|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
وفي الحقيقة أن كثير من علماء الآثار العرب كانوا قبل ذلك قد
رفضوا الرواية (التوراتية) إستناداً إلى معطيات المكتشفات
الأثرية. وهذا ما أكد عليه الدكتور والمؤرخ سهيل زكار في
دراسته القدس بين حقائق التاريخ وزيف
الإسرائيليات، حيث كتب الآتي:" دللت نتائج
الحفريات الأثرية على عدم دخول هجرة بشرية مدمرة أو غير مدمرة
إلى أرض كنعان منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، لذلك مال
الكتاب الغربيون والصهاينة والذين يدورون بفلكهم إلى القول
بأنه لم يكن هناك هجرة، بل تسرب سلمي، دون تحديد لمصدر هذا
التسرب، لا بل عدم إتفاق على هوية المتسربين وتعدادهم. فقد
برهنت المكتشفات الأثرية على أن أريحا لم يلحقها التدمير نتيجة
هجوم أو غير ذلك، ومثل هذا بقية مدن فلسطين التي كانت موجودة
آنذاك". وهذا ما أكد عليه أيضاً الدكتور معاوية إبراهيم في
(الموسوعة الفلسطينية- المجلد الثاني- الدراسات
التاريخية-ص-120) حيث ذكر التالي:" إن روايات التوراة غير
مدعومة إطلاقاً بمصادر الممالك المعادية أو غير المعادية، كما
لا تعطي المخلفات الأثرية في جميع مواقع العصر الحديدي أية
براهين على صحة هذه الروايات، رغم كثرة المواقع التي تم
التنقيب فيها". كما أكد على ذلك الدكتور فراس السواح في كتابه
(الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم- دار
المنارة-1989-ص-206)، حيث كتب الآتي:" أما من الناحية
التاريخية، فلا يمكن التثبت من قيام المملكة الموحدة، بسبب عدم
تقاطع الأخبار التوراتية هنا مع أي نص تاريخي قديم...
أما عن توسع المملكة الموحدة وتكوينها لإمبراطورية مترامية
الأرجاء فليس إلا حبكة ملحمية صرفة، لا تتقاطع مع أية معلومة
تاريخية أكيدة". وكل ذلك دفع بالكثير من الباحثين على التأكيد
بأن (مملكة داود وسليمان) المزعومة في فلسطين، لم تكن سوى حلم
إسقاطي وأماني لكهنة (التوراة) لأنها لم تَحْدُث على أرض
الواقع، وقد فضحت كل الوثائق التاريخية المكتشفة هذا الإدعاء.
وأثبتت أن هذه الأرض لم تتكلم بيوماً من الأيام إلا اللغة
العربية كما هو حال أصحابها. لذلك يمكن القول أن المؤرخين
والمفسرين وعلماء الدين الذين إتخذوا من (التوراة) مصدرا
تاريخياً، ضلوا وأضلوا الغير في أبحاثهم العلمية أو الدينية،
لأنهم إستندوا على حكايات صبيانية ساقطة. وكرروا كالببغاوات
روايات إسقاطية من دون أن يستندوا فيها إلى الحقائق القرآنية
أو التاريخية أو العلمية، التي أكدتها مستندات ووثائق وآثار
وحفريات كانت كلها تتحدث بلغة واحدة هيّ لغة القرأن الكريم وإن
إختلفت لكناتها. لكن قبل الدخول في دحض كل إدعاءات كهنة
(التوراة) في إقامة المملكتين، أو في دحض حدوث السبيّ من كلا
المملكتين المفترضتين، دعنا نتعرف على حقيقة يهوذا الذي من
إسمه بحسب إعتقاد الكثير من الباحثين أطلقت تسمية (مملكة
يهوذا) إحدى الممالك المفترضة في فلسطين. كما أن من إسمه إتخذ
اليهود تسميتهم، بعد أن إستهوى الكاهن البابلي عزرا الجمع بين
إسم (يهوذا) والتسمية الإدارية (يهوديت) التي أطلقها المحتل
الفارسي على المنطقة التي فرض فيها معتقد عزرا (التوراتي)
المتأثر بمعتقد الاخمينيين، لما في ذلك من تشابه بين إسم يهوذا
(يهودا في بعض لهجات المنطقة) وتسمية يهوديت، الأمر الذي سهل
على الكهنة إطلاق تسمية اليهودية على معتقدهم الإسقاطي، للعبور
من هذا الإسم الخاص بالمقاطعة إلى العشيرة المفترضة التي ضمت
يهوذا المفترض إبن (يعقوب) المتحول إلى إسرائيل. للقول أن
معتنقي اليهودية من منطقة يهوديت الإدارية هم ذاتهم أحفاد
(يهوذا إبن إسرائيل) المفترض وجد (داود وسليمان) أصحاب الممالك
المفترضة في فلسطين، وبذلك صنع كتبة (التوراة) رابطة صلة
كهنوتية بين أتباع المذهب الجديد (اليهودية) الذي فرض على
منطقة يهوديت، وأبناء عشيرة يهوذا المفترض أصحاب المملكة
المفترضة في فلسطين (سنثبت كل ذلك في المقالات التالية من هذه
السلسلة)، وبذلك حمل كتبة (التوراة) المذهب الجديد (اليهودية)
إرث بني إسرائيل وإرث أنبياء الهداية، كما حملوه إرث الممالك
المفترضة في فلسطين... --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1436هـ / 2002-2015م