|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
وبما أن رب العزة إختص في كتابه الكريم النبي يعقوب بإسم يعقوب
كما إختص ذريته بآل يعقوب, فهذا يعني أن آل يعقوب الذين هم
فرعاً من ذرية النبي إبراهيم عليه السلام, لا يمكن أن يكونوا
هم أنفسهم بني إسرائيل الذين ميزت بينهما الآيتان الكريمتان
(49-58) الواردتان في سورة مريم, حيث نصت الآية -49:" فَلَمَّا
اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا
لَهُ
إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً". ليكمل رب
العزة ويذكر في نفس السياق إسم إسرائيل في الآية -58:" اولئك
الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع
نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا وإجتبينا إذا تتلى
عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ". فالمعلوم أن بعد الآية
الكريمة التي تذكر يعقوب حفيد ابراهيم من إبنه إسحاق عليهم
جميعا السلام, تأتي الآية التي تذكر ذرية إبراهيم وذرية
إسرائيل. فذكر ذرية إسرائيل في نفس هذا السياق يؤكد على أن
إسرائيل شخص مختلف عن يعقوب وأب لذرية أخرى, كما هو حال ذرية
إبراهيم التي تشمل آل يعقوب الذين هم ذرية مختلفة عن ذرية
إسرائيل, وإلا إعتبر ذلك عبث منزه عنه النص القرآني. وبما أن
هذه الآية ذكرت النبي إسرائيل معطوفا على النبي إبراهيم,
فقطعاً خطاب ذرية إبراهيم لا يشمل النبي إسرائيل وذريته, لأن
ذلك يعتبر حشو منزه أيضاً عنه النص القرآني. فالمقصود إذن هو
إشتراك النبي إبراهيم وإسرائيل في جملة "ومن ذرية" بمعنى أن
لكلٍ منهما ذرية منفردة عن الأخرى, أي أن هناك ذرية لإبراهيم
وذرية لإسرائيل. هذا يعني أن النبي يعقوب حفيد سيدنا إبراهيم
ومن ذريته, لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال هو نفسه
إسرائيل الذي خاطبه القرآن الكريم على أنه ذرية أخرى. الأمر
الذي يخالف ما إتفق عليه معظم المفسرين والعلماء من السابقين
واللاحقين الذين وحدوا بين إسرائيل ويعقوب بعد أن إتخذوا من
القصص (التوراتية) الساقطة مرجعية لهم في ذلك. وما يؤكد هذا
المنحى من الفهم هو أن رب العزة إختص النبي يوسف إبن يعقوب في
الآية السادسه من سورة يوسف بنسب آل يعقوب:" وَكَذَلِكَ
يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ
وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ
الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى
آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا
عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ". كما إختصته الآية-38 من نفس السورة بنفس
النسب:" وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ
لَنَا أَن نُّشْرِكَ
بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا
وَعَلَى النَّاسِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ
يَشْكُرُونَ". فلو كان النبي يعقوب هو حقاً إسرائيل كما إدعى
علماء النهم من قصص (التوراة), ونسب إسرائيل هو الأكثر شيوعاً
في القرآن الكريم, فكان من الأجدى أن يكون يوسف هو أول نبي
يحمل نسب بني إسرائيل, لكن الآية القرآنية سابقة الذكر أكدت
على أنه يحمل نسب آل يعقوب... إذن نستطيع القول أن خطاب ذرية
إبراهيم وحسب السياق القرآني شمل النبي يعقوب ولم يشمل إسرائيل
ولا ذريته. حتى نجد أن الإخبار القرآني في قصة يوسف إستمر على
نفس المنحى من السياق حتى نهاية القصة, وخصوصاً بعد أن ذهب
جميع آل يعقوب إلى مصر, فقد أكدت الأية-68 من نفس السورة على
ذلك:" وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا
كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا
حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ
لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ". فلو كان الإدعاء بأن يعقوب هو إسرائيل صائباً,
لما أعاد رب العزة إسم الذرية التي ستتشكل في مصر من يوسف
وأخوته إلى النبي يعقوب. وهذا الأمر منطقيا أن يشمل أيضاً
النبي موسى عليه السلام الذي خرج من هذه الذرية, حيث يؤكد هذا
الأمر أن موسى عليه السلام أرسل إلى هداية بني إسرائيل ولم يكن
من نسلهم. ثم أن
رب العزة ذكر النبي يعقوب في كتابه الكريم
بإسمه منذ البشارة بمولده بحسب الآية الكريمة الواردة في (سورة
هود -71):" وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق
يعقوب". حتى وفاته بحسب الآية الكريمة الواردة في (سورة البقرة
-133):" أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموت إذ قال لبنيه ما
تعبدون من بعدي....". لنصل إلى نتيجة مفادها, أن هناك ذريتين
مختلفتين كانتا في مصر, ذرية آل يعقوب التي منها الأنبياء,
وهيّ فرعاً من ذرية آل إبراهيم والتي إحتلت مكانة مرموقة في
مصر بحسب ما ذكره رب العزة في كتابه الكريم, وذرية مستقلة عنها
هيّ ذرية بني إسرائيل عاشت متنقلة بين فلسطين ومصر تبحث عن
المراعي والأرض الخصبة. وأن العلاقة التي جمعت بين هاتين
الذريتين كانت علاقة بين انبياء الهداية من ذرية آل إبراهيم
المرسلين لهداية بني إسرائيل ولم يكونوا منهم, لأن بني إسرائيل
كانوا أكثر العالمين فجورا وبحاجة لهداية...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م