|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الإمام محمد عبده
الحداثة سليلة الفكر الإعتزالي:
زعم أصحاب الفكر الإعتزالي (المعتزلة) أن العقل هو الحَكم في قبول أو
رفض أحكام الشريعة. وهذا ما عبر عنه الإمام محمد عبده في تفسيره لإهلاك
أصحاب الفيل الواردة في سورة الفيل، حيث زعم أن الإهلاك كان بسبب وباء
الحصبة أو الجدري الذي حملته طير أبابيل. ليعطي بذلك تفسيراً يحمل
سبباً عقلانيا للإهلاك بداءٍ شغل الناس حينها. لكن هذا المنحى من
التفسير لا يحمل بالضرورة السبب الكافي لإهلاك أصحاب الفيل بهذا الداء،
وطبيعي أن لا يحمل السبب الكافي. كون أن هذا الداء لا يؤدي بأصحابه
لكيّ يكونوا كالعصف المأكول. فالمعروف أن العصف هو حطام النبت المتكسر،
والمأكول هو الذي أكلته الدواب ثم راثته. ومن المعلوم أن الجدري وغيرها
من الأوبئة المشابهة يمكن ان تفتك في الناس حينها، كما فتكت جراثيم
الجدري المصنعة في مختبرات جحافل (بني إسرائيل الروح) بالهنود الحمر في
الأراضي التي أطلقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، أو كما فتكت هذه
الجرثومة بأهالي بعض القرى الفلسطينية التي كانت ترتوى من قناة الباشا
التي تنطلق من ينابيع بالقرب من قرية الكابري وتنتهي في مدينة عكا. لكن
هذه الجراثيم والأوبئة لا تستطيع أن تطحن عظام ضحاياها، وتعجنهم لتعيد
إخراجهم كالروث، كما كان حال أصحاب الفيل بحسب ما يخبرنا به رب العزة
في كتابه الكريم.
الأمر
الذي يدفعنا إلى رفض تحميل المعجزة الإلهية في إهلاك أصحاب الفيل، أي
تبرير يُعتقد للوهلة الأولى بأنه علميَ ويحاكي العقل بمنطقه. هذا
المنطق الذي يبطن في نفس الوقت إنكاراً للمعجزات الإلهية التي هيّ من
أصول العقيدة الإسلامية. فالمعجزة الإلهية هيّ من حولت أصحاب الفيل
ليكونوا كالعصف المأكول وليس وباء الجدري كما برره محمد عبده. ثم أن
الرسول صلَ الله عليه وسلم ولد في عام الفيل، وبعد أربعين سنة من مولده
بدأ نزول الوحيّ. وكان بعض مشركي قريش في هذه الأثناء من تجاوز عمره
الخمسون سنة، هذا يعني أن هذا البعض عاش هذه المرحلة، وبعضهم قد شاهد
أصحاب الفيل الذين عزموا على هدم الكعبة، كما علم البعض منهم ما دار من
نقاش بين أبره الأشرم الذي قرر هدم الكعبة، وجهز لذلك جيشاً من الفيلة
ووسائل التدمير ما لم يعرف العرب مثيل له قبل ذلك، وبين سيد قريش عبد
المطلب بن هاشم جد الرسول صلَ الله عليه وسلم. الذي عرض العروض السخية
على أبره ليثنيه عن عزمه، وحين لم يفلح في ذلك توجه مع نفر من قريش
يدعون الله ويستنصرونه ضد أبره وجيشه المدجج، فحدثت المعجزة الإلهية
التي ذكرت في سورة الفيل المكية:"( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ.
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ
مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ). وهذا يعني أن هذا
البعض قد شاهد أصحاب الفيل بعد حدوث المعجزة في نفس الوصف الذي وصفهم
به رب العزة في كتابه الكريم، فلو كان لهم في صحة هذه المعجزة أدنى شك،
لإعترضوا عليها وجعلوها حجة للتشكيك في القرآن الكريم ورسالة سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم، ولتواترت أخبار ريبهم حتى وصلت لأقوام يكيدون
للمسلمين وما أكثرهم في ذلك الوقت، وهذا لم يحصل أبداً. الأمر الذي
يثبت أن إهلاك أصحاب الفيل كان بمعجزة إلهية ليست بحاجة من محمد عبده
وغيرهم من المعتزلة تبريرها. كما أن الإيمان بحدوثها هو جزأ من العقيدة
التي هيّ أكبر من محاولة علماء السوء تبريرها. الأمر الذي يشير إلى أن
هناك أهداف خفية سعى لتحقيقها محمد عبده وغيره الكثير من علماء الحكام
الذين أخذوا بنهجه. أقل ما يمكن القول فيها أنها هدفت إلى إنكار
للمعجزات الإلهية تماشياً مع أصحاب المدرسة العقلانية في أوروبا التي
سعت لتدمير سلطة الكنيسة ونادت بالحداثة أو العصرنة.
لكن هذا الإنكار من قبل المعتزلين الجدد
الذين نادوا بالتغريب والحداثة والعصرنة كان يهدف إلى تشويه عقيدة
المسلمين، لأن هذه العقيدة تعني الإيمان بالله وتوحيده، كما تعني
الإيمان بالملائكة والكتب المنزلة والرسل واليوم الآخر، والقدر خيره
وشره من الله تعالى، وسائر أمور الغيب الواردة بالنصوص الثابتة. بنفس
القدر الذي كان يهدف إلى تشويه للشريعة التي تمثل الجانب العملي من
العقيدة الإسلامية. للقول بعد ذلك بأن الشريعة الإسلامية لم تعد تصلح
لتكون مصدراً للتشريعات في مصر الباحثة عن النهضة والتحديث والتغريب.
كما قيل بعد ذلك في كيانات سايكس بيكو التي شكلها الإستعمار المسيطر
عليه من المرابين اليهود. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م