|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
وهكذا من ضمن نصف مليون قطعة أثرية تم إكتشافها في قبور
أجدادنا. لم يتم العثور على مكتشفة واحدة تُصدق السردية
(التوراتية)، بل كانت جميعها تكذب كل ما ورد في كتاب
(التوراة)، وتتحدث عن حضارات قديمة تكاملت مع بعضها بعضاً،
وتناغمت داخل نسيج الأمة الواحدة وإن أطلق المؤرخون الجدد
عليها تسميات مختلفة بحسب المكان، أو الزمان الذي شغلته
قبائلها، لكن جميع هذه التسميات دلت على مجموعات وقبائل عريقة
ذات أصول عربية واحدة، وخرجت جميعها من شبه الجزيرة العربية،
وإن كان خروجها قد حصل على فترات زمنية مختلفة ومتابعدة. كما
كانت جميع هذه المكتشفات تتحدث بنفس اللغة الواحدة، وهيّ اللغة
العربية التي تميزت بها هذه المنطقة عن غيرها من لغات العالم
الأخرى، لأنها هيّ اللغة الوحيدة التي جمعت بين الدال والمدلول
من بين كل لغات العالم، وإن كانت بلكنات مختلفة فرضها الصراع
الحضاري لهذه الأمة الواحدة مع الظروف البيئية المختلفة في
المنطقة الواحدة المتسعة الأبعاد، وفي الأزمنة التي إختلفت
فيها أسباب الصراعات وعناوينها. وهذا ما جعل من المفردات
التوراتية المسروقة من لهجات المنطقة ذات المصدر اللغوي
الواحد، من أن تنكشف وتتعرى أمام اللغة العربية، وتتصدع
مفرداتها بعد كل ما تم أكتشافه في بابل وأريحا والقدس ومجدو
ومُؤاب وأوغاريت وماري وتل العمارنة، وغيرها من المواقع التي
شملتها معاول المنقبين واللاهوتيين الذين بحثوا دون كلل عن
مكتشفة واحدة تؤكد، أو توافق ما ورد في تلك السردية التي دونها
الكهنة في كتاب (التوراة). الأمر الذي دفع ببعض علماء الآثار
ومنهم اليهود إلى تشكيل تيارا رافضاً للروايات (التوراتية)،
وداحضاً الجانب التاريخي والجغرافي الوارد فيها. فمثلا وليس
على سبيل الحصر، أصدر الباحث زئيف هيرتسوغ أستاذ قسم آثار
وحضارة الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب بحثا بعنوان (الحقائق
الأثرية تدحض الإدعاءات التوراتية حول تاريخ "شعب إسرائيل"-
نشر ملخصه في صحيفة هآرتس يوم 29\10\1999)، ورد فيه الآتي:" إن
هناك صعوبة تواجه الإسرائيليين في هضم الحقائق التي دلت عليها
المكتشفات الأثرية، التي تثبت أن كتاب التوراة بكل حكاياته
وأساطيره تتناقض تناقضاً علمياً مع الحقائق التي إكتشفها علماء
الآثار الإسرائيليون، وأنه من المعتقد أن سكان العالم كله،
والإسرائيليون خاصة سيذهلون بسماع الحقائق التي باتت معروفة
لعلماء الآثار في الحفريات "داخل إسرائيل" منذ عقدين من
الزمان. وسوف تحدث انقلاباً حقيقياً في نظرة هؤلاء إلى التوراة
بإعتبارها مصدراً تاريخياً موثوقاً به". وطبيعي أن يكون هذا
الرفض من قبل هذه المجموعة من علماء الآثار اليهود قد شمل
إدعاء إقامة مملكة (داود) الواردة ذكرها في (سفر صموئيل
الثاني-الإصحاح-8-1-8)، والذي ذكر الآتي: وبعد ذلك ضرب داود
الفلسطينيين وذللهم، وأخذ داود زمام القصبة من يد الفلسطينيين.
وضرب الموابيين ... وصار الموابيون عبيدا لداود يقدمون هدايا.
وضرب داود هدد عزر بن رحوب ملك صوبة، حين ذهب ليرد سلطته عند
نهر الفرات. فأخذ داود منه الفا وسبع مائة فارس وعشرين الف
راجل... فجاء ارام دمشق لنجدة هدد عزر ملك صوبة فضرب داود من
ارام اثنين وعشرين الف رجل. وجعل داود محافظين في ارام دمشق
وصار الاراميون لداود عبيدا يقدمون هدايا...". كما شمل هذا
الرفض الإدعاء الوارد في (سفر الملوك-4-21) الذي ذكر الآتي:"
وكان سليمان متسلطاً على جميع الممالك من النهر الفرات إلى
أرضِ فلسطين وإلى تخوم مصر...". وحول إدعاء هذا السفر بأن
(داود) عين له محافظين في آرام دمشق. أكد الدكتور توماس طومسون
في كتابه (التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي- ترجمة صالح علي
سوداح-بيسان-بيروت1995-ص-188)، أن هذا الإدعاء يخص الفرعون
المصري تحتمس الثالث وليس له علاقة (بداود)، لذلك ذكر الآتي:"
أن تحتمس الثالث عندما ضمَّ فلسطين وسوريا إلى إمبراطوريته عام
1482 ق.م. أقام عدداً من المراكز العسكرية والإدارية، وأن هذا
النظام حقق قدراً كبيراً من الاستقرار في فلسطين، لا سيما في
السهل الساحلي الجنوبي والأراضي الفلسطينية ذات الأهمية
الإستراتيجية والاقتصادية بالنسبة للمصريين". الأمر الذي يؤكد
حقيقة هذا التاريخ وتلك الجغرافيا التي سلبها كتبة (التوراة)
ليدعوا بأنها تخص عشيرتهم اليهودية المنوي إطلاقها من شذاذا
الآفاق.. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1436هـ / 2002-2015م