|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
مردخاي فانونو
مردخاي فانونو هو الغطاء لبضع وطن:
إن جميع التقييمات لقدرة الكيان الصهيوني النووية إعتمدت على تلك
المعلومات التي ادلى بها مردخاي فانونو الى صحيفة الصنداي تايمز
البريطانية عام 1986, والتي تم تأكيدها وتصديقها كما اسلفنا من قبل
معظم علماء الذرة في العالم. وكما اشرنا في السابق الى ان هذه
المعلومات صبت في خانة تعزيز امن الكيان الصهيوني, تحقيقا لسياسية
الردع بالشك التي إتبعها العدو الصهيوني والتي حققت له أهدافه,
وخصوصا بعد قيام أكبر دولة عربية هي مصر في توقيع اتفاقية كامب
ديفيد والخروج من معادلة الصراع معه. إذن كان لا بد من الإعلان عن
قدرة الكيان الصهيوني بطريقة غير مباشرة, ضمن سيناريو قد يعطي غطاء
لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية (التي مثلت حينها الطرف الأساس من
هذا الصراع) حتى لو بطرقة خجلة في البداية لدخول هذه المفاوضات.
يُمكنها من تبرير تنازلها عن أكثر من 80 بالمائة من الأرض
الفلسطينية, من منطلقات الفهم الإنتهازي لحقيقة الصراع في فلسطين
وحولها, وتحت شعارات المنطقية والعقلانية أو الواقعية. تمهيدا
لعملية السلام المزعوم التي فجرت قريحة منظري الواقعية التي نادت
بضرورة الإعتراف بالكيان الصهيوني الذي أصبح واقعا, ولا يمكن
هزيمته ضمن معطيات الواقع (الأليم) ومن الاجدى التعامل معه على
اساس الممكن الذي يمثله قرار 242. ولعل هذا الإعلان الغير مباشر
لقدرة الكيان الصهيوني النووية, أبعد هذا الكيان عن المسائلة
والإجراءات القانونية التي قد تحرج حينها الولايات المتحدة
الأمريكية وهيئة الطاقة الدولية معا. وحققت له المطلوب من هذا
الإعلان عن طريق ما تم تسريبه لصحيفة الصنداي تايمز, وتغطية الجانب
الفلسطيني للبدأ في الإتصالات التمهيدية مع مندوبيه. وفي ذلك كتب
أفنير كوهين في كتابه (إسرائيل والقنبلة), الآتي:"
أن سياسة إسرائيل الضبابية
نجحت, فالعالم يعرف أن إسرائيل نووية ولكنه لم يمارس الضغوط عليها
".
وهذا ما أكد عليه كذلك البروفسور عوزي ايبان الذي كان يعمل في
مفاعل ديمونا في تصريح له لصحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية عام
2000, حيث ذكر الآتي:" إن السياسة الضبابية جعلت السادات يأتي إلى
إسرائيل طالبا السلام".
وهذا ما اكده الكاتب اليهودي شاي فيلدمان في كتابه(الخيار النووي
الإسرائيلي), حيث ذكر الآتي:"إن الإعلان عن قدرة نوويه اسرائيلية
تعطي ثقة أكبر بالتهديدات الإسرائيلية, وتقلل إحتمال استخدام غير
صحيح للسلاح النووي, وتسهل على بدء حوار استراتيجي, يؤدي الى بلورة
نظرية مشتركة لأطراف النزاع بشأن جوهر الثمن المترتب على إستخدام
السلاح النووي". كل ذلك يبين أن تقرير فانونو الذي نشر عبر صفحات
الصنداي تايمز لم يكن بريئا جدا كما اشيع, بل كان مخططا له وبعناية
دقيقة من قبل اجهزة المخابرات الصهيونية, بهدف البدأ في مفاوضات
علنية مع الجانب الفلسطيني, تهدف إلى تكريس إعتراف هذا الجانب على
اكثر من 80 في المائة من ارض فلسطين على أنها (دولة اسرائيل).
الأمر الذي يضع قصة فانونو بشكل عام على أنها فبركة بإمتياز قامت
بها أجهزة المخابرات الصهيونية بالتنسيق الكامل مع الحكومة
الصهيونية, وما يؤكد ذلك الأسباب التالية:
1- إن عمق التفاصيل التي قدمها فانونو امام صحيفة الصنداي تايمز,
كما قدمها أمام العلماء الذين استقدمتهم الصحيفة للإستماع إلى
تقريره, والمعزز بما يزيد من 60 صورة لأكثر المناطق سرية في
المفاعل, تؤكد على أن من الصعب على فني بسيط لديه مؤهلات اكاديمية
تكاد ان تكون معدومة. أن يشرح بشكل أكاديمي وتقني ودقيق لكل تلك
العمليات التقنية النووية التي تجري في جميع أقسام مفاعل ديمونا.
والتي كان معظمها محرم على فانونو دخولها. فضخامة التقرير وشمولية
الصور عن جميع أقسام المفاعل, الذي هو بالأساس مقسم الى أقسام
عديدة, كما أن كل قسم من المفاعل متخصص بعملية او سلسلة عمليات
تقنية معينة ومعقدة وخاصة, ولها كادرها التقني الخاص والذي يجهل ما
يحدث في الأقسام الأخرى. كما أن لكل قسم له نظامه الامني الخاص به
وبكادره العلمي والتقني. حتى أن هناك في القسم الواحد دوائر لها
نظامها الامني الشديد والخاص بها. الأمر الذي يشير أن هناك أشخاص
أو جهة معينة ساعدت فانونو لإكمال تقريره ليخرج بشكله الشامل. وما
يثبت ذلك, فأن المعروف عن فانونو بأنه قضى الخدمة الإلزامية بالجيش
الصهيوني في إحدى وحدات سلاح المهندسين في الجولان برتبة رقيب اول,
وبعدها انتسب الى جامعة تل ابيب, لكنه فشل في إختبارين متتالين
لمادة الفيزياء وطرد من الجامهة لهذا السبب. وهذا ما يؤكد أن
فانونو لم يكن عالما نوويا كما اشير, كما انه لا يملك ملكات فكرية
تساعده على الإلمام بكل العمليات التقنية النووية المعقدة التي
تجري في المفاعل. وهذا ما دفع احد الخبراء البريطانيين بحسب
الصنداي تايمز أن يقول:" كنت ادرك في أعماقي أن مصدر المعلومات هو
حقيقي. إلا أنني أصنف هذا الرجل على أنه تقني ليس من الصف الأول".
2- أكد سيمور هرش في كتابه ( خيار شمشون) أن أثناء عرض فانونو
تقريره امام الصحيفة, كان خاضعا لرقابة صارمة من الحكومة الصهيونية
التي ترتبط بعلاقات قديمة مع عالم الصحافة في لندن وخصوصا مع صحيقة
الصنداي تايمز. كما استطاع عميل للموساد متخفي في شخصية مندوب صحفي
أمريكي, الحصول على نسخة من صور فانونو الحساسة عن المفاعل. وذلك
قبل نشر التحقيق في صحيفة الصنداي تايمز. وأكد هيرش من مصادره
الخاصة أن يعلم بأن تلك الصور أرسلت لمكتب رئيس الحكومة الصهيونية
حينها شيمون بيريز. لكن لماذا لم تتحرك الحكومة ولا اجهزتها
الأمنية وتمارس ضغوطها على الصحافة البريطانية الممولة من المرابين
اليهود, والمكرسة لخدمة الترويج للكيان الصهيوني, وتبرير جرائمة
البشعة التي ترتكب ضد اهل فلسطين. وسمح لهذا التقرير بما قد يحتويه
من معلومات قد تكون حساسة عن مفاعل ديمونا بأن يخرج للعلن. فذلك
أمر يثير التساؤل؟
3- لكن أن يُقال مرخاي فانونو من عمله في المفاعل عام 1985, بتهمة
محاولته نسخ وثائق مهمة عن عمليات المفاعل, وأن لا يحقق معه وأن لا
يراقب, وأن يسمح له بمغادرة فلسطين بعد اشهر. مع العلم أن من يعمل
في ديمونا, يمنع من السفر بعد انتهاء فترة خدمته لمدة خمس سنوات,
وممكن ان تكون المدة أكبر من ذلك بحسب أهمية المعلومات التي يعرفها
عن هذا المفاعل. فهذا الأمر كان من الطبيعي أن يكون مستهحن.
4- كيف استطاع فانونو أن يغادر فلسطين وأن يخرج الأفلام التي
بحوزته, ويصل بها الى استراليا, حيث أكدت معظم المصدار التي ذكرت
رواية فانونو بأن مواطنا استراليا شاهد هذه الصور ونبه السلطات
الامنية هناك, ولا شك أن المخابرات السرية الاسترالية ووكالة
المخابرات المركزية الامريكية علمت بذلك. هذا يعني أن المخابرات
الصهيونية وجهاز الموساد أبلغ بذلك, ورغم ذلك لم يتم تحريك ساكن من
جميعها. لتقوم الضجة بعد ذلك بعد أن نشرت المعلومات في الصحيفة.
5- لكن ما يثير التساؤل الفعلي, هو ما قصدته الحكومة الصهيونية من
قرار الإتهام الذي وجه لفانونو في شهر آذار عام 1988, والذي نص على
إتهامه بالآتي:" الخيانة, التجسس الفاحش, جمع معلومات سرية بهدف
إضعاف أمن الدولة". فلماذا لم يتم تكذيب تقرير فانونو كما جرت
العادة في الكيان الصهيوني. كما لماذا لم يصدر قرار الإتهام بشكل
سري بعد أن تم إختطافه وأصبح في يد الموساد ولم يعد يعلم أحد عن
مصيره. وكيف تتهم المحكمة الصهيونية فانونو بجمع معلومات سرية بهدف
إضعاف أمن الكيان الصهيوني. وتؤكدها كذلك من خلال إتهامه وسجنه
لمدة 18 سنة!
وهناك الكثير من الأسئلة المبررة في ذلك والتي تجعلنا نوجه سؤالا:
ألم يهدف كل ذلك للإيهام بأن المعلومات التي سربها فانونو هي
صحيحة. ليتم تأكيد ماذكرناه في البداية وهو إعطاء غطاء للجانب
الفلسطيني لدخول المفاوضات المحرمة فلسطينيا؟
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م