|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
بدون تعليق
من يقف خلف مجلة الشيطان...!
:
وسط هذه الهجمة الشيطانية التي يشنها محفل الشيطان واعوانه من حكام على
رسول الإنسانية محمد بن عبد الله علية الصلاة والسلام. لا يسعني إلا أن
اردد مع كل المسلمين في كل بقاع الأرض:
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة. وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. الحمد لله
الذي إصطفى هذه الأمة بميراث النبوة والقرآن الكريم. الحمد لله الذي
قال في كتابه العزيز:" فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا
بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً
عظيماً، وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال
والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها
وإجعل لنا من لدنك ولياً وإجعل لنا من لدنك نصيراً، الذين آمنوا
يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا
أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً "(سورة النساء). وأعتقد أن
همجية الحواري التي عبرت عنها المجلة الفرنسية الاسبوعية (تشارلي
إبدو)، تعود الى حقيقة الثقافة الفرنسية التي هجنت بالغوايات الشيطانية
الواردة في كتاب (التوراة)، والتي عرفت مع نهاية القرن التاسع عشر
بالدريفوسية. كما أعتقد أن الربط بين العميل درايفوس الذي من اسمه
اشتقت الدرايفوسية، وما انتجته قضيته من حالة ثقافية لا تعبر عن ضمير
الأمة، وبين معظم حكام العالم الذين تضامنوا مع قتلى محفل الشيطان، من
الذين تقدموا صفوف المتضامنين مع الحكام العرب الذين شكلوا حاضنة
للإرهاب والإبادات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. وخصوصا ذاك الناعق
زورا بإسم الشعب الفلسطيني الذي لم يتزعم لو مظاهرة واحدة تضامنا مع
الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المنكوبين في غزة. تجعلنا ندرك
الأهداف الخفية لهذه المسيرة التي جند لها محفل الشيطان كل اتباعه.
ولمعرفة هذه الأهداف الخفية علينا العودة إلى مؤتمر فرساي الذي عقد في
فرنسا عام 1919. حيث حدد هذا المؤتمر معالم وفلسفة وثقافة الشرعية
الدولية. ويدل إختيار فرنسا لعقد هذا المؤتمر العالمي للسلام.
على تلك المكانة التي إحتلتها فرنسا كدولة مركزية في تحديد فلسفة
وثقافة الشرعية الدولية المزمع تعميمها، أو فرضها على البشرية من قبل
الدول المنتصرة في الحرب العالمية الاولى. ولعل ما حدث في فرنسا من
أحداث متعاقبة منذ الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى،
والتي إبتدأت بطرح شعاراتها المعروفة (حرية آخاء مساواة)، وإنتهت بتلك
الثقافة التي نجمت عن الإختلاف على قضية دريفوس. حيث قسمت هذه القضية
المجتمع الفرنسي إلى معسكرين متناقضين، هما معسكر الدريفوسيين من
مناهضي الدين والثقافة التي تفرضها الكنيسة. وبين معسكر اللادريفوسيين
من رافضي هيمنة الهمجية (التوراتية) على مجمل المناحي الفرنسية، بعد أن
هيمنت على ثقافات الشعوب الاوروبية. هذه القضية التي أحدثت تحولا
محورياً ليس فقط في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية الفرنسية،
بل في الحياة الأوروبية والتي أختيرت كفلسفة للشرعية الدولية، ونموذجاً
مجربا في فرنسا يمكن تطبيقه على جميع دول العالم المشاركة في هذه
الشرعية التي تبنت تنفيذ وعد بلفور... وتعود جذور قضية درايفوس إلى
الحرب الفرنسية الألمانية، التي كانت فيها الإستخبارات الفرنسية تجند
يهود الألزاس واللورين الذين يعرفون الألمانية للتجسس
لحساب فرنسا. كما كانت كذلك
ألمانيا تجند يهود فرنسا للتجسس لحساب ألمانيا. وهكذا جندت المخابرات
الألمانية ضابط المدفعية
الفرنسي اليهودي ألفريد دريفوس ليعمل جاسوسا لحسابها. وحين إنفضح أمره
بعد قيامه بسرقة وثائق
سرية عسكرية بمساعدة الماسونيين الفرنسيين، وتسليمه هذه الوثائق إلى
الملحق العسكري الألماني في باريس. وجهت إليه المحكمة العسكرية تهمة
الخيانة العظمى، وحكم عليه بالسجن والطرد من الجيش عام 1894، وأرسل إلى
جزيرة الشيطان (ديفلز أيلاند) في غيانا التي كانت حينها مستعمرة
فرنسية، ليقضي حكماً بالأشغال الشاقة فيها. حيث رحبت الصحافة الفرنسية
حينها بالحكم الصادر بحق الخائن درايفوس. لكن بضغط من الصهيونية وخصوصا
من ثيودر هرتزل، والذي قيل حينها أن واقعة دريفوس
تركت أثراً عميقاً في نفسه،
لدرجة أنه أكتشف عبث محاولة إندماح اليهود مع المجتمعات الاوروبية!
وهذا ما شجعه للإتصال بالسلطان العثماني عبد الحميد وعرض عليه
الإغراءات المالية لإغتصاب فلسطين، ومعلوم لدينا جميعا كيف كان رد
السلطان عبد الحميد على كل عروض هرتزل... وقد عملت الصهيونية بعد عقد
مؤتمرها الأول عام 1897 بالضغط على المحافل الماسونية الفرنسية لتتحرك
وتعيد طرح محاكمة درايفوس عام 1899 على الإعلام الفرنسي وخصوصا من قبل
المثقفين الذين هم نشطين في محافلها الماسونية. بهدف تبرأة دريفوس
وإثبات ان القرار الذي أتخذ ضده يندرج تحت مقولة (معاداة للسامية). ومن
ثم إستغلال ذلك لترويج لحالة الظلم (المصطنع) التي تلحق باليهود
الفرنسيين. وكان كل ذلك لدفع اليهود الفرنسيين للهجرة الى فلسطين
لتشكيل الجسم البشري الذي سيقيم الكيان الصهيوني. والملاحظ أن هذه
المحاولة التي حصلت مع نهاية القرن التاسع عشر، شبيهة بمحاولة نتنياهو
اليوم من استغلال فعلة مجلة الشيطان(تشارلي
إبدو) وردود الفعل عليها، لإستعاب مغتصبين جدد من اليهود الفرنسيين في
المغتصبات التي تأكل اراضي القدس والضفة، كمقدمة لإعلان دولة
(التوراة)، والتي تم الموافقة عليها ضمنيا من شريك نتنياهو في مسيرة
التضامن محمود عباس. وهذا ما اشارت اليه اليوم القناة الثانية في
التلفزيون الصهيوني، حين ذكرت
إن وزير الإسكان الصهيوني أوري أريئيل، بعث برسالة إلى مجلس المغتصبات
أكد خلالها أن حكومته:" تستعد لاستقبال عدد كبير من المهاجرين اليهود
الفرنسيين، وأنه ينبغي التأهب لعملية إسكان جماعي لهم والعمل على توسيع
المستوطنات". مضيفا في رسالته:" أن يهود فرنسا يشعرون بالتعاطف مع
المشروع الاستيطاني"... لكن ما حدث في قضية درايفوس أن المحكمة
العسكرية أعادت إدانته بالتهم الموجهة إليه وبالقرائن الدامغة. وهذا ما
دفع بالرئيس الفرنسي إميل لوبيه حينها إلى استصدار قرار بالعفو الخاص
عن دريفوس بعد ستة أيام من قرار المحكمة!.. والحقيقة ان الروائي
الفرنسي الكبير إميل زولا قاد حملة وصفها
جورج كليمنصو الذي كان في حينها
زعيم اليسار الراديكالي، قبل أن يشغل لاحقاً منصب
رئاسة الحكومة ويقود مؤتمر
السلام المنعقد في فرساي، بأنها (تعبئة عامة للمثقفين). ففي عام 1898
اصدر زولا ومجموعته بيان نشر في جريدة الفجر، بعنوان : إني أتهم. يطالب
فيه بمراجعة الحكم ضد دريفوس. ووقع البيان بإسم جماعة المثقفين (les
intellectuels).
وأعتبرت هذه اللحظة هيّ لحظة ولادة مفهوم المثقف (المهجن بهمجية
التوراة) في التاريخ الفكري والثقافي الأوروبي. ومن ذلك الوقت أطلق على
المثقفين المهجنين بثقافة وفلسفة الشرعية الدولية، والذين يمثلون روح
المشروع (التوراتي) وليس ضمير شعوبهم بالدريفوسيين، من هذا المنطلق
نستطيع أن ندرك حقيقة الحكام الذين تضامنوا مع قتلى محفل الشيطان،
وحقيقة مثقفي الحكام الذين ينتظرون ما يطرحه المثقف الغربي المهجن ليتم
تعريبه وتبني مضامنيه، وهذا ما يجعلنا ندرك حقيقة الحملة العربية
المشبوهة التي تضامنت مع قتلى صحيفة الشيطان، وصمتت عن المجاز التي
ترتكب في كل العالم العربي. وهكذا كما استغلت قضية دريفوس في فرض
الثقافة المقبولة عالميا، والترويج للهجرة اليهودية إلى فلسطين لبناء
الكيان الصهيوني. كذلك استغلت حادثة نتاج هذه الثقافة التي عبرت عنها
مجلة(تشارلي
إبدو) في الإساءة لرسول الإنسانية، لهجرة اليهود قبل إعلان دولة
(التوراة) في فلسطين، الأمر الذي يوضح حقيقة الهدف والخلفية التي تقف
خلف مجلة الشيطان التي أشهرت الحرب بإسم الدريفوسيين على الإسلام...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1436هـ / 2002-2015م