اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 ما أشبه اليوم بالأمس
 

بعد انتهاء حرب تشرين التحريرية بذل الرئيس الراحل حافظ الأسد قصارى جهده للحفاظ على موقف عربي واحد

 

 

1 آب/ أغسطس 2016,

 

د.بثينة شعبان

 

لا بد من التأكيد دوماً على أن "من تحالف مع عدونا ليس منا" وأنّ من "حللّ دمنا ليس عربياً" حتى ولو نطق بالعربية، فكثير من أعدائنا الأجانب يحسن النطق بالعربية وأفضل بكثير من الطغاة العرب الذين استرخصوا الكرامة العربية .لابُدّ من أن نكون شديدي الوضوح ضدّ التواطؤ والعمالة مهما ألبسوها من لبوس وأن نكون دائماً وبأعلى صوت مع المقاومة واستعادة الحقوق وانتصار العروبة.

 

بعد انتهاء حرب تشرين التحريرية وبدء زيارات كيسنجر المكوكية إلى المنطقة، بذل الرئيس الراحل حافظ الأسد قصارى جهده كي يحافظ على موقف عربي واحد سواء في فصل القوات أوو وقف تدفق النفط إلى المصانع الغربية الداعمة للاحتلال الاسرائيلي. وبالرغم  من وعود السادات المتكررة للرئيس حافظ الأسد بأنه لن يسير بمسار منفرد وأنه سوف ينسق خطواته مع سوريا، فقد هرول مع الأميركيين وتخلى عن شقيقه وحليفه العربي ووقع اتفاقية سيناء (2) سراً مع الأعداء اللدودين الإسرائيليين كما سارع وزير الخارجية السعودي آنذاك وبعض وزراء دول الخليج للإعلان عن رفع الحظر النفطي عن الغرب من دون أي مقابل ومن غير التنسيق مع سوريا رغم قرارات القمة العربية ورغم وعودهم للرئيس الراحل.

 

وبذلك فقد أفقدوا المواطن العربي فوائد النصر العسكري من خلال إلحاق هزيمة سياسية بالتنسيق العربي والموقف العربي الموحد والذي هو الشرط الأساسي للتفوق على الخصوم والأعداء وإعلاء كلمة العرب في أي زمان ومكان. وبعد عام 1974 تسلسلت الأحداث حيث وقعت كامب دافيد مع العدو وأخرجت مصر الدولة العربية الأهم وصاحبة الجيش الأقوى، من الصراع العربي الاسرائيلي عسكرياً على أقلّ تقدير، وبالتالي خسرت دورها المعهود عربياً وافريقياً وعالمياً وبرزت دول الخليج الصغيرة لتملأ الفراغ.

 

السادات وقّع على أنّه حتى إذا نشبت حرب بين سوريا وإسرائيل فإنّ مصر لن تتدخل وستقف على الحياد. كان هذا أول وأخطر إسفين تدقه إسرائيل في جسد العروبة وفي الاستراتيجية القومية العربية التي كانت الشغل الشاغل والهمّ الأساس للرئيس حافظ الأسد.

 

وفي مفاوضات السلام في التسعينيات أصرّت سوريا أن يتم تمثيل الدول العربية بوفد عربي واحد لأنّ قضيتنا الأساس هي فلسطين والأراضي العربية المحتلة وبعد مئات الساعات من الحوارات الصعبة وعشرات الاجتماعات طعن اتفاق أوسلو عملية السلام القائمة في واشنطن آنذاك في الظهر وأرسل كلّ الصمود العربي والإلحاح على وحدة الموقف العربي أدراج الرياح، ومرّة أخرى أصيب التنسيق العربي بتصدّع لا يمكن رأبه واختلّ التوازن في السياسة مرّة أخرى لصالح العدوّ الصهيوني.

 

وفي كلتا الحالتين لم يكن سبب تراجع الموقف العربي قوة جيش الاحتلال ولا انهزام الجيوش العربية في الحروب، لكنّ السبب كان تواطؤ بعض حكام العرب مع الأعداء على حساب أشقائهم وقضاياهم ومصالح شعوبهم من دون أن نعلم ما هو المكسب الذي حققّه السادات أو عرفات أو غيرهما من هذه الخدمة المجانية الهائلة التي قُدّمت لعدوّ الأمة العربية الذي يحتلّ أرضنا ويلحق الإذلال بشعبنا العربي في أقطاره المختلفة منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا.

 

واليوم وبعد زيارة الجنرال السعودي أنور عشقي إلى الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والجولان، على أثر زيارات وتواصلات مختلفة سرّية بين السعودية والكيان، اليوم بعد هذه الزيارة كثُرت النقاشات والآراء والتفسيرات والدفاعات من قبل البعض عن مثل هذه الخطوة.

 

لكنّ القراءة الاستراتيجية والمستنيرة لهذه الخطوة العلنية لابُدّ أن تراها في إطار استراتيجية عدو العرب الأول وحلفائه الغربيين في تفكيك المواقف العربية والبناء على كامب ديفيد وأوسلو وإخراج بلد عربي آخر غنيّ بثرواته ومكانته الدينية لدى مسلمي العالم، من حلبة الصراع العربي- الاسرائيلي وإنهاء هذا الصراع وابتلاع فلسطين كلها واستعباد شعبها بدعم من حكام الدول العربية.

 

ولابُدّ  من قراءة هذه الخطوة أيضاً كنتيجة مباشرة لما سمّوه "الربيع العربي" الذي هدف فيما هدف إلى تفتيت هذه الأمّة وتوجيه ضربة قاصمة للعروبة والشعور القومي والاستراتيجيات القومية من خلال إثارة فتن طائفية ومذهبية واستعمال فتيل حروب إرهابية قطرية وإقليمية ضمنت لإسرائيل حريّة الفتك المتسارع بأرض فلسطين، وشعب فلسطين بل ونقلتها لتبدو لاعباً إقليمياً بعد طمس حقوق العرب وحق العودة وعدم الحديث عنه حتى في القمم العربية التي غدت هزيلة ومنفصلة تماماً عن نبض الشعب العربي وقاصرة جداً عن الارتقاء إلى أدنى درجات طموحات هذا الشعب وآماله.

 

لا بل، إن تجرؤ السعودية بنقل علاقاتها مع إسرائيل من السرّ إلى العلن هو بحدّ ذاته نتاج"ربيع عربي" نجح في تفكيك اللحمة العربية للمرة الأولى منذ عهد الرسول (ص)وشتت اهتمامات العرب وأذهانهم  بحيث يتجرأ بعضهم على أن يتخذ مواقف شديدة الضرر بمصلحة الأمة  من دون أن يرفّ له جفن.

 

واليوم وبعيداً عن الأخذ والردّ، لابدّ من الاعتراف بأن معظم نقاط وهن العرب ناجمة عن تواطؤ بعض حكامهم ضد قضايا العرب الأساسية وأنّ الحروب التي تُشّن ضدّ سوريا سببها صلابة سوريا في وجه الأعداء وفي وجه محاولة تصفية حقوق العرب في فلسطين والجولان وكافة الأراضي العربية المحتلة. اليوم كما الأمس،أصبح الفرز ضرورة للاستمرار والنجاح،ولابدّ من تسمية الاشياء بأسمائها الواضحة لإعادة الاعتبار إلى الاستراتيجية القومية التي هي الخلاص الوحيد لهذه الأمة.

 

ولا بد من التأكيد دوماً على أن "من تحالف مع عدونا ليس منا" وأنّ من "حللّ دمنا ليس عربياً" حتى ولو نطق بالعربية، فكثير من أعدائنا الأجانب يحسن النطق بالعربية وأفضل بكثير من الطغاة العرب الذين استرخصوا الكرامة العربية .لابُدّ من أن نكون شديدي الوضوح ضدّ التواطؤ والعمالة مهما ألبسوها من لبوس وأن نكون دائماً وبأعلى صوت مع المقاومة واستعادة الحقوق وانتصار العروبة.

--------------------انتهت.

المصدر: الميادين نت

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1437هـ  /  2002-2016م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster