اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم الآثار - كابوس القيصر- كمين في الغابة
 

أغسطس قيصر

 

        أخفت هذه الغابة لأكثر من ألفي عام أسرار واحدة من أهم المعارك في التاريخ القديم، تحدت فيها مجموعات من المحاربين الغير نظاميين ثلاثة من فيالق الجيش الروماني العظيم.

        يعمل الأثريون اليوم على جمع أشلاء ذلك اليوم التاريخي المتناثر معا.

        تبدو وكأنها جزء من الأساطير. حاول أغسطس القيصر العظيم دفع حدود الإمبراطورية الرومانية إلى ما وراء حدود العالم المتحضر. وكان القائد المخلص بوبليوس كوينستيليوس فاروس خبيرا مجربا في النزاعات، ولكنه لم يتوقع مقاومة تذكر على الطريق. ولكنه ارتكب خطأ فادحا.

        احتشدت وحدات من القبائل الألمانية مسلحة بالرماح والدروع لمواجهة روما بعظمتها. وكان على رأسهم شاب جريء اسمه أرمينيوس.

        كانت واحدة من أهم المعارك في التاريخ القديم، وعندما انتهت، وجد في وحل ساحة القتال عشرون ألف قتيل من جنود الامبراطورية الرومانية العظمى. وكانت الصدمة كبيرة عند انتشار الخبر إلى حد أن أغسطس بقي يضرب رأسه بالباب لعدة سنوات لاحقة وهو يصرخ: كوينكتيليوس فاروس، أعد إلي فيلقي!!

        رغم ما تركته المجزرة من أثر عميق في التاريخ، إلا أن موقع المعركة قد اختفى كليا وسط تشابك الأغصان في غابة قديمة. يحصد علماء الآثار اليوم  محصولا غير متوقع في أرجاء مزرعة ألمانية، وهو يتألف من مئات الأدوات الرومانية، بعد أن عثروا على موقع الهزيمة الرومانية، ومصدر كابوس القيصر.

        ينصب فوق إحدى التلال المشرفة على مدينة ديتمولد الألمانية، تمثال يخلد ذكرى بطل شاب وقف في وجه روما. أثناء حداد روما على موتاها، كانت ألمانيا تحتفل بأسطورتها. ولكن يبدو أن تفاصيل المعركة قد ضاعت إلى الأبد عبر مر السنين. كانت ألمانيا في القرن الأول الميلادي مناطق منيعة من الجبال والغابات، تسكنها  قبائل من الشعوب المحبة للحروب. وقد دفعتها الاستقلالية التامة إلى التعامل مع التقدم الروماني بالريبة والشك. كان جوليوس القيصر في القرن السابق قد ضاعف من مساحة الامبراطورية الرومانية. بعد إخضاع الشرق الأوسط توجه شمالا لغزو بلاد الغال حيث أقام سلطة قوية على الضفة الغربية من الراين. وقد أراد أغسطس القيصر تعزيز هذه السلطة فتوسع بها إلى حدود الدانوب. وبعد ذلك ضم الأراضي الواقعة بين الراين والألب.

        أصبح الاجتياح مسألة وقت لا أكثر. ولكن الاستعداد الألماني كان سيئا. فهم بأمس الحاجة إلى قائد يتمتع بسمعة تمكنه من توحيدهم على قضية مشتركة. شخصية بإمكانها حشد قوة قادرة على مواجهة آلة عسكرية عالية التنظيم والكفاءة. كان الشاب أرمينيوس في السابعة والعشرين من عمره، ويتمتع بمزايا فريدة. كان قائد ألماني فذ  مدرب على التكتيك الروماني، وكان كمواطن روماني قد خدم في الجيش وأقسم الولاء للامبراطور، إلى أن اتخذ أغسطس قراره الحاسم بإعلان بيليوس كوينتيليوس فاروس  حاكما على المانيا. ينتمي فاروس إلى الطبقة الأرستقراطية وهو متعجرف ومتصلب. وكان وجوده على الأراضي الألمانية كل ما يحتاج أرمينيوس إليه لإعلان الثورة وتوحيد القبائل.

        اقتنص أرمينيوس فرصته الذهبية في العام التاسع الميلادي،  وهاجم فاروس وفيلقه العسكري.

        انتهت المعركة بعد أيام ثلاثة من القتال، أبيد خلالها عشرون ألف جندي وعشرة آلاف من أتباع المعسكر بالكامل. عجز فاروس وضباطه وأعوانه عن مواجهة تلك الكارثة، ففضلوا الانتحار. أسكتت الأصوات، وغيبت عن الأحداث التاريخية أكبر هزيمة أصيب بها الرومان منذ عدة قرون. لم ينج من  الكارثة إلا قلة قليلة فغاب عن الأذهان أيضا تحديد مكان الموقعة بالذات. وهكذا لم يستطع أحد منذ ألفي تحديد الموقعة بدقة، ما جعل العثور عليها من أهم التحريات الجارية في علم الآثار.  انطلق البحث من القرن السادس عشر حين تم العثور على مخطوطة كتبها المؤرخ الروماني تاسيتوس، في دير ألماني.كان تاسيتوس أول من حدد موقع غابة تاتوبيرغ، التي تضم مائتي ميل مربع من الأحراش. أخذت القطع الأثرية الرومانية تظهر على ممر السنين في عدة أماكن. ولكن قلة ربطتها بالمعركة.

        عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون، عثر أحد هواة الآثار على مجموعة من القطع الأثرية الجديدة فوق التل الشمالي للغابة. لفت الاكتشاف أنظار متحف التاريخ الثقافي في منطقة أوسنابروك المجاورة. كشفت الحفريات الجارية عند سفح جبل كالكيريس عن مئات القطع الأثرية التي تؤكد حصول مأساة ما هناك. بعد سنوات من التحليلات المضنية، تمكنت سوزان ويلبير روست وفريق عملها من جميع أجزاء بزة جندي روماني، والسلاح الذي يلبسه.

        وجدنا مثلا هذا الخطاف الذي يربط رداء السلاسل الواقية، وهو باسم ماركوس أيوس، من المجموعة الأولى لفابريسيوس.

        كانت المجموعة الأولى أصغر وحدة في الفيلق الروماني.  شكل هذا الاكتشاف دليلا قاطعا على وجود قوات شديدة التسليح من المشاة في المنطقة.

        استخدمت هذه الملزمة لتثبيت الرأس الحديدي على عصا الرماح الرومانية المعروفة بطولها. كانت قاعدة الرمح مثبتة عميقا في الأرض، وكان الحذاء بالغ الأهمية، فهو مصنوع من الجلد، يتمتع بحافظ معدني أسفل النعل.

        وكان للخوذة موقعا للريش الذي يثبت عليها في المناسبات المميزة.

دينار روماني. وقطعة نقدية فضية. لا أعرف إن كنت قد رأيت هذه، سترى أن عليها صورة شراع أو سفينة. يمكن أن ترى المجذاف هنا. لدينا الكثير من هذا النوع، وهو يتناسب مع الإطار. ولكنه غريب في هذه المنطقة. عثرنا في منطقة الحفر هذه على ست أو سبع قطع نقدية فضية.

        تشكل هذه الآثار الباقية من الجيش الروماني شاهدا صامتا على هذا النزاع القديم. ولكن هل هي دليل على معركة العام الميلادي التاسع؟

..

         تبرز بين الاكتشافات مجموعة من القطع النقدية النحاسية. يعتقد مدير المتحف ولفغانغ شولتر أنها تحمل بعض الأجوبة.

        لدينا هنا قطعة نقدية وجدنا منها حتى الآن مائتين، ولا شك أنها  تشكل جزءا صغيرا من القطع النقدية الضائعة هنا. وهي أفضل وسيلة لتحديد موعد الحدث.

        كانوا يدفعون للجنود الرومان بعملة نحاسية، تظهر على وجهها دمغة الإمبراطور أغسطس، وعلى الوجه الآخر صورة قائدهم كوينكتيليوس فاروس.

        عين فاروس في العام السابع الميلادي حاكما على جيرمانيا، لهذا أصبحت صورته تظهر على العملات منذ تلك اللحظة فقط. لهذا يمكن القول أننا لم نعثر على أي عملة يعود تاريخها إلى ما بعد العام التاسع الميلادي. وبما أن هذه العملات قد أنتجت بدءا من العام السابع، يمكن أن تضيع فقط في العام السابع أو الثامن أو التاسع. قد يوحي ذلك إلى أنا موقعة فاروس في العام التاسع.

        أصبح موقع المعركة المنسية اليوم شبه مؤكدا. لقد حفر الأثريون رابية غريبة الشكل عند أقدام الجبل، فكشفت هذه الحفريات عن استحكام من صنع الإنسان طولها ستمائة قدم بارتفاع سبعة أقدام.

        نعتقد أن الرومان قد جاءوا من الشرق. ما يعني قدومهم من هذه الجهة وساروا على طول هذا الممر. وقد هوجموا من استحكامات مختلفة بناها الألمان بوجهة نظرنا، لنصب الكمين. وقد حفرنا حتى الآن واحدا من هذه الاستحكامات التي تقع في ذلك الاتجاه عند أسفل جبل كالكريس.

        هذا هو مستوى الأرض القديم الذي يعود إلى عصر الرومان، وهي تظهر بوضوح الحد الخارجي من الاستحكام. مر الرومان على طول الممر في الأسفل، حيث تعرضوا للهجوم من الاستحكامات فقضوا هناك.

        يوحي بناء الاستحكامات بأن أرمينيوس عرف مسبقا الطريق التي سيتبعها الرومان. ولكن كيف عرف ذلك؟ يعتقد وولفغانغ أن معرفة الألمان بطبيعة الأرض شكل نقطة في صالحهم. 

        جاءت القوات الرومانية من الشرق، ويعتقد أنهم حاولوا المرور من هنا عبر المنطقة الواقعة بين جبال كالكريس وسلسلة جبال ويهين، ولكنهم أدركوا صعوبة ذلك لعلو المرتفعات هناك، فانسحبوا وداروا حول الجبل مستخدمين أقصر ممر ممكن لتخطي هذه العقبة.

        وجدت القوات الرومانية أمامها اختيارين فإما أن تسير بصفوف طويلة مسافة تقارب الاثني عشر كيلومترا، وهي مسألة تضعف خاصرتهم وتعرضها للهجوم، أو أن يسيرون بتشكيلات عريضة، إلا أن هذا سيشكل ازدحاما مستمرا عند الممرات الضيقة.

        تخيل ثلاث طرقات عريضة تنحصر في ممر ضيق واحد. عند ذلك يحصل ازدحام لعدة كيلومترات، وهذا ما حصل هنا فعلا.

        أكدت اكتشافات شلوتر ما سرده تاسيتوس عن المعركة، حين قال بأن فاروس قاد جيوشه عبر طرقات صعبة مليئة بالمستنقعات والحشرات من جهة، كما تكثر فيها التلال بأشجارها الكثيفة. هنا واجهوا الكمين، وكانت ميتة صامتة في غابة تيوتوبيرغ. زادت أمطار الخريف من برودة الهواء، واختفى الألمان خلف استحكاماتهم الترابية حيث انتظروا بصبر. سيطرت التوقعات على أعصابهم، حتى أصبحت خطى الرومان تؤكد اقترابهم. وأخيرا ظهر من خلف الضباب النسر الذهبي، وهو رمز الفيالق الرومانية المحاربة. تناثرت  القوات الرومانية بعد طول المسير، فوقعت لقمة سائغة للضربة مفاجئة، كما أدت اشتباكاتها القريبة إلى تعطيل فعالية سيوفها ورماحها، وتحولت إلى اشتباكات بالأيدي، أخذت توقع القتلى خلال لحظات.

        يعتقد الأثري مايكل غيشتر أن معركة غابة أوتبيرغ  لم تكن معركة بمعنى الكلمة، بل كانت مجزرة فعلية.

                تدربت هذه الوحدات الرومانية على القتال في المساحات الشاسعة، أي أنها لا تصلح لقتال ومعارك السيوف الصغيرة، لهذا تعرضت للذبح جندي بعد آخر. تمكنت الوحدات المعزولة من فتح طريق لها، بينما استسلمت الوحدات الأخرى وتم ذبحها. بينما قاتلت المجموعات الأخيرة وهزمت على يد الألمان لمعرفتهم بطبيعة الأرض.

        قد يفسر النجاح المنقطع النظير للكمين قلة العتاد الألماني الذي وجد هناك. مزق الجيش الروماني بكل معنى الكلمة، كما نهبت الأسلحة والجثث. 

...

        كيف لكارثة كهذه أن تصيب جيشا تبع جوليوس القيصر من معركة إلى أخرى محققا له الانتصارات؟

        يؤكد أستاذ الدراسات الرومانية في جامعة بون كريستوف رويجير، أن الملامة تقع على كوينكتيلوس فاروس.

        لقد حصل على خبرته من الإدارة الريفية لعدد من المناطق الساخنة في روما وسوريا وأجزاء أخرى من فلسطين، التي كانت تواجه نزاعات وتمرد  يفوق ما هي عليه اليوم. وكان فاروس يواجه عدة أنواع من المجموعات المتمردة ويحقق النجاح في إخمادها، إلا أنه لم يجرب مرة حروب العصابات إلى الشمال من جبال الألب.

          كان أرمينيوس بالمقابل شاب من نبلاء قبيلة شيروسي الألمانية، عمل مع الرومان كمساعد في قيادة القوات، وحصل على الجنسية الرومانية. وكان على دراية تامة بالتكتيكك العسكري الروماني. هذا ما يوضح سبب إدراك أرمينيوس مكامن الضعف في التكتيك العسكري الروماني أثناء سيرها في مناطق صعبة التضاريس. فجاءت خطته الهجومية في غابة تيتوبيرغ تنبع من هذه المعارف. كريستوف رويجير:     كانوا يعملون وحدات صغيرة بين المستنقعات، وفي الغابات كما أورد تاسيتوس، ولا شك أن الرومان كانوا يخافون من الغابات، بينما أحبها المحاربون الألمان جدا، لأنهم كانوا قادرون على العمل بفعالية أكبر وسط هذه الطبيعة.

        لا بد من القول هنا بأن المطر كان غزيرا في ذلك الشهر من أيلول سبتمبر، فأصبحت الحمولة الرومانية أشد ثقلا بعد أن تشبعت بالمياه. أما الألمان فلم يكونوا مدرعين إلا ببعض التروس الخشبية، ما لم يثقل معداتهم كما حصل مع الجنود الرومان.

        حين وقع الرومان بالكمين كانوا متوجهين عائدين إلى مواقعهم الشتوية في هالتيرن، وهي تحصينات معززة إلى الشرق من الراين. وقد عمل فريق من الأثريين بقيادة رودولف أسكومب، مدير المتحف الروماني في هالتيرن على القيام بأعمال حفر هناك.

                يعتقد علماء الآثار اليوم أن مخيم هالتيرن قد شيد حوالي عام صفر. كان المخيم قائما عام تسعة ميلادي، حين دمر إثر مجزرة غابة تيوتوبيرغ. لدينا أدلة تثبت أن الفيلق التاسع عشر كان من بين الفيالق التي تعرضت للمجزرة، إذ كان في السابق مستقرا في هالتيرن.

        جرى تنظيف العظام من التراب وهي تتعزز اليوم بالبلاستر كي نتمكن من وضعها في المتحف دون لمس حتى لا تتحطم.

        يمكن أن نرى هنا بقايا جمجمة. لدينا حدود هنا بالكاد نتعرف إليها، هنا سأدور مرة واحدة. بعد ذلك يمكن أن نرى النخاع الشوكي وهذا هو العنق، الذي كان يرتبط بالرأس. ومن هنا يمكن أن نرى ما كان الجزء الأعلى من الجسم.

        يعتقد الأثريون اليوم بأن مخيم هالتيرن قد دمر على يد الألمان كجزء من استراتيجية أكبر لوقف التوسع الإمبراطوري، وإضعاف سيطرته على الراين.

        بعد ستة أعوام من المعركة أستعد أغسطس للانتقام، فأرسل زوج ابنته جيرمانيكوس إلى غابة تيوتوبيرغ، حيث يؤكد تاسيتوس بأن الموقعة بقيت شاهدا على مجريات أحداثها.

يكشف نصف متراس مرتجل وضحل عن مكان دفنت فيه البقايا. تبرز وسط الحفرة المفتوحة بعض العظام البيضاء، منتشرة في الأماكن التي فر إليها الجنود، ينتصب بعضها في المواقع التي صمد فيها البعض وقاوم، وأجزاء من الرماح وهياكل الجياد المطروحة هناك، إلى جانب رؤوس بشرية مربوطة بالجذوع. وفي حفرة مجاورة تبرز علامة لمكان ذبح فيه عدد من الضباط والقادة الرومان جماعيا.

        نفذ جيرمانيكوس مجموعة من الغارات المتعاقبة ضد الألمان. وكان من بين مهماته أمرا باسترجاع النسور الذهبية للفيالق الثلاث التي استولى عليها أرمينيوس أثناء المعركة، انتقاما لكرامة الجيش الروماني.

                لم تتأسس ثانية أي الفيالق السابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر، كان من عادة الرومان أن لا يعيدون تأسيس الفيالق المدمرة.

        كانت خسارة لم يسمع بمثلها من قبل، ذلك أنها أكبر ضربة تعرض لها الجيش الروماني منذ معركتي قرطاج وهنيبعل. بلغ عدد الخسائر حينا ثلاثون ألف شخص. كانوا قادرون على تجنيد الأعداد نفسها خلال عام واحد، ولكن الكرامة الرومانية والأمجاد الرومانية قد أهينت، في فترة كانت سمعة روما من سمعة جيشها التي تشوهت هناك. أي أنها اعتبرت ضربة سياسية أكثر مما هي عسكرية.

                أعيدت النسور إلى روما ثانية، وبعد ذلك لا نعرف ما إذا كانت قد دمرت أو ذوبت على مر السنين.

        وضعت معركة تيوتوبيرغ حدا نهائيا للأحلام التوسعية في روما. وما زال النصب التذكاري الذي يتوسط ديتمولد يعيد إلى الأذهان لحظات مجيدة، كما يعيد الذاكرة أيضا إلى الأذهان. أحيانا ما يتساءل المرء أي مجرى كان سيشهده التاريخ  لولا أرمينيوس بطل تيوتوبيرغ؟

        تأثر أغسطس عميقا بذبح فيالقه الثلاث، ولم يتجرأ ثانية على التفكير بالأراضي الواقعة وراء الراين والدانوب. وقد اعتبر إلى جانب من تولوا الحكم من بعده أن هذه الخسارة قد شكلت أول شق في درع الإمبراطورية.

        ترى الشعوب الجرمانية في ذلك بذورا للوعي الوطني الذي قير العالم القديم.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster