|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
سان خوان
شكل مدخل سان خوان الضيق خطرا على السفن منذ مئات السنين، وحتى وقت قصير.
بدأت هندسة الجيش الأمريكي وسلطات الميناء يجرون تغييرات على الميناء بكلفة تزيد عن
ستين مليون دولار.
سيستغرق العمل خمسة أعوام ليشمل بعضا من أشد الأعمال المعاصرة خطورة.
تنتمي بويرتو ريكو إلى كومنويلث الولايات المتحدة، بينما يعتبر سلك الهندسة في
الجيش الأمريكي مسئولا عن مياه الملاحة فيها بما في ذلك الشواطئ.
يتولى المقدم دينيس غازيرد مسئولية مشروع ميناء سان خوان.
وضعهم
الميناء أمام بعض التحديات، فكثيرا ما تعلق بعض السفن بين الصخور لكثرة الرياح
والأمواج العاتية. قاموا بهذا المشروع لجعل المنطقة آمنة للملاحة.
تكمن
المرحلة الأولى بإزالة الصخور من داخل الميناء، وقد أبدت المرحلة الثانية صعوبة
أكبر. اضطرت شركة غريت ليك دريدج & دوك كومباني في شيكاغو لبناء معدة خاصة للتعامل
مع الصخور الصلبة المنتشرة في قاع البحر. لقبت المعدة باسم أباشي.
تستطيع
الأباشي الحفر في الصخر، إلى جانب تفجيرها.
زاد
عمق الميناء إلى سبعة عشر مترا وتم توسيعه من مائة واثنان وخمسين إلى مائتين وثلاثة
وأربعين مترا.
كان عليهم الإبقاء على حركة السفن السياحية في الفترة نفسها أثناء المشروع.
تحتاج
المتغيرات في أكثر الموانئ الكاريبية ازدحاما إلى خطط معقدة. بدأ ذلك منذ تسع سنوات
ضمن بلدة صغيرة في المسيسبي.
أقيم سلك الهندسة في الجيش الأمريكي عام ألف وسبعمائة وخمسة وسبعين. يكمن دوره
الرئيسي في دعم الفرق القتالية للجيش الأمريكي عبر بناء البنى التحتية لحركة القوات
والمعدات.
شيد
المهندسون في الحرب العالمية الأولى طرقات وجسور وخطوط أنابيب ومحطات إنزال.
وفي الحرب العالمية الثانية شيدت المدرجات الجوية بسرعة هائلة في جميع أرجاء
العالم.
تولى
سلك الهندسة مجموعة من الأعمال المدنية المتعلقة بالملاحة على وجه الخصوص. كما
يشتهر السلك بأعماله في فترات الكوارث.
هذه هي الصورة العامة لسلك الهندسة في الجيش الأمريكي. ولكنه يخفي جانبا آخر
بالطبع.
يعتبر مركز التنمية والأبحاث الهندسية التابع لسلك هندسة الجيش الأمريكي من أبرز
مؤسسات الأبحاث في العالم. يمتلك السلك سبع مختبرات متخصصة في الولايات المتحدة،
تعمل أربعة منها في محطة تجارب الممرات المائية التي تختصر بعبارة ويس في فيكسبيرغ
مسيسبي.
تشمل الأبحاث في ويس مزيجا من المشاريع العسكرية والمدنية. لا يعتبر السلك الهندسي
مؤسسة عسكرية بالكامل إذ يعمل فيه ستمائة وخمسين عسكريا فقط، بينما يوظف أربعة
وثلاثين ألف شخص من المدنيين في مجالات الإدارة والأبحاث والهندسة. تتولى المختبرات
المتنوعة دعم السلك الهندسي بنماذج فيزيائية ونوعية، إلى جانب تجارب واختبارات على
الأرض والمواد.
تتم بعض هذه التجارب في أهم محطة للطرد المركزي في العالم.
يستعمل
الطرد المركزي في نماذج عن مشاكل تتعلق بأداء البنى التي تتحكم بها الجاذبية كما هو
حال السدود وأرصفة الموانئ والجسور.
يتم الطرد المركزي على طريقة النموذج الصغير حيث تصبح القاعدة بوضعية عمودية أثناء
التحليق، الذي يجعلها عرضة لحقل من السرعة العالية.
تعجل
السرعة بمؤثرات قوة الجاذبية على النموذج، هنا يتسارع الزمن أيضا. عند دراسة ما
يحدث للنموذج يمكن توقع مستقبل البنية بكاملها.
لا
يسمح لأحد بدخول المبنى أثناء عمل الطرد المركزي. أقيم المختبر أو الحصن، على عمق
ستة أمتار تحت الأرض. شيدت الجدران من إسمنت مسلح تقارب سماكته نصف متر. على المبنى
أن يتمتع بقوة كافية لتحمل موجات الضغط الناجمة عن دوران ذراع الطرد المركزي، فهو
يصدر أثناء العمل صفيرا شبيها بالإعصار.
سيصب
فيه بعض الماء ليبدو وكأنه عرضة للطوفان، سيخضع لدوران ربع ساعة أي ما يوازي عاما
كاملا. يمكن لهذه الآلة أثناء الدوران أن تحلق بسرعة ثلاثمائة و ستة وثمانين ميلا
في الساعة. أي أنها تشبه لحظة إقلاع البويينغ سبعمائة وسبعة وثلاثين. هذا هو نوع
الطاقة المفعمة التي توجد هناك.
يمكن التأكد من فشل الأشياء بالطرد المركزي. هذا ما يجب رؤيته هناك وليس في العالم
الواقعي.
يغطي
مختبر ضغط السوائل الساحلي المساحة الأكبر من مجمع ويس. تجري هناك أكثر من ستين
تجربة في أي وقت، على الموانئ والشواطئ والسدود.
هناك بدأت التجارب الأولى على مشروع ميناء سان خوان، عبر سفينة مزيفة. تم الاعتماد
على تكنولوجيا بسيطة وقديمة لبناء النموذج ولكنها فعالة في تقليد ميناء سان خوان.
إن سبب
الاعتماد على نموذج مزيف هو تمكين القبطان في وقت واقعي وضمن توفر كل العوائق
البيئية الملقنة للنموذج وهي نفس العوائق الفعلية المتوفرة في الواقع، كي تبرز
أمامهم وتحدد حقيقة ما سيجري في مستقبل ميناء سان خوان والتأكد من سلامته.
يعمل
القبطان فولهينسيو أنافيتاتي في ميناء سان خوان وقد ساهم في خطط التغييرات التي
أجريت على ممرات الميناء.
كانت
شركات السفن تطلب من سلطات الميناء والحكومة الأمريكية إجراء تحسينات على ميناء سان
خوان، لأنها تريد إدخال سفن أكبر لمياه أعمق.
لم
تكن غالبية السفن في بويرتو تعمل بقدراتها القصوى، تقديرا لحجم المياه المتوفرة في
الميناء، لهذا بدأ المشروع منذ عدة سنوات، وقد تشرفت عام ثلاثة وتسعين بمساعدة سلك
الهندسة في ويس.
كان
القبطان أفيتاتي بين مجموعة من القباطنة الذين أمضوا بعض الوقت في مركز تجارب
الممرات المائية خلال أشهر الدراسة الستة.
يتولى
القبطان قيادة السفينة المزيفة وكأنها واقعية، لهذا يقدم له مجموعة من الأدوات
أثناء الملاحة المزيفة. يستعرض الرادار الرقمي ملامح ميناء سان خوان، بدءا من ممر
إلمورو الصعب وصولا إلى قناة أنيغادو بما في ذلك مثلثات الممرات التي يتألف منها
ميناء سان خوان الداخلي. تتمتع هناك بزاوية رؤية من مائة وأربعين درجة، ما يمكن
القبطان من الخروج إلى منصة السفينة لإجراء التعديلات المطلوبة في الاتجاه. اعتمد
سلك الهندسة على نصائح قباطنة ميناء سان خوان لتغيير خطتهم الأساسية، فجاء التصميم
الجديد أكثر سلامة كما وفر ما يزيد عن عشرين مليون دولار.
الفارق
بطريقة تعامل السفن مع هذه القنوات أصبحت اليوم تختلف جدا، فهي أكثر سلامة تعبرها
السفن بسرعة أكبر كما أصبح لديهم مساحات أكبر اليوم لتحريك السفن عبر الميناء.
أوكلت
عمليات توسيع الممرات في مدخل الميناء إلى شركة غريت ليك دريدج& دوك الخبيرة في
المشاريع المشابهة في أرجاء العالم. وقد ثبت أن هذا المشروع أشد صعوبة مما تخيله أي
كان.
كان مدخل ميناء سان خوان الضيق مقبرة للسفن على مر السنين.
يتولى رتشارد جونسون مسئولية عمليات رفع الصخور لصالح شركة غريت ليك دريدج & دوك.
بعد مغادرة مركب الحفر أباشي استبدل بمركب القطع ألاسكا، المفترض أن يستكمل إزالة
الصخور من ممرات المدخل. ولكنها صخورا صلبة استدعت تواجد فريق الصيانة باستمرار.
أحيانا
ما تنزل الآلة لتحفر نصف ساعة وترفع لاستبدال عشرين سنا، يصل ثمن كل منها مائة
دولار، تصل أعماق البحر بأمواجه حوالي ثمانين قدم، وهو الحد الأقصى للظروف التي
يمكن العمل بها.ثم تجبر على الخروج إذا زادت الأحوال الجوية سوءا. العمل في الصيف
أسهل بكثير أما في الشتاء فأحيانا ما يتوقف خمسة أيام في الأسبوع، أما في الصيف
فيعملون خمسة أيام في الأسبوع.
ترسل
أعاصير الأطلسي أمواجا عاتية عبر المحيط لضرب السواحل الشمالية لبويرتو ريكو.
تشكل الأمواج مشكلة جادة لهذا النوع من الحفريات.
غالبا
ما يزيد الحال سوءا أثناء فترات المد، هذا ما يؤدي إلى التهاب الأرض ويسبب
المشاكل. فكلما اتسعت المساحة يمكن الخوض في الحفر مرة بعد أخرى فما أن تنزل
الحفارة حتى ترفعها الأمواج وتصدمها ثانية بالأرض فتحولها إلى صخور.
الخط الأخضر هو الممر الذي يعملون عليه في القاع، أما البقعة البيضاء فهي رأس
القاطعة الذي أنزل تحت الماء والمفترض أن تفرم التضاريس، حتى تصل أخيرا إلى الخط
الأزرق وهو على عمق يزيد خمسة وخمسين قدم تحت الماء.
المدهش في ألاسكا هو أنها تعمل في ظروف مناخية صعبة، قد يصل العمق هناك إلى ستة
أقدام ومن المفترض أن تعمل من جانب في المرفأ إلى الجانب الآخر. عادة ما تكون رياح
بعد الظهر عاتية، ليكون أسوأها بين الظهيرة والسادسة مساء خلال النهار، ثم تبدأ
بالهدوء بعد السادسة ما يجعل أفضل أوقات العمل بين منتصف الليل والخامسة فجرا عندما
يكون البحر بحالة أهدأ.
كل
ما يمكن طحنه تحت الماء يتحول إلى وحول وحصى ويتم شفطه بمضخة تلقب بالحمراء
الهائلة، ومنها تضخ مع المياه عبر الأنابيب الرئيسية ومنها إلى أنابيب فرعية تأخذها
إلى عبّارة تصبها في مركب الشحن.
يستغرق
ملئ مركب الشحن بالحصى خمس ساعات كاملة. ثم يقوم مركب شد بسحبه ستة كيلومترات
ليفرغ الحمولة في منطقة ساحلية بعيدة.
استمر حفر أعماق الميناء لأكثر من عام كامل دون توقف حركة السفن.
لدى سلك الهندسة مشروع آخر في سان خوان، يعتمد على أسلوب حديث في مسح المياه
الضحلة، تجري عملية المسح من الجو لتسمى شول، وهي اختصار لعمليات المسح الجوي
التصويري.
يعتمد
الأسلوب التقليدي في المسح على السفن واستخدام رادار رجع الصدى.
أما أسلوب شول فهو أرخص وأسرع ويمنح معلومات أفضل حول مياه السواحل الضحلة.
قاموا
بهذا العمل عبر تقسيم الجزيرة إلى أجزاء توضع خططا لكل منها بدءا من السواحل ما
يعني أنهم يحلقون انطلاقا من الساحل حتى بلوغ عمق ثلاثين مترا في عملية تسمى قطع
الأعشاب.
تحلق
الطائرات حول الشواطئ ذهابا وإيابا على ارتفاع أربعمائة متر وسرعة تقارب مائة
وعشرين عقدة.
ثبت
جهاز الليزر في مؤخرة الطائرة. تطلق أشعة ليزر نحو الماء أثناء تحليق الطائرة. يثب
رجع صدى أشعة ما تحت الحمراء عن سطح، بينما تخترقها الأشعة الخضراء لتثب عن سطح
أعماق البحر، ثم يحسب الفارق بين الخطين لتحديد عمق المياه.
هذا ما
يمنحهم معلومات عن خريطة العمق، يتم بعدها تقييم المعلومات للتأكد من صحتها. تصدر
من هناك لتنقل إلى جهاز الرؤية الذي يساعد على مشاهدتها بأبعاد ثلاث، ترى هناك
معلومات الطائرة في الجزء السفلي من الشاشة، لتنعكس في الصورة الجانبية أعلى الشاشة
ما يساهم في التأكد من مصداقية المعلومات بكاملها. بعد التأكد من المعلومات هناك
يتم نقلها إلى مرحلة الخرائط، ترى هناك أنها مصنفة بالألوان حسب الأعماق التي تعزز
بالأصداء المناسبة قبل تسليمها إلى الزبون أخيرا.
يعتبر
شول أسلوبا مناسبا لمسح مياه الحيد الضحلة، كما هو حال السواحل المحيطة بجزيرة
بويرتو ريكو.
يفوق عدد السياح في سان خوان أي جزيرة أخرى من حوض الكاريبي. يصل عدد سكانها إلى
نصف مليون، ولكنها تستقبل أربعة ملايين ونصف المليون زائر سنويا. فيها أكبر مرفأ
للسفن السياحية في العالم. تعتبر قلعة المورو الإسبانية القديمة من أبرز اهتمامات
السياح في الجزيرة.
بدأ
تشييد قلعة سان فيليب ديل مورو عام ألف وخمسمائة وواحد وعشرين لتنتهي أعمالها عام
ألف وسبعمائة وتسعين.
يصل
عمر القلعة اليوم إلى أربعمائة وخمسين عاما، وما كان لأحد أن يتوقع بأن القلعة التي
ما عادة تعمل كحصن عسكري ما زالت تعكس ما قامت به من دور خلال ثلاثمائة عام من
مواجهة القراصنة وعدة بلدان أرادت الاستيلاء على سان خوان.
ولكن
نجاح القلعة أخذ يتدنى في مواجهة هجمات الأمواج التي أخذت تدمر الأسس. قرر السلك
الهندسي بناء كاسر أمواج لحمايتها.
عملية
وضع الصخور بالغة الصعوبة لقسوة التعامل مع الأمواج العاتية، استغرق بناء الكاسر
عامين ونصف العام، وضعت خلالها الصخور بشكل هرمي بحيث تكون القاعدة أوسع تحت الماء
كي تستقر الصخور العلوية. كانت عملية بالغة التعقيد بدأوا بدراسة النماذج أولا ما
ساعدهم على تصميم كاسر أمواج فعال كفيل بالتعامل مع الأمواج من أي جهة أتت.
بدأ
إعداد نموذج كاسر الأمواج قبل عشرين عاما في محطة التجارب المائية في مسيسبي. من
بين الدراسات الحديثة تلك الجارية على ميناء غراي في ولاية واشنطن. وقد شُيد نموذج
بقياس واحد على خمسة وسبعين لمقارنته بالبدائل الخاصة بحاجز المياه الشمالي.
يتعرضون
لأمواج عاتية وتيارات مد وجزر قاسية. يؤدي ذلك إلى كثير من الرمال المتحركة التي
إذا انتقلت خلف الحاجز المائي ستدخل إلى القناة وتزيد الحصى والرمال التي سيجبر سلك
الهندسة على إزالتها.
أحيانا ما تأتي العواصف بأمواج يصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار، لهذا فإن كاسر
الأمواج يحد من اقترابها بحيث تتحطم هناك فقط ، ولكن هذه العملية تجلب الرواسب إلى
الممرات المائية على أي حال.
يمكن
لآلة الأمواج أن تثير أجواء تتراوح بين الهدوء والعواصف الشديدة. تُنَصّب مجسات
لقياس ارتفاع الأموات وما ينجم عنها من تيارات. يتولى بيل سيبيرغ دراسة الهياكل
البديلة ليرى أي منها أفضل لحماية ممرات الملاحة.
يمكن
للصور السفلية أن تساهم في الخريطة..
يساهم الصباغ في تحدد وجهة التيارات الناجمة عن المد والجزر وحركة
الأمواج. ما يحدد حركة الرواسب عبر السواحل نحو الحاجز المائي الشمالي مباشرة.
ربما كان وضع البنية هناك سيبقي الرواسب أقرب من الساحل بدل أن تنقل بعيدا نحو
الممرات المائية.
جرت
مقارنة بين الحواجز المختلفة، لتأكد من التصميم الأكثر قدرة على مقاومة الأمواج
الكبرى والتيارات القوية.
تسبب الأمواج بعض المشاكل للجيوش التي تعتمد على السفن الهائلة لنقل الرجال
والعتاد. يمكن لأمواج بارتفاع متر واحد أن توقف العمليات. تشير أشرطة الفيديو
الخاصة كيف توقفت عمليات نقل الرجال إلى الشاطئ بمجر ارتفاع الأمواج متر ونصف
المتر. من الحلول المطروحة إقامة كاسر أمواج عائم ومؤقت.
يحمل
هذا النموذج لقب ريب، وهو كاسر أمواج سريع التركيب، وهو نظام يعتمد في العمليات
العسكرية ليمكن فرق البحرية من متابعة عملياتها في المحيطات رغم الأمواج العاتية.
نموذج يرمز إلى عمق خمسين قدم. يبلغ ارتفاع الأمواج القادمة من هناك معدل خمسة
أقدام، مع أن بعضها قد يصل إلى تسعة أقدام ولكن هذه الكواسر قد صممت لمواجهة أمواج
يصل ارتفاعها إلى عشرين قدم.
أقيم
النموذج بنسبة واحد على ستة عشر. ستصل أطراف الكواسر الحقيقية إلى ثلاثة أمتار
ولكنها تخترق المياه بعمق تسعة أمتار.
يمكن
تثبيت كاسر الأمواج خلال ثمانية وأربعين ساعة بعد نقله إلى الموقع المحدد. رغم
تصميم لأهداف عسكرية إلا أنه قد ينفع في عمليات أخرى.
هناك
عدة استعمالات مدنية للكاسح المؤقت من بينها احتمال سقوط إحدى الطائرات في مياه
عميقة. كما يفيد أثناء القيام بأعمال بناء على الشواطئ،يمكن التعرض خلالها لأمواج
عاتية أثناء بناء الكواسر على الشواطئ.
سيستمر
سلك الهندسة في الجيش الأمريكي في اختراع سبل عبقرية لاحتواء قوة البحر.
يقع ميناء الصيد الصغير سان بيدرو إلى الجنوب من لوس أنجيلوس. مع نهاية القرن
التاسع عشر اعتبر سلك الهندسة في الجيش الأمريكي أنه الموقع الأفضل لتشييد ميناء
دولي على الساحل الجنوبي لكليفورنيا. وهكذا نشأ على مقربة من سان بيدرو ميناء لوس
أنجيلوس الذي يعتبر من بين أكبر الموانئ التجارية في العالم، إذ يتعامل مع أكثر من
ثلاثين شركة سفن.
بدأ
ميناء لوس أنجيلوس أواسط الثمانين بالتعاون مع سلك الهندسة في الجيش الأمريكي في
توقع عمليات الشحن التي ستأتي إلى الشواطئ الغربية للولايات المتحدة، وكيف للميناء
أن يتعامل مع هذه الزيادة في الشحن. هناك توقعات بمضاعفة البضائع سنة ألفين وعشرين،
وقد تقرر في هذا المجال أنهم بحاجة إلى مزيد من الأراضي، ولا يقتصر الأمر على
الأراضي بل بحاجة أيضا إلى ممرات أكثر عمقا لاستقبال السفن الأكبر.
يتم بناء الرصيف أربعمائة برفع الرواسب من البحر. يصل عمق الممرات الحالية ستة
أمتار فقط. أما الممرات الجديدة فتتراوح بين خمسة عشر وخمسة وعشرين مترا. وصفت
أعمال الرصيف أربعمائة بأكبر عملية رفع الرواسب وتوسيع اليابسة في تاريخ البحرية
الأمريكية.
عام اثنان وسبعون شيد نموذج دائم لميناء لوس أنجيلوس في مختبرات فيكسبيرغ الساحلية
للضغط السائل في مسيسبي. هذا أكبر نموذج لعمل الأمواج في العالم. فهو يحتل مساحة
نصف هكتار من المنطقة.
درسوا
على مر السنين عددا من الخطط البديلة المقدمة من قبل سلطات توسيع الموانئ في لوس
أنجيلوس. بما أن الزمن يتغير واحتياجات الموانئ قد تغيرت وأصبحت السفن أكبر حجما،
من واجب السلطات تحسين شروط الميناء. كل ما طلب منهم دراسته حول تأثيرات التغيير
على المدخل أو الممرات وأشكال نوعية المياه والتدوير، والقدرة على صنع السفن داخل
الميناء. تستعمل جزيئات من الرغوة الصناعية على سطح الماء لمعرفة حسن أداء
المناطق. كلما قلت الحركة كلما تحقق طلب سلطات الميناء.
جاء
الرصيف أربعمائة نتيجة التعاون الكامل بين سلطات موانئ لوس أنجيلوس وسلك الهندسة في
الجيش الأمريكي، إذ كان لدى كل منهما شيئا يحتاجه الآخر.
كان
سلك الهندسة مسئول عن بقاء حركة السفن مفتوحة في الميناء. وكان من واجبهم جلب ممرات
الملاحة إلى أعماق الملاحة المطلوبة.
تقدم الميناء بلائحة في المساحات المتوفرة، وكانت بالنسبة لهم منطق رواسب أرادوا
بناء الرصيف عليها.
كان لديهم ممرا بعمق واحد وثمانين قدم ولديهم منطقة لرمي الرواسب، فما كانوا
ليقلقوا بشأن التخلص من ثلاثين مليون متر مكعب من مواد الرواسب.
كان لديهم عدة أنواع من استخراج الرواسب في هذا المشروع، كان السواد الأعظم منها
يتم عبر غريت ليك دريدج& دوك، إلى جانب شركة فلوريدا التي عملت هناك طوال ستة
أعوام، وهي تعمل أربعة وعشرين ساعة في اليوم طوال سبعة أيام في الأسبوع. إنها أكبر
آلات إخراج الرواسب كهربائيا في الولايات المتحدة. كلفة الكهرباء وحدها شهريا ربع
مليون دولار.
بدأت
عمليات سحب الرواسب من قاع البحر لبناء رصيف أربعمائة عام خمسة وتسعين.
كل
المواد التي تراها هناك كانت تحت معدل واحد وثمانين قدم من المياه. كانت مليئة
بالمياه. إذا نظرت إلى السواد الأعظم منها ستبدو ناعمة، عند تخلصها من المياه سريعة
تتعزز ويتزايد تماسك المواد التي تتألف منها.
عملت
الجرافات على فرش طبقات من الرمال فوق أخرى من حصى رواسب البحر للتأكد من ضغط
المواد وتماسكها بتساو وقبات.
استعملت أحد عشر طن من الصخور لبناء الجدار الصخري الكفيل بحماية اليابسة. جلبت
الحجارة من مقلع في جزيرة كتالينا الواقعة على بعد سبعة كيلومتر عن الساحل. نقلت
على مراكب شحن إلى الرصيف أربعمائة.
تزن
الصخور الأثقل ثلاثة وعشرين طنا، وقد ثبتت على محاورها الأوسع بالتناسق مع بعضها
البعض. تم تثبيتها بحرص شديد إذ نقلت كل صخرة منها على حدا من خلال رافعة تضعها على
مرمى الأمواج بحيث تكون قادرة على تحمل ضرباتها، ولا نتحدث هناك عن قوة الأمواج
التي تؤثر على الكاسر وحده بل وحتى تلك التي قد تؤثر على سفن الراسية على الرصيف
والتي قد تؤدي حركتها المستمرة إلى اصطدامها به.
من
اهتمامات سلك الهندسة وسلطات ميناء لوس أنجيلوس مستوى نقاء المياه للبشر والنباتات
والحيوانات. قياس حجم الكائنات البرية هو جزء من وسائل التأكد من مستوى نجاح
المشروع. أسود البحر تستمتع بأشعة الشمس على قواعد المنارات الدالة في الميناء.
وطيور النورس تحرس أعشاش بنتها على الزوايا الرملية للرصيف أربعمائة.
أثناء الحفريات في ميناء سان خوان تمكنت عمليات المسح عن بعد من تحقيق اكتشاف
مفاجئ، أصيب شيء ما في الميناء منذ مائة عام. يشرف ريكاردو فاسكيس مع سلك الهندسة
على أعمال المقاولين في الميناء. فأخبروه عن اكتشافهم الغير اعتيادي.
أخبرتهم شركات متعاقدة أنهم شاهدوا سفينة تاريخية فاتصلوا بالوكالات المحلية
والفدرالية التي أكدت لهم وجود سفينتين إسبانيتين هناك.
أخضع
حطام السفينتين للتحريات البحرية. لو استمرت أعمال الحفر لما نجا حطامها. قرر مكتب
حماية تاريخ بويرتو ريكو إنقاذ بقايا السفينتين.
عام ألف وثمانمائة وثمانية وتسعين كانت بويرتوريكو مسرحا للحرب الأمريكية
الإسبانية. حاول الإسبان محاصرة مدخل الميناء الضيق بإغراق سفينتين كانت إحداهما
سفينة شحن بخارية كوبية تحمل اسم منويلا.
واجهتهم صعوبة في تعديل الاتفاقات مع المتعاقدين المكلفين بالحفر للتمكن من رفع
بعض أنقاض السفينتين كما تم لاحقا.
استغرق
سحب أجزاء منويلا شهرين كاملين، كما استغرق توثيق الأجزاء عدة أسابيع أخرى.
حطام
السفينة مثيرا لأنه يعود إلى الحرب الأمريكية الإسبانية التي كانت آخر حرب بين
الحرب الأهلية والحرب العالمية الأولى والتي لا يعرف الكثير عنها.
لديهم هناك موقدين تتوسطهما لوحد ضغط تجريبي تحمل تاريخ ألف وثمانمائة وخمسة
وثمانين، وهي قطعة بالغة الأهمية لأنها تحدد هوية منويلا. أعتبر هذا كأخصائية آثار
بحرية مسألة مثيرة ومختلفة لأن غالبية الآثار تبقى تحت الماء أما هذه السفينة فهي
على اليابسة، فبدل النزول إليها لوضع الخريطة وصياغة الجداول حملت السفينة بكاملها
إلى اليابسة. أثناء استعادة القطع وضع كل شيء هناك في إيزلا غراندي حيث يعملون على
تصنيف الأجزاء لوضع كل منها في مكانه. رسمت كل قطعة وتم قياسها وتصويرها، كي يعتمد
ذلك لإعادة بناء السفينة إلى ما كان عليه.
عام ألف
وثمانمائة وثمانية وتسعين ومع نهاية الحرب الإسبانية الأمريكية أزال الجيش الأمريكي
العوائق من الميناء. ولكنه لم يعثر على منويلا. وكان هذا المشروع جاء ليكمل ما قد
بدأه الجيش قبل مائة عام. أعيدت منويلا إلى أعماق البحر في حديقة بحرية على الشواطئ
الشمالية. ترسو منويلا اليوم إلى جانب حطام سفينة أخرى من الحرب الأمريكية
الإسبانية اسمها أنطونيو لوبيث وهي مركب اعتراض جال حيد يقع إلى الغرب من ميناء سان
خوان ليغرق هناك. المرجان الذي تشكل حول حطام منويلا وأنطونيو لوبيث تحول إلى حيد
مصطنع يجلب الأسماك.
شهدت هذه المياه على مدار خمسمائة عام غرق السفن في مواجهة العواصف والمعارك. مع
انتهاء سلك الهندسة الأمريكية من مشروعها الراهن، ورحيل آلات الحفر، سينعم ميناء
سان خوان بأمان لم يعهده من قبل. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م