|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
وهكذا وجدت ألمانيا نفسها تحارب روسيا شريكتها القديمة في
الحلف المقدس. ولتمتد حروبها بعد ذلك إلى الحرب العالمية
الأولى التي ابرزت عصبة الأمم المناط بها تشريع وعد بلفور,
الأمر الذي يرجعنا بالضرورة إلى وعد بلفور الذي شكل أهم
الأسباب لإطلاق هذه الحرب. فبعد موافقة جميع الدول المتحاربة
على وعد بلفور بصيغته الصهيونية, كانت الحرب العالمية الأولى
بذلك قد إستوفت كل أهداف المرابين اليهود منها. فأخرجت روسيا
مُدمرة منها بعد أن حجبت عنها قروض المرابين, وأدخلت الولايات
المتحدة فيها بعد ان تم إيصال
وودرو
ولسون الى البيض الابيض, لتتحول موازين القوى بذلك لصالح
الحلفاء وضد المانيا. فقد كان يستحيل قيام شرعية دولية تشرع
وعد بلفور وترعى إقامة (دولة التوراة) في فلسطين من دون أن
تكون الولايات المتحدة صاحبة الكلمة النهائية في هذه الحرب.
بنفس المنطق الذي لم يكن للمشروع (التوراتي) أن يتحقق في
فلسطين من دون تشريع وعد بلفور. وفي ذلك أكد الباحث الأمريكي
نورد ديفز, الآتي:" لم يكن معروفا لمعظم الأمريكيين, وحتى
يومنا هذا, أن السبب الرئيس الذي أدى إلى توريط الأمريكيين في
الحرب العالمية الأولى هو وعد بلفور. فقد قامت الحكومة
البريطانية في 5\4\1917م, بإرسال وزير خارجيتها آرثر بلفور
بصورة سرية إلى الولايات المتحدة, من أجل إعلام الرئيس ولسون
بأن الحكومة البريطانية, تستعد للمصادقة رسميا على الصهيونية
السياسية, الأمر الذي يتطلب دخول أمريكا الحرب إلى جانب
الحلفاء". فكل ذلك يؤكد الفرضية التي طرحت سابقا حول دور
المرابين اليهود في اشعال فتيل الحرب العالمية الاولى والتحكم
في سير عملياتها, بعد أن سيطروا على معظم البنوك المركزية لكل
الدول التي شاركت فيها, حيث حُرمت
دول من حق تمويل جيوشها المنهارة على جبهات المواجة, لتتركها
لقمة صائغة امام الجيوش ألمانية. من هذا المنطق نستطيع أن ندرك
السبب الحقيقي الذي وقف خلف توحيد المقاطعات الألمانية في
إمبراطورية واحدة وقوية قبل الحرب. ومن نفس هذا المنطق نستطيع
أن ندرك السبب الحقيقي لتصدر المرابين اليهود لوفود الدول
الغربية المجتمعة في مؤتمر السلام الذي عقد في فرساي, وبالتالي
كان لهم الدور الاساس في صياغة الفلسفة الدولية التي بنيت
عليها عصبة الامم (ومن ثم هيئة الامم). لأن فروع مصارفهم في
تلك الدول هيّ من تحكمت بتمويلات الجيوش المتحاربة, كما تحكمت
في حركتها وتحالفاتها وفي قدراتها العسكرية على الجبهات,
وبالتالي هيّ من تحكم بنتائجها
بعد تحكمهم في إطلاق شرارتها, ومواعيد إشراك بعض الدول فيها,
ومواعيد إطلاق الثورات الشيوعية ضد بعض الأنظمة الحاكمة
والمشاركة فيها... أمام هذا الواقع الجديد الذي رافق دخول
الولايات المتحدة الحرب, دعنا نطرح السؤال التالي: كيف سيكون
مصير الحرب العالمية الاولى لو أن الولايات المتحدة الأمريكية
دخلتها منذ البداية. فهل كان ذلك سيؤدي إلى تدمير الكنيسة
ارثوذكسية وإسقاط القيصرية ونشر الشيوعية في روسيا, ومن ثم في
بقية العالم! ثم هل كانت أوروبا ستدمر وتباد معظم وحدات جيوشها
في الحروب وتسقط تحت رحمة المقرضين اليهود في تمويل ما تبقى من
هذه الجيوش, لتندفع بعدها طيعة بالموافقة على تنفيذ المشروع
(التوراتي) في فلسطين,
بعد أن رفض الفاتيكان عام 1904 المشروع الصهيوني الذي عرضه
هرتزل على البابا بيوس العاشر, والذي رد على عرضه بالآتي:"
اليهودُ لم يعترفوا بسيّدنا المسيح, ولذلك لا نستطيع أن نعترف
بالشعبِ اليهودي"! يقول الكونت
دي سانت أولاير:" إن الذين يبحثون عن الحقيقة في غير الوثائق
يعرفون أن الرئيس
ويلسون دخل الحرب, بعد أن تم إنتخابه كرئيس للجمهورية بفضل
تمويل حملته الإنتخابية من قبل البنك الأكبر في نيويورك
كوهن – لويب (ممول تروتسكي ولينين كما اثبتنا سابقا), وكان
يسير تحت إرشادات وأوامر هذا البنك". والغريب في هذا الأمر أن
الرئيس الأمريكي وودرو ولسون أنتخب من الأمريكيين بسبب تعهده
بإبعاد أمريكا عن كل النزاعات الدولية. لكن ما لم يعرفه الناخب
الامريكي أن قانون الاحتياط الفيدرالي لعام 1913م, قد ذهب
بتعهدات ولسون إلى مزبلة التاريخ, لأن المرابين أصحاب هذا
الإحتياط الفدرالي هم من مول حملته الإنتخابية.
وخصوصا بعد
أن نكتشف أن برنارد باروخ
الذي قاد حملة وودرو ويلسون الرئاسية الناجحة, والذي قاد بعدها
أمريكا لدخول الحرب العالمية الاولى التي انتجت عصبة الامم
المناط بها تشريع وعد بلفور. هو نفسه
برنارد باروخ الذي قاد حملة إيصال
فرانكلين روزفلت إلى الرئاسة الامريكية, لدفع أمريكا
مرة أخرى إلى دخول الحرب العالمية الثانية التي انتجت هيئة
الامم المتحدة المناط بها تشريع الإعتراف بالكيان الصهيوني.
وهو نفسه برنارد باروخ الذي قاد حملة وصول ونستون تشرشل الى
رئاسة وزراء بريطانيا, والذي وقف خلف تشكيل كيانات عربية تحمي
خاصرة الكيان الصهيوني... وفي الحقيقة كانت حظوظ وودرو ويلسون
في الوصول الى البيت الابيض متعثرة
بسبب تفوق المرشح الجمهوري ويليام هاوارد تافت بنقاط عديدة
أشارت إليها جميع الاستطلاعات المبكرة. وهذا ما جعل المرابين
اليهود يستخدمون مناورة دفع عميلهم فرانكلين روزفلت (الذي
سيقود بعد ذلك أمريكا إلى الحرب العالمية الثانية) كمرشح ثالث
ومن الحزب الجمهوري لإنتخابات الرئاسة. الأمر الذي جعل من
روزفلت يسحب الكثير من أصوات ناخبي تافت الجمهوريين, ليرجح
بذلك كفة الفوز لصالح ويلسون الذي تفوق على تافت في هامش ضيق
من فرق الأصوات. وبذلك ضمن المرابون اليهود أن يكون الرئيس
الامريكي ولسون رهن إشارتهم, ويمكن الإعتماد عليه في إدخال
أمريكا الحرب وتشريع وعد بلفور
(مرفق صورة كاريكاتورية في افتتاحية صحفية من موسم الحملة
الانتخابية لعام 1912 تظهر من أعلى اليسار إلى اليمين, الهواجس
الخاصة لروزفلت وويلسون وتافت حول حظوظهم الانتخابية, والصورة
الثانية لصانع الرؤساء برنارد باروخ مع وينستون تشرشل)....
(من سلسلة مقالات أقلام تحت
الشمس)
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م