|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
ما يلفت الإنتباه في النص الوارد في (سفر تكوين-20-1-7) سابق
الذكر، هو إعتراف كهنة (التوراة) بالثقافة العالية التي يتمتع
بها أهل فلسطين وخصوصا ابيمالك ملك جرار. حيث مثلت هذه
الأخلاقيات حقيقة ثابتة لم يستطع الكهنة العبور عنها، أو
إنكارها، أو تشويهها بفضل ما علق في الذاكرة الجماعية لشعوب
المنطقة القديمة عن أخلاقيات أهل فلسطين بجميع التسميات التي
أطلقها عليهم المؤرخون الجدد، أو بفضل ما تركه أنبياء الله
ورسله في الأرض المباركة من رسالة ربانية عظمت من مكارم
الأخلاق، ورفعت من قيمة الفضيلة والتسامح بين الممالك
المتصارعة على إمتلاك أرض خصبة، أو على إمتلاك معدن في تلك
الأرض كان حينها نفيساً، أو للسيطرة على مرتفع ممكن أن يعطي
ميزة أفضل في الدفاع ضد المتسللين، أو العابرين بين حدود
الممالك ينشرون الفوضى والإضطرابات بينها. ولعل الكهنة أرادوا
بذلك أن يجاروا واقعا كان ملموسا وشكل عرفاً تناقلته الشعوب
القديمة حول مكارم أخلاق أهل فلسطين، معتقدين أن ذلك قد يعطي
مصداقية أكبر لحكاياتهم الساقطة والفاقدة لتلك المصداقية،
للعبور منها إلى وضع يسمح لهم الموائمة بين حقيقة كرم أهل
فلسطين التي مثلها أهل جرار، وبين نوعية الإبتزاز وحجم المردود
الوفير الذي سيحصل عليه (أبراهام) من عرض زوجته الهرمة على
ملكها. لذلك لم يستطع كهنة (التوراة) وهم يدونون نسب العبور
الكاذب إلى سلالة الأنبياء، من إنكار هذه الحقيقة الثابتة
والمحفورة في الذاكرة الجماعية لشعوب المنطقة، أو تشويه
أخلاقيات أبيمالك الذي كان في هذا النص أكثر رفعة وقيمة وشرفاً
من (نبيهم ابراهام)، أو من هرمته ساراي التي تجاوزت من العمر
الثمانين عاماً حين إدعت أنها أخت (ابراهام)، لتستفيد من ليلة
مجونية وكثيراً من العطايا. وبجواز سفر مؤقت يؤهلها وزوجها من
لجوء غربة في مملكة جرار الفلسطينية. لكن بمقابل هذا الكرم
الفلسطيني يبرز الحقد (التوراتي) على أهل فلسطين في نهاية هذه
القصة، حيث كافأ (إله الحواري) الكرم المنقطع النظير الذي مثله
الرجل الفلسطيني الطيب أبيمالك، بتغريمه بالعقم هو ونساء كل
بيته (بحسب هذه القصة الإفتراضية)، لمجرد أنه فكر بتزوج ساراي
الهرمة وسترها بين أهله بعد أن كانت معروضة عليه كعاهرة من قبل
زوجها (النبي ابراهام)، وهذا ما أكده (سفر التكوين-20 -18)،
حيث نص على الآتي:" لأن الرب كان قد حبس كل رحم في بيت
أبيمالك بسبب ساراي امرأة إبرام". لكن هل إنتهت الحكاية عند
هذا الحد، وإكتفى الكهنة بهذا السرد الممل والساقط وهم يربطون
نسب العشيره بأرض غربتهم. أم كان خراج الدياثة وفير، فقرر
الكهنة تكرار سردها في (التوراة) مع هرمة أخرى هيّ رفقة زوجة
(إسحاق). ليمثل ذلك المناسبة الثانية التي ربط الكهنة (إسحاق
والد يعقوب المتحول إلى إسرائيل) بأرض فلسطين، تمهيدا لمد جسور
العبور والهرولة لسرقة الأرض المباركة. وتعود قصة هذا الربط
إلى إصرار الكهنة بأن يسيروا (إسحاق) على خطى آباه في مشوار
الدياثة التي تأتي بالكسب الوفير، ليصنعوا منه كذلك (عظيماً)
يقنع الآخرين بنبوته، لذلك جعلوه يعرض زوجته الهرمة الأخرى
رفقة قبل أن يظهروها شاكية وباكية ونادبة حظها، على نفس الرجل
الطيب الذي حكم عليه (إله التوراة) بالعقم في قصة (أبراهام).
لكن بعد كل هذا التزوير الذي لا يقبله عقل سليم، أن يعترف
محمود عباس وزمرة عملاء التنسيق الأمني (المقدس) بهذه القصص
الوضيعة، ليدعوا حقا لليهود في إقامة دولة (إسرائيل) فوق أرضنا
الفلسطينية، فهنا تكمن الطامة الكبرى التي تفرض على أهلنا
الغاضبين والمنتفضين دعما لصود غزة العزة تصحيح هذا الخلل،
وإسقاط كل الناعقين والمروجين والعملاء في سلطة بضع وطن الذين
يمدون جسور الهرولة بإتجاه إقامة دولة (التوراة) على كل الارض
الفلسطينية ...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م