اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 بناء وإعمار9 - حفريات هائلة
 

حفريات

    لا يجد الأطفال ما هو أفضل من حلبة رمال مليئة بالشاحنات. 

     الحفر يشد الأطفال ويشد الجميع، حتى أنه قد يكون مزروعا في البنية الجينية.

     يتخرج البعض لقيادة آلات ثقيلة، وحفريات عميقة، ومزيج من القوة الخام وأحدث وسائل التكنولوجيا، للتأكيد على مفهوم الحفريات الهائلة بكل أبعاده.

      أمضى تيري مالارك غالبية حياته حول الآلات الهائلة، ولكنها لا تقارن بما يسمى بحفارة بي&إتش ناينتي تواني.

  آلة عملاقة تزن اثني عشر ونصف مليون رطل، طول ذراعها مائتين وخمسين قدم وهو يحمل مجرفة تتسع لثمانية وتسعين يارد مكعب.

  حجم المجرفة عملاق إلى حد يتسع فيه لمائتي ألف علبة مركبات.

     لا أحد يعرف هذه الآلة أفضل من تيري، ومن واجبه العمل على استمرارها بالعمل.

 إنه المسؤول عن الصيانة والوقاية وتصليح جرّافة بي&إتش ناينتي تواني، يراقب حالة الحبال، والمجرفة وأسلاك التحميل ومحركات الآلة والمسامير وكل ما في المعدة الثقيلة من مواصفات آلية.

  تعتبر هذه المعدة أشبه بالمعزة الآلية، فهي بارتفاع مبنى من اثنين وعشرين طابقا، كما توازي حيا كاملا في مدينة.

     موطنها هو منجم سد باوندري في استيفان سيسكاشوا. مروج فحم ريفية تشكل عاصمة للوقود الكندي.

     تفرض بي إن إتش نانتي تواني  نفسها على المشهد هناك،  فقد صممت لتولي بعضا من أصعب أعمال المناجم، فهي تحفر خمسة وثلاثين مترا من التربة لبلوغ الفحم.

     عليهم أن يعدوا الآلة لوظائفها، فالحفارة مناسبة جدا لهذه الوظائف لما لديهم من بنية فحم متماسكة نسبيا تحتهم، والتربة هناك مناسبة لعمل الحفارة، التي تعتبر الأكثر فعالية والأكثر جدوى إنتاجيا في أساليب حفر المناجم هناك.

  تعتبر ناينتي تواني نوعية منفردة بحد ذاتها، فهي ترفع ستة عشر مليون متر مكعب من التربة سنويا، ما يوازي حفر أربعة وستين ألف قبو منزلي.

 يتعاملون مع الحفارة كونها أداة تحمل وتنقل التراب، أما الخيارات البديلة فهي تكمن بإحضار جرافة تحمل التراب، تليها شاحنات تنقل التراب من هناك. لكنهم بهذه الحالة يستحملون آلة واحدة لحمل المواد ونقلها في آن معا.

 رفعت ناينتي تواني أكثر من ربع التربة التي تغطي المنجم.

     لتمول كميات من الفحم كافية لتشغيل محطة لتوليد الكهرباء بقوة ثلاثمائة ميغاواط على مدار العام.

     ولكن ليس بالحجم والعضلات وحدها تقاس مزايا هذه الحفارة، فهي تعتمد طرقا مختلفة في الحركة إذ لا تتنقل على العجلات أو الشاحنات،  بل تسير مشيا.

  تعتمد على محركين يستعملان محولات محورية  تعمل انطلاقا من نظام الكاميرا يوجه ساقين وحذاءين يدفعانها في حركة تراجعية.

 يتطلب هذا كله كمية كبيرة من الطاقة، إذ تستهلك هذه الآلة كمية من الطاقة الكهربائية توازي الاستهلاك السنوي لمدينة استيفان بكاملها. تعمل أسلاك الحفارة على طريقة الحمّاصة الكهربائية تماما.

 تعتمد الحفارة على مصدر كهربائي خارجي تقوم بتحويله إلى طاقة مباشر ينتشر في أنظمة حركة الآلة بكاملها، بما في ذلك الالتفاف والسحب والحفر والدفع.

  إنها أكثر الحفارات تقدم تكنولوجي، كما يعتبر تركيبها مأثرة بحد ذاته.

  تأتي إلى هناك قطعا بالآلاف ليتم جمعها على مسافة كيلومترين من الموقع الذي يتواجدون فيه، وقد استغرق جمعها عام ونصف العام كما استهلك جهودا مضنية.

 شيدت هذه الآلة لتعمر طويلا، وقد بدأ العمل بجرافة ناينتي تواني أولا.

  تخيل شاحنتي نقل واحدة في الأمام والأخرى من الخلف تعلوهما شاحنتين متشابهتين. هذا هو حجم الجرافة الهائل.

 تحديات تيري لا تُحصى، يكمن أكبرها بإطالة عمر الحبال.

  ترتبط حبال الحفارة بالرافعة والجرافة، وهي تتجه نحو مقدمة الآلة عبر الرأس الذي يقودها نحو قلب الآلة. قطر هذه الحبال أربعة إنشات وقد اشتريت بطول ستمائة وسبعة وثمانين قدم، ثمن كل منها خمسين ألف دولار، يزن كل قدم منها ثلاثين رطلا أي أن كل حبل يزن عشرين ألف رطل. وهي قادرة على تحمل وزن أقصى يقدر بمليونين وستمائة وسبعين ألف رطل.

 تتحمل الحبال مهمة صعبة إذ تساهم كل ساعة في رفع ألفين وتسعمائة متر مكعب من التراب.

  تدوم هذه الحبال لفترة تتراوح بين ثلاثة وثمانية أسابيع حسب ظروف الحفرة، وطريقة استعمال الحفّارة.  الوقت المفضل لتغيير الحبال هو قبل يوم من تحطمها. يمكن بهذه الحالة تغيير الحبال خلال ساعات أربع، أما إذا تحطمت فهم بحاجة إلى اثني عشر ساعة لتغييرها.

  لكل شيء هناك حجما واحدا، هو الأكبر.  تبدو محطة توليد طاقة الآلة أشبه كباخرة هائلة.

  توجه محركات الكهرباء المولدات التي تضمن التيار اللازم لتغذية محركات الحفارة العمل على اختلافها.

      محرك الدوران الذي يتوفر منه ست محركات تمكن هذه الآلة من الدوران إلى الأمام والخلف.  قوة كل منها ألف وخمسة وأربعين حصان، كما يزن كل منها خمسة عشر ألف رطل.

  الإنتاجية عامل أساسي في عمليات من هذا الحجم. يقوم سائقي الحفارة قبل تشغيلها بزيارة إلى المرملة، وهي المكان الذي بدأ منه كل شيء.

     يعتبر محبي المعدات الثقيلة أن سائق الحفارة كيث غولد ينعم بالعمل الأفضل، فهو الشاب الذي يتحكم بهذه الآلة العملاقة. ويدير جرّافة بحجم ورشة كاملة،  يزن كل من أسنانها خمسة وأربعين كيلو غراما.

     تشغيل الآلة عملية معقدة تحتاج إلى فريق كامل. لهذا يبقى المسؤول عن أعمال الصيانة تيري مالارك على اتصال دائم بالسائق.

  إنها آلة تساوي خمسون مليون دولار، ما يجعلها تعتمد على أحدث التكنولوجيا المتوفرة.

  هذا ما يسمى شاشة المراقبة التي تمكن من معرفة كل ما يجري في الحفارة. بدءا من أنظمة الزيت إلى الحرارة وغيرها ويمكن أن ترى على شاشة  الصيانة  تواريخ الأعطال، التي تبرز ملف يعكس أيام تعطل الحفارة.

  تتمتع غرفة القيادة بجميع لوازم التدفئة والتكييف والراحة المتوفرة.

     ولكن توفر وسائل الراحة لا يجعل وحده من هذه الحفارة الأفضل من نوعها.

 يكمن الفارق الأكبر في مستوى الإلكترونيات وحجم الآلة. فالآلات الأخرى أصغر حجما، وهي لا تتمتع بأنظمة الكاميرات ولا تجهز بالكمبيوتر وما شابه ذلك.   تتمتع الحفارة بمهارة السوّاق فيها. يستغرق كيث من ستين إلى ثمانين ثانية لملئ جرّافته بالتراب. وهو يعتمد أولا على التنسيق.

  يبدأ العمل هناك بزر تشغيل المحركات، والأزرار الأخرى تلغي مكابح الدوران والسحب والدفع، وبعد ذلك يتم توجيه الجرافة ثم البدء بالحفر. ومن خلال الكرسي يمكن القيام بجميع الأعمال عبر القدمين واليدين بتوجيه الآلة يمينا ويسارا.

  الحفر فن بحد ذاته، المرملة أفضل مكان لتعلمه.

يمكن الاعتماد على الكمبيوتر وهو أداة رائعة ولكن التواصل الواقعي مع المواد يجعل من المرملة عامل أساسي، يتقن الشبان التعامل معها كما يشعرون من خلالها بالثقة  عبر ما يتم في المرملة لهذا يفضلون استعمالها.

  أعدت التربة في المرملة بحيث تتصف بكثافة التربة التي في الحفر، لهذا يتمكن المهندسون من ترتيب حفر فعلية بحيث أنهم حين يبدئون بالحفر يحصلون على نفس النتيجة التي لديهم في الحفرة الحقيقية.

  تعتمد هذه الآلة على أجهزة مراقبة تبلغ مكاتبهم بمحتويات الجرافة عبر الكمبيوتر حمولة بعد أخرى.

       فهي تحدد مكان جرف التراب ومكان إلقاء الحمولة، من البداية حتى النهاية.

 يلعب كيث غود بأكبر وأفضل حفارة حتى الآن، ولكن هذا لن يدوم لأن صانعي بي إتش ناينتي تواني، يعدون آلة جديدة على الخرائط،  وهي أكبر من هذه بخمسين بالمائة.

     في هذه الأثناء وضمن محافظة ألبيرتا الواقعة إلى الغرب، تسيطر على الساحة حفارة عملاقة أخرى، تسعى هناك لاستخراج النفط.

     يركب غاري ميدلبروك حافلة النقل في السادسة صباحا، ليكون واحدا من مئات ركاب النقل العام الذين ينتقلون من مدينة فورت ماكموري الشمالية في ألبيرتا إلى سينكرود كندا.

      أكبر منشآت العالم من نوعها وهي تستخرج النفط الخام من رمال أتاباسكا النفطية.

     يستعد غاري في منجم أورورا لبدء يوم عمل آخر في قيادة أكبر حفارة هيدروليكية  في العالم: آر إتش أربعمائة.

  أحدث الرفوش التكنولوجية في عالم اليوم. يمكن مقارنتها بفراري الرفوش الهيدروليكية، عملت بجميع الرفوش وهي الأفضل في أسواق اليوم. أدخلت الآن رقم البطاقة لتحديد من يعمل على الرفش.

  كان غاري من أوائل السائقين على آر إتش أربعمائة في سينكرود.

  كل شيء يعمل بمودة إذ يتم التحكم بها إليكترونيا وهيدروليكيا أي أنها لا تحتاج إلى بذل أي قوة لأنها إلكترونية بالكامل، وهي مريحة جدا وغير متعبة. يمكن العمل هناك ثمانية عشر ساعة عند اللزوم. كانوا في الماضي يتعاملون مع الرفوش يدويا. وكانت تحتوي على أشغال يدوية كثيرة لا يحتاج إليها هناك لأن هذه تُشحّم أوتوماتيكيا وتحتوي على احتياط من زيت المحرك، أي أنهم لا يضيفون زيتا للمحرك كما كان يفعل في الرفوش القديمة. ومحطة الوقود على مستوى الأرض أي لا حاجة للتزود بالوقود، أي أن جميع وسائل الراحة متوفرة هناك. 

  يعمل غاري على قيادة أكبر رفش في العالم منذ شرائه بالتوافق مع أكبر شاحنات في العالم: كاتربلر سبعمائة وسبعة.

     وهما يعملان معا هناك لإزالة السطح وبلوغ التربة الواقعة على عمق خمسة وثلاثين مترا تحت الأرض.

     يستخرج واحد بالمائة من وقود السيارات في كندا من رمال القطران في سينكرود.

     وهم يفعلون ذلك بإزالة التربة بكميات هائلة.

 توجد حجرة الدفع الهيدروليكي، وهذا ما يجعل الأسطوانات تتحرك بسرعة هائلة. مضخات هيدروليكية هائلة تدفع تسعمائة لتر في الدقيقة، هناك ثمانية منها تدفع سبعة آلاف وخمسمائة لتر في الدقيقة للاسطوانات. ولديهم هناك مضخة الدوران المسؤولة عن التفاف المعدة بالسرعة الحالية.

     يأتي الزيت التي تدفعه المضخات عبرخراطيم هائلة، ليدخل إلى صمامات التحكم الرئيسية المسؤولة عن توجيه تدفق الزيت إلى الأسطوانات الهيدروليكية. يتم التحكم بهذه الصمامات عبر نظام تشغيل يرتبط بحجرة القيادة.

     يفترض بالآلة أن تعمل على مدار اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، ومن المفترض أن تكون متوفرة بنسبة خمس وثمانين بالمائة، وذلك ضمن شروط فصلي الشتاء والصيف، من حرارة أربعين تحت الصفر إلى خمسة وثلاثين فوقه.

     أي أنها تعمل بقسوة، وقد صممت للهمل ثمانين ألف ساعة، أي ما يقارب اثني عشر عاما.

  هذا ما ترجوه من معدة يكلف فيها الرفش وحده اثني عشر مليون دولار. يتولى هذا الرفش في يوم عادي حمل خمسة وعشرين ألف متر مكعب من التراب. أي مائة وخمسة وأربعين طن لكل حمولة.

     يحصل سائقي هذه الجرافة على أحدث التكنولوجيا رهن تصرفهم. حتى أن الأقمار الصناعية تتولى القيام ببعض المهمات الخاصة بها. 

     لا يمكن السماح لآلة هائلة كهذه بأن تعمل في حفرة طوال اليوم إن لم يكن لديك المعطيات الصحيحة. يمكن ارتكاب خطأ يحتاج إلى فترة من المعالجة.  لهذا تحتاج إلى أدوات من هذا النوع. فالأمر لا يشبه الأيام الماضية التي تزيل فيها حفنة من التراب، فهم اليوم يزيلون تل كاملا خلال ساعات،

  ولكن جميع التكنولوجيا في العالم تحتاج إلى مهارة في التشغيل، يتطلب السائق ستة أشهر لحسن العامل مع آر إتش أربعمائة.

 قد تحتاج إلى سائق واحد لتشغيل آر إتش أربعمائة، ولكن استمرارها بالعمل يحتاج إلى فريق كامل.

     تعمل آر إتش أربع وعشرون ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع. ويحتاج استمرارها في العمل مراقبة مستمرة.

      إنه عمل جورج سكينر، الذي يتابع عمل هذه الآلة منذ اليوم الأول.

  ما يدهشه هو الحجم الهائل لهذه الآلة، كما أن الخوض في تفاصيلها المتعلقة بالهيدروليك والإلكترون تجدها مدهشة جدا.

 المجرفة التي تحفر في التراب، عرضها خمسة أمتار ونصف، وهي تتسع لأربعة وأربعين متر مكعب، كما تزن تقريبا سبعين ألف كيلوغرام، وهناك اثني عشرألف كيلوغرام إضافية لمواد التغليف التي تساعد على حفظ المجرفة من رمال الزيت الكاشطة. يمكن أن ترى ما يحدث هناك فهي تُلمع حتى تصبح كالمرآة.

     تستقر الآلة على سكة متحركة، وهي من الحديد الصلب جدا، فيه سبع مزالج هي أشبه بالطريق الشاسع للمدة التي تتحرك على مسار الجنازير لتدفع نفسها عبر التراب.

     طول الجنازير على الأرض عشرة أمتار ونصف المتر، فيها ثلاثة وأربعين لبادة.  من أبرز عناصر الجنازير ما فيها من لبادات طويلة تتناسب مع ليونة الأرض.

     في حجرة المحركات وهي وحدة الطاقة في المعدة. لديهم هناك محرك مازوت يعمل على ستة عشر أسطوانة، تقارب قوته ألفي ومائتي  حصان أو ألف وستمائة واط.

  تحتاج آر إتش أربعمائة إلى عمل دائم في الصيانة أخذا بعين الاعتبار جدول أعمالها المضغوط.

     رغم حجم الآلة هائل جدا وخدماتها تتم من الخارج.

     يتم العمل الآن على ضبط محركات الآلة، وذلك في إجراءات تشبه العملية الجراحية الكبرى.

 لديهم ثمانية عشر يوم عمل  ومعهم خمسة عشر تقني في مجالات مختلفة يعملون مناوبتين ليلية ونهارية، أي أنها عملية تستمر على مدار الساعة، أي ما يقارب سبعمائة ساعة عمل كاملة لإنجاز العمل الذي يقومون به اليوم.

  يتطلب ذلك فريقا من الاختصاصيين في التلحيم  والعمل الميكانيكي والكهربائي وغيره.

     تطلب الأمر رافعة مائة وسبعين طن للمساهمة في أول عملية تصليح لآر إتش أربعمائة.

     يتراوح العمل بين أشغال معقدة وبسيطة كإزالة الوحل عن الجنازير.

     أما الهدف النهائي فهو تقليص ساعات الأعطال  الآلة في منجم أورورا.

 لديهم هناك عمود أسطواني جديد، وهو بديل عن العمود الذي انتهت مدته، بعد أن عمل عشرة آلاف ساعة، يزن العمود اثنين وعشرين ألف رطن.

     تعرضت لعطلين في الأسبوع الماضي، لم تعمل إلا ألف وخمسمائة ساعة.

  أحيانا ما تحصل أعطال أثناء العمل ليتم الاتصال بفريق الطوارئ مباشرة.

     يعرف هؤلاء بعمال ميكانيك الموقع، وهم يتولون مهمة تحديد المشكلة وحلها بأسرع ما يمكن.

 أحيانا ما تسبب المشاكل الصغيرة الغير متوقعة بالأعطال الأكبر. توقف مضخة الكيلو غرام هذه كفيل بتعطيل آلة تزن تسعمائة طن بكاملها ليوم ونصف.

     تتوقع سنكرود مضاعفة إنتاجها ثلاث مرات خلال السنوات القادمة انطلاقا من معارفها التفصيلية هذه.

      سيتم إحراز ذلك أيضا من خلال تكنولوجيا الحفر الحديثة، وعلى رأسها آر إتش أربعمائة.

 فكرة الاعتماد على عدد أقل من الناس المعرضين لخطر أجواء المناجم مسألة أساسية. لديهم وسائل اتصال وأجهزة تحكم عن بعد. 

   مع استمرار الحفريات في الطابق الثاني من المنجم يتولى عمال الطابق السفلي سحب المواد الخام، ضمن عمل آلي. يتم في هذه العملية صب الخامات مباشرة في الشاحنة. 

 أما فوق الأرض فتجري أعمال المناجم بأجواء من الراحة لم يسبق لها مثيل. فالعامل يتحكم بأصابعه في تشغيل المعدة تحت الأرض.

     والأهم من هذا أن هذه العملية توفر الكثير من الوقت والمال.

  يستغرق الكثير من الوقت في الوصول إلى مكان العمل الذي يقام به يدويا. أخذت مواقع العمل تصبح على مسافة أبعد وأعمق من المداخل. أما استخدام آلات التحكم عن بعد فتساعد على استخدام وقت الوصول لزيادة الإنتاجية في العمل. يمكن للزيادة أن تبلغ ثلاثين بالمائة.

     لديهم عامل واحد تحت الأرض يتنقل من آلة إلى أخرى لتفقد الزيت وأعمال الصيانة والتأكد من الوقود وجميع الأعمال الأخرى التي تستدعي متابعة يدوية، أما فوق الأرض فيوجد سائق واحد يوجه عدة معدات أي أنهم يوفرون في عدد العاملين على الأرض.

 يستطيع ستان هولواي عبر التحكم عن بعد من تشغيل ثلاث آليات في آن معا.

  ليس من السهل على شخص واحد تشغيل ثلاثة من هذه المعدات الثقيلة .

  ولكن ستان يحظى بالمساعدة. قد تبدو الآلة وكأنها تتحرك بمفردها، ولكن هناك الكثير من التكنولوجيا الخفية، كوسائل الاتصال تحت الأرض وتحديد المواقع والتوجيه، جميعها تعمل في آن معا.

 المجرفة هي إل إتش دي عادية يشترونها من أي مصنع يتعاونوا معه في إضافة أدوات الأتمتة والتوجيه عن بعد في الآلة. تساعدهم هذه الأدوات على تشغيل المعدة عن بعد وتمنحهم رؤية أمامية وخلفية عبر الكاميرات كما أضافوا إليها منظومة للتوجيه، تعمل هذه المنظومة على اتباع خط من نور يتألف من إنارة لامعة على سطح الأرض تتبعها الآلة بين نقطتي آلف وباء.

     تسجل المعلومات التي يتم نقلها عبر وسائل الاتصال جميعا في جهاز الكمبيوتر.

 في منطقة تحميل المواد الخام، يعتمد هناك على أدوات التحكم جميعها، اليد اليمنى تتحكم بعمل الرفش لرفع المواد الخام. الدواسة تلتصق بالأرض.

     لا بد من مراقبة هذه الآلة لأنها أطول من حافلة النقل العام، ولا بد من الحرص الشديد عند دخولها المنعطفات الضيقة.

     بعد تسعة وعشرين عاما من العمل في هذا المجال لم يعد لدى هولواي أي شك في أن مستقبل المناجم يكمن بالتحكم عن بعد، والأرقام أكبر دليل على ذلك.

 كان في بداية العمل يستعمل كاشطة يارد واحد، ومن خلاله يكشط الخام ويلقيه في ممر هناك. كما كان يحمل كميتين من هذه المجرفة خلال مناوبة واحدة،  أما الآن فيستطيع القيام بذلك خلال ربع ساعة فقط.

  لدى إنكو عشرة عمال يتحكمون بالجرافات عن بعد، وستة عمال يتحكمون بالحفارات. هذه الأعداد مرشحة للنمو، إذ يعمل مركز أبحاث إنكو على تكنولوجيا ستشكل ثورة في صناعة المناجم.

     تعتبر الهندسة الإلكترو- ميكانيكية مزيجا من ألالية والكهربائية وهندسة البرمجة.

يطورون هناك أنظمة أتمتة في مختبر فوق الأرض، في مواجهة المناجم تحت الأرض.

  لديهم هناك نموذج مصغر تجرى فيه تجارب على أنظمة التوجيه لمعدات المناجم تحت الأرض. يصعب عليهم تجريب أنظمة الأتمتة تحت الأرض، لأنهم يستغرقون ساعة في الوصول إلى تحت الأرض وساعة أخرى للعودة من هناك لتجربة خدمة ما، وإن ظهر عطل ما فهم بحاجة إلى ساعة أخرى للنزول مجددا. لهذا تجرى التجارب على هذه الآلة الصغيرة، ما يوفر عليهم كثيرا من الوقت قبل إجراء التجارب على الأرض.

  يعتمد نظام التوجيه هناك على خط من نور شبيه بذلك المتبع تحت الأرض.

  هناك كاميراتين في المقدمة والمؤخرة تربطان بنظام الرؤية، وتركزان على خط الإنارة وتحديد مدى ابتعاده عن الوسط لتصحيح وجهة الآلة لإبقاء الخط وسط الرؤية.

 ما زال خط الإنارة أفضل وسيلة لتوجيه آلات الحفر المستقلة في المناجم. ومع ذلك يعتقد الباحثون أن هذه التكنولوجيا ستصبح قديمة بعد خمس سنوات، إذ أن نظام المستقبل سيتمكن من تعقب الجدران دون الحاجة لتركيب الإنارة والكاميرات.  في هذه الأثناء يستمر غريغ في أبحاثه الخاصة بأحدث سبل الأتمتة فوق الأرض.

  كلفة اصطدامها بالجدار هناك أرخص بكثير منه تحت الأرض، فهذه الآلة أرخص بكثير من المعدات الثقيلة، كما ان الأتمتة فيها أرخص بكثير أيضا.

  لا تجري كل التجارب على نماذج مصغرة، ففي منجم أبحاث إنكو مائة وخمسة وسبعين، تخضع الأجهزة بحجمها الكامل للتجربة.

     من أبرز النجاحات المحرزة في الأتمتة ما يعرف بآلة طلاء الجدران المخصصة لطلاء جدران المناجم لضمان تماسكها واستقرارها.

  يعملون هناك على طلاء الجدران بمواد تجعلها أكثر سلامة للعاملين. يتم ذلك عبر آلة جيكا المتحركة للرش، وهي تكنولوجيا جديدة تعمل بدل الشخص المكلف بها يدويا. يكفي أن تضغط على بعض الأزرار  حتى تتولى الآلة إنجاز العملية بمفردها.

      إنها طريقة عمل أكثر إنتاجية.  المهمة التي كانت تستغرق أربع ساعات أصبحت تنجز خلال عشرين دقيقة.

   تعمل هذه الآلة في مرحلة تجريبية وقد أصبحت شبه جاهزة للعمل الواقعي. إلا أن الثاقب العملاق يتقدم في العمل. يوازي طوله سيارتين معا  وهو أوتوماتيكي بالكامل.

     جلب حديثا إلى أعمال المناجم، أما عمله فيكمن بحفر نفق عمقه أربعة أمتار كي يرصف للمرحلة التالية.

  يكمن الهدف من الثاقب في الحفر بالجدار المواجه مباشرة دون وجود العامل هناك. لهذا أعد ليتم التحكم بها من غرفة التوجيه، تم إيصاله إلى هناك وجعله على ارتباط بالشخص الذي يتحكم به، وهكذا بدأت الآلة تقوم بما يقارب ثمانين بالمائة من العمل وحدها دون الحاجة لتدخل عملية التحكم. تحصل بذلك على دقة أكبر في العمل الذي يقومون به، لأن الإنسان لا يعدل وجهة الآلة بل يتم التحكم بها من قبل الكمبيوتر.

  ما زال أمام حفارة جامبو طريقا طويلا بعد قبل أن يكتمل عملها، ولكن هناك آلة حفر أخرى تعمل بنجاح.

     لا تعتبر لوري دونياك  عاملة مناجم تقليدية، فقد بدأت في دائرة الحسابات قبل ثلاثة عشر عاما، ثم انتقلت من الحسابات إلى المواد الخام تحت الأرض. وقبل ثلاثة أعوام بدأت التحكم بآلات المناجم عن بعد.

  تقسم لوري وقتها فوق الأرض وتحت الأرض. عندما تعمل في مركز المناجم تقوم بكل الحفر اللازم.

يبدأ الثاقب الأتوماتيكي بالعمل بعد حفر النفق، وهي يحفر الثقوب التي  تملأ بالمتفجرات وتكلل بالصواعق.

اختصروا بذلك جوانب الاجتهاد  في الحفر، إذ تحصل لوري على خريطة من دائرة الهندسة تحدد الزوايا والانحراف والعمق وزوايا انحراف الثقوب.

  الثقب التالي على ستين درجة من الدوران وخمس وعشرين  درجة انحراف. يرفع الثاقب أولا، وقبل البدء بالحفر يبدأ برش الماء والتأكد من مستوى الضغط. ويبدأ الثقب.

     لوحة المفاتيح تحدد عمق الثقب، ومعدل الاختراق، ومستوى الضغط لدى الثاقب نفسه، وضغط الدوران على القضيب، وضغط الماء.

     تتمتع هذه الآلة بالقدرة على الثقب والخروج والانتقال إلى الموقع الآخر والعمل فيه والانتقالي إلى التالي حتى تحتاج إلى تغيير ما. هذا الجانب من التكنولوجيا مدهش فعلا.

  يعتبر عمل المناجم عن بعد من أهم ما تم التوصل إليه في عالم المناجم من ضمانات لمستقبل هذه الصناعة.

  تأتي الحاجة من توجهات المجتمع. وجدوا أن الناس يحتاجون إلى مستوى من النوعية في العمل، كما أن منافسة العالم الثالث لهم في مجال المناجم، يجعلهم يستوعبون ضرورة أن يكونوا  في الطليعة كي لا يتخلفوا.

  تضمن التحسينات الجارية في تكنولوجيا الحفريات رفع التربة بكميات هائلة لم يسبق لها مثيل. ستستمر هذه التكنولوجيا بالتحسن للحصول على آلات أكثر كفاءة.

     لا شك أن الحفريات الهائلة ستستمر في نموها لتصبح أكبر وأكبر.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster