اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 إخفاق القلب المحتقن
 

إخفاق القلب المحتقن

 

نا: إنه مرض يوحي بصورة التقدم في السن، والعجز والموت. وكثيرا ما يسرق لحظة العيش الهانئ ممن يتعرضون له. وقد أطلق عليه طوال سنوات لقب الاستسقاء، وكان يعالج بنبات القمعية الأرجوانية، ليعرف اليوم بإخفاق القلب المحتقن، التي تثقل كاهل الرجال والنساء من مختلف الأعمار، كما يحمل نظام العناية الطبية هما موازيا.

أهلا بكم في حلقة اليوم من تقريرنا الطبي، معكم نانسي دوير، أحمل لكم كالمعتاد أحدث أنباء العناية الطبية على لسان أبرز خبراء الصحة في المستشفيات ومراكز الأبحاث الأمريكية .

سنتحدث في حلقة اليوم عن إخفاق القلب المحتقن، وهو مرض سيصيب نصف مليون مواطن هذا العام. ضيفنا في هذه الحلقة هو الدكتور مارك سيلفر، بروفيسور الطب ومدير قسم الأزمات القلبية في المركز الطبي لجامعة لويولا في إلينويز.

أرجو أن تبقوا معنا لنتحدث بالتفصيل عن إخفاق  القلب المحتقن.

=-=-=-=-=-

نا: كثيرا ما يساء فهم مرض إخفاق القلب المحتقن. كثيرا ما يربطه البعض بالأزمات القلبية الحادة، والحقيقة أنه لا يجسد مشكلة إخفاق القلب في الخفقان، بل بأن تكون دقاته منتظمة.

يضخ القلب دما غنيا بالأوكسجين إلى أنحاء الجسم. أما القلب الضعيف فيخفق بضخ ما يكفي من دم إلى العضلات وأعضاء الجسم. هناك أربعة ملايين ونصف المليون أمريكي يعانون اليوم من إخفاقات في القلب، لا يمكن التخلص من هذا المرض نهائيا، فعلى المريض أن يتعلم التعايش معه.

فيليس: مارست لعبة الغولف، وما زالت أمارسها. لا أشعر بالارتياح أحيانا، ولكني أستمر باللعب. كنت أعتاد المشي ولكني في النهاية كنت أستعين بالعربة على الدوام.

رتشارد: لم أستطع المشي أكثر من ثلاثين قدم، ثم أجبر على الراحة كي أستطيع العودة. لم أستطع التنفس، كنت أكافح جديا لالتقاط أنفاسي حتى أوشك على الانهيار.

نا: كلما طال عمر الشخص، كلما زاد احتمال تعرضه لأزمات القلب. عشرة بالمائة ممن يتخطون الخامسة والسبعين يعانون من المرض. علما أن إخفاق القلب لا يصيب الكبار في السن وحدهم، بل يصيب مجموعة من الشبان والنساء الحوامل أو حديثي الإنجاب. مرضى الإيدز معرضون أيضا لهذه الإصابة. ينجم إخفاق القلب عن مجموعة واسعة النطاق من المشاكل، فارتفاع الضغط أو التوتر المستمر، من الأسباب الرئيسية. عدم معالجة التوتر المزمن طوال سنوات، يمكن أن يعرض متوسطي العمر لإخفاق القلب. وهو أحد أهم أسباب المرض لدى من يتخطون الخامسة والستين. يسبب إدمان الكحول والمخدرات إخفاق القلب أيضا، رغم احتمالات تؤكد أن استهلاك الكحول المعتدل قد يفيد مشاكل تصلب الشرايين، فهو من التوكسين. إلا أن الإدمان عليه يدمر عضلات القلب. هناك عناصر أخرى مكن أن تسبب إخفاق القلب، منها تصلب الشرايين، أو أمراض الأوردة، وتضخم عضلات القلب، الناجمة أحيانا عن فيروس بسيط، يصدر من الزكام، وضيق أو تسرب صمام القلب. تراكم الحديد الناجم عن نقل الدم، أو الحمل، أو الإيدز والأزمات القلبية.

مارك: ما لا يعرفه الناس هو أنهم بعد التعرض لأزمة قلبية أو ذبحة صدرية أو غيرها، ينجون من الموت، ولكن بعضلات قلب متعبة.

نا: يحصل بعض المرضى على تشخيص يؤكد عدم وضوح أسباب إخفاق القلب تماما في المعاينة الطبية.

أحيانا ما يحصل إخفاق القلب رغم تنبه المريض لحميته، وتمارينه الرياضية وتخليه عن الكحول والتبغ.

يمكن لإخفاق القلب أن يكون مأساويا، تماما كما يحصل في أزمات القلب، كما أن المراحل الأولى من إخفاق القلب، قد لا تشهد أي أعراض أو علامات.

فيلي: أردت تجاهل الأمر، ولكني أصبت بنوع من الدوار، فاعتقدنا أنها مشكلة في الجهاز الهضمي، حتى تبين لاحقا أنه قلبي فعلا.

باتريك: كنت على ما يرام وفجأة بدأ سعال، لم أعره أي اهتمام. على اعتبار أنه مجرد سعال، استمر لمدة أسبوعين فذهبت إلى الطبيب الذي أجرى صورة أشعة للصدر، تبين فيها أن قلبي متضخم. وضعت في المستشفى مباشرة حتى تبين بأني أعاني من إخفاق في القلب.

نا: العلامات التقليدية لهذا المرض هي عجز في التنفس أثناء التمارين العادية، أو بعد الاستراحة، والتعب، وآلام الصدر، وانتفاخ الأرجل، زيادة الوزن أو نقصانه، تغير في الشهية، وصعوبة من التعافي من الزكام وغيره من الأمراض البسيطة. هناك عدد من الإجراءات التي يتبعها الطبيب للكشف عن إخفاق القلب وتحديد العلاج المناسب. يتم الحصول أولا على معلومات عن تعرض أفراد العائلة لأمراض القلب. ثم يستخدم جهاز لتحديد كمية الدم التي يضخها القلب كل مرة، يتم بعدها زج أنبوب طويل في شريان الذراع حتى يصل إلى البطين الأيسر من القلب، الذي يحقن بصباغ لتحديد حجم التجويف المقصود. كما يكشف الصباغ عن انسداد أي من صمامات القلب.

مارك: تأتي أهمية هذه العملية من أنها تحدد مستوى تضرر القلب، وما هي فعاليته في أوقات الراحة. وهكذا يتبين بأن هذه العملية بالغة الأهمية للتشخيص. بحيث نتمكن بعد إجرائها من حل جزء من الأحجية وتحديد موقع المصاب وما قد يحصل له في الشارع.

نا: الموغا، هي معاينة للحصول على نماذج من عدة منافذ للقلب. تحقن خلال هذا الفحص، كمية ضئيلة من المواد المشعة الغير ضارة في أوردة الدم. تتولى آلة خاصة مراقبة المادة وهي تعبر القلب، فتمنح معلومات لحساب ضخ الذرات، أما الأسلوب الثالث للحصول على هذه النماذج فهو ما يعرف بالصورة الصوتية. عبر هذا الفحص الذي لا خطورة فيه، تنقل الموجات الصدرية عبر الصدر حتى تصل إلى القلب. يتحول رجع الصدى إلى صورة مرئية بحيث يمكن حساب أدق التفاصيل. هناك مشكلة واحدة  في هذا التحليل، ذلك أن على الموجات أن تمر بأجسام أخرى قبل وبعد مرورها بالقلب. أي أن الصورة الصوتية للقلب لا تضمن أفضل رؤية خصوصا بالنسبة للمصابين بأمراض في الرئتين. أكثر العوارض شيوعا لإخفاق القلب، هو عدم تحمل التمارين. يجري تقدير العجز في الأداء من خلال فحص على طاحون الدوس. أثناء مشي المريض على هذا الجهاز، يقوم تقني بقياس القلب من خلال إليكتروكارديوغرام. ينص أحد أنواع هذا الفحص بمشي المريض على الطاحون لست دقائق. يقيس هذا الفحص المسافة التي يقطعها المريض خلال ست دقائق. يستخدم طاحون الدوس للتعرف على فعالية الأدوية المستخدمة لمعالجة إخفاق القلب. وكثيرا ما يساعد على اتخاذ قرار حول من يستحق زرع القلب. بما أن حاجة العضلات للطاقة تتوافق مع عمل القلب والرئتين معا، يخضع المرضى لفحص تمارين القلب والرئة معا. يقيس هذا الفحص أقصى نسبة من استهلاك الأوكسجين أثناء التمارين. يعطي هذا الفحص الأخير صورة واضحة عن القلب، إلا أن هذا الجهاز لا يتوفر دائما في العيادات والمستشفيات المحلية. حين يضعف القلب يطلق الجسم هرمونات تجبره على الخفقان بقوة أكبر وأسرع. وهي تطلق في ساعات التوتر، يشير ارتفاع نسبة هذه الهرمونات، التي تسمى بلازما موريبينيفرين، إلى إخفاق في القلب. مجرد فحص للدم كفيل بالكشف عن مستوى هذه الهرمونات.

مارك: الدراسة المجهرية للقلب وسيلة أخرى يمكن الاعتماد عليها وهي تمنحنا فرصة فريدة للوصول إلى عضلات القلب، في محاولة لمعرفة ما يجري هناك. عادة ما نقوم بالدراسة المجهرية لمعرفة ما إذا كان هناك تضخم في عضلات القلب، أو أي أسباب يمكن أن تضعف القلب. ونحن نعرف اليوم أن هناك أشياء أخرى يمكن أن ننظر إليها في القلب، لهذا فإن الدراسة المجهرية مفيدة جدا لمعرفة ما الذي يسبب إخفاق القلب لدى المريض، وما الذي يمكن القيام به، وبعض مما يخبئه المستقبل لهذا الشخص. وهكذا فنحن لا نتعرف فقط على العضلات بل وعلى الأوردة الدموية عبر الفحص المجهري ونسبة الأنسجة المتلفة، ما يمنحنا الكثير من المعلومات فعلا.

نا: ما زال التخطيط الكهربائي للقلب وسيلة هامة لجمع المعلومات عن قلب المصاب بالإخفاق. إذ يمكنه الكشف عن الخفقان الغير منتظم، إلى جانب مشاكل أخرى لها صلة بالمرض. تفتح صورة الأشعة نافذة على القلب تساعد على تحديد حجمه ونسبة المرض، وإذا ما كان هناك تخثر في الدم أو التهابات في الرئتين. يعتبر فحص دقات القلب لفترة طويلة وسيلة أخرى للتشخيص. يعمل هذا الجهاز لمدة أربع وعشرين ساعة، بحيث يسجل دقات القلب طوال اليوم. يمكن الكشف عن أي اضطرابات مثل زيادة دقات القلب أو نقصانها، لتشكل أحد عوامل إخفاق القلب. أحيانا ما يشهد المريض بعض التحسن المفاجئ ما قد يخفي هذه المشكلة كليا، وذلك بعد تناول الأدوية وعودة دقات القلب إلى طبيعتها.

سنتحدث لاحقا عن أحدث الأدوية الخاصة بإخفاق القلب. فابقوا معنا.

=-=-=-=-=-=-

اعتمد الأطباء لعدة قرون على سلاح واحد في مكافحة إخفاق القلب. وهو الزهرة القمعية. حيث يصنع منها محفزا يستخرج من الأوراق الجافة لنبتة القمعية الأرجوانية. وما زال بعض منها يستخدم حتى اليوم في علاج القلب، رغم وجود استراتيجيات جديدة أخرى.

إذا اعتبرنا إخفاق القلب عدوا لنا فجنوده هو الملح. إذ يمكن لملح الطعام العادي، أن يلعب دورا مدمرا في إنهاك مرضى القلب. حين يضخ القلب كمية من الدم أقل مما تحتاجه الدورة الدموية، تأتي ردة فعل الكلية بالحفاظ على الملح والماء، اللذان يزيد من ضعف القلب المصاب، لتبدأ بذلك حركة لولبية نحو الأسفل تتزايد حالة المريض فيها سوءا بعد سوء. وهكذا فإن الخطوة الأولى في معالجة إخفاق القلب، تتم بالتقليل من استهلاك الملح والسوائل.

ماريو: أمرت بأن أزيل الملح عن مائدتي، علما أن الملح يمنح المذاق، ولكني اعتدت على ذلك. أذكر أني كنت أضع الملح على البطاطا، كي أتناوله عادة قبل الإيواء إلى الفراش.

ريتشارد: كانت تزعجني كمية السوائل الكبيرة التي أشربها، فأنا أحب شرب الماء والصودا والقهوة. ولكني منعت من ذلك، منذ أن دخلت إلى هذا  المستشفى منعت عن هذه الكميات. أعتقد أن هذه هي المشكلة الأصعب، أعني أن تعتاد على التخفيف من كمية السوائل التي تشربها.

نا: رغم أن التخفيف من كمية السوائل يمكن أن تتم عبر تحديد الاستهلاك، إلا أن المرضى يتناولون أدوية تقلل من الحفاظ على السوائل. تقوم هذه الأدوية بوظيفتها وهي تعرف لدى العامة بحبوب الماء.

مارك: تساعد هذه الأدوية على التخلص من السوائل التي يحتفظ بها الجسم، وتمكن المريض من التنفس والنوم والتنفس بطريقة أفضل. ولكنها لا تخلوا من الأعراض الجانبية. فهي حين تتخلص من كميات المياه الفائضة تتخلص أيضا من فائض البوتاسيوم، ما يجعل المرء يشعر بالضعف والتعب والعجز. لهذا لا بد من التعويض عن البوتاسيوم. المبالغة في استخدام هذه الحبوب يجبر الكلية على العمل بصعوبة أكبر، وهنا تكمن خطورة استعمالها. كما أن هذه الحبوب تنشط بعض الهرمونات التي تسبب الاحتفاظ بالسوائل والملح.

نا: هناك أدوية تساعد على تعزيز قوة عضلات القلب، واستقرار دقاته. Digoxin هو صورة عصرية لدواء عمره مئات السنين يعتمد على الأعشاب ويستخدم من قبل غالبية المصابين بإخفاق القلب.

نعرف الديجاكسين منذ زمن بعيد، وهو مفيد جدا في معالجة إخفاق القلب. وقد تأكدنا مؤخرا أنه عزز من قدرات المرضى على القيام بالتمارين، وقد يحسن بحالتهم العامة، وقد عملنا مؤخرا بجدية لمعرفة سبل تأثيره على الناجين من هذا المرض، ويبدو بشكل عام أن لهذا الدواء تأثير حيادي على هؤلاء، بحيث لا يضمن لهم حياة أطول. كما أنه لا يعجل في الموت من ناحية أخرى. إلا أنه يضمن شعوره بالتحسن والقيام بالتمارين والتقليل من دخوله إلى المستشفى، ما يجعله دواءا مفيدا.

نا: هناك أدوية أخرى تستخدم لعلاج هذا المرض وهي تعرف بأنها توسع الأوردة. توسيع الأوردة هنا يسمح بانسياب الدم بطريقة أسهل من وإلى القلب. يشمل هذا الدواء الهايدرولوزينو والنيتروغليسيرين، وكالسيوم شانل بلوكير،  ومجموعة من الأدوية تسمى أنجيوتانزين التي تحول موانع الإنزيمات والإيه سي إي. ودواء واعد جديد هو الأنجيوتانزين ريسيبتور أنتاغونيست.

مارك: تبين لنا بأن لهذه الأدوية عدة استخدامات في إخفاق القلب. فهي تشعر الناس بالتحسن، وتقوم بتمارين أطول، كما تبين مؤخرا بأنها تحول دون تطور هذا المرض، والأهم من هذا كله أنها تقلل من نسبة الوفيات بالمرض نفسه. هذه فوائد واضحة، نعتقد بأن على غالبية المصابين بالقلب أن يجربوا أحد هذه الأدوية.

نا: كثيرا ما يوصف للمرضى ال وارفارين سوديوم، الذي يحمل اسم كومادين. يعمل الوارفارين على تسيل الدم، ويحول دون تخثر الدم. يعالج مريض الحالة المستعصية بمزيد من الأدوية التي تساعد على تقوية دقات القلب. كثيرات ما يمزج الدوبوتامينو مع الميلفيرنون والديوريتيك للتخفيف من نسبة السوائل في الجسم.

مارك: قررنا مؤخرا استعمال هذه الأدوية بطريقة فعالة للوقاية من تراكم السوائل ومساعدة المريض على عدم دخول المستشفى. نعتقد أنه يحصل على كثير من التوجيه خلال فترة الزيارة لنا. أعتقد أن أهم ما رأيته لدى المرضى أثناء استعمالهم لهذه الأدوية هو أن حياتهم تحسنت.

نا: يعاني القلب الضعيف من صعوبة في إيصال الدم الغني بالأوكسجين إلى الجسم. لهذا يعزز المريض في المستشفى بالأوكسجين، الذي يساعده على توسيع قدر الشرايين. التمارين هي نشاط رئيسي لجميع المصابين، ذلك أن هذا النشاط البسيط بإشراف مباشر من الطبيب، يساعد المريض على إحساس أفضل، ويعاني من مشاكل أقل في حياته اليومية.

سنتحدث لاحقا عن مزيد من الأدوية والخيارات التي قلما تستخدم ولكنها ذات أهمية: إنها زراعة القلب، فابقوا معنا.

=-=-=-=-

سيبقى إخفاق القلب مشكلة طبية كبيرة في المستقبل القريب، خصوصا مع زيادة تقدم السن في الولايات المتحدة. إلا أن الأبحاث الجارية اليوم، تفتح أبوابا واسعة لأدوية شيقة.

مارك: منذ سنوات كنا نعتقد أن على مريض القلب أن يتعايش مع ظرفه لا أكثر، وإزالة الهموم عن صدره، وعدم بذل جهد كبير. ثم توصلنا إلى قناعة مفادها أن على المريض ممارسة التمارين الرياضية على اعتبار أنها مفيدة لهذا المرض، لأنها تجعل القلب يبذل جهدا أكبر وأكثر كفاءة. كما يمرن عضلاته ودورته الدموية لتعمل بشكل أفضل مع القلب.

نا: كثيرا ما تفشل الأدوية والمتغيرات الحياتية والحمية في تحسين حالة المصاب، ما يجعله يشعر وكأنه في مرحلة نهائية وخيارات ضيقة جدا من الأدوية. زرع القلب الذي كان يعتبر في الماضي عملية تجريبية وخطيرة أصبح اليوم خيارا هاما بالنسبة للبعض، فقد تحول إلى ما يشبه معجزة إعادة الحياة إلى رونقها بالنسبة لمن ينهكهم المرض، مع أن بعضا من هؤلاء المصابين يخضع لهذه التجربة. عام أربعة وتسعين أجريت ألفين وثلاثمائة زراعة قلب في الولايات المتحدة. يعود السبب في عدد العمليات القليلة، إلى قلة المتبرعين بالأعضاء.

دانييل: اسمي دانييل زيمان وأنا في التاسعة عشر من العمر، جئت من كارول ستريم إلينويز. كنت في الرابعة عشر مع بداية ذلك العام الدراسي حين شعرت بتلك الأعراض. بدأ ذلك بتورم الأرجل والأقدام، فسارعنا إلى الطبيب لمعرفة ما يجري. أخذوا صورة أشعة وأكدوا أن هناك سوائل حول القلب ثم أدخلت إلى المستشفى إجراء بعض الفحوصات التي استنتجوا منها بأني أعاني من إخفاق في القلب وأننا وصلنا في الوقت المناسب. حين علمت أني بحاجة لزرع القلب شعرت بالخوف، ولكني علمت أن ذلك أفضل. لم أكن أعلم شيئا عن الأمر الذي أقلق عائلتي بحيث لم يكن من السهل التعامل مع الأمر. أثناء انتظار المتبرع  بعد أربعة أو خمسة أشهر، عشية عيد الميلاد، حيث كنا نصلي جميعا كي يأتي قريبا. حين عثرنا على المتبرع كنت في الرمق الأخير من الأدوية، التي لم تعد تفيد ما جعلني أزداد سوءا.

مارك: بالنسبة لزرع القلب، المرشح الأفضل هو شخص وصل إلى المرحلة الأخيرة من مرض القلب، ولم يبق لديه خيار آخر. حين أقول ذلك، أعني بأن قلبه لا يعمل تقريبا. قلبه عاجز تماما، إلا أن باقي أعضاءه تعمل جيدا.

دانييل: جرت عملية الزرع قبل أربعة أعوام، وأنا اليوم بحالة جيدة، أفعل كل ما يقوم به شاب في التاسعة عشرة. ابتعد عن المشاكل، وأذهب إلى المدرسة، وأتعلم مادة الأحوال المناخية.

مارك: تجرى عملية الزرع لمن لا يجدون خيار آخر، ومن وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من المرض، تفسح المجال واسعا للنجاة. لا يمكن تشبيه العملية بمجرد وقف مجموعة أدوية كانت تؤخذ للمرض بمجموعة أخرى، بل لا بد من تعزيز نظام المناعة للتأكد من أن القلب سيستمر بالعمل لسنوات طويلة.

نا: يتفق أطباء القلب عموما على أن المرضى الراغبين بخلق علاقة ثقة طويلة الأمد مع المشرفين على علاجهم، يشعرون أنهم بحالة أفضل وبتحسن  أكبر. يشمل ذلك خيارات متعددة وقرارات حاسمة. فالتفاهم المشترك دواء جيد.

هكذا تنتهي حلقة اليوم من تقريرنا الطبي. نود أن نشكر جميع الذين ساهموا في إنجاز هذا البرنامج. إذا أردت معرفة المزيد عن هذا المرض، ابق معنا للحصول على معلومات إضافية. معكم نانسي دوير، أدعوكم لتكونوا معنا في الحلقة المقبلة من عالم الرعاية الصحية الشيق، حيث نأتيكم بأنباء العناية الطبية في المستقبل، اليوم.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster