|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الشهادة
سلطة السلطات الوهمية!:
نستطيع القول أن المعرفة هيّ من تساعدنا على إختصار المسافات الشاقة
والمضنية، كما تختصر علينا السير في طريق الأنفاق المظلمة التي أجبرنا
على دخولها، دون أن ندرك ما كان يُخبأ لنا من مفاجآت في ظلام أنفاق
التكتيكات وتشعباتها المختلفة. فالمعرفة هيّ نور الحقيقة الساطع الذي
يضيء طريق الأنفاق المظلمة وغيرها من الدروب الوعرة، وخصوصاً لمن ضلوا
وهرولوا خلف أصنامهم كالقطعان الضالة، وأضلوا غيرهم من وحيّ مصالحهم
الذاتية بمختلف تفاصيلها، ومازالوا يضلون الأجيال الحالية في لعبة
التسكع خلف قيادات عفنة إستسهلت الخيانة وسهلتها أمام شعوبها، بعد أن
جعلتها ترقص على ألحان المزامير وبضع وطن، وبعض المساعدات الخارجية
المشروطة بحسب المهمات المطلوبة لتحقيق إسقاطات كهنة (التوراة) في
إمتلاك أرض اللبن والعسل. لتكون الحقيقة هيّ شهادة الوفاء التي نقدمها
إلى الأخوة والأحبة والأصدقاء الذين سبقونا في دروب الشهادة، ووصيتنا
التي نضمها إلى وصايا كل المظلومين والشهداء من أبناء أمتنا ومن كل
شعوب العالم، بعد أن نكتبها بأقلام صريحة وتحت الشمس، لا تخاف في الله
من لومة لائم، مدادها حبر القلوب، ودموع زرفتها نساء وأطفال وعجزة
فلسطين في مشوار العودة الكاذب، وأوراقها هيّ كل ما جمعته الذاكرة
الجماعية من عذابات أهلنا وآلامهم من خلف الأسلاك الشائكة. وحروفها هيّ
همسات أرواح كل من سقط على مذبح الصراع في فلسطين وحولها، من الشهداء
والمظلومين والضحايا والمضللين، الذين سقطوا دون أن يعلموا أن دمائهم
وتضحياتهم لم تستثمر في مشروع تحرير فلسطين كل فلسطين. وأعتقد أن معرفة
ذلك قد يساعدنا في تحديد هوية تلك الرموز المستنسخة التي تسلطت على
معاناة أهلنا، وطبيعة المهام الوظيفية التي كلفوا بها في إدارة السلطة
الوطنية. كما يساعدنا ذلك في إدراك الخلفية
الوظيفية التي كلفت بها إدارات وأجهزة السلطة الأمنية والإستخباراتية،
أو ما إستنبط من أجهزة أمنية خاصة بترويض وتعذيب وإيذاء أهل فلسطين.
وكأن هناك جهة لم يكن همها الحصول على أرض فلسطين فقط، بل قصدت
الإقتصاص من أهلها والقضاء عليهم وإقامة صلاة الشكر بعد كل مجزرة
يرتكبونها بحقهم. إسوة بصلاة الشكر التي كانت تقام
فوق جماجم الرؤوس المسلوخة وأطراف الأطفال المقطوعة، وبطون الحوامل
الممزقة من الشعوب الهندية المصنفة بالفلسطينيين الجدد. كل ذلك دفعنا
إلى كتابة العديد من المقالات التي بينا فيها بأن هناك خلفية (توراتية)
واحدة، هي من شرعت كل تلك الإبادات إن كانت ضد الفلسطينيين في كنعان
القديمة (فلسطين)، أو كانت ضد الهنود الحمر المصنفين فلسطينيا في كنعان
الجديدة (امريكا). وفي هذا المضمار كتب الكاتب الهندي يواخيم فِرْناو
في كتابه (رحمتك يا الله)، الآتي:" يقول العهد القديم في المكابيين
الثاني 7\7 : عندما مات الاول( من الاخوة اليهود السبعة، الذين رفضوا
أكل لحم الخنزير) بهذه الطريقة، قاد (جلادو ملك سورية) الثاني الى
عامود التعذيب، فإنتزعوا جلدة راسه مع شعره وسألوه: أتريد أن تأكل قبل
تقطيع جسدك عضوا عضوا؟". الأمر الذي يشير أن القتل والتعذيب الذي قد
يصل إلى التقطيع وسلخ فروات الرأس كان كله ذو منبع (توراتي)، وإن كان
في بعض أحيانه قد ينفذ على أيدي بعض المنتفعين من أبناء الوطن أو
العقيدة او المذهب او التيار السياسي الواحد أو المختلفين بين هذا
وذاك. والحقيقة أن الربط بين الجهة التي وظفت تلك الرموز المستنسخة
لتنكيل بأهل فلسطين المصنفين (توراتيا) بالكنعانيين القدماء، وبين
(التوراتيين) الجدد الذين أبادوا الهنود الحمر بعد أن صنفوهم
بالكنعانيين الجدد. يوضح لنا
الخلفية العقائدية
للجهة التي قادت المشروع (التوراتي) إن كان في فلسطين، أوكان في بقية
أنحاء العالم. كما يوضح لنا ذلك الهدف النهائي المطلوب تحقيقة في
فلسطين كنعان القديمة، على أيدي تلك الرموز المستنسخة التي تقود
(السلطة الوطنية الفلسطينية)، بعد أن تم تحقيقة من قبل رموز هندية
شبيهة قادت
(مكتب الشؤون الهندية) في كنعان الجديدة أمريكا. ولمعرفة ذاك الهدف
مطلوب التحقيق في فلسطين، دعنا نتعرف على ما حققه (مكتب الشؤون
الهندية) في كنعان الجديدة.
والحقيقة أن الكاتب منير العكش قد وضح في كتابه (تلمود العم سام)، مهمة
مكتب الشؤون الهندية، بالآتي:" فرضت حكومة الولايات المتحدة قانون (Indian
Reorganization Act)،
واختارت هي ممثليه في مكتب الشؤون الهندية (هذا المكتب شبيه بحكومة
السلطة الوطنية)، فمنحتهم إمتيازات إستثنائية وسلطات وهمية، وألقابا
لأعضاء هذا المكتب، لقاء أن يوقعوا بإسم شعوبهم على تعديلات تنقض
المعاهدات، وتعطل شرعيتها الدولية، وتبخر ما تبقى من السيادة الإسمية
للهنود على أراضيهم، كما يوقعون على قرارات تمدد موافقتهم (بإسم الشعوب
الهندية) على عقود التنازل عن بلادهم وثرواتها... ويوقعون على ورقة
تعاون هدفها إستئصال خصائص التحدي ومقومات البقاء (كإتفاقيات التنسيق
الامني التي وقعتها السلطة مع الكيان الصهيوني)، ويوقعون على مهمات
إقناع الهنود بعدم المقاومة ونبذ العنف ( وهذا ما سعى ويسعى اليه ابو
مازن ومجموعته المروجة لبضع وطن)، ويوقعون على تفريغ مأساتهم من بعدها
الحضاري والثقافي والإنساني والأخلاقي، ويوقعون على إحالة قضية إغتصاب
قارة كاملة إلى مساومة مسرحية بين الحكومة الأمريكية ومكتب الشؤون
الهندية الذي تحول الى إستعمار داخلي، ضيع ما تبقى من الأرض". وهكذا
كان مكتب الشؤون الهندية هو مقتل الشعوب الهندية وتضييع كل حقوقهم في
كنعان الجديدة. فهل ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية هيّ مقتل أهل
فلسطين، كما ستضيع كل حقوقهم في كنعان القديمة فلسطين؟ أو أن هناك
حقيقة أخرى سيفرضها أهل فلسطين، ليعيدوا توجيه البوصلة في أتجاهها
الحقيقي! --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م