|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
غزة ترسم لفلسطين سراطها القويم!
:
ربما عرفت الأمة خلال تاريخها المديد شخصيات مريضة أو مشبوهة تحالفت مع
أعدائها، لتدافع عن مصالح آنية تخصها، أو لتدافع عن معتقدات باطنية
تخدم مصالح فئة مشبوهة تكيد للأمة. لكنها لم تعرف شخصيات ساقطة ومشبوهة
وبشكل جماعي وظفت في المشروع (التوراتي) ضد كل مقومات
الأمة، كما عرفتها هذه المرحلة من الصراع مع المحتل الصهيوني، حيث شارك
في العدوان على غزة العزة وإنتفاضة شعبنا المباركة شخوص النظام الرسمي
العربي بكل مؤسساته السياسية والدينية والإجتماعية والفكرية، كما شارك
في نفس العدوان رموز وقيادات السلطة الوطنية الفلسطينية مع كل شخوص
قيادة أجهزتها الأمنية، وناعقيها السياسيين، وكذابيها ومروجي الخيانة
وجهة نظر من خلال مَنِع ضفتنا الثائرة والغاضبة من أن تعانق غزتنا
المقاومة. فكل هذه الشخصيات الموظَفة اليوم مشاركة في هذه الحرب إن كان
بصمتها المخزي، أو كان بمباركتها المبطنة للمحتل الصهيوني في ذبح
أطفالنا لتستخدم دمائهم فطير لصهيون. كما هي مشاركة في قتل أطفال غزة
الذين يلهون وسط حمم الشظايا المتناثرة والقنابل التي تمزق أجسادهم
الندية، ومشاركة في كل الإبادات الجماعية التي تحدث لأسر كاملة من أجل
كسر صمود أهلنا في غزة البطولة والكرامة والشرف. هذا الصمود الذي وحدنا
على الصاروخ الذي يقصف تل الربيع وغيرها من مدن فلسطين المحتلة، كما
وحدنا على زخات الرصاص المقاوم المنطلقة من فوهات بنادق رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه، فتسابقوا إلى مواقع الأعداء يجاهدونه بما توفر لديهم
من إمكانيات وسبل، ويزرعون الرعب في قلوب المحتلين أينما حلوا، او
أينما قصفوا، او أينما واجهوا. كما زرعوا الرعب في قلوب كل المحتلين
الصهاينة على كافة مساحة الوطن السليب، ليثبتوا ان السراط القويم
لتحرير كل فلسطين لا تشقه سوى فوهات البنادق الصادقة والمؤمنة بحتمية
النصر. كما أثبتوا أن محمود ميرزا عباس ومجموعة الموقعين على إتفاقيات
اوسلو الخيانية ما هم إلا حثالة عفنة تسلقت على نضالات شعبنا، كما
تتسلق اليوم على دماء أطفال فلسطين ومعاناة أهلها من خلال بعض البيانات
التي تكرس الأقوال لا الأفعال. لكن هذه المجموعة بالفعل مازالت تقدس
إتفاقيات التنسيق الأمني الذي فرض على البعض الخنوع والقبول بالمحتل.
هذا المحتل الذي أقام كيانه البغيض فوق أكثر من 80 بالمائة من أرض
فلسطين. فكم من مسيلمة أوجدت إتفاقيات اوسلو، وكم من منافق أنبتت هذه
الإتفاقيات ليبحث عن مكانة أو إمتيازات أو مرتب يقبض في آخر الشهر
بالشيكل. وكم من عميل ومفرط ومتواطيء وممول أوجدت لهذه الحرب في الجهة
التي مازال يعتقدها البعض بأنها مظلة (الأمان العربية) الحامية للقضية
الفلسطينية. هذه المظلة التي لم تشكل إلا العمق الرسمي العربي الداعم
لتثبيت الإحتلال فوق الأرض الفلسطينية، كما شكل مظلة الأمان لسياسات
محمود عباس التآمرية على القضية الفلسطينية، وخصوصا من أولئك الأعراب
الذين يتآمرون اليوم على ما تبقى من مقومات وثقافة وأخلاق ومن رسالة
خالدة وتاريخ وحضارة مشرقة لهذه الأمة. وكان أخطرها هو هذا التآمر على
رجال الله الصابرين والكانعين والمرابطين على أبواب السماء في المسجد
الأقصى الشريف، وعلى غزة العزة وكل مدن وقرى فلسطين المحتلة. فغزة
اليوم بصمودها والعناوين التي تطرحها تمثل بيضة ميزان الحق والعدل
والتوازن الفطري على وجه المعمورة، كما أن صمود أهلنا ومقاومتنا
الباسلة في غزة يمثل اليوم المعركة الأخيرة التي تقودها الهمجية
(التوراتية)، ضد ما تبقى من خير وقيم إنسانية وثقافة ربانية في الأرض
المباركة وفي كل بلاد المسلمين. فلا مجال اليوم لكل الخدع والفزلكات
والتنظيرات التبريرية التي تجعل من الخيانة وجهة نظر، ولا مكان لكل
الرهانات المشبوهة والباطلة على الوضع السياسي الدولي، أو على الشرعية
الدولة التي أثبتت مساهمتها الفعلية في قتل أطفال غزة، ولا مجال
للمراهنة على النظام الرسمي العربي المتحالف علنا مع الكيان الصهيوني
في هذه الحرب الظالمة. فالتَصمُت من اليوم وإلى الأبد كل الأبواق
الناعقة بالعقلانية او الواقعية أو بضروريات ما تفرضه المرحلة. فالوضع
الآن من الصراع مختلف ولا مكان لهذه الشريحة التي تجمل الخيانة من أن
تنطق زورا بإسم شعبنا، كما أن الرمادية والرقص على الحبال مرفوض وسط
شلال الدم النازف من الإبادات ضد المسالمين من أهلنا وأطفالنا. فغزة
اليوم لا يكفيها بيانات التأييد، أو المساندة من ما يسمى بالقيادات
الفلسطينية التاريخية. فكل ضباط وجنود الأجهزة الأمنية إذا لم يوجههوا
الآن سلاحهم الى صدور المحتل، فهم وكلاء المحتل في ترويض أهلنا في
الضفة كما هي قيادتهم التي تقدس التنسيق الأمني. كما أن لا مركزية
للجنةِ، ولا ثورية لمجلسِ، ولا قيادة تاريخية مركزية لتنظيمات، أو
الأحزاب، أو لقوى الأخرى، إذا جميعها لم تتخندق في خنادق المواجهة
العسكرية مع المحتل، وإذا جميعها لم تلبس ثياب المقاومين وتمتشق بنادق
الكلاشنكوف، وتتخلى عن مواكب الفخامة والسيادة المصرح لها بالتحرك
بأوامر من المحتل. فكل من لم يفعل ذلك سيكون في هذه المرحلة الدقيقة من
الصراع حليف للمحتل في قتل أطفال غزة، ولا يحق لهم بعد اليوم الحديث عن
الوحدة الوطنية التي كرستها صواريخ المقاومة وإنتفاضة الشعب كل الشعب
في الداخل والخارج، ولا يحق لهم بعد اليوم في التلاعب بالثوابت
الفلسطينية، لأن الثابت الغير متحرك هو تحرير فلسطين من البحر حتى
النهر. كما لا يحق لهم الإدعاء بأنهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني، لأن من يدافع عن شعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده هو
الأولى بتمثيل هذا الشعب لإسترجاع كل حقوقه. كما أن كل إرثنا النضالي
هو ملك حصري للشعب الفلسطيني بجموعه في الأرض المحتلة وفي الشتات، ولن
يكون في يوم من الأيام ملك الذين يقدسون العمالة مع المحتل. فالحذر
الحذر من غضبة شعب شعر لأول مرة بنشوة الإنتصار، وهو يشاهد الصهاينة في
تل الربيع وغيرها يختبؤون كالجرذان في جحورهم خوفا من صواريخ
المقاومة....
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م