|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
والواضح أن من ضمن جميع الوثائق
المكتشفة في جميع مواقع البحث في فلسطين وحولها، لم يظهر فيها
نصاً واحداً يؤكد صحة ما ذُكر من أحداث في روايات (التوراة)،
وخصوصا تلك الروايات الساقطة التي تحدثت عن حملة يوشع بن نون
المفترض وعشائر (أسباط التوراة) العسكرية على فلسطين. الأمر
الذي يسقط كلياً إدعاء أن تكون عشيرة يهوذا المفترض قد وصلت
إلى فلسطين، أو أن يكون (أسباط التوراة) قد أقاموا ممالك في
فلسطين. وعلى ذلك يمكن البناء في رفض المزاعم القائلة بأن
الأشوريون هم من دمر مملكة الشمال المفترضة والتي لم تكن
موجودة إلا في خيال الكهنة، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى مملكة
الجنوب المفترضة التي تم الإدعاء بأن الكلدانيون هم من دمرها.
وهذا يقودنا إلى رفض مقولة ان يكون قد حدث السبيّ اليهودي من
فلسطين في كلا الحالتين الأشورية والكلدانية (وهذا ما سوف
نثبته بالوثائق لاحقا). فكل ذلك يؤكد أن كتاب (التوراة) لا
يمكن أن يكون مصدرا تاريخيا لتوثيق أحداث التاريخ وخصوصا تاريخ
فلسطين، كما لا يمكن أن يكون مصدرا دينا لفهم الآيات القرآنية
التي ذكرت بني إسرائيل، أو ذكرت أنبياء الله والمرسلين
والأسباط، أو إخوة يوسف كما يفعل بعض علماء السوء الذين ينهلون
من هذا الكتاب الساقط في كل المقاييس... لذلك ممكن القول
ومن مجمل ما تم إثباته حتى الآن،
بأن قصص (التوراة) شيء والتاريخ الحقيقي أو الديني شيء آخر.
وهذا هو حال المملكتان المزعومتان يهوذا والسامرة اللتان لم
يأتيا ذكرهما إلا في كتاب (التوراة). والحقيقة البادية للعيان
من خلال ما كتبه كهنة (التوراة) عن خط سير العشيرة المفترضة
إلى فلسطين، تبيّن بشكل واضح بأن الكهنة لم يراعوا الواقع
الجيوسياسي المؤرخ لفلسطين وما حولها آنذاك. إذ تأكد
الإكتشافات الأثرية أن فلسطين في أواسط القرن الثالث عشر وهيّ
الفترة المفترضة لدخول عشائر (التوراة)، كانت خاضعه بشكل مباشر
للحكم المصري. ولم تثبت الوثائق المكتشفة مجرد إقتحام واحد
قامت به جيوش يوشع بن نون التائه في صحراء سيناء، لتبنى بعده
مملكة للعشيرة في فلسطين. وهذا ما أكد عليه المؤرخ الدكتور
فراس السواح في كتابه (آرام دمشق وإسرائيل- ص-103)، حيث كتب
الآتي:" من ناحية النقد التاريخي والأركيولوجي، فإن علم الآثار
لم يتوفر لديه سبب واحد يدفعه إلى القول بأن القرن الثالث عشر
قبل الميلاد، قد شهد تشكل شعب جديد في فلسطين، لا سيما وأن
العناصر الإثنية الجديدة المفترضة لم تترك مخلفات مادية ذات
طابع ثقافي متميز عن طابع الجماعة السابقة التي حلت بين
ظهرانيها أو حلت محلها". معتبراً أن كل ما بينته الإكتشافات
الأثرية لا يشير إلا إلى وجود ثقافة كنعانية تطورت بشكل ذاتي
وطبيعي. وقد حاول بعض علماء الآثار من التلاعب بنصوص بعض
الوثائق الأثرية المكتشفة، وخصوصاً في نقش مرنبتاح (1224-
1214ق.م.)، لإدعاء وجود (توراتي) في فلسطين يثبت قيام
المملكتين في هذه المرحلة، وقد أشار إلى ذلك أستاذ اللغات
القديمة الدكتور محمد بهجت قبيسي الذي أجرى دراسة على نقش
مرنبتاح المنحوت على صخرة سوداء ضمن المعبد الجنائزي الذي
أقامه هذا الملك إلى الجنوب من معبد رمسيس الثاني في مدينة
الأقصر بمصر. ويتكون هذا النقش من ثمانية وعشرين سطراً، تحدث
فيها مرنبتاح عن إنتصاراته وإنجازاته ضد الليبيين، ثم تحدث عن
إنتصاراته ضد بعض ملوك مدن فلسطين، لكن هذا النقش لم يذكر من
قريب او بعيد تلك الممالك اليهودية المفترضة (مرفق صورة النقش)
!...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1436هـ / 2002-2015م