|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
أما بالنسبة إلى الطرف الثاني شريك نابليون بونابرت الذي سعى
لإعادة الإعتبار إلى الكرسي البابوي وهو بولس الأول قيصر
روسيا، فقد قتل بوحشية كاملة من قبل مجموعة من الضباط الذين
وقعوا فريسة بأيدي المرابين اليهود. وكانت كلمات بولس الأخيرة
وقبل أن يفارق الحياة، الآتي:" ماذا فعلت ...". ذكر
سبييريدوفتش في كتابه (حكومة العالم الخفية)، الآتي:" عمل
القيصر بولس الأول على إعادة توحيد الكنيسة الشرقية
الأرثوذكسية مع الكنيسة العالمية، طمعا بتوجيد ثلثا مسيحيي
العالم. ولهذا وضع المرابون خطة من أكثر الخطط شراسة ضده.
فأرسلوا عددا من ماسوني الثورة الفرنسية (اليعاقبة) إلى سانت
بطرسبورغ، ورشوا معظم الرجال المحيطين بالقيصر". وبعد ذلك تم
البدأ في تنفيذ عملية إغتيال القيصر، من خلال وضع معلومات
مغلوطة أمام الأسكندر إبن القيصر، مفادها بأن والده بولس يحسده
على شعبيته، ويخطط لنفيه إلى سيبيريا. بينما وضعت معلومات أخرى
أمام القيصر مفادها بأن الإسكندر يخطط للقضاء عليه. لذلك وقع
بولس أمر بإعتقال إبنه ليحول دون جريمته المتوقعة. فعرض عملاء
المرابين اليهود أمر الإعتقال على الإسكندر وأقنعوه بالموافقة
على عزل والده لكيّ لا يتم نفيه إلى سبيريا، بعد أن أكد له
المتآمرين بأن والده القيصر لن يمس بسوء. وهكذا نفذ المتآمرون
عملية إغتيال القيصر بوحشية من دون أن يحرك إبنه الإسكندر مجرد
ممانعة لذلك. ولنفس الهدف قُتل القيصر إلسكندر الأول، بعد أن
كان قد توصل إلى إتفاق الحلف المقدس في تاريخ 26/7/1815م، مع
فريدريك وليم الثالث ملك بروسيا، وفرانسيس الأول إمبراطور
النمسا، حيث إلتزم بموجبه القادة الاوروبيين بأن يحكموا
رعاياهم بمباديء الكنيسة المسيحية. وكان الإسكندر الأول قد عبر
عن إحترامه للكنيسة الكاثوليكية، مقتنعا بأن مبادىء
الأرثوذكسية والكاثوليكية الأساسية واحدة، وأن سبب الإختلاف
بينهما يعود إلى عملاء اليهود الذين سعوا في تأجيج الإنقسام
بين الكنيستين. لكن مع ضم روسيا أجزاء من بولندا في عهد كاترين
الثانية، إرتفع عدد اليهود في روسيا، وأخذوا يشكلون قوة ضاغطة
على الإقتصاد الروسي، ومنها على الحياة الإجتماعية والثقافة.
وقد قام المرابون اليهود في تمويل مجموعات عديدة للعمل على
إفساد المعتقد المسيحي داخل الكنيسة الارثوذكسية، من خلال نشر
إرساليات بروتستانتية (كما فعلوا في العلم العربي) تدعوا
المسيحيين الروس إلى الرجوع للعهد القديم (التوراة). والحقيقة
أن هذه الإرساليات إنتشرت بسرعة كبيرة في القرى والريف الروسي
وبعض المدن، جاذبة إليها الفقراء من الفلاحين والعمال وصغار
التجار الذين منهم أخذت تظهر الحركات المناوئة للقيصرية
وللكنيسة الارثوذكسية معا، حيث أثمرت هذه الحركات إلى تأسيس
وعيّ رافض للحكم القيصري، ما لبث أن تطور الى تأسيس مجموعة من
حركات التمرد والعصيان ضده، كل ذلك لعب دورا في تجهز الحاضنة
لتفجير الثورة الشيوعية التي قضيت على القصرية والكنيسة معا.
لكن السلطات الروسية تنبهت حينها إلى خطورة هذه الإرساليات
الممولة جيدا من المرابين اليهود، فأصدر مجلس الوزراء في عام
1823م، قرار نص على الآتي:" يجب إدخال رؤساء المذهب المتهود
ومعلميه في الخدمة العسكرية، ومن لا يصلح للخدمة يرسل إلى
سيبيريا. وينبغي طرد كل اليهود من المقاطعات التي ظهرت فيها
الحركة". إستغل المرابون اليهود هذا القرار للبدأ في حملة
إعلامية ضد القيصر. ليتم بعدها تمهيد الظروف لقتله والتخلص من
نظام حكمه. وبالفعل تم تسميم القيصر بطعام تناوله في كنيس
يهودي يحتوي على سم الأكواتوفانا الرهيب، ليفارق الحياة في
1/12/1825م. وهكذا قتل القيصر الإسكندر الأول بسبب مشاعره
المسيحية الصادقة التي جعلته يَأمَنْ لليهود. ويتناول طعامه في
إحدى كُنسهم، ظناً منه أنه يساوي بالمعاملة بين رعيته ( لعل
ذلك قد ينبه كل عملاء السلطة الوطنية الفلسطينية وكل المطبعين
مع المحتل، من الذين يسمرون في مطاعم وفنادق وبارات العدو، على
ما سوف يكون مصيرهم بعد إستنفاذ المهمات المطلوبة منهم).
ليستلم عرش روسيا بعده نقولا الأول، والذي شهد عصره فترة تقارب
بين بريطانيا وروسيا. وخصوصا بعد أن صرح ملك بريطانيا جورج
الثالث، بالآتي:" كل إنجليزي مخلص يجب أن يكون روسيا مخلصا،
كما أن كل روسي مخلص يجب أن يكون إنجليزيا مخلصا"( حكومة
العالم الخفية- شيريب سبيريدوفيتس- دار النفائس- ص56). ولكيّ
يعكر المرابين اليهود على الملك والقيصر صفوة هذا التقارب الذي
هدد مجمل المخطط (التوراتي) بالفشل. أوعزوا إلى عميلهم
ديزرائيلي لكيّ يطرح شعارا مضادا يقضي على آمال التقارب
البريطاني الروسي، فأطلق الشعار التالي: أن روسيا العظيمة خطر
على بريطانيا العظمى. لتبتدأ الصحافة البريطانية بعد ذلك العمل
على شحن الرأي العام البريطاني والأوروبي بشكل عام والعثماني
بشكل خاص، ضد المطامع القديمة لروسيا العظمى في المياه
الدافئة. حيث شكل ذلك البؤرة الخصبة التي عمل عليها المرابين
اليهود لإطلاق حملة منظمة ومركز في كل وسائل الإعلام ومراكز
الابحاث والدوائر الدبلوماسية والفكرية والثقافة، تحذر من
الخطر الداهم على السلطنة العثمانية والذي قد يجعل من روسيا
دولة عظمى تخشاها كل اوروبا. لتأسس هذه الحملة الهادفة مجموعة
من الحروب، إبتدأت بحرب القرم بين روسيا والسلطنة المدعومة من
بعض الدول الغربية. لتكتمل بعد ذلك ضد بقية الدول الموقعة على
إتفاق الحلف المقدس (بروسيا و النمسا)، لتنتهي بعد ذلك بتوحيد
ألمانيا المخطط لها أن تقود بعد ذلك مجموعة من الحروب
العالمية....
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م