اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم الآثار - بحثا عن الذهب
 

استخراج الذهب

 

        قافلة تجارية لاستكشاف واستغلال الثروات المعدنية في أقصى الشمال. أسطول من خمسة عشر سفينة تحمل الغذاء والعتاد والبيوت المبنية مسبقا مع أكثر من أربعمائة رجل سيعملون على مدار الساعة طوال الصيف القطبي القصير. 

        قد لا يبدو هذا المشروع غريبة عشية القرن الحادي والعشرين، ولكنه حدث قبل أكثر من أربعمائة عام.

        كان على رأسها قبطان بحر إنجليزي جرب بثلاث رحلات بحرية طويلة، ولكنه تلاشى في صفحات التاريخ قبل أن تنتهي.

        يعتبر الذين يعرفونه أنه كان صاحب رؤية. كان اسمه مارتين فوربيشير، الذي حلم بالعثور على الشمالي الغربي.

        تحول هذا القبطان الشجاع قبل أربعة قرون إلى أول إنجليزي تطأ قدمه القارة الجديدة، لتتبع ذلك حكايات من الطمع والمؤامرات والخداع وخيبات الأمل.

        عندما أصبح هناك على عتبة الأمريكيتين، تحولت فرصته في الاكتشاف إلى كارثة.

        من سخرية القدر أن يذكر اسم مارتين فروبيشر في كتب التاريخ الأمريكية، رغم أنه يحيا في التاريخ الشفهي  لسكان أمريكا الأصليين.

تناقلت شعوب الإنويت طوال قرون متعددة قصصا عن هذا القبطان الجريء، والبحارة الستة التي ماتوا معه وسط الجليد.

أخذ علماء الآثار اليوم يبحثون في خليج فروبشير الواقع في الغرب القاحل عن معلومات تدلهم على المستكشف الإنجليزي الذي غيرت حملته وجه الامبريالية البريطانية، كما غيرت مع الزمن وجه العالم أجمع.

=-=-=-=-=

        تقع جزيرة بافين فوق الدائرة القطبية الواقعة إلى الشمال من محافظة كيبيك الكندية، تبلغ مساحة الجزيرة مائة وثمانون ألف ميل مربع من البراري المتجمدة والشواطئ الصخرية. تقع بالقرب من الرأس الجنوب شرقي الذي لا يكاد يظهر على الخريطة، جزيرة صخرية اسمها كودلونارن، أي الجزيرة التي سكنها ذوي البشرة البيضاء.

        عام ألف وثمانمائة وواحد وستون، وصل المستكشف الأمريكي شارلز فرانسيس هال إلى هناك ساعيا وراء شائعة. في بحثه عن أثر لحملة فرانكلين التي قضت عام ألف وثمانمائة وسبعة وأربعين، علم القليل بشأنها من السكان الإنويت المحليين. ولكنهم أخبروه عن قصة غريبة لمستكشف إنجليزي، تناقلتها الأجيال هناك شفهيا من جيل إلى جيل.  لم يتعرف سكان الإنويت على اسمه أبدا ولكنهم يتذكرون شغفه المميز بالصخور.

        كان هذا هو العصر الذهبي للاستكشافات، إذ شعد أقل من قرن واحد فقط اكتشاف نصف الكرة الأرضية. في أواسط القرن السادس عشر تحولت طلائع رحالة كولومبوس إلى جزء من الماضي. أصبحت الثروات الطائلة اليوم تنقل إلى إسبانيا على الرياح التجارية، بينما تعلقت البرتغال بكثاي والثروات الأسطورية للشرق عبر رأس الرجاء الصالح. 

        كانت إنجلترا تنظر بعين الحسد إلى اتساع رقعة الإمبراطوريات الجديدة. تاقت الأسواق والتجارة التي تشكل عصب الحياة في الاقتصاد الإنجليزي، للوصول إلى أسواق ومستعمرات جديدة خلف البحار.  فكان على عصر الاستكشافات الذهبي أن يبدأ بالنسبة لهم. بعد أن سدت إسبانيا في وجههم الطريق إلى العالم الجديد، حلموا بطريق نحو الشرق يسلكونه فوق أمريكا، أطلقوا عليه الممر الشمال غربي.

        اتفق على أن يكون القبطان المجرب مارتين فروبشر البالغ من العمر ما يقارب الثلاثين قائدا لحملة البحث عن الممر الشمال غربي. عام ألف وخمسمائة وستة وسبعون مولت حملته من قبل مجموعة صغيرة من التجار والنبلاء، فأنزل إلى البحر سفينتين صغيرتين يزن كل منها عشرين طنا، سميتا مايكل وغابرييل. صعد على متن إحدى السفينتين الملازم جورج بيست، الذي كتب واحدة من المذكرات القليلة المتوفرة عن الرحلة.

        بعد خمسة أسابيع طويلة مكن الملاحة دخلوا إلى جسم مائي هائل. اعتقد فوبيشر أن  القارة الآسيوية تقع على يمينه، وعلى يساره أراضي يابسة القارة الأمريكية. اقتنع بأنه عثر على مدخل لممر الشمال غربي، فأطلق عليه لقب مضيق فروبيشير، ثم توجه إلى الشاطئ. وهكذا أصبح طاقم سفينة غابرييل أول مجموعة من الإنجليز في التاريخ يلتقون بشعوب الإنويت.

        كتب بيست عن ذلك يقول:      بدوا وكأنهم نوع من الأسماك الغريبة الملامح من مسافات بعيدة، إلى أن اقتربوا منا أكثر ليتبين أنهم رجالا في زوارق صغيرة مصنوعة من الجلد. استبدلوا معاطف من جلد أسود البحر والدببة وأشياء أخرى مشابهة بأجراس ومناظير للرؤية وألعاب أخرى. بعد عدد من اللقاءات المشابهة بدأ رجالنا يثقون بهم.

         عندما أقرأ الوثيقة أحاول أن أجد فيها ما رآه الإنويت في الإنجليز. وقد تكون لدي إحساس بأن الإنجليز في تلك الفترة كانوا لطفاء جدا في معاملتهم للإنويت. بعبارة أخرى اعتبرهم الإنويت أملا في الحصول على الحديد الذي ما كانوا يعرفونه، لهذا كان للرحلة أهمية فريدة بالنسبة لهم.

        في أحد الأيام خالف خمسة من البحارة أوامر فروبيشير وذهبوا إلى اليابسة، ربما كانوا يأملون من ذلك تحقيق الربح السريع من الإنويت. ولكن عند وصول الزورق الصغير إلى اليابسة قام الإنويت بأسرهم..

        كانت عمليات الإنقاذ بدون زورق الشواطئ مستحيلة. بدأ حظ فروبيشير ينفذ. قبل المغادرة أخذ معه كالمعتاد  اثنين من الأدلة الدامغة.

        رغبة القبطان في أخذ بعض الأدلة معه جعلته يندم لأنه لم يأسر أي منهم من قبل. لهذا اتبع لخداعهم خطة اعتمد فيها على معرفته المسبقة بحبهم لألعابنا، وخصوصا منها الأجراس. فأخذ يقرع جرسا صغيرا حتى اقترب أحدهم من السفينة للحصول على الجرس وأوشك على الإمساك به. كان القبطان مستعدا لتلك اللحظة فرمى الجرس من يده وأمسك بالرجل سريعا، وتغلب عليه بالقوة اللازمة وأخذه في السفينة إلى أعماق البحر.

        لا شك أن الإنويت هو دليل قاطع على وصول فروبيشر إلى الأراضي الجديدة. لم يسبق لأحد في إنجلترا أن سمع أو شاهد أحدا بهذه الصفات. أما الدليل الآخر فكان قطعة صخرية سوداء، أثارت إعجابا شديدا.

        تقول إحدى القصص أن قطعة من هذه الصخرة قد وضعت في فرن السفينة لمعرفة ما إذا كانت ستحترق، دون جدوى. ولكن عندما أخرجت من الفرن برزت فيها بقع لامعة شبيهة جدا بالذهب. ما حصل حينها هو ان هذه الصخرة أو قطعة منها قد تفاعل مع أكسجين الهواء، فنتج عن ذلك مادة من لون آخر. لولا ذلك لبقيت الصخرة سوداء بكاملها. ولكن على خلفية هذا السواد ظهرت شرارات اعتبرت ذهبا.

        اختلفت الآراء في لندن حول احتواء الصخرة على مزايا الذهب. أو ربما نشأ الخلاف عن قصد. على أي حال انتشرت في المدينة شائعات عن وجود الذهب  في المناطق التي زارها فروبيشر. وهكذا تعاظم الأمل في تحقيق الثراء، حتى بلغت الرغبة بالمشاركة الملكة إليزابيث الأولى التي أعارت فروبيشر سفينة من البحرية الملكية، واستثمرت ألف جنيها من أموالها الخاصة في هذه المغامرة.

        عام ألف وخمسمائة وسبعة وسبعون، أقيمت شركة كاثي التي وضعت البحث عن  ممر الشمال الغربي في المرتبة الثانية من خطتها. عاد فروبيشر إلى الجزيرة التي عثر فيها على الصخرة قبل عام واحد. كما أخذ معه خمس أدوات لتحليل المعادن.

        كان علم المعادن متقدما في تلك الفترة، تعتمد على التحليل بالنار، كما أن تحليل الذهب والفضة بالنار في تلك الفترة كان شبيها بما هو عليه اليوم. أي أنه اعتمد على التقدم التقني الذي تحقق عام ألف وخمسمائة وحتى ألف وخمسمائة وخمسين.

        استقبل فروبيشر في إنجلترا استقبالا حارا وهو يحمل معه طنين من الصخور. فتقرر على الفور إعداد حملة ثالثة ولكن أكبر حجما هذه المرة.

الرحلة الأخيرة لمارتين فروبيشر عام ألف وخمسمائة وثمانية وسبعين لا تشبه أي رحلة أخرى عرفها الشرق القطبي حتى نهايات القرن العشرين. جرت  الرحلة  هذه المرة فقط للبحث عن الذهب.

حماية وتطويرا لثروات المعادن المجهولة كما قالت جلالتها في تلك الفترة، ستترك  الحملة وراءها مائة بحار وعامل مناجم لتأسيس مستعمرة هناك.

         كودلونارن هي جزيرة صغيرة قاحلة تغطيها الصخور. أي أنها ليست مكانا مناسبا يمكن أن تتوقع فيه مجموعة من البحارة الذين عبروا المحيط يقاومون الثلوج والعواصف، بمعنوايت ضعيفة لأنهم كانوا في تلك الفترة يؤمنون بالشعوذة أيضا. أي انها ليست مكانا مناسبا يمكن أن تتوقع أن تعيش فيه مجموعة من الناس. الجزيرة لا تعرف الدفء فهي عرضة للرياح تكمن جاذبيتها الوحيدة في أنها تضم على تلك الصخور التي اعتقد فروبيشر أنها تحتوي على الذهب.

        أي أ، غالبية الأعمال في الجزيرة هي تلك المتصلة بأعمال المناجم. هناك منجمين واضحين اليوم في الجزيرة. أحدهما في الوسط، وهو حفرة يبلغ طولها حوالي خمسون مترا بعمق أربعة أمتار، استخرجوا منه كميات كبيرة من هذه الصخور. أما الثاني فيقع على حافة الجزيرة.

        هناك ثلاث معالم أخرى كبيرة أخرى  في الجزيرة تم بناءها على أيدي الإنجليز، من بينها ورشة حدادة تحتوي على مواقد وفحم حجري وبقايا أعمال الحديد، هي من المعالم الشيقة جدا.

من المعالم الأخرى التي بناها الإنجليز هنا مكتب اختباري. أما السبب الذي يجعلنا نؤكد ذلك فهو البوتقة التي تستعمل من قبل المحللين لإجراء التجارب على المعادن والتأكد مما إذا كانت تحتوي على المعادن الثمينة.

        البنية الأخيرة هي منزل فروبيشر. وقد شيد على أساس حجري في أعلى الجزيرة، لتكون هذه أول بنية حجرية بناها الأوروبيون في القارة الجديدة. بلغ ارتفاع البيت خمسة أقدام من الحجارة يليها جدار من الخشب، ومن المحتمل أن يكون مغطى بسقف من القرميد.

        وهكذا شيدوا في الصيف الثالث مخيما لهم في هذه الجزيرة الصغيرة  التي أسماها الإنويت كودلونارت. وقد تخلوا عن فكرة بناء المستوطنة لأن السفينتين التين كانتا تحملان المنازل المشيدة في تلك الرحلة قد علقتا في الجليد وغرقتا،  أي أنهم لم يتركوا أحدا هناك.

        تردد شعوب الإنويت اليوم قصة تحولت اليوم إلى تقاليد قوية هنا في منطقة خليج فروبيشر، الذي تقول القصة أنه حين أكمل رحلته أقفل عائدا مع مجموعة كبيرة من السفن، مخلفا وراءه مجموعة من الإنجليز، تمكنوا من تحمل قسوة الشتاء  ببناء منزل في كودلونارن، ثم شيدوا في الربيع زرقا من الركام التي خلفه فربيشير ورائع في الجزيرة.

        تؤكد القصة الإنجليزية أن أحدا لم يبق في الجزيرة بعد الرحلة الأخيرة. فما هو مصدر هذه الأسطورة الغير عادية؟

        يدفعنا هذا إلى السؤال عما إذا كانت هذه نفس المجموعة التي أضاعها فروبيشر عام ألف وخمسمائة وستة وسبعون. عند خروج خمسة من البحارة بزورقهم وألقى الإنويت القبض عليهم. من المحتمل أن تكون هذه المجموعة قد بقيت على قيد الحياة، واستمرت بالعيش حتى عادت إلى الجزيرة بعد انتهاء الرحلة الأخيرة لفروبيشر، وحين عثرت على البقايا حاولت الفرار.

        تقول قصة الإنويت أنهم أبحروا بعيدا حتى علقوا بالجليد في خليج فروبيشير وماتوا هناك.

=-=-=-=-=

        استخرجت من جزيرة كودلونارن ألف وثلاثمائة طن من الصخور. ولكن قبل وصول البعثة إلى الوطن انتشرت في لندن  شائعة تقول أن الصخور لا تساوي شيئا. وقد تبين أنها معادن عادية تسمى هورنبلاند.

دونالد هوغارث:        تحتوي الصخور على كميات ضئيلة من الذهب،  ولكنها ذات أهمية علمية ليس لأنها تحتوي على الذهب بل لاحتوائها على كمية قليلة منه.

        ما الذي جعل فروبيشر ورجاله يعتقدون أنها من الذهب؟

        من المحتمل أن يستخدموا عناصر إضافية لاستخراج الفضة والذهب، ومن المحتمل أن تكون الإضافات ملوثة. ربما كانت ملوثة دون أن يعرفون ذلك، أو ربما تم ذلك عن قصد. لن يتمكن أحدا من الإجابة على هذا السؤال.

        لم يعثر فروبيشر لكاثي على الممر الشمال غربي ولا على الذهب الذي سعى إليه بحماس. ولكن الآثار التي يتم العثور عليها توحي للبعض أنه قد ترك منجم ذهب للإنويت.

        أعتقد أنه كان منجما بعد مغادرته  كودلونارن بعدة مئات من السنين، كان الناس يأتون إلى هناك باستمرار ويستخدمون المكان مصدرا للمواد الخام، كمن يذهب إلى أعلى الجبل بحثا عن حجر الصوان. أي أنها كانت منطقة أخرى فيها الكثير من المواد الجيدة. تتألف غالبية مواد فروبيشر التي  ظهرت هناك من قطع قرميدية وبلاط للمدافيء. كانوا يستعملون بلاطا براقا للمدافيء والزوارق. هذا ما يبرز في منطة للإنويت تبعد مائة وخمسون كيلومترا باتجاه رأس الخليج. 

        عثرنا على قطعة كبيرة كهذه. قال شارلز فرانسيس هال مثلا عام ألف وثمانمائة  أنهم يستعملون قطعا كهذه لتلميع النحاس. أي أنهم حصلوا على النحاس فيما بعد واستخدموا هذه لتلميعه. هذه أهم قطعة نعثر عليها اليوم من فروبشر. عثر بيل فيتو اليوم على قطعة أخرى. هذه قطعتان من مستوعب صغير ببعض الجفاء الملحوم به. ربما كانت هذه بوتقة صغيرة استعملها عمال المناجم لتذويب الصخور واستخراج ما اعتقدوا بأنه ذهب.

        تسلط الاكتشافات الأثرية المتراكمة تدريجيا أضواء مدهشة على الاتصال بين حضارتين مختلفتين.

        الانطباع الذي يكونه الكثيرون منا عند الحديث عن هذا الاتصال هو أن الإنويت كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الانخراط في المجتمع الأوروبي وثقافته. ولكن عند مواجهة هذه المواقع الأولى، نرى أن ما حدث على عكس ذلك، ذلك أن المواد الأوروبية وجدت هنا ولكنها دمجت مع أسلوب الحياة التقليدي. أي أنهم قد يستخدمون المواد الأوروبية، ولكن ليس بالطريقة التي أرادها الأوروبيون، لهذا فهم يقطعون أجزاء من المعادن ويستخدمونها في رؤوس الشفرات بدل استعمال الحجارة. كما استعملوا القطع الفخارية لحف أشاء أخرى تصنع من الطين. أي أنهم يستعملون هذه المواد على طريقتهم التقليدية وليس على الطريقة التي أرادها الأوروبيون.

        تحولت هذه المنطقة إلى منجم ذهب للإنويت، ما حال دون تمكين العلماء والأثريين من الحصول على المزيد من الأدلة. ولكن هناك مجال آخر حقق فيه دعم إليزابيث عواقب بعيدة المدى.

        حققت رحلات فروبيشير ثروة من المعلومات الجديدة لهذه الأمة الشابة. كانت بريطانيا في تلك الفترة قد انضمت حديثا إلى زعماء الأمم الأوروبية في مجالات الابحاث والاكتشافات والأعمال. ورغم أن الرحلات شكلت كارثة من حيث التمويل وأعمال المناجم، ولكنها قدمت معلومات هائلة عن استطلاع المناطق القطبية التي لم تكن بريطانيا تعرف شيئا عنها، وقد تحولت بعد ذلك إلى موطئ قدم صلب لها في القارة الجديدة،  إلى الشمال من المواقع الاسبانية الممتدة جنوبا. أضف إلى ذلك ما نجم عن ذلك من بحارة مجربين ومدربين على الملاحة في بحور الشمال، ساهموا بعد ذلك في رحلات استكشاف أخرى عالمية. ساهم ذلك في تطوير تكنولجيا صناعة السفن، والمواد اللازمة للملاحة والانطلاق في حملات بحرية هائلة، وأخيرا لإقامة مستعمرات كبرى في القارة الجديدة.

        لم تستمر العواقب على حالها. عام ألف وخمسمائة وأربعة وثمانون، أي بعد ست سنوات من الرحلة الأخيرة لمارتين فروبيشر إلى الشرق القطبي، عادت سفينة السير والتر ريلاي من القارة الجديدة، بأنباء سارة دفعت الحماس لتأسيس شركات مساهمة جديدة.

        تركزت الأنظار هذه المرة على الشواطئ الشرقية لأمريكا. وتحديدا على قطعة أرض تحمل اسم عذراء الملكة إليزابيث. لم يفشلوا هذه المرة إذ تحولت فيرجينيا إلى خلية لمستعمرة مزدهرة في القارة الجديدة.

        أقفل جورج بيست مذكراته عن الرحلات الثلاث لمارتين فروبشير بالعبارة التالية:

        لا مجال للشك في أنه حين نتفحص الأرض عن قرب، سنأتي لبلادنا بالثروة والازدهار.

        جاء الكثيرون من أمثال فروبيشر بعد ذلك بحثا عن المال والشهرة.

        جاء يبحث عن الذهب وحده ما جعل اسمه يتدحرج عن قمم عظام المستكشفين.

        ولكن مهارته في الملاحة والجغرافيا وتمويل الرحلات، فتحت الطريق لمن جاءوا من بعده ليمكنوا بريطانيا من التحكم بهذا الجزء من القارة واستعمارها لأكثر من ثلاثمائة عام.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster