|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
البحث في القدرة النووية الصهيونية : 3- هل كان يملك الكيان الصهيوني السلاح النووي قبل حرب حزيران عام 1967؟ :
أقيم مفاعل ناحال سوريك في بلدة وادي النبي روبين الفلسطينية،
والتي تقع على بعد 25 كلم جنوب تل أبيب، وهو قريب من ساحل
البحر في منطقة كثبان رملية إلى الغرب من بلدة يفنة الفلسطينية
(موقع المفاعل هو المحاط بدائرة حمراء في الشكل ثماني الأضلاع،
والمحاط بأسوار عالية على يمين المطار العسكري المسمى
بَلمَخيم، والذي يقع إلى يمين من الشبكات الصاروخية متنوعة
الأهداف المنصوبة بالتوازي مع الشاطيء الفلسطيني، بحسب
الصورتين المرفقتين)، أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية هذا
المفاعل بحسب الإتفاق المبرم مع الكيان الصهيوني في 12\7\1955.
وهو من طراز (ERR-1)
من نوع البركي الصهريجي الذي يستخدم الماء العادي للتبريد.
وإبتدأ في تشغيله في 16\6\1960 بطاقة إنتاجية بلغت واحد ميغا
واط، وزيدت هذه الطاقة فيما بعد لتبلغ 5 ميغا واط. أما وقود
هذا المفاعل فكان اليورانيوم المخصب الى درجة 92 بالمائة،
والمعروف أن لصنع قنبلة نووية شبيهة بقنبة (Little
Boy)
كتلك التي قصفت بها مدينة هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب
العالمية الثانية، كان يلزم 17 كلغ من اليورانيوم المخصب الى
نفس هذه الدرجة. هذا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد زودت
الكيان الصهيوني بخمسين كلغ من اليورانيوم المخصب إلى الدرجة
92 كوقود لهذا المفاعل، هذا يعني ان الكيان الصهيوني كان يمكن
أن يصنع ثلاثة قنابل نووية شبيهه بالقنبلة التي ألقيت على
هيروشيما، من هذه الكمية من اليورانيوم المخصب المرسلة إليه من
الولايات المتحدة منذ عام 1960. وخصوصا ان الفريق النووي
الصهيوني الذي كان قد تدرب في الولايات المتحدة بحسب برنامج
الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور للحصول على كل تقنيات تصنيع
القنبلة، عادت آخر أفواجه إلى فلسطين في نفس هذا العام، بعد أن
أنهت تدريباتها
في
مراكز البحث
التابعة لوكالة
الطاقة النووية
الأمريكية في
مختبر أرغون
القومي في
(Oak Ridge).
وقد اكد على هذه الحقيقة الكاتب الأمريكي بيتر براي في كتابه
(ترسانة إسرائيل النووية)، إذ ذكر الآتي:" قدم هذا البرنامج
لإسرائيل المادة الأساسية والمساعدة الفنية التي تؤهلها فهم
وإمتلاك أسرار العلوم والتقنيات النووية".
لكن منطقيا أن لا يلجأ الكيان الصهيوني حينها الى مثل خيار
صناعة قنبلة اليورانيوم، بفضل ما كان سيوفره له مفاعل ديمونا
من البلوتونيوم الخاص في صناعة الاسلحة النوويه والذي كان
حينها قيّد الإنشاء. حيث أن خيار إمتلاك قنابل البلوتونيوم،
أجدى من خيار إمتلاك قنابل اليورانيوم من عدة نواحي صناعية
وعسكرية وإستراتيجية وإقتصادية، وأهمها أن الكتلة الحرجة
المتفجرة لقنبلة البلوتونيوم أصغر إلى الثلث من الكتلة الحرجة
لقنبلة اليورانيوم وذات تأثير تفجيري مضاعف، الأمر الذي قد
يوفر جهاز حامل أصغر لقنبلة البلوتونيوم، وممكن أن تحمله جيل
تلك المرحلة من الطائرات المتوفرة في الكيان الصهيوني، أو
تحمله تلك الصاواريخ المنتجة في مصنع رافائيل المقام في الشمال
الفلسطيني. لذلك منذ البداية قرر الصهاينة الحصول على قنابل
البلوتونيوم، وسعوا إلى الإستفادة من كمية اليورانيوم المخصبة
أو غيرها من الكميات التي حصلوا عليها بطرق ملتوية، كتلك
الكمية التي إشتهرت بفضيحة نيوماك، لتشغيل مفاعل ناحال سوريك
وتطوير بحثوهم في إنتاج النظائر المشعة، وتحقيق الخبرات
الأولية في مجال التعامل مع المواد النووية وتصنيعها وتجهيزها.
الأمر الذي دفع بالعلماء الصهاينة لخوض غمار مشاريع اكثر طموحا
فيما بعد. لكن المهمة الخفية لمفاعل ناحال سوريك والتي قد غابت
عن إهتمام معظم الباحثين في الشؤون النووية الصهيونية. هيّ تلك
المتعلقة بإحتواء هذا المفاعل على الخلايا الحارة، او ما يسمى
بالمعمل الكيميائي. حيث يمكن لهذه الخلايا من أن تتعامل مع
اليورانيوم المشعشع (هو الوقود النووي المصنوع من اليورانيوم
الطبيعي، والذي أنهى دورته الإشعاعية في مفاعل ديمونا بعد أن
خضع لقصف متسلسل من النيوترونات، واصبح غنيا بمادة
البلوتونيوم) وإنتاج مادة البلوتونيوم الخاصة بصناعة القنابل
النووية من أمثال قنبلة (Fat
Man)
ذات القدرة التفجيرة المضاعفة، كتلك التي ضربت بها ناكازاكي
والتي تحتاج الى كتلة حرجة تصل ما بين 5-6 كلغ من مادة
البلوتونيوم. والمعروف أن مفاعل ديمونا بدأ العمل عام 1963،
اما المعمل الكيميائي فيه فقد إنتهى من إنشائه في عام 1969
(بحسب ما ذكرته مجلة التايمز إستنادا إلى مصادر وتقارير
إستخباراتية غربية، أو بحسب ما أجمع عليه معظم الباحثين)، هذا
يعني ان كمية الوقود النووي المستهلك (اليورانيوم المشعشع) في
مفاعل ديمونا كانت ترسل ما بين عامي 1963 و1969، الى الخلايا
الحارة في مفاعل ناحال سوريك لإستخلاص البلوتنيوم منها. وما
يؤكد ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد زودت
الباكستان في عام 1965 بمفاعل أبحاث شبيه بمفاعل ناحال سوريك
أقيم في روالبندي وتبلغ طاقته الإنتاجية 5 ميغاواط، وإستطاعت
الخلايا الحارة داخله، والشبيهه بالخلايا الحارة داخل مفاعل
ناحال سوريك، من معالجة كمية من الوقود النووي المشعشع بلغت 20
طن في السنة. وهذه الكمية توازي كمية الوقود النووي المشعشع
التي كان ينتجها مفاعل ديمونا في مرحلة عمله الاولى التي
إبتدأت عام 1963. حيث كان المفاعل يعمل بقدرة 26 ميغاواط. فلو
إعتمدنا على القاعدة المعروفة والتي تقول: بأن كل واحد ميغا
واط ينتجه المفاعل بحاجة إلى واحد طن من وقود اليورانيوم، هذا
يعني ان مفاعل ديمونا كان يحتاج الى 26 طن من الوقود النووي في
السنة، وهذا يعني أيضا أنه كان ينتج 26 طن من اليورانيوم
المشعشع. ثم لو إعتمدنا على القاعدة المعروفة والتي تقول: بأن
كل واحد طن من اليورانيوم المشعشع يمكن أن يستخلص منه 700 جرام
من البلوتونيوم في الخلايا الحارة، هذا يعني أن من كمية 26 طن
يمكن إستخلاص 18.2 كلغ من البلوتونيوم، وهذه الكمية تكفي
لصناعة ثلاث قنابل نووية في السنة. وهذا يعني أيضا أن الخلايا
الحارة في مفاعل ناحال سوريك كانت تستطيع أن تتعامل مع هذه
الكمية لإنتاج البلوتونيوم الخاص بصناعة القنابل النووية
الاولى في الكيان الصهيوني. الامر الذي يشير إلى ان الكيان
الصهيوني كان يملك كميات من البلوتونيوم الصالحة لإنتاج عدة
قنابل نووية ما بين عامي 1965- 1966، كما يشير ذلك إلى أن
الكيان الصهيوني كان يملك خياره النووي قبل حرب الخامس من
حزيران عام 1967، وهذا مناقض الى كل ما اشار اليه الباحثين
والخبراء النووين الذين أكدوا على أن الكيان الصهيوني حصل على
قنبلته النووية الاولى بعد انشاء المعمل الكيميائي في ديمونا
عام 1969، حيث أجمع معظم المهتمين بالقدرة النووية الصهيونية
على أن عام 1970 هو العام الذي شهد ولادة القنبلة النووية
الاولى في الكيان الصهيوني. وما يؤكد هذه الفرضية هيّ أن
البيانات والأرقام التي تنشر عن معدلات إنتاج النظائر المشعة
في مفاعل ناحال سوريك مرتفعة جدا، وهذه النسبة المرتفعة من
الإشعاع تبين بأن مفاعل ناحال سوريك غير مخصص فقط لتطوير
البحوث في مجال النظائر المشعة، بل لإتمام عملية فصل
البلوتونيوم المنتج من الوقود النووي المشعشع في مفاعل ديمونا،
وخصوصا في المرحلة التي سبقت إنشاء المعمل الكيميائي في
ديمونا. كما يؤكد هذه الفرضية هو أن الخلايا الحارة الموجودة
في مفاعل ناحال سوريك منشأة من الصلب الذي لا يصدأ، وذات سمك
مختلف لدرجة أن بعضها يسمح بتداول ما لا يقل عن 100 الف كوري
من المصادر الإشعاعية، وهذه الكميات الاشعاعية موجودة في
الوقود النووي المشعشع. كل ذلك يشير الى أن الولايات المتحدة
وكل الدول الأوربية قد ساهمت في بناء القدرة النووية الصهيونية
قبل حرب حزيران عام 1967... --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م