|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
فقد كان معلوماَ لدى أهل المنطقة من الذين عاصروا فترة كتابة
(التوراة) في القرن الخامس قبل الميلاد وما بعده، بأن النبي
إبراهيم هو أب لسلالة من الأنبياء. وأن النبي يعقوب هو حفيده
من إبنه إسحق عليهم جميعا السلام. الأمر الذي جعل من كهنة
(التوراة) أن يأخذوا بهذه العلاقة المحفوظة في الذاكرة
الجماعية لشعوب المنطقة، لتكون هيّ الأساس المعتمد عليه في
إطلاق نفس الأسماء على شخصياتهم الساقطة التي لعبت دور
الأنبياء في (التوراة)، وعلى هذا الأساس تم إطلاق شخصية بطلهم
(يعقوب) ليلعب دور النبي يعقوب، وليجعلوا من هذا (اليعقوب)
رمزاً إستعلائياً بعد أن صارع (إلهه) بحسب القصة الساقطة
المذكورة سابقا. الأمر الذي مهد لكهنة (التوراة) طرح نظرية
الشعب المختار. وتحقق لهم ذلك بعد أن جعلوا بطلهم ينتحل شخصية
الرجل الصالح إسرائيل، التي حملت عشيرته ذاك الإرث في التفضيل
الذي إختص به رب العزة بني إسرائيل. وعلى ذلك تم الإدعاء بأن
(يعقوب) المتحول إلى إسرائيل هو صاحب الإرث من التفضيل الذي
يخص بني إسرائيل. ليُدعى بعدها بأن اليهود معتنقي معتقد عزرا
هم عشيرة
بني إسرائيل التي إختصها رب العزة بمجموعة من أنبياء الهداية.
ومهد لهم هذا الإدعاء مدخلاً للإدعاء بأن معتنقي اليهودية من
شذاذ الآفاق هي نفسها عشيرة الصفوة التي تكونت إفتراضيا من
آباء وأبناء (البطل) سارق إرث بني إسرائيل. وبذلك أسسوا
نظريتهم العنصرية الإستعلائية التي زعموا فيها بأن اليهود هم
شعب (الله) المختار والمفضل على غيره من الشعوب. وعلى هذا
الأساس زعموا بأن أرواح اليهود هيّ جزء من روح
(الإله)، وأن نفوسهم منعّم عليها، وهيّ جزءا من نفس (الإله).
كما زعموا أنهم أرفع مكانة عند (الله) من جميع مخلوقاته حتى
أنهم أعظم من ملائـكته. وعلى هذا الأساس زعم كهنة (التوراة) أن
نفس كل من ينتمي للعشيرة اليهودية تصبح أكثر قبولا وأعظم شأنا
عند (إلله) من نفوس سائر الشعوب. وبذلك صنفوا البشرية صنفين،
صنف علويّ يشمل (صفوة البشر) والمتكون فقط من اليهود سارقي نسب
بني إسرائيل، والمكلف بجمع ثروات الأمم ونفوسهم لأنها تعود
بالأساس مِلكاً للصفوة. وصنف سفلي يشمل بقية شعوب العالم التي
خلقت بحسب زعمهم على صورة إنسان، ليليق بهم شرف خدمة اليهود.
وعلى هذا الأساس إعتقدوا أن تكون لهذه الصفوة السيادة العليا
على جميع بني البشر، كسيادة الإنسان على الحيوان المُدجّن. ومن
هذا المنطق نستطيع أن ندرك ما قصده مارتن لوثر مطلق المسيحية
الصهيونية في كتابه الصادر عام 1523م، والذي ورد فيه، الآتي:"
إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق
اليهود وحدهم، إن اليهود هم
أبناء الله، ونحن الضيوف الغرباء، ولذلك فإن علينا
أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي
تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها"(محمد السماك- الصهيونية
المسيحية- ص-34). فيكون كهنة (التوراة) بذلك هم أول من أطلق
نظرية الصفوة والإصطفاء والتفضيل العنصري، والتي أسست لمجموعة
من الحروب المذهبية (الحروب الدينية) التي شهدتها اوروبا في
القرن السادس والسابع عشر، كما اسست للحروب الطاحنة التي شهدها
العالم في القرون الخمسة الماضية. وخصوصاً بعد أن بعثت هذه
النظرية من جديد على يد الصهيونية المسيحية والكنيسة
البروستانتية التان أطلقهما مارتن لوثر وغيره من الفلاسفة
والمفكرين الذين تهجنوا بالهمجية (التوراتية). ومن نفس هذا
المنطلق نستطيع أن ندرك ما إدعاه جيري فالويل (عضو محفل
الشيطان) وأهم ملهمي الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان
والرئيسين السابقين بوش الأب والإبن في حربهم على الإسلام،
والذي ذكر، الآتي:"
إن اليهودي هو بؤبؤ عيني الله، ومن يؤذي اليهودي كأنه يضع
إصبعه في عين الله ". وهو الذي قال أيضاً، الآتي:" لا أعتقد أن
في وسع أمريكا أن تدير ظهرها لشعب إسرائيل وتبقى في عالم
الوجود، والرب يتعامل مع الشعوب بقدر ما تتعامل هذه الشعوب مع
اليهود".
والحقيقة أن هذا الطرح العنصري الذي ينضح به كتاب (التوراة)
عبر بشكل واضح وجلي عن واقع الدونية المُعاش لمجموعة كهنة بابل
الذين ألفوا كتاب (التوراة)، من الذين إعتقدوا بأن التفضيل
الذي إختص به رب العزة بني إسرائيل سيشمل عشيرتهم المفترضة
سارقة هذا الإرث من اليهود...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م