|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
رموز اليهودية
اليهودية ليست بدين سماوي يا حكام الفتوة الجدد
:
فكما أثبتنا في مقالات عديدة على صفحة المنتدى الفكري الفلسطيني، بأن
جيوش يوشع بن نون المفترضة والتائه في صحراء سيناء لم تعبر إلى فلسطين
في أواسط القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهي الفترة التي تلت خروج بني
اسرائيل وبني يعقوب من مصر مع سيدنا موسى عليه السلام. وكذلك أثبتنا أن
مملكة داود المفترضة لم تقم على أرض فلسطين عام 980 قبل الميلاد في
فلسطين، أو أن تكون قد انقسمت بعد سبعون عاماً من إقامتها المفترضة إلى
مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا. لنثبت بعد ذلك بأن السبيّ البابلي لليهود
لم يحدث على أرض الواقع إن كان منه السبي الاشوري المفترض عام 722 قبل
الميلاد، أو إن كان السبيّ الكلداني المفترض عام
عام 586 قبل الميلاد.
كما أثبتنا أن مصطلح اليهودية لم يكن قد ظهر بعد في أية بقعة من بقاع
الأرض قبل أن يطلقه عزرا في كتاب (التوراة) في منتصف القرن الخامس قبل
الميلاد. فكل ذلك يشير إلى أن الكهنة هم من إدعى كل ذلك، وهم من أطلق
اليهودية أثناء فترة تأليف (التوراة) في القرن الخامس قبل الميلاد
وبعده، وخصوصا في المرحلة التي سيطر فيها الفرس على مدينة بابل
وحواريها. والواضح من كل ما تناولناه من بحث حول السردية (التوراتية)
بمجملها. بأن عزرا ومجموعة الجواسيس قد دخلوا فلسطين أثناء حكم الملك
الفارسي أرتحششتا أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، بفضل أن قورش
كان قد إستفاد من خدمات كهنة بابل قبل نصف قرن من ذلك، فإستخدمهم
كجواسيس له خلف الخطوط الكلدانية التي كانت حينها تسيطر على بابل.
ليستخدمهم بعد ذلك ملوك الفرس الذين خلفوا قورش لنشر معتقدهم الإسقاطي
الجديد في الممالك المحتلة، التي قسموها إلى مقاطاعات إدارية كانت
فلسطين جزأ منها. حيث آمن حينها كهنة بابل بالزرادتشية حتى جعلوا من
قورش في نظر أتباعهم هو المسيح، لذلك عملوا كطابور خامس في هذه
المقاطعات الإدارية، وخصوصا في المنطقة التي شملت الأرض المباركة التي
رفض أهلها معتقد الأخمينيين، كما رفضوا فيما بعد المعتقد الجديد الذي
أتى به عميلهم عزرا. وما يؤكد ذلك هو ما كتبه الكهنة في (سفر
إشعياء-45-1-4) الذي نص على الآتي:" هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي
أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين
والأبواب لا تغلق: أنا أسير قدامك والهضاب أمهد، أكسر مصراعي النحاس
ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ لكي تعرف أني
أنا الرب الذي يدعوك بإسمك إله إسرائيل. لأجل عبدي يعقوب وإسرائيل
مختاري دعوتك بإسمك لقبتك وأنت لست تعرفني". ولعل الكهنة صبغوا على
قورش في (التوراة) نفس الصبغة التي صبغوها على يوشع (وداود وسليمان)،
حيث جعلوا (إله العشيرة) يمحق من أمامهم شعوب وقبائل كان كل ذنبها، أن
خارطة طريق العشيرة إلى فلسطين قد شملتها. ليتسنى لعزرا بعد أكثر من
نصف قرن من ذلك
إطلاق معتنقه الإسقاطي اليهودية المتأثرة كليا بالزرادشتية والمحمية
بقوة النظام الإخميني، للعبور فيها من مجمل مسلوبات العشيرة كما أسلفنا
سابقا إلى مذهبه الجديد، الذي حمل إسم لم تعرفه هذه الشعوب قبل أن
يطلقه عزرا في (التوراة).
والحقيقة أن خلال إجتياح قورش لبلاد الشام ومصر عام 538ق.م، أسكن في
القدس وفي جزيرة الفيلة في مصر حاميات عسكرية، كان قد أحضرها من بلاد
الرافدين. وكان من ضمن هذه الحاميات بعد أتباع معتقد كهنة بابل. وفي
ذلك يقول الدكتور سهيل الزكار في بحثه (القدس بين حقائق التاريخ وزيف
الاسرائيليات)، الآتي:" أعتقد أن هذه المجموعة التي أرسلت إلى فلسطين
هيّ التي إعتمد عليها قورش في تثبيت حكمه في فلسطين. وأن هذه هيّ
النواة التي إعتمد عليها عزرا فيما بعد في نشر معتقده الجديد بينها
والتي سميت باليهودية". واليهودية هيّ إسم مشتق من إسم المنطقة
الإدارية التي سكنتها هذه الحامية العسكرية، حيث تتطور هذا الإسم
بالبداية من الحرفين الإداريين
(YH)
الذي أطلق على هذه المنطقة الإدارية، ثم أخذ هذا الإسم الإداري في عهد
أسلاف قورش شكل (YHWD)،
أو شكل (Yhw)،
أو (Yhd)،
ومن ثم أخذ شكل يودهي (Yodh-he)
ومن ثم أخذ شكله النهائي يهديت (Yhd-tet)
التي يمكن أن تلفظ يهوديت، وجميع هذه الصيغ بحسب ما أكده الدكتور سهيل
زكار وردت على بقايا قطع من الفخار المكتشف، حيث ذكر التالي:" الفخار
كان يختم بإسم المنطقة الإدارية التي كان يصنع بها لأسباب إدارية
وضرائبية، ومع الأيام عرفت منطقة هذه الفئة بإسم يهود وأخذ سكانها
يتميزون بديانة ثنوية نبعت من الزرادشتية". الأمر الذي يشير إلى أن
اليهود دخلوا إلى فلسطين من حواري بابل مع عملاء المملكة الأخمينية،
الذين زرعهم قورش وخليفته قمبيز وداريوس وأحشويرش وأرتحشستا كطابور
خامس في الأرص المباركة. ومن هذا المنطق نستطيع أن ندرك لماذا أطلق
الكهنة على القدس في كتابهم الإسم البابلي أورشليم، هذه التسمية التي
لم تكن موجودة قبل منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. وهذا ما أكد عليه
الدكتور أسامة محمد أبو نحل رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم
الإنسانية في غزة في دراسته- علاقة بني إسرائيل واليهود بمدينة القدس
في التاريخ القديم، حيث ذكر الآتي:" فقد أراد الملك أرتحشستا أن يجعل
من أورشليم وشعبها قوة سياسية عسكرية موالية له بعد إضطلاعه على مشروع
الكاهن عزرا الديني العنصري، ففي حالة نجاح هذا المشروع فإنه سوف
يؤمِّن له قلعة عسكرية ثابتة الولاء له ولمملكته، لذلك أيدها بقوة،
وربما كان مشروع عزرا من أساسه مشروعاً إخمينياً مخابراتياً، وكان عزرا
نفسه من كبار موظفي هذا الجهاز". وقد أشار الكثير من الباحثين إلى ذلك
وأكدوا أن عزرا لم يكن سوى مجرد كاتب في البلاط الإخميني. والواضح أن
إيجاد مجموعة قليلة من أصحاب هذا المعتقد الإسقاطي الجديد في فلسطين،
يكونوا معادين للمحيط الإجتماعي والديني والثقافي، ومتحالفة مع المحتل
الفارسي وتؤمن بالمعتقد الزرادتشي وإن أطلق عليه اليهودية فرصة لا تعوض
للملوك الإخمينيين. لذلك تم أرسال عزرا ومجموعته إلى تلك المناطق
الإدارية مدعوم برسائل توصية من الملك ارتحششتا، وموجهة إلى عمال الفرس
الموجودين هناك، لتقديم كل المساعدة لهذه المجموعة ودفع الذهب والفضة
لتمويل مشروعهم (التوراتي)، ومساعدتهم على فرض معتقدهم الجديد على هذه
المناطق. ولعل إستهوى الكهنة تسمية يهوديت للمقاطعة الإدارية التي فرض
فيها هذا المعتقد، لما فيها من تشابه مع إسم يهوذا (يهودا في بعض لهجات
المنطقة)، الأمر الذي سهل على الكهنة إطلاق اليهودية كمعتقد خاص
بمجموعة عزرا، للعبور من هذا الإسم الخاص بالمقاطعة إلى العشيرة
المفترضة التي ضمت يهوذا المفترض إبن (يعقوب) المتحول إلى إسرائيل.
للقول أن معتنقي اليهودية من منطقة يهوديت الإدارية هم ذاتهم اليهود
أحفاد يهوذا المفترض وجد (داود وسليمان)، اصحاب المملكة المفترضة
بتاريخها المفترض الذي ارجعوه الى ستة قرون قبل ذلك. وبذلك صنعت رابطة
صلة كهنوتية بين أتباع المعتقد اليهودي الجديد الذي فرض على منطقة
يهوديت، وأبناء عشيرة يهوذا المفترضين بعد أن حُملوا إرث بني إسرائيل
وإرث أنبياء الهداية، كما حملوا الإرث المفترض لمملكة (التوراة)
المفترضة والسبي المفترض. لذلك بعد أن وصل عزرا إلى فلسطين، أطلق
اليهودية في السفر الذي حمل إسمه في (التوراة). وكان هذا الإطلاق بشكل
رسالة موجهة في الأرامية (إحدى لهجات اللغة العربية المتداولة في بابل
ومعظم بلاد الرافدين) إلى أرتحشستا ملك الفرس، ورد فيها الآتي:" ليعلم
الملك أن اليهود الذين خرجوا من عندك قد وفدوا إلينا إلى أورشليم
المدينة"(عزرا-4-12). وكان المقصود بهذه الرسالة، بأن أتباع المعتقد
الجديد من اليهود الذين خرجوا من حواري بابل، قد وصلوا إلى القدس التي
كانت حينها تحت الحكم الفارسي، لتنفيذ المهمة المطلوبة منهم. من كل
ذلك ندرك أن اليهودية هي معتقد إسقاطي وليست ديانة سماوية، أو أن تكون
هيّ ذاتها الرسالة السماوية التي أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام،
وأن (التوراة) هو كتاب مؤلف من كهنة بابل هو غير التوراة الحق الذي
أنزل على سيدنا موسى عليه السلام، وأن المقصود بأهل الكتاب هم بني
إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر، وليسوا سارقي هذا
النسب أو مدعيه من اليهود. وفي هذا السياق كتب ابن حزم الأندلسي عن
عزرا مُطلق المعتقد اليهودي في كتابه (الفصل
في الملل والأهواء والنحل- ج1- مكتبة السلام العالمية-
القاهرة-ص162)، الآتي:" تباً لقومٍ أخذوا كتبهم ودينهم عن مثل هذا
الرقيع الكذاب وأشباهه". والآية-30 الكريمة من سورة التوبة واضحة في
حقيقة عزرا ومعتقده:" وقالت اليهود عزير إبن الله وقالت النصارى المسيح
إبن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم
الله أنى يؤفكون". وأمام هذه الحقائق أضع قول محمود عباس بتاريخ
28\5\2014 في مقره وأمام 300 من قطعان المستوطنين، بأن من ينكر اليهود
واليهودية فهو كافر، تحت قائمة الجهل المقصود في حقائق التاريخ
والجغرافيا والدين.
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م