لغتنا تواكب العصر

ملوك وشيوخ الناقات الجربة : 1- ملوك وشيوخ الناقات الجربة

أمام اليمن السايق أحمد بن يحيى ملوك وشيوخ الناقات الجربة : 1- ملوك وشيوخ الناقات الجربة :   من المعروف أن أمام اليمن السايق أحمد بن يحيى حميد الدين، قد أجرى مفاوضات مع اللجنة (اليهودية الأمريكية الخيرية) من أجل إتمام صفقة تهجير جماعي ليهود اليمن الى فلسطين. والتي إنتهت بالإتفاق على دفع رشوة ضخمة للأمام، مقابل تهجير خمسون ألف منهم إلى فلسطين. لتبدأ بذلك إحدى أضخم عمليات تجميع لليهود في فلسطين، والتي حملت إسم (على جناح النسر). حيث أفضت هذه الصفقة في النهاية عن إقلاع ثلاثمائة وثمانون طائرة أمريكية وبريطانية، حملت ما يقرب من خمسين الف يهودي إلى فلسطين. والغريب في الأمر ان يقف إمام اليمن في المطار مودعا مواطنيه من اليهود قائلا لهم:" إن لم تعجبكم الحياة في (إسرائيل) فيمكنكم العودة الى اليمن متى شئتم". فهمس في أذنه أحد زعماء اللجنة اليهودية الأمريكية، قائلا له: أن هذا ليس في صالح الإتفاق، فتراجع الإمام عن قولة، وأعلن:" لا يمكن لأي يهودي من العودة إلى اليمن تحت أي ظرف ". لتتالى بعد ذلك رحلات ارسال اليهود من كل الكيانات العربية والإسلامية إلى فلسطين. فعلى سبيل مثال أرسلت مصر والسودان 65 ألف يهودي، وأرسلت المغرب 483 ألف يهودي، وأرسلت تونس والجزائر 124 ألف يهودي، وأرسلت ليبيا 77 ألف يهودي، وأرسلت العراق 267 ألف يهودي، وأرسلت اليمن 250 ألف يهودي، وأرسلت إيران 126 ألف يهودي، وأرسلت تركيا 91 ألف يهودي، وأرسلت الهند وباكستان 98 ألف يهودي. فيكون بذلك مجموع ما أرسلته هذه الكيانات العربية من اليهود قد تجاوز المليون ونصف، والذي شكل حينها ما يقارب من 60 بالمائة من عدد المغتصبين اليهود للأرض الفلسطينية. الأمر الذي يشير إلى أن حكام الكيانات العربية الذي جعلتهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة بضع وطن مظلة حماية للقضية الفلسطينية، هم من تولى إقامة الكيان الصهيوني ورعايته وحمايته وبمدة بالجسم البشري الذي ارتكب معظم المجازر ضد أهل فلسطين. ولمعرفة الدور الحقيقي لحكام للكيانات العربية في حماية الكيان الصهيوني وكبح تطلعات الشعب الفلسطيني في تحرير ارضه سافتح ملف هو الأخطر بين الملفات المفتوحة، وسيكون عبارة عن سلسلة مقالات عنوانها: ملوك وشيوخ الناقات الجربة. واعتقد إن كشف الدور المشبوه والمخزي الذين لعبه جميع الحكام العرب لصالح المشروع (التوراتي). قد يساعدنا على تقويم الخلل الذي رافق حركة النضال الفلسطيني، وخصوصا بعد إنتصار المقاومة في غزة التي بينت حقيقة ومعنى المقاومة، كما كشفت حقيقة تلك القيادة التي ضيعت خيرة شباب الأمة في صراعات جانبية لم تستثمر في تحرير فلسطين. لذلك أضم جهدي المتواضع إلى كل الجهود الخيرة التي سعت لكشف حقيقة هذه العائلات التي شكلت لها كيانات على مقاسات الوظائف المكلفة بها في المشروع (التوراتي). عل ذلك قد يساعدنا في حل اللغز الخفي الذي وقف خلف تأسيس جامعة الدول العربية فيما بعد، كما يوضح لنا طبيعة المهمة التي كلفت بها هذه الجامعة في تهجير أهل فلسطين قبل النكبة وأثناؤها، كما يبين أبعاد النهج التفريطي التي إتبعته هذه الجامعة في تضييع حقوق أهل فلسطين بعد النكبة. وخصوصا بعد أن ذابت الطروحات الوحدوية لهذه الجامعة، ضمن ما ذاب من الطروحات التي نادى بها القوميين العرب. لتكون ثمرة هذا الجهد مقالات أحدد فيها منذ البداية موقفا أدعي فيه أنني لست من كتاب تعظيم الوقائع أو تفخيمها. لأن ما سوف أكشفه هو ليس من نسيج الخيال لأطمح بذلك إلى التهويل، ولا من رجم الغيب لأقر بوجود المستحيل. بل كل ما أطمح إليه هو تبيان الحقيقة أمام شعبي والمدعومة بالوثائق والتحاليل، والتي أبحث عنها لأكشف ما يروج له من أباطيل وأضاليل وتبريرات لإضاعة كل الوطن. لأني أعتقد أنني في ذلك أقر بشرف الإنتماء لأقدس بقاع الأرض فلسطين، كما أعتقد بأن معرفة كل الجقيقة قد تنير دربا من دروب المعرفة امام شعبنا، وخصوصا أمام اولئك الذين يعتقدون بأن الدولة الفلسطينية قد تأتي بحماية الإجماع الرسمي العربي الخادم للمشروع (التوراتي)، او بحماية الشرعية دولية ومؤسساتها المحكومة بفلسفة الإسقاطات المرضية لكهنة (التوراة)، فتوضيح كل ذلك قد يجعلنا نتلمس حقيقة الصراع وابعاده الحقيقية وحقيقة الناعقين زورا بإسم الشعب الفلسطيني. وبالتالي نستطيع أن ندرك الطابع الوظيفي للكيانات التي تشكلت منها جامعة الدول العربية في المشروع (التوراتي)، والتي من صلبها خرجت منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964...     --------------------انتهت.   باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك فلسطيني من لبنان hosni1956@yahoo.com