|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
لوثر
وكالفين
التغريب والعقلانية والحداثة معاول للإفساد
:
بما أن التحديث في الغرب إتجه عل يد رجال الإصلاح والتنوير من أمثال
لوثر وكالفين وفلاسفة الثورة الكرمويلية بإتجاه الهمجية (التوراتية)،
فقسم الكنيسة المسيحية وأنتج المذهب البروتستانتي الذي ساد الغرب على
أيدى البريطانيين ومن ثم الأمريكيين، كما أنتج الحروب المذهبية التي
سادت أوروبا أكثر من مئة عام.
وبما أن جميع الفلاسفة والمفكرين وغيرهم الكثير، ممن نادوا بالعقلانية
والحداثة أنتجوا كل المذاهب الإلحادية
التي منها الدارونية، والماركسية، والفرويدية، والمستقبلية، والوجودية،
والسريالية.
هذا يعنى أن الدعوة إلى التغريب من قبل علماء الأمة، الذين نادوا
بالعقلانية والحداثة قصدوا من دعواهم شق الإسلام بالمذاهب المستحدثة
المتأثرة بفكر المعتزلة، والذي قد يصل بأصحابها إلى تأليه العقل ونكران
الإيمان بالغيب.
والمعروف أن في العصر العباسي نشأت فرق فلسفية تأثرت بالفلسفة
اليونانية والمجوسية والبوذية نتيجة لتوسع الفتوحات الإسلامية، مما أدى
إلى التفاعل بين هذه الفرق وفلسفات الشعوب الوثنية التي وجد اليهود
فيها ضالتهم للنيّل من الإسلام والمسلمين. وقد إعتمدت هذه الفرق من
أمثال المعتزلة والقدرية، والتي تأثرت ببعض الفلسفات الإلحادية
كالإغريقية والمجوسية والبوذية على العقل المجرد في فهم الإسلام. وما
ميز هذه الفرق أنها ربطت بين الصفات والإستشعار بها لتشكيك بوجود
الخالق. فمثلاً قالت على أن الله تعالى منزه عن الشبيه والمماثل (ليس
كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه، ولا يجري عليه شيء مما يجري على
الناس وهذا حق، وربطت هذا الحقيقة بأباطيل أوصلتها إلى نتائج باطلة،
منها أن ما لا يمكن أن تراه لا يمكن أن تحدد صفاته، كون أن الصفات
ملازمة للإستشعار بالأحاسيس، وما لم تستشعره الأحاسيس، فلا يمكن تحديد
صفاته. فكأنهم أرادوا بذلك القول: كون أن الله تعالى لا يمكن رؤيته،
فلذلك لا يمكن تحديد صفاته، الأمر الذي أوصلهم إلى نفي الصفات، ثم
قالوا: بما أن الصفات غير موجودة فهذا يسقط عن الله صفة الكلام، وكان
ذلك يعني عندهم بأن القرآن الكريم ليس كلام الله، بل هو مخلوق كغيره من
المخلوقات التي تخضع لقانون المحاسبة الإلهية، لأنها يمكن أن تأتي
بالخير ويمكن أن تأتي بالشر. وهذا يقود إلى نتيجة أن القرآن الكريم
يخضع لنفس المحاسبة، للإيهام بأنه لا يمكن أخذ كل ما جاء فيه، بمعنى
أنه يمكن قبول بعض أحكامه، ورفض بعضها الآخر، ويمكن تأويل بعضها كما
يمكن إعطاء بعضها تبرير علمي ينكر المعجزات الإلهية التي هيّ من أصول
العقيدة الإسلامية. ثم قالوا : أن الصفات ليست شيئاً غير ألذات، فإذا
لم توجد الصفات فهذا يعني أن الذات غير موجودة، وهذا ما يمكن أن ينطبق
على نكران الذات الإلهية بحكم نكران صفاتها.
أما
التغريب فهو تيار فكري وسياسي وإجتماعي وثقافي، هدف إلى صبغ حياة
المسلمين والعرب بالأسلوب الغربي المروض بهمجية (التوراة)، ليتم
تهجينها بنفس تلك الهمجية التي هُجنت بها كل مناحي الحياة الأوروبية،
وترويضها على مفاهيم العالم السفلي الواردة في (التوراة). إعتمدت عملية
التغريب على مفهومين خطيرين على الإسلام، هما
العقلانية والحداثة.
والعقلانية هيّ مذهب فكري يزعم أصحابه، إمكانية الوصول إلى معرفة طبيعة
الكون والوجود عن طريق الإستدلال العقلي للمعرفة. أي تحكيم العقل
المروض الذي شُوِشَ بحكايات وقصص (التوراة) في كل ما يتصل بالإنسان من
تفاصيل وأبعاد. فيقبل الإنسان ما يقبله هذا العقل المروض ضمن محسوساته
المادية التي إعترف بها العلم (ويقصد بالعلم هنا هو ذاك العلم الذي لا
يخرج عن معايير التوراتية في فهم للإنسان والكون)، ناكرا بذلك على
الإنسان المحسوسات الروحية التي لم يستطع هذا العلم حتى الآن من
إكتشافها أو الإعتراف بوجودها. ويرفض الإنسان ما يرفضه هذا العقل، بعد
ان أصبح عاجزا عن التمييز بين الحق والباطل. وبالتالي تدعو العقلانية
إلى نكران الإيمان بالغيب وما يفرض هذا الإيمان من إلتزامات، وإلى
نكران وجود الوحيّ وما نزل به من رسائل على الأنبياء. الأمر الذي يعني
عدم التسليم والخضوع والإنقياد بما جاء به الوحيّ الإلهي من إخبار. كما
يعني ذلك نكران أن يكون القرآن الكريم مُنزلاً من عند الله عن طريق
الوحيّ. وبالتالي يمكن القول أن العقلانية هيّ دعوة إلى الشرك بالله
وتأليه العقل. لذلك فإن أصحاب هذه الدعوة يرفضون الأخذ بكل المعارف
والعبادات التي نزلت في القرآن الكريم، أو أتى ذكرها على لسان الرسول
الأمين صلَ الله عليه وسلم. ونستطيع القول أن
أول من نادى بالعقلانية وروج لها في الغرب كان المفكر اليهودي سبنوزا،
الذي رأى من منظوره الإسقاطي أن العالم هو عبارة عن منظومة واحدة
صامته، المطلق فيها هو الطبيعة، وقوانينها هي قوانين الطبيعة، والمادة
والإنسان فيها عناصر لا تختلف عن أي شيء فيها ( سنكتشف فيما بعد، أن
هذا الفكر هو الأساس الذي إعتمدت عليه الثيوصوفية في تكريس مذهب عبادة
الطبيعة، والتي تبنته الأمم المتحدة كمذهب موحد سيفرض على البشرية في
النظام العالمي الجديد). ثم أتى بعد ذلك المفكر اليهودي نيتشه، الذي
تحدث عن عالم يصبح الإله فيه قانونا طبيعيا، حيث تتحكم حركة المادة في
هذا القانون، وهو عالم نهاية هذا الوضع أي العالم المادي تماما. الذي
لا قداسه فيه، ولا ضمان فيه لأي شيء. عالم خال من المعنى والروح،
ومحايد لا قيمة فيه، ولا غاية ولا سبب ولا نتيجة له، لا كليات فيه ولا
مطلقات، ومن ثم لا تبقى فيه سوى إرادة القوة والهيمنة. ليأتي بعد ذلك
المفكر اليهودي كارل ماركس في فلسفته الدياليكتيكية المادية، ليقول أن
المادة هي أساس كل شيء، ناكراً وجود خالق للكون، لذلك أطلق نظريته
المعروفة بالنظرية الإلحادية التي كانت أساس الفكر الشيوعي.
أما الحداثة فهيّ عملية تغيير تتضمن إلغاء وتحديث وتجديد ما هو قديم،
حيث يخضع كل شيء قديم لمقصات التحديث والإلغاء، لتصل هذه المقصات إلى
الشريعة الإسلامية، فيتم تشويه بعضها للوصول بها إلى درجة من الحداثة
تتلائم به مع الهمجية (التوراتية) التي سيطرت على الفكر الاوروبي،
وإلغاء البعض الآخر الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال تشويهه.
والحداثة ليست كلمة عامة يقصد بها التجديد والتطور كما يعتقد البعض،
لأنها سماتها ومظاهرها وعناصرها تختلف بإختلاف العصور ونظرياته
الفلسفية السائدة. وبما أن الإفساد هو النهج السائد في المجتمعات، لذلك
لن تخرج الحداثة المطلوبة للشريعة عن هذا الإيطار. وهذا ما نشاهده
ونسمعه كل يوم من فتاوي مستحدثة ومذمومة إتخذت من الحداثة الغربية نهج
تشريع للامة. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م