|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
حفريات
لا يجد الأطفال ما هو أفضل من حلبة رمال
مليئة بالشاحنات.
الحفر يشد الأطفال ويشد
الجميع، حتى أنه قد يكون مزروعا في البنية الجينية.
يتخرج البعض لقيادة آلات
ثقيلة، وحفريات عميقة، ومزيج من القوة الخام وأحدث وسائل التكنولوجيا، للتأكيد على
مفهوم الحفريات الهائلة بكل أبعاده.
أمضى تيري مالارك غالبية
حياته حول الآلات الهائلة، ولكنها لا تقارن بما يسمى بحفارة بي&إتش ناينتي
تواني.
حجم المجرفة عملاق إلى حد يتسع فيه لمائتي
ألف علبة مركبات.
لا أحد يعرف هذه الآلة
أفضل من تيري، ومن واجبه العمل على استمرارها بالعمل.
موطنها هو منجم سد
باوندري في استيفان سيسكاشوا. مروج فحم ريفية تشكل عاصمة للوقود الكندي.
تفرض بي إن إتش نانتي
تواني نفسها على المشهد هناك، فقد صممت لتولي بعضا من أصعب أعمال
المناجم، فهي تحفر خمسة وثلاثين مترا من التربة لبلوغ الفحم.
عليهم أن يعدوا الآلة
لوظائفها، فالحفارة مناسبة جدا لهذه الوظائف لما لديهم من بنية فحم متماسكة نسبيا
تحتهم، والتربة هناك مناسبة لعمل الحفارة، التي تعتبر الأكثر فعالية والأكثر جدوى
إنتاجيا في أساليب حفر المناجم هناك.
لتمول كميات من الفحم
كافية لتشغيل محطة لتوليد الكهرباء بقوة ثلاثمائة ميغاواط على مدار
العام.
ولكن ليس بالحجم
والعضلات وحدها تقاس مزايا هذه الحفارة، فهي تعتمد طرقا مختلفة في الحركة إذ لا
تتنقل على العجلات أو الشاحنات، بل
تسير مشيا.
تعتمد على محركين يستعملان محولات
محورية تعمل انطلاقا من نظام
الكاميرا يوجه ساقين وحذاءين يدفعانها في حركة تراجعية.
محرك الدوران الذي يتوفر منه ست محركات
تمكن هذه الآلة من الدوران إلى الأمام والخلف. قوة كل منها ألف وخمسة وأربعين حصان، كما
يزن كل منها خمسة عشر ألف رطل.
يعتبر محبي المعدات الثقيلة أن سائق
الحفارة كيث غولد ينعم بالعمل الأفضل، فهو الشاب الذي يتحكم بهذه الآلة العملاقة.
ويدير جرّافة بحجم ورشة كاملة، يزن
كل من أسنانها خمسة وأربعين كيلو غراما.
تشغيل الآلة عملية معقدة
تحتاج إلى فريق كامل. لهذا يبقى المسؤول عن أعمال الصيانة تيري مالارك على اتصال
دائم بالسائق.
إنها آلة تساوي خمسون مليون دولار، ما
يجعلها تعتمد على أحدث التكنولوجيا المتوفرة.
ولكن توفر وسائل الراحة
لا يجعل وحده من هذه الحفارة الأفضل من نوعها.
يمكن
الاعتماد على الكمبيوتر وهو أداة رائعة ولكن التواصل الواقعي مع المواد يجعل من
المرملة عامل أساسي، يتقن الشبان التعامل معها كما يشعرون من خلالها بالثقة عبر ما يتم في المرملة لهذا يفضلون
استعمالها.
فهي تحدد مكان جرف التراب ومكان إلقاء
الحمولة، من البداية حتى النهاية.
يلعب
كيث غود بأكبر وأفضل حفارة حتى الآن، ولكن هذا لن يدوم لأن صانعي بي إتش ناينتي
تواني، يعدون آلة جديدة على الخرائط،
وهي أكبر من هذه بخمسين بالمائة.
في هذه الأثناء وضمن
محافظة ألبيرتا الواقعة إلى الغرب، تسيطر على الساحة حفارة عملاقة أخرى، تسعى هناك
لاستخراج النفط.
يركب غاري ميدلبروك
حافلة النقل في السادسة صباحا، ليكون واحدا من مئات ركاب النقل العام الذين ينتقلون
من مدينة فورت ماكموري الشمالية في ألبيرتا إلى سينكرود كندا.
أكبر منشآت العالم من نوعها وهي تستخرج
النفط الخام من رمال أتاباسكا النفطية.
يستعد غاري في منجم
أورورا لبدء يوم عمل آخر في قيادة أكبر حفارة هيدروليكية في العالم: آر إتش أربعمائة.
وهما يعملان معا هناك
لإزالة السطح وبلوغ التربة الواقعة على عمق خمسة وثلاثين مترا تحت الأرض.
يستخرج واحد بالمائة من
وقود السيارات في كندا من رمال القطران في سينكرود.
وهم يفعلون ذلك بإزالة
التربة بكميات هائلة.
يأتي الزيت التي تدفعه
المضخات عبرخراطيم هائلة، ليدخل إلى صمامات التحكم الرئيسية المسؤولة عن توجيه تدفق
الزيت إلى الأسطوانات الهيدروليكية. يتم التحكم بهذه الصمامات عبر نظام تشغيل يرتبط
بحجرة القيادة.
يفترض بالآلة أن تعمل
على مدار اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، ومن المفترض أن تكون متوفرة بنسبة خمس
وثمانين بالمائة، وذلك ضمن شروط فصلي الشتاء والصيف، من حرارة أربعين تحت الصفر إلى
خمسة وثلاثين فوقه.
أي أنها تعمل بقسوة، وقد
صممت للهمل ثمانين ألف ساعة، أي ما يقارب اثني عشر عاما.
يحصل سائقي هذه الجرافة
على أحدث التكنولوجيا رهن تصرفهم. حتى أن الأقمار الصناعية تتولى القيام ببعض
المهمات الخاصة بها.
لا يمكن السماح لآلة
هائلة كهذه بأن تعمل في حفرة طوال اليوم إن لم يكن لديك المعطيات الصحيحة. يمكن
ارتكاب خطأ يحتاج إلى فترة من المعالجة.
لهذا تحتاج إلى أدوات من هذا النوع. فالأمر لا يشبه الأيام الماضية التي
تزيل فيها حفنة من التراب، فهم اليوم يزيلون تل كاملا خلال ساعات،
تعمل آر إتش أربع وعشرون
ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع. ويحتاج استمرارها في العمل مراقبة
مستمرة.
إنه عمل جورج سكينر، الذي يتابع عمل هذه
الآلة منذ اليوم الأول.
ما يدهشه هو الحجم الهائل لهذه الآلة، كما
أن الخوض في تفاصيلها المتعلقة بالهيدروليك والإلكترون تجدها مدهشة جدا.
المجرفة التي تحفر في التراب، عرضها خمسة
أمتار ونصف، وهي تتسع لأربعة وأربعين متر مكعب، كما تزن تقريبا سبعين ألف كيلوغرام،
وهناك اثني عشرألف كيلوغرام إضافية لمواد التغليف التي تساعد على حفظ المجرفة من
رمال الزيت الكاشطة. يمكن أن ترى ما يحدث هناك فهي تُلمع حتى تصبح كالمرآة.
تستقر الآلة على سكة
متحركة، وهي من الحديد الصلب جدا، فيه سبع مزالج هي أشبه بالطريق الشاسع للمدة التي
تتحرك على مسار الجنازير لتدفع نفسها عبر التراب.
طول الجنازير على الأرض
عشرة أمتار ونصف المتر، فيها ثلاثة وأربعين لبادة. من أبرز عناصر الجنازير ما فيها من لبادات
طويلة تتناسب مع ليونة الأرض.
في حجرة المحركات وهي
وحدة الطاقة في المعدة. لديهم هناك محرك مازوت يعمل على ستة عشر أسطوانة، تقارب
قوته ألفي ومائتي حصان أو ألف
وستمائة واط.
رغم حجم الآلة هائل جدا
وخدماتها تتم من الخارج.
يتم العمل الآن على ضبط
محركات الآلة، وذلك في إجراءات تشبه العملية الجراحية الكبرى.
تطلب الأمر رافعة مائة
وسبعين طن للمساهمة في أول عملية تصليح لآر إتش أربعمائة.
يتراوح العمل بين أشغال
معقدة وبسيطة كإزالة الوحل عن الجنازير.
أما الهدف النهائي فهو
تقليص ساعات الأعطال الآلة في منجم
أورورا.
تعرضت لعطلين في الأسبوع
الماضي، لم تعمل إلا ألف وخمسمائة ساعة.
أحيانا ما تسبب المشاكل الصغيرة الغير
متوقعة بالأعطال الأكبر. توقف مضخة الكيلو غرام هذه كفيل بتعطيل آلة تزن تسعمائة طن
بكاملها ليوم ونصف.
تتوقع سنكرود مضاعفة
إنتاجها ثلاث مرات خلال السنوات القادمة انطلاقا من معارفها التفصيلية هذه.
سيتم إحراز ذلك أيضا من خلال تكنولوجيا
الحفر الحديثة، وعلى رأسها آر إتش أربعمائة.
فكرة الاعتماد على عدد أقل من الناس
المعرضين لخطر أجواء المناجم مسألة أساسية. لديهم وسائل اتصال وأجهزة تحكم عن
بعد.
والأهم من هذا أن هذه
العملية توفر الكثير من الوقت والمال.
لديهم عامل واحد تحت
الأرض يتنقل من آلة إلى أخرى لتفقد الزيت وأعمال الصيانة والتأكد من الوقود وجميع
الأعمال الأخرى التي تستدعي متابعة يدوية، أما فوق الأرض فيوجد سائق واحد يوجه عدة
معدات أي أنهم يوفرون في عدد العاملين على الأرض.
تسجل المعلومات التي يتم
نقلها عبر وسائل الاتصال جميعا في جهاز الكمبيوتر.
لا بد من مراقبة هذه
الآلة لأنها أطول من حافلة النقل العام، ولا بد من الحرص الشديد عند دخولها
المنعطفات الضيقة.
بعد تسعة وعشرين عاما من
العمل في هذا المجال لم يعد لدى هولواي أي شك في أن مستقبل المناجم يكمن بالتحكم عن
بعد، والأرقام أكبر دليل على ذلك.
تعتبر الهندسة الإلكترو-
ميكانيكية مزيجا من ألالية والكهربائية وهندسة البرمجة.
يطورون
هناك أنظمة أتمتة في مختبر فوق الأرض، في مواجهة المناجم تحت الأرض.
من أبرز النجاحات
المحرزة في الأتمتة ما يعرف بآلة طلاء الجدران المخصصة لطلاء جدران المناجم لضمان
تماسكها واستقرارها.
إنها طريقة عمل أكثر إنتاجية. المهمة التي كانت تستغرق أربع ساعات أصبحت
تنجز خلال عشرين دقيقة.
جلب حديثا إلى أعمال
المناجم، أما عمله فيكمن بحفر نفق عمقه أربعة أمتار كي يرصف للمرحلة التالية.
لا تعتبر لوري
دونياك عاملة مناجم تقليدية، فقد
بدأت في دائرة الحسابات قبل ثلاثة عشر عاما، ثم انتقلت من الحسابات إلى المواد
الخام تحت الأرض. وقبل ثلاثة أعوام بدأت التحكم بآلات المناجم عن بعد.
يبدأ
الثاقب الأتوماتيكي بالعمل بعد حفر النفق، وهي يحفر الثقوب التي تملأ بالمتفجرات وتكلل
بالصواعق.
اختصروا
بذلك جوانب الاجتهاد في الحفر، إذ
تحصل لوري على خريطة من دائرة الهندسة تحدد الزوايا والانحراف والعمق وزوايا انحراف
الثقوب.
لوحة المفاتيح تحدد عمق الثقب،
ومعدل الاختراق، ومستوى الضغط لدى الثاقب نفسه، وضغط الدوران على القضيب، وضغط
الماء.
تتمتع هذه الآلة بالقدرة
على الثقب والخروج والانتقال إلى الموقع الآخر والعمل فيه والانتقالي إلى التالي
حتى تحتاج إلى تغيير ما. هذا الجانب من التكنولوجيا مدهش فعلا.
لا شك أن الحفريات
الهائلة ستستمر في نموها لتصبح أكبر وأكبر. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م