|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
وسط هذا المدى من التلفيق والتزوير في المصارعة الخيالية التي
حدثت بين الغريبين (إله التوراة ونبية يعقوب) بحسب ما ذكر في
(سفر التكوين-الإصحاح- 32)،
نستطيع أن نتخيل الصورة الصبيانية التي حاول الكهنة قولها،
وكأنها كانت كالآتي: كاد (النبي
يعقوب) الموعود بأرض فلسطين وسط اللكمات
والضربات
المتتالية والقفزات الإحترافية، أن ينتصر بالضربة القاضية على
(إله التوراة) الغريب عنه، وبعد أن نفذ قفزة بهلوانية
تمكن فيها من الإنقضاض على رقبة (إله التوراة). ولكي ينقذ هذا
(الإله) نفسه من هذه اللقطة القاتلة،
قال (ليعقوب) أطلقني، لكن (يعقوب) لم يفوت هذه الفرصة السانحة
دون أن يستثمرها لصالح العشيرة المفترضة ان تحمل لقب بني
إسرائيل (كما هو حال كل الإنتهازيين اليوم من الذين أخذوا من
همجية التوراة نهج تفكير واسلوب ممارسة)، ويقايض (إله التوراة)
بتغيير إسمه الذي قد يكون أخجله إفتراضيا، إلى إسم إسرائيل
الذي يظهره بطلاً لتلك العشيرة المفترضة. لذلك رد عليه (يعقوب)
قائلاً: لن أطلقكك إن لن تباركني (في هذه اللحظة ومن دون سابق
إنذار علم يعقوب أنه يصارع إلهه). ولعل الكهنة أدركوا وسط هذه
المعمعة أن خروج (إلههم) من هذه المصارعة مهزوما لا يستقيم مع
الهدف المرجو من إعطاء هالة كهنوتية لإغتصاب أرض فلسطين،
وخصوصا في إقناع اليهود بأن (الإله) الذي صارعه (يعقوب) هو
(إلههم) الذي شرع لهم إغتصاب هذه الأرض. لذلك كان لا بد من
التلاعب بإحداثيات الزمان والمكان وعقول معتنقي اليهودية، كما
تم التلاعب بنتائج جولات هذه المبارة الإفتراضية، من خلال عقد
صفقة لا غالب ولا مغلوب، تقنع العشيرة المفترضة بإلوهية (إله
التوراة) المختار و(بنبوة يعقوب) بطل العشيرة المفترض، لذلك
جعلوا من (يعقوب) يحرر (إله التوراة) من لقطته القاتلة، فأنتفض
(إله التوراة) بعد أن أخذ شهيقا عميقا وقال (ليعقوب):
"لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل".
الأمر الذي نجم عنه إدخال العشيرة المزمع تشكيلها من بطلها
اللص (يعقوب) ومعتنقي اليهودية بنسب بني إسرائيل، من خلال
الإدعاء بأن (يعقوب) خرج من هذه المباراة يحمل إسماً آخراً هو
(إسرائيل). لكن لكي يستقيم هذا الإخراج كان على (يعقوب) أن
يقبل بإعطاء (إلهه) نصرا وهميا، تكون علامته خروجه من هذه
المباراة وهو يخمع. وهذا ما يشير إلى أن (إله التوراة) بعد
إنهاء الصفقة إستطاع أن يتحرر من لقطة (يعقوب)، ويوجه له ضربة
مزلزلة لعلها كانت تحت الزنار، أدت إلى خلع ركبة (يعقوب).
وهكذا حل الكهنة معضلة إعطاء عشيرتهم المفترضة زورا نسب بني
إسرائيل، ليتم تحميلها كل الملفات التاريخية والدينية الخاصة
في عشيرة بني إسرائيل، والمتناقلة في الذاكرة الشعبية للشعوب
التي خرجت من بلاد بين النهرين، أو تلك الشعوب التي خرجت من
شبه الجزيرة العربية. حيث مثل حل هذه المعضلة مدخلاً لربط
العشيرة مدعية نسب بني إسرائيل بسلالة الأنبياء المعروفين
الذين أرسلوا لهداية بني إسرائيل. ليتم بعد ذلك الإدعاء بأن
الأنبياء المبجلين الذين أتوا لهداية بني إسرائيل، هم أنبياء
خاصين بهذه العشيرة الخاصة (بالإله) المتحول بين عبادات الشعوب
القديمة وصاحب الضربة تحت الزنار. كما حلت المشكلة لأصحاب
المشروع (التوراتي) أن يشرعوا وعد بلفور، ليقيموا كيانهم
الصهيوني فوق أرض فلسطين ويطلقوا عليه تسمية (اسرائيل). كما
حلت المشكلة لبعض علماء السوء من الذين نهلوا، أو من الذين
مازلوا ينهلون من هذه الأكاذيب والضلالات قصصا تناولوها في
شروحات وتفسير بعض الآيات القرآنية التي ذكرت بني إسرائيل. وفي
ذلك يقول الأكاديمي المتخصص في الدراسات التوراتية عبد المجيد
همو،الآتي:" أخذت الإسرائيليات في تفسير القرآن حيزاً
كبيراً عند المفسرين، ولقد إتبعوا ما قالته
التوراة حرفاً بحرف وكلمة بكلمة،
معتمدين أقوالها من خلال بعض اليهود الذين أعلنوا إسلامهم كوهب
بن منبه وكعب الأحبار وابن جريح وعبد
الله بن سلام. فقد نقلوا ما في التوراة إلى العلماء ليفسروا
الإسرائيليات وإعتمدها العلماء المسلمون،
لأنهم عَدُّوا اليهود (أهل كتاب) مع الإعتراف
بأن هذا الكتاب محرف ومزور. ولكن العجب من
أنهم نقلوا عن اليهود أشياء لا يقبلها
العقل ولا يقرها المنطق". وأعتقد حتى لو سلمنا بحقيقة إسلام
الأسماء سابقة الذكر، فذلك لن ينفي حقيقة وضاعة وسخافة المصدر
الذي نهلوا منه، وتفاهة الذين حتى اليوم مازالوا يرددوا عن
جهالة بأن اليهودية التي لم يأتي بها سيدنا موسى عليه السلام،
والقائمة على كل هذه القصص الساقطة أخلاقيا ودينيا وتاريخيا
بأنها دين سماوي، وأن أتباعها من الذين هم أكثر العالمين فجورا
بأنهم أهل كتاب، وأن اللص (يعقوب التوراة) هو نفسه النبي يعقوب
عليه السلام، أو هو ذاك الرجل الصالح اسرائيل الذي ذكر وقومه
في القرآن الكريم... --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م