اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 36- لن أسلم لكم شبراً حتى أبلغ مرتبة الشهادة
 


 
جيش نابليون بونابرت

 

 

 أقلام تحت الشمس : 36- لن أسلم لكم شبراً حتى أبلغ مرتبة الشهادة :

 

وهكذا هرولت نخبة جيش نابليون الممولة من المرابين اليهود، والمعتقده بأن العناية (التوراتية) تصاحبها لنقل (أبناء وبنات إسرائيل) إلى أرض فلسطين. لكن لم يكن في حسبان نابليون أن على أسوار مدينة عكا سيتوقف (إله الحواري) عن الهرولة، وسيسقط مجمل المشروع (التوراتي) الذي حمله إلى فلسطين. وتذكر وثائق هذه المرحلة أن بعد إنتصار الفرنسيين على المماليك في معركة الرحمانية ومعركة إمبابة، إرتكب جيش نابليون أبشع المجازر الدموية في الإسكندرية والقاهرة. فقد ذكر الجبرتي الذي أرخ هذه المرحلة، الآتي:" أن الفرنسيين أشعلوا النيران في الغيطان، وأرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة، وأخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم وإستولوا عليها، كما عاثوا خراب في الأزهر وضربوه بالقنابل، ثم دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته. وداسوا المصاحف بأقدامهم، وذبحوا أكثر من 2500، وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا. حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي". الأمر الذي يوضح خلفية أخلاقيات وقيم وثقافة الثورة الفرنسية، التي روج لها الكثير من رجالات النهضة والتحديث ومثقفي الأمة. ليتوجه نابليون بعد ذلك إلى فلسطين الهدف الأساس من هذه الحملة، فوصل إلى غزة ويافا في شباط من عام 1799م، وإرتكب فيهما وبعد إستسلام حاميتهما الإبادات الجماعية. وتشير الوثائق التي أرخت لحملته على فلسطين، بأن ضحايا هذه الإبادات (التوراتية) وصلت إلى أكثر من عشرة آلاف ضحية. والحقيقة أن مجازر نابليون في مصر وفلسطين كانت تحمل نفس البصمات (التوراتية)، التي حملتها الثورة الفرنسية بقيادة اليعاقبة ضد الفرنسيين. وهكذا توجهت جيوش نابليون المدججة بسلاح المرابين اليهود إلى عكا لتصطدم بأسوارها المنيعة، التي كانت آنذاك تحت إمرة القائد البوسني أحمد باشا الذي تجاوز عمره السبعين عاما (أطلقت عليه المراجع الغربية الجزار زورا لأنه فتك بقطعان نابليون). أعتقد نابليون ومنذ البداية أن مدينة عكا لن تصمد أمام جيوشه المدججة أكثر من يومين، لذا بادر إلى إرسال رسالة إلى أحمد باشا تنضح بالهمجية والعجرفة (التوراتية)، وكتب فيها:" إنني الآن أمام قلاع عكا، ولن يكسبني قتل شخص هرم مثلك شيئاً... لذا فأنا لا أرغب في الدخول معكم في معركة. كن صديقاً وسلم هذه المدينة دون إراقة الدماء". فأجابه القائد أحمد باشا بالآتي:" نحمد الله تعالى لكوننا قادرين على حمل السلاح، وقادرين على الدفاع. إنني أنوي أن أقضي الأيام القليلة الباقية من عمري في الجهاد ضد الكفار". فقرأ القائد العائد من خرافات قصص يوشع مع عماليق الواردة في (التوراة) رد أحمد باشا على رسالته، وإلتفت إلى ضباطه وقال بعنجهية القائد الذي لم يُهزم:" لقد أصبح من الواضح الآن أن هذا الشيخ الهرم سيكون سبباً في ضياع بضعة أيام منا... ولكن لا بأس، لا تقلقوا، سنكون بعد يومين في وسط هذه المدينة. سنلقنهم درساً لن ينسوه". وفي 19\3\1799م، بدأت أحدث المدافع التي أنتجتها الثورة الصناعية بتمويل من عائلة روتشيلد، تصب حممها البركانية على أسوار مدينة عكا، بهدف فتح ثغرة تسمح للجيوش الفرنسية من إقتحام المدينة. لكن عكا التي صمدت ضد أعاصير البحر وأمواجه العاتية، صمدت كذلك ضد قذائف مدافع نابليون المنهمرة على أسوارها بغزارة. وهكذا مرت الأيام والأسابيع والمدينة تُدمر الهجمات الفرنسية الواحدة تلو الأخرى. كان حماة عكا يسدون الثغرات التي تحدثها قذائف المدافع في الأسوار ليلا، وفي النهار يتصدون لهجمات جيش (اله الحواري) المسروق من ديانات الشعوب القديمة. حينها أدرك هذا القائد الذي إنهارت أمامه معظم حصون أوروبا المنيعة، كما سقطت أمامه الباباوية، حقيقة القوم الذي ذكرهم الملك الفرنسي لويس التاسع في مذكراته( إن أمة تؤمن بالجهاد لا تهزم...). عندها قرر إرسال رسالة أخرى إلى القائد أحمد باشا، يقترح فيها خروجه من عكا مع جيشه وأسلحته والتوجه إلى أية مكان يريده. فإستمع أحمد باشا لرئيس الوفد الفرنسي الذي نقل له الرسالة شفوياً حتى أكملها. وبعد صمت قصير، نظر إليه أحمد باشا وقال:" لم تقم الدولة العلية العثمانية بتعييني وزيراً وقائداً لكي أقوم بتسليم هذه المدينة إليكم. إنني أحمد باشا لن أسلم لكم شبراً من هذه المدينة حتى أبلغ مرتبة الشهادة، فإذهبوا إلى قائدكم وبلغوه ردنا". وما أن علم نابليون برد أحمد باشا حتى جن جنونه، وأمر بأن توضع المئات من المشاعل ليلاً على مقربة من أسوار المدينة، لكي يتم دك أسوارها ليلاً ونهاراً. ونجح القصف الشديد والمستمر في هدم بعض الأجزاء من السور. لكن هذه الثغرات لم تسعف قوات نابليون للقيام بهجومها الصاعق على المدينة، حيث كان أحمد باشا على رأس جيشه المرابط قد نصب للقوات الفرنسية الكمائن والشراك وأتقن في وضع الخطط الدفاعية التي أفشلت كل مناورات نابليون. فتقهقر الجيش الفرنسي وإنسحب إلى خارج الأسوار مخلفاً قتلاه وجرحاه في أرض المعركة. بعد أن تكبد خسائر لم يعتاد على مثلها في كل معاركه السابقة في أوروبا. وتكررت بعد ذلك الهجمات الفرنسية بوحشية أكبر لكن من دون جدوى، حتى بدأ اليأس والخوف يدب في نفوس القوات الفرنسية التي تكاثرت خسائرها حتى كادت تفتك بنصفها، وهذا ما أكدته إحصائية فرنسية حديثة ذكرت أن قوات نابليون خسرت في هذه المعارك 28 ألف قتيل أي أكثر من نصف قوات نابليون (الحملة الفرنسية تنوير أم تزوير- د. ليلى عنان). وأخيراً وبعد حصار الشديد دام أربعة وستون يوما، قرر نابليون في 21\5\1799م فك الحصار والانسحاب والعودة إلى فرنسا معلنا بذلك هزيمة أول مشروع يقوده المرابون اليهود لإقامة (مملكة إسرائيل) في فلسطين. الأمر الذي يؤكد أن أهل فلسطين هم من قضى على نصف جيش نابليون الغازي، وليس صحيحا كما روجت معظم المصادر المرتبطة بالدوائر الغربية ، أو الإستشراقية بأن الأمراض والأوبئة هي من دفعت بنابليون للانسحاب من فلسطين. فهل يتعظ من ذلك الناعق بإسم الشعب الفلسطيني ومجموعته من الذين اسقطوا الكفاح المسلح من حسابات أهل الرباط، أو أن هناك موقف آخر سيفرضه المقاومون في الأيام القادمة...

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster