|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
نظرية الطبائع بين (قرد) دارون و(عبد) أرسطو
:
يقول الدكتور عبدالله إبراهيم:" إن القول بوراثة الغرب الحديث للإغريق
يفسر
إصطناع الغرب نظرية الطبائع، وهي
نظرية عنصرية ومتعصبة، ومؤداها أن للشعوب طبائع
تتوارثها. وقد دعمت هذه النظرية
مقولاتها بكشوفات علم الأجناس الحيوانية كما ظهر
عند داروين، ثمّ عممت النتائج
على الأجناس البشرية إعتماداً على فرضية تقول بوجود
سلالات بشرية ترث سمات تتجاوز
مراحل التطور التاريخي للمجتمع، وأن تلك السمات
الوراثية هي المسؤولة عن إختلاف
التطورات الإجتماعية". والحقيقة أن نظرية الطبائع ترجع في أصولها إلى
الفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي وضع تقسيماً تراتبياً للبشر يتضمن تقسيم
الأفراد
إلى حر بالطبيعة وعبد بالطبيعة. وهذه الفلسفة التي نادى بها ارسطو،
تزاوجت مع إسقطات الكهنة المرضية الواردة في كتاب (التوراة)، وخصوصا
تلك الإسقاطات التي تخص مفهوم (الإله المختار بين الآلهة) والشعب
المختار بين الشعوب، لينتج عن هذا التزاوج الشاذ، فلسفة عنصرية خاصة
إعتمد عليها رجالات النهضة في الغرب لتبرير همجية الإستعمار(المحكوم
بقروض المرابين اليهود) ضد الشعوب. وبناء على هذا التزاوج عنصريّ
الجزور، تم تشريع وإعتماد المعايير اللاأخلاقية في تقسيم العالم إلى
مستويات عنصرية. حيث نزعت هذه المعايير معظم شعوب العالم من توازنها
الفطري والإنساني، لترميها في حاويات تصنيفية عنصرية لم تخرج عن
إسقاطات الكهنة المرضية الواردة في كتاب (التوراة). والتي كرست فرضية
(إله التوراة) المجنون في حب عشيرته المتمردة والمختارة، والذي يتعامل
معها كأحد مخاتير الحواري، الذي يحمل ختمه (المقدس) في جيبه، ليبارك
كرهها وحقدها على الآخر، ويشرع لها إبادة كل الشعوب التي تصادفه خارطة
طريق العشيرة المهرولة إلى فلسطين. وبذلك تم تمييز كل مدعي الإنتماء
إلى عشيرة بني إسرائيل الدم في مرتبة الأحرار بالطبيعة. أما الشعوب
مدعية الإنتماء إلى عشائر بني إسرائيل الروح (الانكلوسكسون) فقد تم
تصنيفها بمرتبة العبيد بالطبيعة، لأنهم خلقوا (بحسب طروحات مارتن لوثر
الإصلاحية) فقط لنقل عشيرة الأحرار بالطبيعة الى فلسطين وتلبية
متطلباتها. الأمر الذي سمح للغرب وخصوصا تلك الشعوب التي تدعي بأنها
عشائر بني إسرائيل الروح، بأن تتعامل مع الشعوب الأخرى على أساس انها
لا أحرار بالطبيعة، ولا عبيد بالطبيعة. أي أن هذه الشعوب لم تصل الى
مرحلة البشر المصنف. لذلك تعاملت معها بأساليب النهب والإبادة، ونبش
العظام في القبور، علَّ عظام أجداد هذه الشعوب المتراكمة فوق بعضها
بعضا، تنبؤهم على أن أصل إنسانها الأول كان قردا في يومٍ من الأيام ولم
يكن من نسل آدم، ومازال هذا المخلوق الغير مصنف من البشر طائشاً، أو
سطحياً بعيدا عن التطور ليتم سلخه من مرتبة (قرد) دارون وتصنيفه بمرتبة
(عبد) أرسطو. ولعل ذلك قد يريح دارون الذي أرهق نفسه في عناء البحث عن
نظرية أراد من خلالها أن يثبت بأن اليهود الذين عصوا ربهم، ونصبوا
شباكهم يوم السبت لم يمسخوا ليكونوا قردة، كما أن العقاب الرباني لم
يحدث لهم. بحسب ما ورد في (سورة البقرة – 65):" ولقد علمتم الذين
إعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين". لأنهم بحسب خلفية
دارون (التوراتية) خلقوا على صورة (إله التوراة) المجنون في حبهم! وبما
أن دارون يعتقد أنه من هذه العشيرة المختارة التي ذكرها (التوراة- سفر
التكوين -1-26)، بالآتي:" لنخلق الإنسان على صورتنا". فلذلك أراد القول
أن اليهود لم يمسخوا قردة لأنهم عصوا رب العالمين، بل أن البشرية هيّ
من عصت أوامر (إله التوراة) ولم تُمكن اليهود من فلسطين، لذلك كان
المسخ في أصل إنسانها. وأن نظريته عن أصل الإنسان لم تشمل العشيرة التي
خلقت على صورة (إله التوراة)، كيف لا وقد كتب كهنة التوراة عن إلههم
قوله في (سفر التكوين- 27-30-40)، بالآتي، "... لتستعبد لك شعوب وتسجد
لك قبائل. كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو
أمك، ليكن
لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين". فمن هذا المنظور المشوه والعنصري
نظر المرابون اليهود الجهة المُوَظفة للإستعمار إلى الشعوب التي لا
تنتمي إلى العشيرة بشقيها. ومن نفس هذا المنظور قرروا أن هذه الشعوب
بحاجة إلى عملية تأهيل وإستعمار بحسب المعايير (التوراتية)، لترتقي في
سلم التطور من (قرد) دارون إلى (عبد) أرسطو، ليليق بها بعد إصلاحها
وعصرنتها من خدمة العشيرة. الأمر الذي أعطي الحق للقرد الآخر (بحسب
نظرية دارون) من مدعي نسب بني إسرائيل الروح الذي تطور واصبح إنسانا
بفضل ثورة مارتن لوثر الإصلاحية، وإعتمر القبعة لتكتمل بذلك دورة
تطوره، في أن يقلب أراضي الغير ويسرق مواردها ويقدس (إله التوراة) الذي
دَفعَ هذه الشعوب أمامه! وبناءً على ذلك يستطيع أن يلغى ثقافات الشعوب
بصليةٍ من بندقيته. ويمحي حضارتها ظناً منه أن الحضارات التي سبقت
مرحلة تسكع الكهنة في حواري بابل لم تكن من فعل الإنسان، بل كانت من
فعل (آلهة) كسلى خلقت الإنسان لتستريح من عناء البحث عن رقائق الذهب
لتحمي غلافها الجويّ، وسجلت حضارتها في حفريات سومر المكتشفة. وهكذا
تصبح الشعوب التي لا تنتمي لعشائر بني إسرائيل أو لا تخدم مصالحها، هي
شعوب متخلفة وملعونة ولم ترتقي إلى مستوى عبيد بالطبيعة. لتبنى لها
ثقافة جديدة مهجنة تتلائم مع الهمجية (التوراتية)، تؤهلها للفوز بعلامة
الجودة والتحديث والنهضة الغربية. وتكون هي الأضاحي المؤهلة للذبح
والشواء على محارق العشيرة وأطماعها... --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م