|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
ولعل كهنة (التوراة) أثناء كتابتهم النص الصبياني الذي ذكروا
فيه بأن عيسو باع بكوريته إلى (يعقوب) بصحن عدس، كانوا يبحثون
حينها عن لقمة عدس مسلوق يسدوا به رمق جوعهم، بعد أن عصرهم
الجوع في حواري بابل، فإرتقت عندهم الحاجة الآنية الملحة التي
تمثلت في الحاجة إلى صحن العدس، لتتساوي مع الحاجة المرجوة من
فلسطين إستراتيجياً في القيمة المعنوية. لذلك جعلوا من (يعقوب)
الذي سيحولونه إلى إسرائيل يقايض بصحن عدس بكورية أخاه (الذي
يمثل الآخر) المفترض والجائع الذي كان بالأساس هو من زرع وأنتج
العدس. من هذا المنطق علينا نفهم حقيقة الصراع القائم على سرقة
أرض فلسطين، وحقيقة النهج التفاوضي والتقايضي لمجموعة اوسلو
التي تسعى الى تحقيق هذا النهج التقايضي، وحقيقة المبتغي من
نتائج كل المفاوضات مع المحتل (التوراتي) لفلسطين. الأمر الذي
يدفعنا إلى أن نسأل رجالات الأجهزة الأمنية الذين تصدوا
بالرصاص لإنتفاضة أهلنا المباركة في بضع وطن قائم على تقايضات
التنسيق الأمني (المقدس). من أنتم من تاريخنا؟. ومن أنتم من
جغرافيتنا؟. ومن أنتم من حضارتنا وثقافتنا وأخلاقنا و نخوتنا
وعذاباتنا؟. ومن زرعكم لتمثلوا حقوقنا؟. والكل يعرف فسادكم
وإفسادكم داخل المجتمع الفلسطيني. فكيف يستقيم لهذه الحثالة
التي تنازلت عن الأرض، وخانت أمانة الرباط والأرض والعرض،
ونكلت بأهل فلسطين، وأطلقت الرصاص الحيّ على صدور شبابنا كما
زرعت الإحباط بينهم. وقتلت خيرة شباب الأمة في صراعات جانبية،
أقل ما يقال فيها بأنها أبعدت الشعب الفلسطيني عن أرضه أكثر.
بأن تمثل هذا الشعب الذي كرمه رب العزة بالرباط فيها إلى قيام
الساعة. والحقيقة التي نكتشفها من خلال هذا النهج التقايضي
الذي ينفذه محمود ميرزا عباس وعصبة عملائه المتأثرين بتلك
الخلفية (التوراتية) التي كرسها الكهنة في هذه القصة الصبيانية
من المقايضة،
هيّ أن فلسطين كانت بالنسبة للكهنة حينها
تساوي صحن عدس كما تساوي لمجموعة التنسيق الأمني اليوم الحفاظ
على مصالحهم وإمتيازاتهم ومرتباتهم وموازناتهم وتصريح للسهر في
منتجعات الفساد الصهيونية، الأمر الذي يشير إلى أن كهنة
(التوراة) كانوا حقاً مدمني جوع كما هو حال مطلقي الرصاص في
الأمس على إنتفاضة أهلنا في مدن بضع وطن، لذلك كثيرا ما جعل
الكهنة من الجوع مادة مساومة وإبتزاز مع (إله الحواري) الخاص
بهم، مثالاً على ذلك ما ورد في
(سفر العدد- 11-4-15):"
فعاد بنو
إسرائيل أيضاً وبكوا وقالوا من يطعمنا لحماً. قد تذكرنا السمك
الذي نأكله في مصر
مجاناً والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست
أنفسنا. ليس شيء
غير أن أعيننا إلى هذا المن ... فلما سمع موسى الشعب يبكون
بعشائرهم كل واحد في
باب خيمته وحمى غضب الرب جداً ساء ذلك في عيني موسى. فقال موسى
(مؤنباً) للرب لماذا أسأت
إلى عبدك؟ ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع
هذا الشعب عليّ؟
ألعلي حبلت بجميع هذا الشعب؟ أو لعلي ولدته حتى تقول لي إحمله
في حضنك كما يحمل
المربي الرضيع إلى الأرض التي حلفت لآبائه. من أين لي لحم حتى
أعطي جميع هذا الشعب.
لأنهم يبكون علي قائلين أعطنا لحماً لنأكل". لذلك لا تستغرب
أخي القاريء إن وجدت أن الوطن يقايض به بإغلاق بعض ملفات
الفضائح الأخلاقية والمالية لبعض القائمين على السلطة، كما
كانت النبوة في (التوراة) يقايض بها بصحن عدس أو بفجور (نبي)
أو بسمسرة (إله). وكأنها تركه بالإمكان الإستيلاء عليها
بالخفية والشطارة أو بالطرق المنحرفة، لتكون بعد ذلك ملك
حاملها أياً تكن الوسيلة المعتمدة في الحصول عليها، أو الصفات
التي يتحلى بها المستولي عليها. ورغم ذلك نستطيع القول أن هذا
السلوك التقايضي والإبتزازي عبر على ما كان يكنه (يعقوب) في
قلبه من حسد الذي مثل مثالا للرذيلة التي أقيم عليها الكيان
الصهيوني، على توأمه المفترض الآخر عيسو الذي مثل الآخر صاحب
الحق. وإن دل ذلك على شيء ليدل على أن (يعقوب) المراد تحويله
إلى (نبي) ومن ثم إلى (إسرائيل) لم يكن يتمتع بأية مؤهلات
أخلاقية، تجعل من قراء (التوراة) يقتنعون بكل محاولات الكهنة
تسويقه (كنبي). حتى لو تم النظر إلى هذه القضية من ناحية جدلية
بحته، وخصوصاً عند متابعة تلك المحاولات التي نجم عنها نسج
مؤامرة سرقة (البَرَكة) من عيسو بعد أن جعلوا بطلاها رفقه
و(يعقوب). فلا يجد قاريء (التوراة) نفسه بعد كل تلك المحاولات
أمام كتاب ديني يمجد الفضيلة ويلعن الرذيلة، بل يكتشف نفسه
أمام كتاب شيطاني يمجد الرذيلة ويعتدي على الفضيلة بكل أبعادها
ومعاييرها الأخلاقية، بعد أن يهدم فيها كل القيّم الإنسانية
التي فطر رب العزة عليها عباده. لكن هل سيسمح شعبنا لهذا
المحتل (التوراتي) ولعملائه من رجالات التنسيق الأمني بتسييد
الرذيلة في الأرض المباركة، أم أن هناك حقائق أخرى سيفرضها
أبطال الإنتفاضة على الأرض وفي الأيام القادمة، كما فرضها
أهلنا الصامدين في غزة العزة... --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م