|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
بعد ان خاض نابليون سلسلة من المعارك الناجحة التي إنتصر فيها
على مملكة سردينيا، وهزم جيوش البابوية في أنكونا، وأرغم
النمسا على عقد صلح ليون ثم عقد معاهدة كمبو- فورميو. تم
تكليفه من قبل المرابون اليهود الذين فجروا الثورة الفرنسية من
خلال تنظيم اليعاقبة بحسب ما تم توضيحه سابقا، في التوجه الى
فلسطين لإقامة (مملكة التوراة)، حيث ذكرت الوثائق التي تناولت
تلك الحقبة، بأن روتشيلد كان قد أصدر أوامرة إلى مراكز صناعة
السفن في ميناء جنوة الإيطالي، للعمل على بناء خمسمائة سفينة
عسكرية، شكلت القوة الضاربة للأسطول الفرنسي المكلف بإحتلال
مصر وفلسطين. من هذا المنطلق نستطيع أن ندرك من كان صاحب
المصلحة الحقيقية وراء حملة نابليون على فلسطين. ومن هذا
المنظور نستطيع أن نستشف أبعاد النداء الذي وجهه نابليون
بونابرت إلى يهود العالم، الذي حمل بعداً عقائدياً، كشف بشكل
جليّ تلك الخلفية (التوراتية) التي كانت تحرك القائد الفرنسي،
الذي إعتقد أن الثورة الفرنسية بكل ما تملكه من إرث فرنسا
الكاثوليكي المسيطر عليه من اليعاقبة، يمكنها من أن تنافس
للثورتين البريطانية والامريكية بكل ما تملكانه من إرث إصلاحي
بروتستانتي، أخذ على عاتقه الحصري نقل اليهود إلى فلسطين، بعد
أن إدعى أصحاب هذا الإرث بأنهم يمثلون عشائر بني إسرائيل الروح
المكلفين بنقل اليهود إلى فلسطين. وعلى أساس ذلك خاطب نابليون
يهود العالم بالإسرائيليون قبل أن تقوم (دولة إسرائيل)، مطلقاً
عليهم (ورثة فلسطين الشرعيين)، مسقطاً بذلك عن أهل فلسطين هذا
الحق بعد أن وصفهم بقوى الفتح والطغيان. واعداً يهود العالم
بعد أن إدعى بأنهم يشكلون قومية وشعب فريدا، بإعطائهم فلسطين
ليقيموا فوقها (مملكة إسرائيل) سابقاً بذلك وعد (الوطن القومي)
الذي سميّ بوعد بلفور بمئة وثمانية عشر سنة. الأمر الذي دفع
بمؤسسي الكيان الصهيوني في عام 1948 إلى إستخدام نداء نابليون
كذريعة لهم في إقامة (دولة إسرائيل). ونص النداء كان الآتي:"
من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية
الفرنسية في أفريقيا وآسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين. أيها
الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح
والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض
الأجداد فقط. إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين، وإن
لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل إشعياء ويوئيل، قد أدركوا ما
تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله سيعودون إلى صهيون
وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف.
إنهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حربا مهولة
يخوضها شعبكم بعد أن إعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن
الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم. لا بد من نسيان ذلك
العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل
إرادتكم لألفي سنة. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو
التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن
حقكم، ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل،
وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس
والعجز. إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي
بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد إختار القدس مقرا لقيادته،
وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي إستهانت طويلا
بمدينة داود وأذلتها. يا ورثة فلسطين الشرعيين. إن الأمة
الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها،
تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء. إنهضوا
وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء
الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفا لأسبرطة وروما، وأن
معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.
سارعوا إن هذه هي اللحظة المناسبة التي قد لا تتكرر لآلاف
السنين، للمطالبة بإستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم،
تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين، وهي وجودكم السياسي
كأمة بين الأمم، وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهوه،
طبقا لعقيدتكم، وإفعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد...
بونابرت". (كتاب إلياس الحويك- تاريخ نابليون الأول- عن
الجريدة الرسمية الفرنسية الصادرة في 20\4\1799). حيث نلاحظ
أن نابليون في هذا النداء تصرف وكأنه أحد قادة العشيرة
(التوراتية) الذي خطب فيها كغيرة من القادة الإفتراضيين التي
ذكرتهم السردية (التوراتية)، وذكر يهود العالم بقصص مملكة داود
وبطولات العشيرة الإفتراضة بحسب ما وردت في كتاب (التوراة)،
ليصل إلى نتيجة قالها وبصراحة شديدة، بأنه والأمة الفرنسية
التي تهجنت بالغواية (التوراتية) بعد الثورة الفرنسية، هيّ
صاحبة الحق بحمل (إرث العشيرة التوراتية) ونقل اليهود الى
فلسطين، وليس كما يعتقد البريطانيون والأمريكان وبقية المعسكر
الأنكلوسكسوني بأنهم أصحاب هذا الحق. ليكون نابليون بإعترافه
بأن اليهود يمثلون جنس وشعب قد سبق بذلك إعتراف الشرعية
الدولية والمعسكر الأنجلوسكسوني، وسبق ايضا إعتراف كل الموقعين
على إتفاقيات (سلام الشجعان)، من الذين إعترفوا باليهودية على
أنها لا تمثل فقط معتنقي المعتقد الإسقاطي الذي أطلقه عزرا، بل
إعترفوا بمعتنقيها من كل شذاذ الآفاق على أنهم شعب (إسرائيل)،
بعد أن إعترفوا بالكيان الغاصب على أنه دولة (إسرائيل). فإحذر
أيها الناعق ليل نهار بتقديس التنسيق الأمني مع المحتل، من
لعنة الأرض المباركة التي تعرف أبنائها حق المعرفة...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م