|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
آدم و حواء
كذبة الشعوب السامية ولغاتها:
وبناء على كل ما تقدم نبني لنأكد أن كل ما كتبه الكهنة في كتاب
(التوراة) من روايات وقصص بخصوص أنبيائهم وتسلسل أنسابهم، أو بخصوص
بداية الخلق والكون، لا تعني من بعيد أو قريب العمر الزمني لآدم
عليه السلام، كما لا تعني أنبياء الله ورسله، وإن حملوهم نفس أسماء
أنبياء الله ورسله. لأن جميع الروايات والقصص (التوراتية) كانت
بمضامينها وزمانها وثقافتها مخالفة لحقائق القرآن ووعيّ الإنسان
الذي خلق عاقلا من عصور وسنين لا يعلمها إلا الله، كما أن أحداثها
وأهدافها وشخصياتها وعبرها لم تتجاوز بحدودها حواري بابل وإسقاطات
الكهنة المرضية التي إضطلعنا عليها سابقا. لذلك كان مضمون وسياق
هذه القصص مخالف لكل الإكتشافات العلمية والجغرافية والفلكية
وغيرها من المسلمات العقلية والمنطقية. وقد بينا سابقاً كيف أن
الحضارة النطوفية في فلسطين قد سبقت العمر الزمني لولادة (آدم
التوراة)، ويقصد بالحضارة النطوفية هي تلك الحضارة المكتشفة في
وادي النطوف شمال غرب القدس، حيث عثر على مكتشفات أثرية تعود إلى
12000 سنة قبل الميلاد. وهناك من الحضارات المكتشفة في فلسطين
وحولها وغيرها قد سبقت عمر (آدم التوراة) بمليون سنة أو أكثر(المرحلة
المفترضة لولادة (آدم التوراة)، بحسب (التوراة) العبرية تعود إلى
4004 ق. م، أو بحسب (التوراة) السامرية 4700 ق.م، أو بحسب
(التوراة) اليونانية 5872 ق.م.). فكل ذلك يبين جهل كهنة
(التوراة) بحضارات الشعوب التي لم تتداولها حواري بابل، أو التي لم
تأرخها مكتبة بابل سابقة الذكر، كما يؤكد ذلك جهل الكهنة بأنبياء
الله ورسله وأوليائه ورسالاتهم والشعوب المرسلة إليهم. لأنه من
الغير المنطق أو المعقول أن يكون أصحاب تلك الحضارات المكتشفة
الذين هم أبناء وأحفاد آباء توارثوا الأرض منذ أن خلق رب العزة آدم
عليه السلام، قد سبقوا جميعهم ولادة (آدم التوراة). وهذا ما ينطبق
بالتأكيد على جميع الأنبياء والرسل الذين تواجدوا في المرحلة
الزمنية التي تفصل بين آدم ونوح عليهم السلام، من الذين لا يعلم
زمنهم ولا أحداثهم ولا أسمائهم إلا الله عليهم، كما ينطبق ذلك على
الناجيين مع نوح في الفلك من القليل مِنْ مَنْ آمن معه، وتوضح هذه
الحقيقة الآية -9 الكريمة من سورة إبراهيم التي نصت على الآتي:"
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ
وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ
إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ
فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا
كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا
تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ". فقوم نوح وقوم عاد وثمود والذين
من بعدهم لا يعلمهم إلا الله، ولا أدري بعد هذا النبأ الرباني
الواضح كيف رفض بعض المفسرين وعلماء الدين وعلماء الانساب
والمؤرخين من السابقين واللاحقين الأخذ به، وجروا وراء أضاليل
(التوراة) وحكاياته الساقطة، لينهلوا من أضاليلها شروحات تحدد عمر
الأقوام السابقة بعد أن جعلوها تتماشى مع أعمار (أنبياء التوراة)،
والتي لا تتجاوز عمر (آدمهم) المفترض. ليبنوا على ذلك فهمهم في
تفسر للآيات القرآنية التي إختصت نوح عليه السلام والناجين معه في
الفلك، أو تلك التي إختصت بذرية النبي إبراهيم وأبنائه إسماعيل
وإسحاق. أو تلك التي إختصت في بني إسرائيل الذين هم كما ذكرنا
سابقا ذرية مختلفة عن بني يعقوب عليهم السلام. وليأخذ هذا البعض
بعد ذلك وبدون تدقيق من شجرة الأنساب الواردة في في
سفر التكوين أساسا لفهم الأقوام والأنبياء الذين
ذكرهم القرآن الكريم. وليسير على خطاهم اللاحقين من العلماء آخذين
كسلفهم بهذا التسلسل الممسوخ لحياة البشرية. ليتم الإدعاء بعد ذلك
بأن الناجين مع نوح كان فقط أولاده حام وسام ويافث. جاعلين من
النبي نوح عليه السلام هو ذاته ذاك السكير المتعري بحسب ما ورد في
(سفر التكوين- إصحاح- 9 -21-29):" وشرب
(يعنى نوح) من الخمر فسكر وتعرى داخل
خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجاً،
فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما
ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما، فلما
إستيقظ نوح من خمره، علم ما فعل إبنه الصغير، فقال ملعون كنعان،
عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان
عبداً لهم، ليفتح الله ليافث فيسكن
فى مساكن سام وليكن، كنعان عبداً لهم".
ومدعين بعد ذلك أن من نسل أولاده الثلاثة المفترضين بعد (نوح)
تفرعت شجرة الأنساب (التوراتية التي بدأت بآدم). وهذا ما أكده (سفر
التكوين-9- 18-21)، الذي ذكر الآتي:" وكان بنو نوح الذين خرجوا من
الفلك (بعد الطوفان) ساما وحاما ويافث. وحام أبو كنعان. هؤلاء
الثلاثة هم بنو نوح. ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض". ولكي يوجد كهنة
بابل مبررا لإختلاف اللغات بين الشعوب التي تشعبت في أنحاء الأرض،
كتبوا القصة الصبيانية الأخرى في (سفر التكوين-5-9) الذي ذكرت
الآتي:" ونزل الرب لينظر المدينة والبرج (المقصود برج بابل الذي
بناه نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد) الذين كان بنو آدم
يبنونهما (المقصود أن أبناء آدم عاشوا حتى القرن السادس قبل
الميلاد!)، فقال الرب: هاهم شعب واحد، ولهم جميعا لغة واحدة! ما
هذا الذي عملوه إلا بداية، ولن يصعب عليهم شيء مما ينوون أن يعملوه
(المقصود أن بنو آدم بعد أن بنوا برج بابل، من الممكن أن يرتفعوا
أكثر في بنائهم ويهددون مُلك الرب)! فلننزل ونبلبل هناك لغتهم، حتى
لا يفهم بعضهم لغة بعض. فشتتهم الرب من هناك على وجه الأرض كلها
(وهكذا بمشهد صبياني رخيص وجاهل حلت الإختلافات بين اللغات البشرية
المختلفة بعد أن كانت لغة واحدة قبل القرن السادس قبل الميلاد،
ناكرين بذلك أن تكون هناك شعوب وحضارات لها لغاتها المختلفة وعاشت
قبل هذا التاريخ)، فكفوا عن بناء المدينة (لأنهم بلحظة تغيرت لغتهم
ولم يعد يفهم أحداً منهم لغة الآخر، وأصبحت للشعوب لغات مختلفة،
والتي منها صنفت اللغات السامية). ولهذا سميت بابل، لأن الرب هناك
بلبل لغة الناس جميعا، ومن هناك شتتهم الرب على وجه الأرض كلها".
لتكون بذلك هذه القصص الثلاثة الساقطة في كل المعايير الاخلاقية
والتاريخية، هيّ الأساس الذي بنيت عليه نظرية أنساب البشرية بعد
نوح، ولتكون بذلك السامية المشتقة من إسم سام إبن (نوح) المفترض
والوارد ذكره في شجرة أنساب (التوراة)، هيّ حاوية لغات كل الشعوب
التي تبلبلت ألسنها بكذبة الباطل الأخرى التي أطلقها (التوراتيون)
في القرن التاسع عشر. لأنها سلسلت لغات كل شعوب المنطقة ومن ضمنها
اللغة العربية بكل لهجاتها في ثلاثة حاويات (السامية والحامية
واليافثية). لتشطب من اللغات بعد ذلك الحامية واليافثية وتبقى
السامية وحيدة على مسرح اللغات. الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من كل
العلماء والباحثين والمؤرخين وخصوصا علماء الانساب واللغات للتوقف
عن إستخدام مصطلح السامية أو اللغات السامية لما في ذلك من تزوير
وتشويه لأساس الحضارات الإنسانية. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م