|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
شجرة الأنساب التوراتية
إذا كان قحطان إسما عربياً فلماذا عُربَ يا إبن خلدون!:
ورغم كل الوضوح الذي رُويَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
اسلفنا، إدعى الناهلين من شجرة الأنساب (التوراتية) بالإعتماد على
تلك الوصلة (التوراتية) سابقة الذكر بأن العرب هم ثلاث فئات.
فإدعوا أن الفئة الأولى هم عرب بائدة شكلوا أصل العرب وكانت
مواطنهم الجزيرة العربية، لكنهم زعموا أن هذه الأقوام إندثرت، ولم
يبق أحد ينتسب إليهم على أديم الأرض، لهذا سميت العرب البائدة!
وهم: عاد، ثمود، طَسْم، جَدِيس، عِمْلاق،
أُمَيْم، جُرْهُم، حَضُور، وَبـَـار، عَبِيل، جاسم، وحَضْرَمَوت.
لكن هؤلاء الزاعمين ذلك لم يذكروا مثلا أن عاد وثمود لم يبادوا عن
بكرة أبيهم، لأن نسلهم بقيّ
مستمراً مع من آمن منهم برسلهم ونجاهم الله وتكاثروا كما تكاثر
قحطان أو عدنان، بل تناسلوا وتكاثروا أكثر منهما بحكم الفارق
الزمني الكبير الذي يفصل بين زمنيهم والذي لا يعلمه إلا الله! فأين
كل تلك المجموعات البشرية التي خرجت من نسلهم أو من نسل غيرهم من
تلك القبائل! أما الفئة الثانية سميت عرب عاربة وهم القحطانيون،
فقد زعم الناهلين من حكايات (التوراة) الصبيانية، أن القحطانية هي
أم العرب بعد البائدة، فقالوا أنها سكنت اليمن ومن هناك تشعبت
قبائلها وبطونها. وأعادوا قبائل
قحطان وبطونها إلى تسلسل النسب
(التوراتي) بعد أن ربطوا سبأ بيعرب بن قحطان، فإدعوا أن سبأ هو
إبن يشجب بن يعرب بن قحطان،
ليقولوا أن قحطان العربي هو يقطن إبن عابر (عابر هو الجد الثامن
لإسماعيل بحسب شجرة الأنساب التوراتية). وبذلك ألحقوا قحطان بشجرة
الأنساب (التوراتية)، وأكد على ذلك عبد الرحمن بن خلدون في كتابه
(تاريخ ابن خلدون- الجزء الثاني- باب في أخبار العرب ودولهم منذ
بدء الخليقة)، حيث ذكر الآتي:"أن لعابر في التوراة ولد إثنين من
الولد، هما فالغ ويقطن وعند
المحققين من النسابة أن يقطن هو قحطان عربته العرب هكذا". وبهذا
أخذ معظم علماء الحديث والأنساب وبعض المفسرين الذين تناولوا شجرة
الأنساب (التوراتية) في تصنيف العرب، أو لشرح الآيات الخاصة في بني
إسرائيل. وهيّ نفس الطريقة التي أخذ بها سلفهم عن بعض اليهود الذين
أعلنوا إسلامهم. لكن السؤال المحير الذي لم يجيب عليه إبن خلدون أو
غيره من الناهلين من شجرة الأنساب (التوراتية)، وهو: إذا كان
قحطان إسما عربياً فلماذا يتم تعريبه؟ ليتم إلحاق نسبه بسلسة
الأنساب (التوراتية) الخاصة بإبن نوح المفترض سام! فكل ذلك يعيدنا
إلى ما أكد عليه الأكاديمي عبد المجيد همو سابق الذكر، والذي ذكر
الآتي:" أخذت الإسرائيليات في تفسير القرآن حيزاً
كبيراً عند المفسرين، ولقد
إتبعوا ما قالته التوراة حرفاً بحرف وكلمة بكلمة". ليصبح يقطن
(التوراتي) المفترض أب لكل العرب العاربة! ثم زعموا أن يقطن هو إبن
يمن بن قيدار (وقيدار هو أحد أبناء إسماعيل المفترضين الإثني عشر)،
لكن كيف يمكن أن يكون يقطن المفترض حفيد اسماعيل، هو ذاته يقطن إبن
عابر، وعابر هو الجد الثامن لإسماعيل في شجرة الأنساب (التوراتية)!
فهذا لم يستطيع الإجابة عليه كل الناهلين من كتاب (التوراة).
ليُدخلوا في نسب (يقطن التوراتي) كل القبائل العربية التي خرجت من
اليمن وحملت الجزور القحطانية. فالهدف كان واضح من ذلك، وهو جعل
أصول العرب العاربة تعود إلى عابر الأب المفترض للعبرانيين والذي
أطلقه كهنة عزرا في كتاب (التوراة). وبذلك قرر بعض المؤرخين وعلماء
الحديث والتفسير وعلماء الأنساب واللغات الذين أخذوا بالروايات
(التوراتية) الساقطة، أن يمحوا أصول العرب بالعرب البائدة، وليبقوا
على العرب العاربة بعد أن أرجعوها إلى الأب المفترض يقطن بن عابر!
وهكذا جعل بعض علماء الأمة من السابقين واللاحقين الذين هرولوا خلف
قصص (التوراة)، من العرب بلا أصول عربية، ليبقى يهود مقاطعة يهوديت
الإدارية ومعتنقي مذهب عزرا من اللاحقين هم من تبقى من أبناء سام
المفترض في شجرة الأنساب (التوراتية). وفي ذلك يقول الباحث مصطفى
الإنشاصي الآتي:" ومن المفارقات العجيبة للمفسرين والمؤرخين
المسلمين أنهم كانوا يميلون إلى ترجيح صحة أنساب التوراة في نسب
قحطان. ولم يقل لنا واحد ممن عد قحطان بأنه يقطن، لماذا قحطان
(الفرد) من دون كل تلك الأمم التي بادت بقي حياً وذريته من بعده
لليوم"؟! فالأمر كان واضحا، فهذه التقسيمات المشوهة لأصول العرب لم
تكن معروفة في الجاهلية، كما أنها لم تكن موجودة في عهد رسول
البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمعروف أن مدوني الأنساب
كانوا جميعهم من اليهود الذين إستخدموا (التوراة) كمصدر وحيد في
توثيق الأصول المشوهة للعرب، للقول بأن جذور العرب العاربة تعود
إلى عابر اليهودي المفترض. ليقولوا بعد ذلك بالفئة الثالثة من
العرب التي لا أصول عربية لها وهي العرب المستعربة. أما العرب
المستعربة فأعادوها إلى أصول إعتقدوا بجهلهم بحقائق التاريخ
والجغرافيا بأنها أصول غير عربية وذميمة. بعد أن أعادوا أصل العرب
المستعربة إلى (إسماعيل الأرامي المذموم توراتيا وإبن الجارية
المصرية هاجر المنبوذة بحسب التوراة)، للقول بأن جذور العرب
المستعربة الذين منهم نبيّ الرحمة تعود الى أصول مذمومة. فإدعوا أن
النبي إسماعيل تزوج من رعلة الجرهمية، فتعلم من الجراهمة اللغة
العربية لأنه كان أراميا، فسميّ نسله الذي يعودون إليه، وإليهم
يعود رسول البشرية محمد بن عبد الله عليه السلام بذلك عرب مستعربة.
وهذا ما أكد عليه المهرولون خلف قصص وحكايات (التوراة) الساقطة
والمذمومة أخلاقيا، بعد أن أقروا بأن من أبناء إسماعيل الإثنى عشر،
تشعبت إثنى عشر قبيلة سكنت مكة، ثم إنتشرت في أرجاء الجزيرة
وخارجها. ولم يبقى في مكة بحسب هذا التسلسل (التوراتي) إلا قيدار
المفترض الذي تناسل أبنائه حتى كان منهم عدنان! ليقولوا أن
العدنانية التي أخذت إسمها من عدنان، هو ذاك عدنان المذكور في شجرة
الأنساب (التوراتية) الذي تعود أصوله إلى أصول غير عربية. لتكون
تلك الوصلة بين إسماعيل وعدنان سابقة الذكر هيّ التي قال فيها رسول
الله كذب النسابون. كل ذلك يقودنا الى نتيجة واحدة، هي أن العرب هم
العرب لا بائدة ولا عاربة ولا مستعربة. فهل ستأخذ الأمة بجميع
مؤسساتها الدينية والفكرية والادبية والتربوية وبكل مؤرخيها
وباحثيها وعلماء الدين فيها بهذه النتائج؟ ويتوقفوا عن إستخدام هذه
المصطلحات العقيمة والمزورة، التي قصد منها تشويه رسالة نبي الرحمة
صلى الله عليه وسلم، كما قصد منها تشويه الأصول العربية الصافية
والنقية للعرب. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م