|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
بدون تعليق
دماء شهداء صبرا وشاتيلا تلعنكم!
:
آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين إفترشوا الأرض عنوة ومن دون
سابق إنذار، وناموا في سبات أخير بعد أن فارقت أرواحهم الطاهرة الأجساد
المتقطعة الأطراف والمفتوحة البطون والمُكسرة الأضلاع والجماجم، عيون
شاخصة في هيبة الموت الرهيب، تسبح في أفق بعيد بعد أن خلعت فؤوس وحراب
القاتل (التوراتي) عنها عبائة الذكريات المتأرجحة بين توديع شهيد
وإستقبال آخر في أنفاق القرار المستقل المغلف بالبترودولارات... شارع
واحد وعدة زواريب وملايين القصص جمعت فقراء صبرا وشاتيلا على حلم
التحرير والعودة، كما جمعت أطفال كانوا في عمر الورد يحلمون وينشدون
التحرير غايتنا. فلكل طفل من أطفال صبرا وشاتيلا حلم خاص وثورة تحدي
وكبرياء كان من الممكن ان يرويها، او يوثقها لو لم يكن من عداد
المقطعين في تلك المجزرة الرهيبة. ولعل بعضهم كان يود ان يلتأم بثدي
أمه المقطوعين والمبعثرين حول رأسه المقطوع ينتظر منهما قطرة حليب،
علها تعيد تركيب الحكاية من جديد... أطفال أنجبتهم الذاكرة المضيعة بين
زواريب المخيم ومقبرة المنسيين، أو المغيبيين عن (سلام الشجعان)،
وذهبوا دون بصماتهم ومازالت أصوات صرخاتهم تعيد جمع أشلاء من تبقوا في
إنتظار مجزرة جديدة... أطفال سلخ جلد بعضهم قبل أن يرحلوا عراة من كل
شيء، حتى من حقوق الطفولة التي لم يعرفها إبن المخيم، وحتى من صمت
أكواخ الزنك التي يؤرق هدوئها زخات المطر الشديد. أطفال كبروا وسط
العشوائيات الفقيرة وقانون حرمان آبائهم من حق ممارسة المهنة على ضفاف
الروائح المنبعثة من عبارات المخيم، وتحت مؤثرات لصوص القضية ومفسدي
أجهزتها التي مارست كل انواع الفساد داخل المجتمع الفلسطيني. أطفال
تركوا خلفهم كل الذكريات الجميلة من لعبة (طاق طاق طاقية)، إلى لعبة
وقعت الحرب... لكنهم رحلوا من دون أن يدركوأ أن الحرب حقا وقعت على
رؤوسهم ورؤوس أحبائهم، ورؤوس كل يحلم بالعودة للارض والبيارة ونشيد
الحادي والهوارة. وخصوصا بعد طرح مشروع فهد للسلام (الأمير الذي اصبح
ملكا فيما بعد). قبل اشهر من هذه المجزرة إنعقد مؤتمر فاس لمناقشة هذا
المشروع الذي رفضته القيادة الفلسطينية التي إستشهد جميعها قبل اوسلو،
وبعد خمس ساعات من إفتتاح المؤتمر توقفت أعماله بشكل مريب، وذهبت
الوفود بإنتظار العودة إلى فاس من جديد، وبعد أن تهيأ الظروف الملائمة
لإكمال جدول أعماله المخصص فقط للموافقة على مشروع الأمير فهد. قيل
حينها أن فاس سوف تكون فؤؤوس على رؤوس الشعب الفسطيني! وأتيحت هذه
الظروف وهيأت الفؤوس وكل معدات التدمير والقتل والإبادة وإعادة إعمار
ما دمرته الحرب، بعد أن تم تمويل كل عمليات الإجتياح الصهيوني للبنان
من قبل نفس الجهات التي تمول اليوم كل عمليات تقسيم المقسم كما تمول
سلطة بضع وطن قائم على التفريط بكله... سُأل الحاج إسماعيل (القائد
العام لقوات الثورة الفلسطينية في الجنوب البناني، والذي أصبح برتبة
فريق في بضع وطن) كيف لذت بالفرار وحاملا معك كل ما هو ثمين في قصرك،
وجعلت كل من هم في قيادة غرفة العمليات المشتركة يفرون خلفك كالفئران
المذعورة، إلا البعض من الذين تبين أنهم ضباط في جيش الدفاع
(الإسرائيلي)؟... ثم كيف تترك المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني
من دون حماية قوات الثورة الفلسطينية، ليسويها شارون مع ساكنيها في
الأرض، وليأخذ المحتل ما تبقى من الأحياء الى معسكر أنصار. ولعله سأل
هذا السؤال مرات عديدة أينما حل في فنادق وملاهي تضييع الكفاح المسلح
في العواصم العربية. لذلك كان الرجل حريص ومحتاط جيدا لمثل هكذا أسأله
قد تنغص عليه اوقات استجمامه. ومن أجل ذلك كان يخبأ برقية في شنطة
صغيرة يخرجها عند الإحراج. ويقول: إنظروا انه قرار من القيادة العامة
لقوات الثورة الفلسطينية تأمرني بالإنسحاب، وهذا توقيع القائد العام
عليها. لم يدري أهلنا في كل مخيمات الجنوب اللبناني وما تبقى من ضحايا
ناجين من مجازر مخيمات تل الزعتر وضبيّ والمسلخ السابقة، من الذين
وجدوا بيوت آمنة في منطقة الدامور والنبطية، بأنهم كذلك سيذبحون جميعا
من جديد بعد إنسحاب من تسلط على قرارهم الوطني، وأعلن نفسه ممثلا شرعيا
ووحيدا لهم، ليتركهم وحيدين يقاتلون بأجسادهم وبعض أسلحتهم الفردية
همجية الترسانة العسكرية الصهيونية وأسلحته المحرمة دوليا. كما ترك
أهلنا في مخيميّ صبرا وشاتيلا وحيدين أمام مخططات (التوراتيين) ووحوش
الطائفية الحاقدة يقطعونهم بفؤوس فاس التي أنجبت أوسلو، ومن دون أن
يدافع عنهم (ممثلهم الشرعي) الذي ورط كل أهلنا في الحرب الطائفية في
لبنان، هذه الحرب التي لم يكن لهم فيها لا ناقة ولا جمل، والبعيدة كل
البعد عن جبهات المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني، كما ورطتهم في
حروب عديدة لم تستثمر في إتجاه تحرير فلسطين كل فلسطين. وصمدت بيروت ضد
الإجتياح الصهيوني لها، كما صمدت جداريات فتحية وايوب في كل ليلة من
ليالي صمود العاصمة اللبنانية، التي كانت تقصف بعنف شديد وعلى مدى
شهرين متواصلين. ودخل المبعوث الأمريكي (لسلام الشجعان) فيلب حبيب على
خط المفاوضات، ليجرى صفقة إخراج القوات الفلسطينية من بيروت، كما
ليخرجها من خيار الكفاح المسلح تمهيدا لتوقيع إتفاقيات أوسلو المذلة.
ولتترك صبرا وشاتيلا فريسة أمام ما خطط لها الحاقد (التوراتي) من
عمليات إبادة، ويكون مصير ساكنيها كمصير أهل كل المخيمات الفلسطينية في
الجنوب (أو في نهر البارد في الشمال فيما بعد)من الذين سيتم في أوسلو
الإعتراف بأن أراضيهم هي دولة (إسرائيل). لكن ما يجهله بعضنا ان بعد
خروج المقاومة من بيروت أكمل مؤتمر فاس جلساته، ليتم الموافقة على
مشروع فهد الذي اصبح المشروع العربي للسلام. وبعد أن
نظم جنود (التوراة) بقيادة أريل شارون ورفائيل إيتان وأمير دوري تهيأة
مسرح الجريمة في صبرا وشاتيلا بتاريخ 16\9\1982. وخلال يومين أوكلوا
مهمة التنفيذ لمليشيات الكتائب وخصوصا لسمير جعجع الذي إستقبله مصافحا
ومسامحا الناعق زورا بإسم الشعب الفلسطيني محمود عباس (بحسب الصورة
المرفقة)، ومليشيات النمور التابعة لكميل شمعون، وحراس الأرز التابعة
لإيتان صقر، ورجال جيش لبنان الجنوبي التابعين لسعد حداد. فبعد أن إحتل
جنود (التوراة) القسم الغربي من بيروت في 15\9\1982، وفي السادسة من
مساء اليوم التالي بدأ تنفيذ المجزرة التي إستمرت نحو 40 ساعة... عرضت
مجلة
ديرشبيغل الألمانية (14/2/1983) شهادة لأحد مجرمي هذه المجزرة، قال
فيها:" التقينا في وادي شحرور الواقعة جنوب شرقي بيروت. معظمنا أعضاء
في حزب الكتائب وكنا نرتدي الزي العسكري بما فينا المنتمون إلى حزب
الأحرار. وحضر نحو اثني عشر اسرائيلياً بالزي الأخضر ولكن بدون أية
علامة تشير إلى رتبهم، يحملون الخرائط ويتكلمون العربية بشكل جيد،
تحدثوا عن مخيمات الفلسطينيين وبالتحديد مخيمي صبرا وشاتيلا، وبقينا
لساعات ندرس الخرائط... وحوالى الساعة الثانية والعشرين (العاشرة
ليلاً) أقلتنا شاحنات عسكرية أميركية إلى مستديرة المطار. كان بعض
الاسرائيليين بلباس الكتائب اللبنانية التحقوا بمجموعاتنا. وأوضح لنا
المسؤولون انه من الأفضل عدم استخدام الأسلحة (استخدام الفؤوس والحراب
التي تقتل دون ضجيج)، ومعكم فقط ثلاث ساعات ويجب ان يكون كل شيء قد
انتهى. أحد مسؤولي الكتائب بقي للاتصال المباشر مع الاسرائيليين على
مداخل المخيمات. أحد المقنعين قادنا من فوق حاجز ترابي بالقرب من
السفارة الكويتية. همس من خلفي إقفز هناك كوخ صغير، فتحنا الباب عنوة.
كان بالداخل رجل مُسنّ وزوجته وولدان بسن الخامسة عشرة والسادسة عشرة
يستمعون للراديو، أوقفناهم تحت السلاح وبدأنا التفتيش عن أسلحة، أحد
الأولاد صرخ بنا كلاب اليهود، ظنّ نفسه شجاعاً هذا (الملعون). واحد منا
أدخل حربته في قلبه. كان عملاً سريعاً وهادئاً مثلما أُمِرنا. لكن لم
نستطع تحاشي صراخ العجوزين والولد الآخر، تعجبنا من صراخهم رغم أننا لم
نقم بأي عمل يؤذيهم، جرهم رفاقنا إلى الخارج باتجاه الشاحنات المنتظرة،
لكن لا أدري إذا كانوا قد وصلوا. بعدها التقينا بعض الرفاق الذين
امتثلوا ايضاً للأوامر بعدم اطلاق النار، حيث استخدموا بدل الرصاص
الحراب والسكاكين، جثث مضرجة بالدماء ملقاة في الشوارع وعلى مداخل
البيوت، لكن صراخ وبكاء النساء المجانين كاد يفضح سرية عملنا، وهذا
الصراخ كان بمثابة الإنذار لباقي سكان المخيم. فجأة أطلق نار، بعض
الأولاد من الفلسطينيين المسلحين تمركزوا في شمال مخيم شاتيلا وأطلقوا
علينا النار، كما انهم استخدموا البازوكا، أحد رفاقي فقد ذراعه اليسرى،
اضطررنا للتراجع لأنه لا مجال لإنهاء هذه العملية خلال ثلاث ساعات. مرة
أخرى التقيت المستشارين الاسرائيليين الذين سبق والتقيتهم في اجتماعنا
السري، أحدهم يستعمل جهاز (الووكي توكي). أعادنا إلى مدخل المخيم.
دقائق معدودة بعد ذلك بدأت المدفعية الاسرائيلية بقصف شديد ومركز على
المخيم المتمرد. بعدها تقدمنا مجدداً إلى المخيم حيث حصلنا على مساعدة
الاسرائيليين الذين أناروا المنطقة بالقنابل المضيئة لتحديد الصديق من
العدو، مشاهد مروعة أخذت تظهر مدى مقدرة الفلسطينيين. بعض المسلحين
اختبئوا خلف بعض الحمير في طريق ضيق شمال المخيم، ولسوء الحظ اضطررنا
لاطلاق النار على هذه الحيوانات المسكينة كي نستطيع قتل الفلسطينيين
المختبئين خلفها. لقد تأذت مشاعري عند سماع صراخ هذه الحيوانات
الجريحة".
وبينما استمرت المذبحة طوال يوم الجمعة وصباح يوم السبت أيقظ المحرر
العسكري الصهيوني رون بن يشاي إرييل شارون وزير الدفاع في حكومة مناحم
بيجين ليبلغه بوقوع المذبحة في صبرا وشاتيلا فأجابه شارون( صديق محمود
عباس الذي كان ضيفا مستمرا على جلسات الشواء في مزرعته المغتصبة) ببرود
(عام سعيد). وفيما بعد وقف القاتل بيجين أمام الكنيست ليعلن باستهانة
(جوييم قتلوا جوييم... فماذا نفعل؟). وقد أدت هذه المذابح إلى استشهاد
3297 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وأستخدمت الفؤوس
والبلطات والسواطير والسكاكين لتهشيم الرؤوس وقطعها، والتمثيل
بالأجساد، فضلاً عن إغتصاب النساء والفتيات. وتلذذ المجرمون بقتلاهم،
وخصوصاً بقتل الأطفال والتمثيل بهم. ويذكر الكاتب جواد الحمد في
كتابه (المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني 1948-2000- مركز دراسات
الشرق الأوسط)،
الآتي:"
وجدت في أحد البيوت جثة طفلٍ رضيع قطعوا أعضاءه، ثم صفوها بعناية على
شكل دائرة، ووضعوا الرأس في الوسط". امام هذه المجازر التي ارتكبت في
صبرا وشاتيلا وكل المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث كان المنفذ هو ذاك
الباحث عن إعتراف فلسطيني بشرعية إغتصابة للأرض الفلسطينية، وإن كان
أحيانا المنفذ لبعض جرائمة المختلفة الاسباب والتفاصيل عملاء أتقنوا
تنفيذ مهماتهم. ألا يحق لنا أن نكشف حقيقة المساهمين الآخرين!...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م