|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
آيات قرآنية
اليهود غير الذين هادوا من بني إسرائيل:
من مجمل ما تم تبيانه حتى الأن نستطيع القول بأن اليهودية إبتدأت
كمعتقد إسقاطي نبع من الزرادشتية (وقد أكدنا في مقالة سابقة
بعنوان: عين حورس تجلس على قمة الهرم في الدولار، بأنها تحولت إلى
العبادة الفرعونية التي مثلت عين حورس والهرم روحها، وهذه العبادة
هيّ التي تتربع اليوم على قمة النظام العالمي الجديد والشرعية
الدولية)، وإن حاول كهنة (التوراة) قولبتها كدين موسى الخاص
بالعشيرة مدعية نسب بني إسرائيل. لذلك من الخطأ القول بأن اليهودية
التي
قامت على الخرافة والأسطورة والقصص الصبيانية الساقطة أخلاقيا،
وعلى (الإله المتلون) الخاص والمهرول أمام العشيرة مدعية نسب بني
إسرائيل، على أنها هيّ ذاتها الرسالة التوحيدية التي أنزلت
على موسى عليه السلام، لأن ما أنزل على موسى هي رسالة الإسلام التي
أنزلت على جميع أنبياء ورسل الهداية. والآية- 84 من سورة يونس
واضحة في ذلك:" وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم
بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ". وهي
ذات الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه السلام، بحسب الآية-52 من
سورة آل عمران:" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ
مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ". لذلك علينا التمييز بين اليهودية التي أطلقها عزرا
وبين الذين هادوا من بني إسرائيل ممن إختصهم رب العزة بالعديد من
الآيات الكريمات في القرآن الكريم. فالذين هادوا هم قليل بني
إسرائيل من الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر، وآمنوا
برسالته بشكل متردد وهذا ما بينته الآية-153 من سورة النساء:"
فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ
بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ، اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا
مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا". وكذلك الآية-138 من سورة الأعراف
التي نصت على الآتي:" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ
فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ
قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ". لذلك نجد أن رب العزة خاطب
في كتابه الكريم الذين هادوا من بني إسرائيل بإسلوب
الخطاب التوجيهي أمراً ونهياً. كقول رب العزة في الآية-46 من سورة
النساء:"
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع
غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا
وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم
فلا يؤمنون إلا قليلا". وهذا ما أكدت عليه كذلك الآيتين الكريمتين
من سورة المائدة، فذكرت الأية-41 الآتي:" ياأيها الرسول لا يحزنك
الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن
قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك
يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم
تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك
الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في
الآخرة عذاب عظيم". كما ذكرت الآية-44 الآتي:" إنا أنزلنا التوراة
فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا
والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء
فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" {وفي هذا المقام علينا التميز
بين التوراة الحق الذي انزل على موسى عليه السلام وبين كتاب كهنة
بابل الذي كتبوه بأيديهم ويحتوي على كل الشرور الشيطانية وأسموه
(التوراة)}. فجميع هذه الآيات الكريمات تظهر أن إيمان الذين هادوا
من قليل بني إسرائيل من الذين آمنوا بالرسالة التي أنزلت على موسى
عليه السلام، كان ضعيفاَ ومتردداً بين قبول ورفض، ولم يكن بقناعة
وحسم وعودة حقيقية إلى الله للإستفادة من مغفرته.
فإن صدقوا الله في إيمانهم بما استحفظوا من كتاب الله (اي التوراة
الحق) فإن لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم، بحسب
الآية -62 من سورة البقرة:" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى
والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند
ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". ومن كل ذلك نفهم أن الذين
هادوا من بني إسرائيل عاشوا في مراحل مترددة بين إيمان وعصيان ثم
رجعة إلى الله وتوبة، فسموا بذلك هودا أي التائبين. والتهويد تعني
المشي الرُّويد والبطيء مثل الدَّبيب، لتصف واقع القليل المؤمن من
بني إسرائيل والمتردد في إيمانه، وليس بالضرورة تعني معتنقي يهودية
عزرا، هذا المعتقد الإسقاطي الذي ظهر بعد خروج بني إسرائيل من مصر
بما يقرب من ثمان مائة سنة. وقد رجح معظم اللغويين والمفسرين تسمية
هود تعود إلى التوبة والرجوع إِلى الحق، فهو هائدٌ، وقومٌ هُودٌ.
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك، أَي تُبْنا إِليك. إذن
التَّهَوُّدُ تعني التوبةُ والعمل الصالح وإن كانت بشكل متردد.
لذلك خاطبت الآيات القرآنية الذين هادوا من بني إسرائيل بالخطاب
التوجيهي أمراً ونهياً،
ولم تعني بأي حال من الأحوال جماعة عزرا من سارقي نسب بني إسرائيل،
ولا العابرين بين مسرورقات الشعوب والحضارات القديمة من
العبرانيين، ولا معتنقي المعتقد اليهودي من يهود الخزر أو غيرهم.
فهؤلاء قد حسم رب العزة مسيرتهم باللعنة والغضب والذم والتنديد بهم
وبكفرهم. وبذلك أَعتقِدْ أن الكثير من المفسرين قد وقعوا في إرباك
بين من هادوا وتابوا من قليل بني إسرائيل المؤمن والمتردد، وبين
اليهود الملعونين أتباع معتقد عزرا. فخضعوا لمعنى المدح من التهود
إن أحسن أصحابه من بني إسرائيل العودة إلى الله، ولم يدركوا أن هذا
المدح لا يعني غيرهم، والعلم عند الله. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م