|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
مقالات اليهود وكذبة السامية :50- اليهود غير الذين هادوا من بني إسرائيل ..!
لذلك علينا التمييز بين اليهودية المتأثرة بالزرادتشية الإخمينية التي
أطلقها عزرا بشكل رسالة موجهة بالأرامية إلى أرتحشستا ملك الفرس
الواردة في (سفر عزرا-4-12)، وبين الذين هادوا ممن إختصهم رب العزة
بالعديد من الآيات الكريمات في القرآن الكريم. فالذين هادوا هم القليل
الأفضل في بني إسرائيل من الذين خرجوا من أرض مصر، وآمنوا بالرسالة
التي انزلت على سيدنا موسى عليه السلام بعكس الأكثرية التي لم تؤمن
بهذه الرسالة، لذلك بحثت عن عبادة أصنام الشعوب التي حلت بينها.
ونستطيع القول أن إيمان هذا القليل الأفضل في بني إسرائيل كان متردد
ومتأرجح بين عبادة رب العالمين أو إتباع الأكثرية الغير مؤمنة. لذلك
خاطب القرآن الكريم الذين هادوا من بني إسرائيل بإسلوب
الخطاب التوجيهي أمراً ونهياً. كقول رب العزة في الآية-46 من سورة
النساء:"
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير
مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا
واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون
إلا قليلا". وهذا ما بينته الآية-138 من سورة الأعراف التي نصت على
الآتي:" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى
قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ
لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ". وكذلك هذا ما أكدت عليه الآية-41 من سورة المائدة التي
نصت على الآتي:" ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من
الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون
للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون
إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك
له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا
خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم". فجميع هذه الآيات الكريمات تبيِّن أن
إيمان الذين هادوا من قليل بني إسرائيل من الذين آمنوا، كان ضعيفاَ
ومتردداً بين قبول ورفض، ولم يكن بقناعة وحسم وعودة حقيقية إلى الله
للإستفادة من مغفرته. لذلك خاطبت الآيات القرآنية الذين هادوا من بني
إسرائيل بخطاب
توجيهي أمراً ونهياً،
وهذا ما اكدت عليه الآية-44 من سورة المائدة التي نصت على الآتي:" إنا
أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين
هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه
شهداء فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". لنفهم من ذلك أن الذين هادوا
عاشوا بمراحل مترددة بين إيمان وعصيان، ومن ثم رجعة إلى الله وتوبة،
فسموا بذلك هودا أي التائبين. والتهويد تعني المشي الرُّويد والبطيء
مثل الدَّبيب، لتصف واقع القليل المؤمن من بني إسرائيل والمتردد في
إيمانه. وقد رجح معظم اللغويين والمفسرين تسمية هود تعود إلى التوبة
والرجوع إِلى الحق، فهو هائدٌ، وقومٌ هُودٌ. وفي التنزيل العزيز:
إِنَّا هُدْنا إِليك، أَي تُبْنا إِليك. إذن التَّهَوُّدُ تعني التوبةُ
والعمل الصالح وإن كانت بشكل متردد. ولم تعني بأي حال من الأحوال سارقي
نسب بني إسرائيل من معتنقي معتقد اليهودية المتأثر بالإخمينية
الزرادتشية، والذي ظهر على يد عزرا في حواري بابل بعد ما يقرب من ثمان
قرون من وفاة سيدنا موسى عليه السلام. ولن تعني بالتأكيد العابرين بين
مسرورقات الشعوب والحضارات القديمة من العبرانيين. كما لا تعني شذاذ
الآفاق مِن مَن إعتنقوا اليهودية بمراحل عديدة تلت مرحلة عزرا وكهنة
بابل. فهؤلاء جميعهم قد حسم رب العزة أمرهم باللعنة والغضب والذم
والتنديد بهم وبكفرهم... لذلك أَعتقِدْ أن الكثير من علماء الدين قد
وقعوا في إرباك بين فهمهم للذين هادوا وهم قليل بني إسرائيل التائب
والمتردد في توبته، وبين اليهود أتباع معتقد عزرا الإخميني الزرادتشي
من مدعي نسب بني إسرائيل. فخضعوا لمعنى المدح من التهود إن أحسن أصحابه
التوبة والعودة إلى الله، ولم يدركوا أن هذا المدح لا يخص اليهود الذين
حسم أمرهم باللعنة والغضب والتنديد والكفر، والعلم عند الله...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1436هـ / 2002-2015م