|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
والحقيقة أن كتبة (التوراة) قصدوا من تكرار عرض نساء
(الأنبياء) على الملوك، بهدف إظهار (إله الحواري) بمظهر الشهم
والمدافع عن عفة هذه النساء، اللاتي إستخدمن أجسادهن الذابلة
لإبتزاز الملوك المولعون بالغريبات الهرمات، للحصول على
المقابل الإفتراضي الذي كان يدفعه الملوك خوفاً من الإنتقام
الإفتراضي لهذا (الإله) المصنوع في حواري بابل، لذلك كان الدفع
سخياً بما لا يتلائم مع القيمة الفعلية التي تستحقه هذه
النساء. لكن أن يخاف الملوك ويرتعبون من (إله) يجهلونه ولم
يسمعوا عنه، والذي لم يكن في أي حال من الأحوال يعني شيئاً لهم
في عباداتهم، فلذلك قضية أخرى إبتدعها الكهنة وهم يدونون قصص
(التوراة) من الكم الهائل الذي سطوا عليه وجمعوه من قصص
وحكايات الشعوب القديمة. لذلك أظهروا تلك (الآلهة) وكأنها هيّ
ذاتها المدافعة عن شرف نساء (أنبياء التوراة) وليس (إله
الحواري). وإلا كيف نستطيع أن نبرر ما ينتاب الملوك من رعب
جراء دفع النساء الهرمات إلى سرائرهم، ليكتشفوا بعد ذلك أنهم
نساء (أنبياء التوراة) الذين لا يعنوهم في عباداتهم، كما أن
هؤلاء (الأنبياء) لم يأتوا إليهم بفضيلة واحدة تقنعهم بنبوتهم،
اللهم إلا إذا إفترض الكهنة أن الليله المجونية التي يعرضها
(أنبياء التوراة إبراهام وإسحاق) على الملوك هيّ فضيلة، ممكن
أن تقنع الآخرين بنبوتهم فيدفعوا إليهم أكثر بعد أن يرعبهم ذاك
(الإله) المجهول، فيرجعوا إليهم زوجاتهم خوفاً من ذلك المجهول
الذي سيؤرق عليهم نومهم. لتكون النتيجة مكافأة (نبي التوراة)
على فعلة الدياثة ومباركة هذا المجهول المتحول بين (آلهة
الشعوب). وهذا ما بورك عليه (أبراهام) بعد فعلته مع فرعون مصر،
بحسب ما ورد في (سفر التكوين-12-2-3) الذي ذكر الآتي:" وأجعلك
أمة عظيمة وأباركك، وأعظم أسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك
ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض". الأمر الذي
يجعلنا نتأكد أن هذا النهج الإسقاطي والمرضي الذي كرسه كتبة
(التوراة)، هو النهج الذي أخذت به العشيرة في مشوار هرولتها
لسرقة الأرض المباركة فلسطين، وهو النهج الذي أقرته الشرعية
الدولية وهدفت تعميمه على كل شعوب العالم. لذلك بعد المهمة
الناجحة في مصر جعل الكهنة (أبراهام) يكمل مشواره في الدياثة
إلى جرار الفلسطينية. ولا عجب بعد ذلك أن يكرر (أبراهام) نفس
صنعته الفاجرة مع ملك جرار أبيمالك. وهكذا بنفس الآلية
والوضاعة الكهنوتية يخبرنا (التوراة) بإصرار ودون ملل من
التكرار، أنه عندما حل (أبراهام) في أرض غربته كنعان (فلسطين)،
إدعى للمرة الثانية أن زوجته ساراي هيّ أخته، ليقدمها لأبيمالك
طمعا بعظمة يمكن أن يحصل عليها، بحسب ما ذكر في (سفر
تكوين-20-1-7)، الذي نص على الآتي:" وانتقل إبراهيم من هناك
إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وأشور وتغرب في جرار. وقال
إبراهيم عن سارة إمرأته هي أختي. أرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ
ساراي. فجاء (الله) إلى أبيمالك في الحلم بالليل وقال له ها
أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها فإنها متزوجة ببعل. ولم يكن
أبيمالك قد إقترب منها. فقال أمة بارة تقتل؟ فقال له (الله) في
الحلم أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضا
أمسكتك عن تخطأ إليّ لذلك لم أدعك تلمسها. فلآن رد إمرأة الرجل
فإنه نبيّ فيصلي (صلاة الديوث لإله الحواري) لأجلك فتحيا. وإن
لم تردها فإعلم أنك موتا تموت أنت وكل من لك". فيقول المسكين
أبيمالك (لإله الحواري) بحسب نفس السفر:" ألم يقل هو لي إنها
أختي. وهي أيضاً نفسها قالت: هو أخي. بسلامة
قلبي ونقاوة يدي فعلت هذا (وكأنه كان حينها يدافع عن برائته
أمام إلهه على الخط الساخن وليس أمام إله الحواري)". وهكذا
إستدعي أبيمالك قومه وعبيده وأخبرهم بما جرى معه. فأخذ أبيمالك
غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاهما (لابراهام). ورد إليه ساراي
أمراته. وبذلك بنى (أبراهام التوراة) عظمته بحسب ما ذكره
الكهنة في كتابهم من مردود الدياثة الذي جعله الكهنة وفيرا...
لذلك أمام كل هذه القصص الوضيعة التي أظهر الكهنة (أبراهام)
فيها وكأنه إمتهن فنون الرذيلة والمتاجرة بزوجته الهرمة ساراي.
نأكد على ما أشرنا إليه سابقاً عن حقيقة البيئة التي نهل منها
الكهنة همجيتهم التي أسقطوها على شخصيات (التوراة)، كما نأكد
لكل علماء الدين والفقهاء والباحثين والسياسيين وخصوصا من
إستسهلوا الخيانة وجعلوها خلاف بسيط بين ما يسمى أتباع
الديانات التي أصلها واحد، بأن (إبراهام التوراة) لم ولن يكون
في أي حالة من الحالات هو سيدنا ابراهيم ابو الأنبياء عليهم
جميعا السلام، وعلى ذلك المطلوب من الجميع أن يسقطوا من
إستخدامتهم البحثية او الفقهية او التداولية بأن أنبيائنا هم
نفسهم أنبياء اليهودية، أو أننا واليهود نعبد إله واحد....
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م