

سادت مخاوف دينية كبيرة من الكحول هنا، ومع ذلك كان هناك من يعتقد بأن عملية مناسبة لمنع البعض من الشرب في الشوارع، في حين لم يكن يتوانى هو عن الشرب. وقد شاع القول في تلك الفترة عن البعض أنهم يمنعون المشروب في العلن، ولا يرتدعون عنه في الخفاء.

بيتر:

يعتبر الروم المشروب المفضل لدى غالبية سكان الجزيرة، وقد كان يصل إليها من جزر الكاريبي وبلدان أمريكا الجنوبية على متن سفن، تحمله في مراكب وزوارق بيع صغيرة وسريعة  معززة بمحركات خاصة بمثل هذا العمل.

برز الكابتن إدوارد ديك كأشهر العاملين على تسويق الروم في الجزيرة. وكان ديك بحاجة إلى تغطية شرعية يتستر فيها على نشاطاته الممنوعة، فقام بشراء ديلفاي إلى جانب البحر، وحوله إلى فندق ومنتجع.

روبنسون:

كان ديلفي مكان مبنى مناسب لادعاء تحويله إلى فندق، ذلك  أنه قريب جدا من الشاطئ، ما يساعد السفن على تنزيل حمولتها بسهولة بين ليلة وضحاها. يأتي أحد العمال بكميات كبيرة من القش، دون أن يفهم لماذا يحتاجون إلى هذه الكميات الهائلة منها باستمرار عند الباب الخلفي للمطبخ. والحقيقة أنها كانت تستخدم لتغطية صناديق الروم والوسكي.

بيتر:

تم بناء دالفي إلى جانبالبحر على يد الثري الأمريكي ألكساندر ماكدونالد، عام ألف وثمانمائة وستة وتسعون.

كيفين دويل:

كان إنسان رائع بكل معنى الكلمة.

لم يكن السكان المحليين يحبون من يستعرض ثرواته، والمنى كان فاخر للغاية. مع أن الرجل في واقع الحال تميز بالتواضع والالتزام الديني الشديد. كان الجميع هناك يؤدون الصلاة بعد العشاء معا، ليذهب هو بعد ذلك إلى الفراش، بينما يسهر الزوار على لعبة البوكر. لم يكن يعارض المراهنة، ولكن الجميع كان يعرف بأنه كان يودع كل ما يتم جمعه خلال الأسبوع في الكنيسة.

بيتر:

كانت مساهمة ألكسندر ماكدونالد في الاقتصاد المحلي بالغ الأهمية، إذ أن مصاريف دالفي وحدها كانت تتعدى العشرة آلاف دولار سنويا، ما يشكل ثروة قيمة في تلك الفترة.

عندما توفي ماك دونالد، سارت أحوال ثروته نحو الأسوأ. ورثت كل من حفيدتيه لاورا وهيلينا سبعة ملايين ونصف المليون دولار، ما جعل منهما اثنتان من أثرى أثرياء العالم، ما دفعهما للزواج من عائلات ملكية أوروبية. ولكن سرعان ما تلاشت الثروات وغاب الأمراء، وانتهت العلاقات الزوجية بالطلاق. عبر دالفي إلى عدة أياد. بما في ذلك أساقفة الأخوة الكاثوليكية، إلى أن انتهى به المطاف فندقا بإدارة الكابتن ديك. ولكن هذا عجز عن تسديد ديونه، إلى أن قام أحد الدائنين ببيع المبنى أخيرا إلى الحكومة الفدرالية ليصبح جزء من الحديقة الوطنية.

=-=-=-=-

بيتر:

يقع مبنى دالفي وسط جزيرة خاصة به، تعتبر واحدة من برك المياه العذبة المتعددة في الحديقة. كانت غالبية هذه البرك في الماضي خلجان من المياه المالحة، إلى أن تولت كثبان الرمال إقفال الخلجان وفصلها عن البحر، فتحولت إلى برك مقفلة، سرعان ما فقدت محتوياتها من الأملاح، وتحولت إلى مياه عذبة. تقول مصادر سلطات الحديقة هنا أن الطبيعة التي شيدت هذه البحيرات العذبة ستتولى تدميرها أيضا. لا بد أن تموت الحيوانات والنباتات الوافرة، وتغطي البحيرة التي لا بد أن تختفي كليا مع الوقت.

تغطي البحيرات حوالي عشرة بالمائة من أراضي الحديقة الوطنية. يعتبر الخليج الضحل الواقع على غران تراكادي نموذج حي على ذلك. تقترن المستنقعات المالحة مع النباتات والحيوانات، كما أن قناديل البحر الحمراء القادمة من الشمال بدأت  تدخل إلى هناك قادمة من المحيط.

تتغذى طيور الوليت على المستنقعات المالحة والمناطق الموحلة المجاورة. منقارها الطويل مناسب جدا للبحث عن الديدان والزواحف الصغيرة الأخرى.

تحب طيور الوليت المناطق نفسها التي يعشش فيها الزقزوق وطواف البحر. ولكن طواف البحر لن يتردد في مهاجمة الوليت إذا اقترب من منطقته.

تعتبر الحديقة موطنا لعدد كبير من الطيور. كما يجول هنا مالك الحزين الأزرق والذي يعود إلى ما قبل التاريخ، حتى أنه تحول إلى رمز لحديقة جزيرة الأمير إدوارد الوطنية. تجذب مياه خليج تراكادي الضحلة أعداد كبيرة من مالك الحزين، إذ أنها غنية بأنواع الأسماك التي يفضلها، ولا يتردد باستخدام سرعته ودقته المدهشة في اصطيادها.

تحمل المالك الحزين الأزرق أجنحة يبلغ طولها مترين. إنه مشهد رائع.

قد يكون مالك الحزين كما ذكرنا رمزا لحديقة جزيرة الأمير إدوارد، ولكن الواقع أن هذا البيت الأخضر الواقع في كافينديش، هو أكثر ما يشد اهتمام الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم.

قد لا نتخيل ما كانت لوسي مود مونتغمري لتقوله لو علمت بأن هؤلاء الشبان يأتون من اليابان للزواج هنا.

ولكنا نعرف ما هو الشعور الذي انتاب المؤلفة حول هذا المكان. لقد استمتعت بالفترة التي أمضتها تتنزه في المزرعة وبين الأشجار، فانعكس حبها للطبيعة عبر ما كتبته من قصص ومذكرات. كانت تعشق الطبيعة بالفطرة، وعاشت كي ترى قيام حديقة جزيرة الأمير إدوارد.

دوغ هيني:

عندما كانت الحديقة في طور التأسيس لم تدري ماذا ستفعل بشأنه، وقد كانت تكتب رسالة إلى مراسل هو صديق لها في اسكتلندا، قالت فيها: يبدو أنهم يقيمون حديقة وطنية في منطقة كافينديش، وأنا لست متأكدة بعد مما سيعنيه ذلك. ولكنها تنبهت فيما بعد إلى أن في ذلك العمل حماية للبيئة، ليس في هذه المنطقة فحسب بل وفي مناطق أخرى من الحديقة، ذلك أنها ستضمن حماية الأشياء المألوفة المميزة للآخرين.

بيتر:

هذه الغابة التي تقع عند غرين غابلز،  تعطي لزائر فكرة عما كانت عليه غابات أكاديان الأصلية في جزيرة إدوارد.

إنه مزيد من الأشجار النفضية والصنوبرية التي يمكن أن نشاهدها من أعلى.

تغطي أرض الغابة كميات كثيفة من السرخس. إلى جانب أنواع مختلفة من الزهور على غرار التوأم والتوت. تنتشر زهور الترمس في الحقول المجاورة للغابة وفي أرجاء الحديقة. يتعدى ميراث لوسي مود مونتغامري قصة فتاة حمراء الشعر اسمها آنا. غرين غابلز في الحديقة تتعدى مجرد مكان يفترض أنها عاشت فيه. فهو يحمل ذكريات أسلوب واقعي في العيش، وأجواء طبيعية كانت جزء منه.

=-=-=-=-

بيتر:

حطمت الرياح العاتية وأمواج البحر الأدوات البشرية على الشاطئ الشمالي. ارتطمت أعداد كبيرة من السفن بالشواطئ الضحلة، وحولتها الأمواج إلى أشلاء. عام ألف وثمانمائة وواحد وخمسين تعرض أكثر من مائة مركب صيد أمريكي إلى ريح عاتية ما زالت تشتهر بلقب جانكي غيل.

إيد ماك دونالد:

القصة الفولكلورية للعاصفة شيقة جدا، إذ وقعت يوم الثالث من تشرين أول أكتوبر وسط أجواء دافئة، حين كانت مراكب الصيد قريبة جدا من الشواطئ، حيث كانت تحتشد أسماك الإسقمري .

تلبدت الغيوم في فترة بعد الظهر ثم هدأت الرياح تماما. كانت مياه البحر شفافة جدا. ولكن الطيور أخذت تأتي بالمئات من أعماق البحر لغوص عميقا في اليابسة. أدرك الأمريكيون بأن هناك شيء غير اعتيادي، ولكنهم لم يشعروا بالرياح التي تتطلب التوجه نحو مياه أعمق. ومع حلول الظلام ضربت عاصفة امتدت منذ مساء الجمعة حتى بعد ظهر يوم السبت. ما أدى إلى تدمير أكثر من مائة سفينة صيد على طول الشواطئ الشمالية.

بيتر:

لم يبقى إلا أجزاء قليلة من السفن التي تحطمت في العاصفة.

جرى دفن العديد من موتى ما عرف بالجانكي غيل، دون تحديد أسمائهم في مقبرة قديمة مثل هذه على طول الشواطئ الشمالية. أما هذه المقبرة التي في داخل حديقة ستانهوب، فهي تكشف عن هوية امرأة من السكان الذين دفنوا هنا. إنها عمة جد جدي الرابع، إليزابيث بوير، التي توفيت عام ألف وثمانمائة وأحد عشر، وهي في الثانية والثلاثين من عمرها.

من أشهر السفن التي فقدت على الشواطئ الشمالية لجزيرة الأمير إدوارد، مركب ماركو بولو، الذي خرج في رحلة مدهشة من إنجلترا إلى أستراليا عام ألف وثمانمائة واثنين وخمسين، مستغرقا ثمانية وستون يوما، متفوقا على باخرة أستراليا بأسبوع واحد. عام ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانون، أي بعد واحد وثلاثين عام فقط، اقتربت السفيرة الغراء من الشواطئ عند رأس كافينديش، يقودها طاقم كان يعتقد بأنه لم تعد صالحة لعبور المحيط. وقد تمكنت منذ بضع سنوات من شراء حلقة من سلسلة مرساتها وذلك من محل لبيع التحف والأثريات، ذلك أنها كانت في عصرها السفينة الأسرع في العالم.

ما زال عدد كبير من سكان الجزيرة يعيشون على أرزاق البحر، فيأتون بجراد البحر وغنائم أخرى إلى موانئ صغيرة مثل نورث روستيكو، وهي قرية تقع بالقرب من وسط ممتلكات الحديقة الوطنية. إنها بلدة على الطراز الأكادياني القديم، كما يوحي بذلك صندوق البريد.

يعمل برايون هاوارد، الذي  يستخدم اسمه كإشارة لتغيير الطقس، على قيادة بعثة من نورث روستيكو، وقد وافق على الخروج معي في زورق كياك. قبل بضع سنوات كنت أصطاد من مركب طويل  في الجزيرة. كنت أستحم بأشعة الشمس في عمر الصبا على شواطئ الجزيرة، وأتزلج فوق أمواج البحر المتواضعة. ولكن الخروج في زورق كياك على طوال الشواطئ تجربة جديدة فعلا. وقد اكتشفت فيها، من موقعنا فوق رؤوس الأمواج، مناظر لم يسبق أن رأيتها من قبل. كانت الدوافع تحملنا دون جهد كبير نحو أماكن ضحلة جدا. لم نكن دخلاء، ولم نسبب الأذى لشيء، ولا نزعج أي دورة طبيعية، ولا نترك أي مخلفات بشرية، وقد شعرت شخصيا بأني قريب من الأسماك وطيور البحر، وعندما ابتعدنا قليلا عن الشاطئ بدأت أشعر بأننا نستطيع الاستمرار على هذا النحو إلى الأبد. ورغم انتهاء تلك البعثة بسرعة كبيرة، ولكنها تجربة أشعر برغبة شديدة في تكرارها ولمدة أطول.

يجب أن أعترف بأني أصبت بالكآبة عندما خرجت في الصباح إلى شواطئ تراكادي،  التي كنت أزورها منذ أتممت الخامسة من عمري. لا شك أن التآكل قد ضيق الشاطئ بشكل ملحوظ، كما تراجعت الكثبان إلى الوراء عدة ياردات طوالالعقود الخمسة الماضية، ولكن لحسن الحظ أن سلطات الحديقة تتبع سياسة شراء الأراضي المجاورة ليعوض ما يفقده ويتسع، بما يضمن وجود شواطئ وحدائق عامة في هذه المنطقة لمستقبل أحفادنا وأحفاد أحفادنا لزمن عتيد.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster