|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
البحث في القدرة النووية الصهيونية : 4- كيف جُهزت شحنة الوقود النووي التي شَغلتْ ديمونا :
أقيم مفاعل ديمونا على بعد 14 كلم من مستوطنة ديمونا المقامة فوق
أرض بلدة الكرنب الفلسطينية، والتي تبعد 40 كلم عن مدينة بئر
السبع. وقد أكمل بناء منشآته وتجهيزه بالمعدات اللازمة عام 1962،
حيث تم البدأ بتشغيله بطاقة انتاجية بلغت 26 ميغا واط في كانون
الاول من عام 1963، ووفقا للتقارير الصادرة عن العديد من مراكز
الأبحاث الدولية، زيدت طاقة المفاعل الإنتاجية في عام 1980 الى 70
ميغا واط، وهيّ القدرة القصوى لعمله بحسب تصميم منشآته. وقد أشار
الكاتب والصحفي الأمريكي سيمور هرش في كتابه(الخيار شمشون)،
بالآتي:" أصيب المهندسين الفرنسيين التابعين لشركة سانت
جوبيان(الشركة المنفذة لمشروع ديمونا) بالدهشة البالغة لما
أُطْلِعوا على الخطط الأولية لإنشاء المفاعل، حيث نص الإتفاق
الفرنسي- الصهيوني على أن تصل الطاقة القصوى لعمله الى 26 ميغا
واط، لكن تصميمات قنوات التبريد ومنشآت النفايات أشارت إلى أن
المفاعل سيعمل بثلاث أضعاف طاقته الإنتاجية المتفق عليها بحسب
الإتفاق الموقع". وهكذا قام الكيان الصهيوني بتطويق منطقة شاسعة من
الأرض بعمق 12 ميلا خارج بلدة ديمونا. كما تم شق طريق جديدة توصل
ديمونا ببئر السبع على بعد 25 ميلا الى الشمال من المنطقة المطوقة.
وتم تجهيز هذا الطريق بكل وسائل الحماية والإتصال، تسهيلا لنقل
جميع الأجهزة والمعدات والإحتياجات الخاصة في المفاعل بسرية تامة.
ولكي يبتدأ بتشغيل المفاعل في نهاية 1963 كان على الكيان الصهيوني
أن يجهز 26 طن من وقود اليورانيوم لذلك (بحسب القاعدة التي تم
شرحها في المقالة السابقة، إذ يلزم لكل 1- ميغا واط، 1- طن من وقود
اليورانيوم). أما وقود المفاعل فهو اليورانيوم الطبيعي الذي يحتوي
على نسبة تخصيب تصل إلى 1،5 من اليورانيوم – 235، والتخصيب
هو عملية إثراء اليورانيوم بالنظير 235، حيث يتكون اليورانيوم
الطبيعي من 99،3 من يورانيوم – 238 و 0،7 من يورانيوم – 235
(تقوم
عملية إنتاج هذا الوقود من خلال طحن الصخور الفوسفاتية، وتحويلها
إلى حصى صغيرة، وبعد ذلك يتم معالجتها بحامض الكبريتيك، بهدف فصل
خامات اليورانيوم عن المعادن المرافقة الأخرى، وبعد ذلك يتم
إسترجاع اليورانيوم من المحلول، وترسيبه في صورة أكسيد اليورانيوم
-الكعكة الصفراء. ويعتبر هذا المنتج هو الوقود النووي المستخدم في
مفاعل ديمونة، بعد أن يتم تحويله إلى هكسا فلوريد اليورانيوم،
وتخصيبه إلى النسبة الملائمة لإستخدامه كوقود للمفاعل).
بحيث يصنع هذا الوقود داخل منشآت المفاعل (سيتم شرحها في مقالات
السلسلة القادمة) على شكل اسطواني تكدس داخل قضبان يتم انزالها من
فوهات مخصصة داخل المفاعل،
ويتحرك من خلال هذه القضبان الماء الثقيل.
وعمل
الماء الثقيل هو إبطاء سرعة النيوترونات الصادرة عن الإنشطار
النووي، حيث تتمكن نوات ذرات اليورانيوم من إمتصاص النيوترونات
البطيئة أكثر من السريعة، الأمر الذي يؤدي بعد إمتصاصها من نواة
اليورانيوم إلى حالة عدم إتزان داخلها، وبالتالي إلى إنشطارها
وتوليد طاقة نووية كبيرة. وهنا تبرز الوظيفة الأخرى للماء الثقيل،
حيث يقوم هذا الماء بتبريد حرارة المفاعل الناجمة عن كمية الحرارة
المرافقة للإنشطارات النووية، لمنع ارتفاعها أكثر من المعدلات
المحسوبة (كما حصل في مفاعل شيرنوبل الروسي). وبعد ذلك يندفع الماء
الثقيل من خلال مبدل حراري مهمته تبريده إلى درجة معينة لإعادته
داخل مفاعل ديمونا، ويقوم الماء العادي بإمتصاص الحرارة الزائدة في
الماء الثقيل من خلال مبدل حراري، لتتحول الحرارة ماء المُبرد إلى
بخار ملوث في الإشعاعات النووية يقوم الكيان الصهيوني بقذفها في
الجو.
وحسب تقرير الأمم المتحدة تحت عنوان(دراسة حول التسلح النووي
إسرائيلي)، ورد الآتي:" كان مفاعل ديمونا بحاجة الى ما يقرب من
20-25 طنا من اليورانيوم للبدأ في تشغيله، تم جمعها من المصادر
التالية: 10 طن من معامل انتاج حامض الفوسفوريك في حيفا ومن مصانع
صحراء النقب(بنى
الكيان الصهيوني ثلاثة مصانع لإنتاج حامض الفوسفوريك. إثنان منهما
في حيفا، الطاقة الإنتاجية لكل منهما 15 ألف طن سنويا، والثالث في
منطقة زيفا، بطاقة إنتاجية بلغت 160 ألف طن سنويا – مرفق صورة
الاقمار الصناعية التي
تظهر المصانع الثلاثة التي تستقبل شحنات الصخور الفوسفاتية في
منطقة زيفا، إحدى هذه المصانع ينتج خامات اليورانيوم، والآخر ينتج
حامض الفوسفوريك، والثالث ينتج السماد الفوسفاتي، ويبدو في أسفل
الصورة خط السريع 25 القادم من بئر السبع والذي يمر أمام مفاعل
ديمونة، ومن ثم يتفرع إلى طريق جانبي بإتجاه هذه المصانع الثلاثة)
كناتج ثانوي منتجة من عمليات انتاج الفوسفات. وتم شراء الكمية
المتبقية، من الارجنتين وفرنسا 4 طن، ومن جنوب افريقيا 10 طن( كان
اليورانيوم يورد من جنوب افريقيا بعد ذلك على شكل شحنات يبلغ وزن
الشحنة 10 طن، بهدف أبعاد الأنظار الوكالة الدولية للطاقة الذرية
عن الهدف الأساسي من الشحنة، وعدم إخضاع هذه الكمية لمراقبتها، حيث
تتعامل هذه الوكالة مع شحنات اليورانيوم التي يزيد وزنها عن 10
طن). وقد وصلت الكمية الاولى من اليورانيوم القادمة من جنوب
افريقيا قبل فترة قصيرة من تشغيل المفاعل، وبذلك كانت جميع الشحنات
اللازمة لتشغيل ديمونا قد وصلت وبسرية تامة قبل نهاية عام 1963،
وتحت الحراسة المباشرة لوحدة العمليات الخاصة التابعة لرئاسة
الحكومة الصهيونية...
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م