|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
لكن أن تكرر القصة مع أبيمالك وليس مع فرعون. فذلك له علاقة مع
أي من (الآلهة) ستجري المقايضة على أرض فلسطين. (فالإله) الذي
عبده فرعون في هذه المقايضة لا يعني للكنعانيين شيئاً، لذلك لن
يكون طرفاً فاعلاً بهذه المقياضة، وإن كان حضوره مهم في
المشاهد (التوراتية) الأخرى. لكن هذا الأمر ليس له أهمية كبرى
في مجال تشريع إغتصاب فلسطين. ولإحداث هذا التشريع كان على
الكهنة من تكرار قصة الدياثة مع أبيمالك وليس مع فرعون. لإظهار
إيل (الإله) الذي عبده الكنعانيين على المشهد في المسرح
(التوراتي) لأهميته في هذه المرحلة من التدوين، لأن هذا الأمر
يمهد للكهنة بعد هذا الإظهار من العبور إلى كلمة إسرائيل، كون
أن جذر إيل هو أحد الجزور المركبة لكلمة إسرائيل. وهذا
الإحتمال هو الأقرب إلى منطق الكهنة الباحثين عن أرض فلسطين،
وما يؤكد ذلك أن (يعقوب إبن إسحق) هو بعينه الذي سيتحول في
المصارعة الوهمية مع (إله التوراة) إلى (إسرائيل). وكلمة
إسرائيل مشكلة من جزري (إسرا- ئيل) التان تعنيان بلهجات
المنطقة عبد إيل، وإيل بحسب ما إعتقد به بعض علماء الحديث هو
إسم الله في لهجات المنطقة، ليتم من خلال هذا الإعتقاد
الموائمة بين ما عبدته هذه العشيرة وهو ذاك (الإله) المركون في
حواري بابل، وبين ما عبدته بني إسرائيل التي كرمها رب العزة
بأنبياء ورسل مبجلين، وهذا ما سنكتشف حقيقته لاحقاً. لكن يخطأ
من يعتقد أن (إيل) هو إسم الله في اللغة العبرية، لأن هذه
اللغة لم تكن موجودة حينها، وحين إستحدثت أطلقت على (إله
التوراة) إسم (ءلهيم) وليس إيل، كما أن رب العزة في كتابه
العزيز لم يذكر العبريين بالإسم، أو يخص اليهود باللغة
بالعبرية. وأعتقد أن اليهود هم من كان وراء هذا الإدعاء. للقول
أن إيل الذي عبدته بعض المدن الكنعانية وأدعيّ بأنه إسم الله
في لهجات المنطقة، هو ذاته (إله التوراة) الذي عبدته العشيرة.
لكن ما يفضح هذا الإدعاء هو ما كتبه الكهنة على لسان (يعقوب)
في (سفر تكوين-28-20-21) الذي نص على الآتي:" إن كان هذا الإله
معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً
لآكل وثياباً لألبس ورجعت بسلام إلى بيت أبي يصبح لي إلهاً".
حيث يوضح هذا النص أن (يعقوب) حين قَبِلَ أن يكون عبد إيل
(اسرئيل) المجهول إليه، إشترط على إيل أن يقنعه بإلوهيته من
خلال توفير الطعام واللباس له في طريقه إلى بيت أبيه. الأمر
الذي يثبت أن إيل كان غريباً عن (يعقوب) كما هو الحال بالنسبة
إلى أبيه وجده. لذلك وضع هذا (الإله) تحت تجربة إثبات إلوهيته
أمام (يعقوب)، الأمر الذي يسقط إعتقاد بعض علماء الحديث أو كل
الباحثين في السردية (التوراتية) من الذين أكدوا أن (يعقوب
التوراة) هو إسرائيل، أو أننا واليهود نعبد إله واحد، ولعل
الكهنة حققوا (ليعقوب) في كتابهم شرطه في التحول إلى عبد إيل
التي تعني إسرائيل، إذ جعلوه يأكل في الطريق من نبات الأرض
ويكتسي بجلد الحيوانات النافقه. لذلك حين نام بعد عناء السفر
والهروب من أخيه: إستيقظ مبكرا وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه،
وأقامه عامودا وصب على رأسه زيتا. دعا إسم ذلك المكان بيت إيل
أو بيت الله (بحسب تكوين-28-18-19). لكن الغريب في ذلك هو أن
بيت إيل كانت مدينة مقدسة عند الكنعانيين قبل أن يدعي الكهنة
بأن (يعقوب) هو من أطلق عليها هذه التسمية. لكن هكذا أراد
الكهنة أن يدونوا في كتابهم ليتسنى لهم إطلاق عبد إيل على
(يعقوب) الذي أقنعه إيل (بإلوهيته). وهكذا دخلت لفظة إيل ضمن
مجمل مسلوبات (التوراة)، ليَعْبُر منها الكهنة إلى إسم
إسرائيل. هذا الإسم الذي حمله الرجل الصالح الوارد ذكره في
القرآن الكريم وأختصه رب العزة بآيات كريمة ذكرت قومه في عديد
من الأحداث. وفي ذلك يقول الكاتب (شفيق مقار- مرجع سابق-220)
الآتي:" من الحيل القميئة الغريبة التي تثير الشفقة في كتابات
الباحثين الأمميين لما تفصح عنه من عبودية فكرية وإنصياع
للتلفيقات التي لجأ إليها الشطار من اليهود طلباً للتعمية
والتمويه عن وقائع كاشفة من تاريخ التيه الديني، حيلة تحريف
إسم بيت إيل بإدماج المقطعين لإخفاء إسم إيل لتصبح الكلمة بتل.
بقصد إخفاء عبادة إيل الذي عبده الكنعانيون". الأمر الذي يشير
أن تسمية إيل سطى عليها الكهنة من عبادات الكنعانيين، كما سطوا
على إسم الرجل الصالح إسرائيل، ليخصوه بمعتنقي مذهب عزرا من
اليهود...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م